مسؤولية الشاب تجاه غفلة الوالدين
يوصي أميرالمؤمنين علي عليه السلام الشباب الذين أهملوا من قبل والديهم ومربيهم بوصية مهمّة ينبغي أن يلتفت إليها الشباب ويعيرونها اهتماماً
______________________________
(1)- نهج البلاغة: 391، نامه 31؛ وسائل الشيعة: 21/ 478، باب 84، حديث 27635؛ بحار الأنوار: 74/ 220، باب 8، حديث 2.
(2)- من لا يحضره الفقيه: 2/ 621، باب الحقوق، حديث 3214؛ مكارم الأخلاق: 421، فصل 1؛ بحار الأنوار: 71/ 6، باب 1، حديث 1.
نظام العشرة فى المنظور الاسلامى،للعلامة انصاریان ص: 284
بالغاً ولا يعذروا أنفسهم في التحلي بالأدب والخلق الكريم بسبب إهمال وتساهل الوالدين ولا يسقطوا التكليف عن أنفسهم.
يقول الامام عليه السلام في هذه الوصية:
«يَا مَعْشَرَ الفِتيَانِ حَصِّنُوا أَعرَاضَكُمْ بِالْأَدَبِ وَدِينَكُمْ بِالعِلْمِ» «1».
علاج حب الزينة
إن على الآباء والأمّهات أن لا يعارضوا صفة حب الجمال والزينة عند فتيانهم بل يحسن أن ينصحوهم بلسان طيب وأخلاق حميدة ومنطق متقن كي لا يكون حبهم للجمال والزينة سبباً في ابتعادهم عن الروحانية وتحصيل المعرفة والانشغال بأمور عبثية والاندفاع نحو الشهوات والارتباط بأهل الفجور ومرتكبي الموبقات.
فيجب على الآباء والأمّهات والمربين أن يشجعوا الشباب في هذا العمر- الذي تبلغ فيه العواطف والمشاعر والغرائز والأميال ذروتها- على تزيين القلب والباطن، ثمّ يوفروا لهم أرضية تساعدهم على التمسك بالدين وتحصيل العلم والمعرفة والقيام ببعض الأعمال الناقصة كالزراعة والصناعة والتجارة والفنون النافعة كما يجب عليهم في هذا العمر- الذي يتلهف الشاب في بناء العلاقات مع أقرانه، فيبحث، شئنا أم أبينا، عن الصديق بين أقربائه وأقرانه وفي المدرسة والشارع- أن يرشدوه إلى بناء علاقة طيبة وأن يقتني صديقاً صالحاً، ويوضحوا له أن من بين أصدقائه وأقرانه ورفقائه من هو سبب في سعادته كما أن هناك من هو سبب في
______________________________
(1)- تاريخ يعقوبى: 152.
نظام العشرة فى المنظور الاسلامى،للعلامة انصاریان ص: 285
شقاءه، فلابدّ أن يحذر ويحتاط في علاقاته، حتى اذا التقى بالذين يسوقونه الى غير سبيل الهدى والفضيلة، يطردهم عن نفسه ويقطع علاقته بهم.
source : دار العرفان