الادعية تزودنا بمعرفة الله
وهكذا فان ادعية شهر رمضان، وخصوصاً دعاء الافتتاح تزودنا بمعرفة الله تبارك وتعالى، ومعرفة صفاته واسمائه. اما اذا قرأنا هذه الادعية دون ان نتوجه الى معانيها ونتدبر فيها، ودون ان نتعمق في كلماتها واصولها، ويسودنا الشعور باننا نقف امام خالقنا ومن بيده أمرنا ومصائرنا، فان قراءة هذه الادعية سوف تصبح بالنسبة الينا كقراءة الصحف والقصص، وحينئد سوف لا يكون الدعاء مدرسة لنا.
فلننظر في شهر رمضان الكريم كم درجة من التقوى ارتقينا، وكم مرتبة من الايمان ارتفعنا، وليكن جهد الواحد منا منصباً على الحصول على درجات أعلى. وهذا لايمكن إلاّ من خلال السعي المكثف، وقراءة الآيات القرآنية. فالقرآن هو مدرسة الانسان، وهو الذي يربي الانسان يرفعه الى مصاف الملائكة. فهو بصيرة للانسان تفتح امام عينيه آفاقاً لاتحد شريطة ان يقرأه قرآءة تدبر وتفكر واستلهام واستيحاء، لا ان يقرأه وقلبه تثقله الافعال والاغلال كما يقول عز وجل : « أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ » (محمد / 24)
فقبل كل شئ علينا ان نفتح هذه الاقفال من قلوبنا، ونخرجها من القوقعة التي وضعناها فيها هذه القوقعة التي يطلق عليها القرآن الكريم اسم (الغلف) في قوله عز وجل : « وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ » (البقرة / 88)؛ اي ان قلوب هؤلاء قد وضعت في ما يشبه (القمقم) ثم انغلق هذا القمقم عليها فهي لا تخرج منه، فالقلب الذي ينغلق بالشهوات ويصبح سجين الاوهام والخرافات لايمكنه ان يفهم شيئاً. فهو ينظر الى القرآن من زاوية هذه الشهوات والاهواء، وعبر منظار الاوهام والخرافات. وهذه حقيقة ملموسة لاسبيل الى انكارها.
source : sibtayn