اتجد في كل بداية شهر محرم الحرام تتبادل رسائل التهنئة والفرح والأمنيات بعام جديد وهذا ليس بصحيح لأمرين .
الأول : لأن فيه شماتةً بقتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام)
والثاني : أساسا لم يعبر في تقويم أهل البيت (عليهم السلام) عن تعيين بداية السنة ونهايتها في شهر محرم الحرام
فإن رأس السنة عند أهل البيت عليهم السلام هو "شهررمضان المبارك".
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) : وإن أوَّل كل سنة أول يوم من شهر رمضان(1).
و أيضا قال الامام الصادق عليه السلام:رأس السنة شهر رمضان (2).
وهذا هو التقويم الصحيح ، ولا غرابة بل إنّ الغريب أن لايكون شهرُ رمضان بداية السنة فنحنُ نعلم جميعاً أنّ الله تعالى
يقدّر للإنسان في ليلة القدر تقديرات سنة كاملة لحياته يكتب فيها الآجال والأرزاق والابتلاءات والعطاءات .
فإذا كانت ليلة القدر ليلة التقدير لسنة كاملة ، فمن الطبيعي أن يكون شهرها شهر رمضان هو التأريخ الصحيح لبداية السنة .
وأمّا بالنسبة للتاريخ الصحيح للهجرة النبوية إذا أردنا أن نضع تقويماً هجرياً بحيث يبدأ من ذكرى هجرة النَّبي الأعظم،
فالهجرة كانتْ في شهر ربيع الأوّل وليسَ شهر مُحرّم ومن جعل التقويم السنوي يبدأ في مُحرّم هو عمر بن الخطاب(3) .
المصدر : مصباح المتهجد لشيخ الطوسي المتوفي سنة 460 من الهجره ص 790
ثم جاء يزيد الأموي ومن بعده حكّام بني أمية فأكدوا على كون مُحرَّم الحرام هو بداية السَّنة الهجريّة؛ ليصرفوا الرأي العام عن إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السلام ،أضف إلى أن الفرح في يوم رأس السنة يُعتبر شماتة بمقتل الإمام الحسين عليه السلام، وصرف أنظار عن ذكرى الحزن والمصيبة..!
******************************
1-إقبال الأعمال لسيد ابن طاوس ، ص192
2-تهذيب الاحكام لشيخ الطوسي ، ج 4 ،ص 333
3-مصباح المتهجد لشيخ الطوسي ص 790