الليلة الوحيدة في التأريخ
وقبل أن أوضح - قدر مستطاعي- مفهوم (القدر) وما جاء في القرآن الكريم حول هذا المفهوم، أحبّ أن أطرح هنا فكرة لعلّها جديدة بالنسبة لنا... وهي كما هو المفهوم من الرواية التالية أنّ ليلة القدر هي ليلة واحدة عبر التأريخ؛ أي أنّ في تأريخ الكون الذي يبلغ عمره - حسب تقديرات العلم الحديث - خمسة عشر ألف مليون سنة ليلةً واحدة اسمها "ليلة القدر"، وما يتكرّر في كلّ عام هو ذكرى هذه الليلة كما هو الحال في أيّة ذكرى أخرى بالإضافة إلى ان الله سبحانه يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء في كل ليلة من ليالي القدر المتكررة كل عام.
وفي هذه الليلة قدّر الله سبحانه وتعالى كلّ ما كان ويكون الى يوم القيامة. عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه قال: قال: لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليّ؛ أتَدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال: "إنَّ الله تبارك وتعالى قدّر فيها ما هو كائن الى يوم القيامة، فكان فيما قدَّر عزَّ وجل ولايتـك
وولاية الأئمة من ولدك الى يوم القيامة". ([66])
إنّ ليلة القدر هي ليلة التقدير، والليلة التي جرى فيها القلم على اللوح بكلّ شيء؛ بالمنايا والبلايا، بما يحدث وبما حدث، وبما كان وما يكون... وفي كلّ سنة تأتي ليلة تحاكي ليلة القدر الأصليّة وتوازيها وتذكّر بها. وحتى ليلة نـزول القرآن والوحي على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله - ولعلّها ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان فإنّها حكاية عن الليلة التي كانت عند الله تبارك وتعالى
source : sibtayn