عربي
Saturday 21st of December 2024
0
نفر 0

احوال النبی ص

احوال النبی ص

جمل من أحواله و أخلاقه ص‌
من كتاب النبوة عن علي ع قال‌ما صافح رسول الله أحدا قط فنزع ص يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده و ما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف و ما نازعه أحد الحديث فيسكت حتى يكون هو الذي يسكت و ما رئي مقدما رجله بين يدي جليس له قط و لا خير بين أمرين إلا أخذ بأشدهما و ما انتصر لنفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك و تعالى و ما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا و ما سئل شيئا قط فقال لا و ما رد سائل حاجة قط إلا بها أو بميسور من القول و كان أخف الناس صلاة في تمام و كان أقصر الناس خطبة و أقلهم هذرا و كان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل و كان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ و آخر من يرفع يده و كان إذا أكل أكل مما يليه فإذا كان الرطب و التمر جالت يده و إذا شرب شرب ثلاثة أنفاس و كان يمص الماء مصا و لا يعبه عبا و كان يمينه لطعامه و شرابه و أخذه و إعطائه فكان لا يأخذ إلا بيمينه و لا يعطي إلا بيمينه و كان شماله لما سوى ذلك من بدنه و كان يحب التيمن في كل أموره في لبسه و تنعله و ترجله و كان إذا دعا دعا ثلاثا و إذا تكلم تكلم وترا و إذا استأذن استأذن ثلاثا و كان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه و إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه و إذا رأيته قلت أفلج الثنيتين و ليس بأفلج و كان نظره اللحظ بعينه و كان لا يكلم أحدا بشي‌ء يكرهه و كان إذا مشى كأنما ينحط من صبب و كان يقول إن خياركم أحسنكم أخلاقا و كان لا يذم ذواقا و لا يمدحه و لا يتنازع أصحابه الحديث عنده و كان المحدث عنه يقول لم أر بعيني مثله قبله و لا بعده ص‌
عن أبي عبد الله ع قال‌إن رسول الله ص إذا رئي في الليلة الظلماء
مكارم‌الأخلاق ص : 24
رئي له نور كأنه شقة قمر
و عنه ع قال‌نزل جبرئيل على رسول الله ص فقال إن الله جل جلاله يقرئك السلام و يقول لك هذه بطحاء مكة إن شئت أن تكون لك ذهبا قال فنظر النبي ص إلى السماء ثلاثا ثم قال لا يا رب و لكن أشبع يوما فأحمدك و أجوع يوما فأسألك‌
و عنه ع قال‌كان رسول الله ص يحلب عنز أهله‌
و عنه ع قال قال رسول الله ص‌لست أدع ركوب الحمار مؤكفا و الأكل على الحصير مع العبيد و مناولة السائل بيدي‌
عن جابر بن عبد الله قال‌كان في رسول الله ص خصال لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه و ريح عرقه و لم يكن يمر بحجر و لا شجر إلا سجد له‌
عن ثابت بن أنس بن مالك قال‌إن رسول الله ص كان أزهر اللون كان لونه اللؤلؤ و إذا مشى تكفأ و ما شممت رائحة مسك و لا عنبر أطيب من رائحته و لا مسست ديباجا و لا حريرا ألين من كف رسول الله كان أخف الناس صلاة في تمام‌
عن جرير بن عبد الله قال‌لما بعث النبي أتيته لأبايعه فقال لي يا جرير لأي شي‌ء جئت قال قلت لأسلم على يديك يا رسول الله فألقى لي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‌
عن أبي عبد الله ع قال‌إن رسول الله ص واعد رجلا إلى الصخرة فقال أنا لك هنا حتى تأتي قال فاشتدت الشمس عليه فقال له أصحابه يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل قال وعدته هاهنا و إن لم يجي‌ء كان منه الجشر
عن عائشة قالت‌قلت رسول الله إنك إذا دخلت الخلاء فخرجت دخلت‌
مكارم‌الأخلاق ص : 25
في أثرك فلم أر شيئا خرج منك غير أني أجد رائحة المسك قال يا عائشة إنا معشر الأنبياء بنيت أجسادنا على أرواح أهل الجنة فما خرج منا من شي‌ء ابتلعته الأرض‌
عن ابن عباس قال‌إن رسول الله ص دخل عليه عمر و هو على حصير قد أثر في جنبيه فقال يا نبي الله لو اتخذت فراشا فقال ص ما لي و للدنيا و ما مثلي و مثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح و تركها
عن ابن عباس قال‌إن رسول الله ص توفي و درعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله‌
عن أبي رافع قال سمعت رسول الله ص يقول‌إذا سميتم محمدا فلا تقبحوه و لا تجبهوه و لا تضربوه بورك لبيت فيه محمد و مجلس فيه محمد و رفقة فيها محمد
في جلوسه ص و أمر أصحابه في آداب الجلوس‌
و كان رسول الله ص يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو يسميه فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول ص لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته و يبلغ سرور أهله فيه و لا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده‌
و دخل عليه ص رجل المسجد و هو جالس وحده فتزحزح له ص فقال الرجل في المكان سعة يا رسول الله فقال ص إن حق المسلم على المسلم إذا رآه يريد الجلوس إليه أن يتزحزح له‌
و روي أن رسول الله ص قال‌من أحب أن يمثل له الرجال فليتبوأ مقعده‌
مكارم‌الأخلاق ص : 26
من النار
و قال ص‌لا تقوموا كما يقوم الأعاجم بعضهم لبعض و لا بأس بأن يتخلل عن مكانه‌
روي عن أبي عبد الله من كتاب المحاسن قال‌كان رسول الله ص إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس حين يدخل‌
و روي عنه ع قال‌كان رسول الله ص أكثر ما يجلس تجاه القبلة
و روي عنه ع أن رسول الله ص قال‌إذا أتى أحدكم مجلسا فليجلس حيث ما انتهى مجلسه‌
و روي أن رسول الله ص قال‌إذا قام أحدكم من مجلسه منصرفا فليسلم فليست الأولى بأولى من الأخرى‌
و روي عنه ع أنه قال‌إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع فهو أولى بمكانه‌
و روي عن النبي ص أنه قال‌أعطوا المجالس حقها قيل و ما حقها قال غضوا أبصاركم و ردوا السلام و أرشدوا الأعمى و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر
عن أبي أمامة قال‌كان رسول الله ص إذا جلس جلس القرفصاء
من كتاب المحاسن‌كان النبي ص يجلس ثلاثا يجلس القرفصاء و هو أن يقيم ساقيه و يستقلهما بيديه فيشد يده في ذراعيه و كان يجثو على ركبتيه و كان يثني رجلا واحدا و يبسط عليها الأخرى و لم ير متربعا قط و كان يجثو على ركبتيه و لا يتكي‌
الفصل الثالث في صفة أخلاقه ص في مطعمه‌
من كتاب مواليد الصادقين‌كان رسول الله ص يأكل كل الأصناف من الطعام و كان يأكل ما أحل الله له مع أهله و خدمه إذا أكلوا و مع من يدعوه من‌
مكارم‌الأخلاق ص : 27
المسلمين على الأرض و على ما أكلوا عليه و مما أكلوا إلا أن ينزل بهم ضيف فيأكل مع ضيفه و كان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف و لقد قال ذات يوم و عنده أصحابه اللهم إنا نسألك من فضلك و رحمتك اللذين لا يملكهما غيرك فبينما هم كذلك إذ أهدي إلى النبي ص شاة مشوية فقال خذوا هذا من فضل الله و نحن ننتظر رحمته و كان النبي ص إذا وضعت المائدة بين يديه قال بسم الله اللهم اجعلها نعمة مشكورة نصل بها نعمة الجنة و كان كثيرا إذا جلس ليأكل يأكل ما بين يديه و يجمع ركبتيه و قدميه كما يجلس المصلي في اثنتين إلا أن الركبة فوق الركبة و القدم على القدم و يقول ص أنا عبد آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد
عن أبي عبد الله ع قال‌ما أكل رسول الله متكئا منذ بعثه الله عز و جل نبيا حتى قبضه الله إليه متواضعا لله عز و جل و كان ص إذا وضع يده في الطعام قال بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا و عليك خلفه‌
من مجموع أبي عن الصادق عن آبائه ع‌أن رسول الله ص كان إذا أفطر قال اللهم لك صمنا و على رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظمأ و ابتلت العروق و بقي الأجر
و قال ع‌كان رسول الله ص إذا أكل عند قوم قال أفطر عندكم الصائمون و أكل طعامكم الأبرار
و قال‌دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره‌
و قد جاءت الروايةأن النبي ص كان يفطر على التمر و كان إذا وجد السكر أفطر عليه‌
عن الصادق ع‌أن رسول الله ص كان يفطر على الحلو فإذا لم يجده يفطر على الماء الفاتر و كان يقول إنه ينقي الكبد و المعدة و يطيب النكهة و الفم و يقوي الأضراس و الحدق و يحد الناظر و يغسل الذنوب غسلا و يسكن العروق الهائجة و المرة
مكارم‌الأخلاق ص : 28
الغالبة و يقطع البلغم و يطفي الحرارة عن المعدة و يذهب بالصداع و كان ص لا يأكل الحار حتى يبرد و يقول إن الله لا يطعمنا نارا إن الطعام الحار غير ذي بركة فأبردوه و كان ص إذا أكل سمى و يأكل بثلاث أصابع و مما يليه و لا يتناول من بين يدي غيره و يؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم يشرعون و كان يأكل بأصابعه الثلاث الإبهام و التي تليها و الوسطى و ربما استعان بالرابعة و كان ص يأكل بكفها كلها و لم يأكل بإصبعين و يقول إن الأكل بإصبعين هو أكلة الشيطان و لقد جاءه بعض أصحابه يوما بفالوذج فأكل منه و قال مم هذا يا أبا عبد الله فقال بأبي أنت و أمي نجعل السمن و العسل في البرمة و نضعها على النار ثم نقليه ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه على السمن و العسل ثم نسوطه حتى ينضج فيأتي كما ترى فقال ص إن هذا الطعام طيب و لقد كان يأكل الشعير غير منخول خبزا أو عصيدة في حالة كل ذلك كان يأكله ص‌
و من كتاب روضة الواعظين قال العيص بن القاسم‌قلت للصادق ع حديث يروى عن أبيك أنه قال ما شبع رسول الله ص من خبز بر قط أ هو صحيح فقال لا ما أكل رسول الله خبز بر قط و لا شبع من خبز شعير قط
و قالت عائشةما شبع رسول الله ص من خبز الشعير يومين حتى مات‌
و روي‌أن رسول الله ص لم يأكل على خوان قط حتى مات و لا أكل خبزا مرققا حتى مات‌
مكارم‌الأخلاق ص : 29
و قالت عائشةما زالت الدنيا علينا عسرة كدرة حتى قبض رسول الله ص فلما قبض صبت الدنيا علينا صبا
و من كتاب النبوة عن أبي عبد الله ع قال‌ما زال طعام رسول الله الشعير حتى قبضه الله إليه‌
عن أنس قال‌كان رسول الله ص يجيب دعوة المملوك و يردفه خلفه و يضع طعامه على الأرض و كان يأكل القثاء بالرطب و القثاء بالملح و كان يأكل الفاكهة الرطبة و كان أحبها إليه البطيخ و العنب و كان يأكل البطيخ بالخبز و ربما أكل بالسكر و كان ص ربما أكل البطيخ بالرطب و يستعين باليدين جميعا و لقد جلس يوما يأكل رطبا فأكل بيمينه و أمسك النوى بيساره و لم يلقه في الأرض فمرت به شاة قريبة منه فأشار إليها بالنوى الذي في كفه فدنت إليه و جعلت تأكل من كفه اليسرى و يأكل هو بيمينه و يلقي إليها النوى حتى فرغ و انصرفت الشاة حينئذ
و كان ص إذا كان صائما يفطر على الرطب في زمانه و كان ربما أكل العنب حبة حبة و كان ص ربما أكله خرطا حتى يرى رواله على لحيته كتحدر اللؤلؤ و الروال الماء الذي يخرج من تحت القشر.
و كان ص يأكل الحيس و كان يأكل التمر و يشرب عليه الماء و كان التمر و الماء أكثر طعامه.
و كان ص يتمجع باللبن و التمر و يسميهما الأطيبين و كان يأكل العصيدة من الشعير بإهالة الشحم و كان ص يأكل الهريسة أكثر ما يأكل و يتسحر بها و كان جبرئيل قد جاءه بها من الجنة فتسحر بها و كان ص يأكل في بيته مما يأكل الناس
مكارم‌الأخلاق ص : 30
و كان ص يأكل اللحم طبيخا بالخبز و يأكله مشويا بالخبز و كان يأكل القديد وحده و ربما أكله بالخبز و كان أحب الطعام إليه اللحم‌و يقول‌هو يزيد في السمع و البصر
و كان يقول ص‌اللحم سيد الطعام في الدنيا و الآخرة و لو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل و كان ص يأكل الثريد باللحم و القرع و يقول إنها شجرة أخي يونس.
و كان ص يعجبه الدباء و يلتقطه من الصحفة و كان ص يأكل الدجاج و لحم الوحش و لحم الطير الذي يصاد و كان لا يبتاعه و لا يصيده و يحب أن يصاد له و يؤتى به مصنوعا فيأكله أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله.
و كان إذا أكل اللحم لم يطأطئ رأسه إليه و يرفعه إلى فيه ثم ينتهشه انتهاشا و كان يأكل الخبز و السمن و كان يحب من الشاة الذراع و الكتف و من الصباغ الخل و من البقول الهندباء و الباذروج و بقلة الأنصار و يقال إنها الكرنب و كان ص لا يأكل الثوم و لا البصل و لا الكراث و لا العسل الذي فيه المغافير و هو ما يبقى من الشجر في بطون النحل فيلقيه في العسل فيبقى ريح في الفم.
و ما ذم رسول الله طعاما قط كان إذا أعجبه أكله و إذا كرهه تركه و كان ص إذا عاف شيئا فإنه لا يحرمه على غيره و لا يبغضه إليه‌و كان ص يلحس الصحفة و يقول آخر الصحفة أعظم الطعام بركة
و كان ص إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها فإن بقي فيها شي‌ء عاوده فلعقها حتى تتنظف‌و لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه واحدة واحدة و يقول إنه لا يدري في أي الأصابع البركة.
مكارم‌الأخلاق ص : 31
و كان ص يأكل البرد و يتفقد ذلك أصحابه فيلتقطونه له فيأكله و يقول إنه يذهب بأكلة الأسنان و كان ص يغسل يديه من الطعام حتى ينقيهما فلا يوجد لما أكل ريح.
و كان ص إذا أكل الخبز و اللحم خاصة غسل يديه غسلا جيدا ثم مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه‌و كان لا يأكل وحده ما يمكنه و قال أ لا أنبئكم بشراركم قالوا بلى قال من أكل وحده و ضرب عبده و منع رفده‌
جمل من أحواله و أخلاقه ص‌
من كتاب النبوة عن علي ع قال‌ما صافح رسول الله أحدا قط فنزع ص يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده و ما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف و ما نازعه أحد الحديث فيسكت حتى يكون هو الذي يسكت و ما رئي مقدما رجله بين يدي جليس له قط و لا خير بين أمرين إلا أخذ بأشدهما و ما انتصر لنفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك و تعالى و ما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا و ما سئل شيئا قط فقال لا و ما رد سائل حاجة قط إلا بها أو بميسور من القول و كان أخف الناس صلاة في تمام و كان أقصر الناس خطبة و أقلهم هذرا و كان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل و كان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ و آخر من يرفع يده و كان إذا أكل أكل مما يليه فإذا كان الرطب و التمر جالت يده و إذا شرب شرب ثلاثة أنفاس و كان يمص الماء مصا و لا يعبه عبا و كان يمينه لطعامه و شرابه و أخذه و إعطائه فكان لا يأخذ إلا بيمينه و لا يعطي إلا بيمينه و كان شماله لما سوى ذلك من بدنه و كان يحب التيمن في كل أموره في لبسه و تنعله و ترجله و كان إذا دعا دعا ثلاثا و إذا تكلم تكلم وترا و إذا استأذن استأذن ثلاثا و كان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه و إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه و إذا رأيته قلت أفلج الثنيتين و ليس بأفلج و كان نظره اللحظ بعينه و كان لا يكلم أحدا بشي‌ء يكرهه و كان إذا مشى كأنما ينحط من صبب و كان يقول إن خياركم أحسنكم أخلاقا و كان لا يذم ذواقا و لا يمدحه و لا يتنازع أصحابه الحديث عنده و كان المحدث عنه يقول لم أر بعيني مثله قبله و لا بعده ص‌
عن أبي عبد الله ع قال‌إن رسول الله ص إذا رئي في الليلة الظلماء
مكارم‌الأخلاق ص : 24
رئي له نور كأنه شقة قمر
و عنه ع قال‌نزل جبرئيل على رسول الله ص فقال إن الله جل جلاله يقرئك السلام و يقول لك هذه بطحاء مكة إن شئت أن تكون لك ذهبا قال فنظر النبي ص إلى السماء ثلاثا ثم قال لا يا رب و لكن أشبع يوما فأحمدك و أجوع يوما فأسألك‌
و عنه ع قال‌كان رسول الله ص يحلب عنز أهله‌
و عنه ع قال قال رسول الله ص‌لست أدع ركوب الحمار مؤكفا و الأكل على الحصير مع العبيد و مناولة السائل بيدي‌
عن جابر بن عبد الله قال‌كان في رسول الله ص خصال لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه و ريح عرقه و لم يكن يمر بحجر و لا شجر إلا سجد له‌
عن ثابت بن أنس بن مالك قال‌إن رسول الله ص كان أزهر اللون كان لونه اللؤلؤ و إذا مشى تكفأ و ما شممت رائحة مسك و لا عنبر أطيب من رائحته و لا مسست ديباجا و لا حريرا ألين من كف رسول الله كان أخف الناس صلاة في تمام‌
عن جرير بن عبد الله قال‌لما بعث النبي أتيته لأبايعه فقال لي يا جرير لأي شي‌ء جئت قال قلت لأسلم على يديك يا رسول الله فألقى لي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‌
عن أبي عبد الله ع قال‌إن رسول الله ص واعد رجلا إلى الصخرة فقال أنا لك هنا حتى تأتي قال فاشتدت الشمس عليه فقال له أصحابه يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل قال وعدته هاهنا و إن لم يجي‌ء كان منه الجشر
عن عائشة قالت‌قلت رسول الله إنك إذا دخلت الخلاء فخرجت دخلت‌
مكارم‌الأخلاق ص : 25
في أثرك فلم أر شيئا خرج منك غير أني أجد رائحة المسك قال يا عائشة إنا معشر الأنبياء بنيت أجسادنا على أرواح أهل الجنة فما خرج منا من شي‌ء ابتلعته الأرض‌
عن ابن عباس قال‌إن رسول الله ص دخل عليه عمر و هو على حصير قد أثر في جنبيه فقال يا نبي الله لو اتخذت فراشا فقال ص ما لي و للدنيا و ما مثلي و مثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح و تركها
عن ابن عباس قال‌إن رسول الله ص توفي و درعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله‌
عن أبي رافع قال سمعت رسول الله ص يقول‌إذا سميتم محمدا فلا تقبحوه و لا تجبهوه و لا تضربوه بورك لبيت فيه محمد و مجلس فيه محمد و رفقة فيها محمد
في جلوسه ص و أمر أصحابه في آداب الجلوس‌
و كان رسول الله ص يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو يسميه فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول ص لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته و يبلغ سرور أهله فيه و لا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده‌
و دخل عليه ص رجل المسجد و هو جالس وحده فتزحزح له ص فقال الرجل في المكان سعة يا رسول الله فقال ص إن حق المسلم على المسلم إذا رآه يريد الجلوس إليه أن يتزحزح له‌
و روي أن رسول الله ص قال‌من أحب أن يمثل له الرجال فليتبوأ مقعده‌
مكارم‌الأخلاق ص : 26
من النار
و قال ص‌لا تقوموا كما يقوم الأعاجم بعضهم لبعض و لا بأس بأن يتخلل عن مكانه‌
روي عن أبي عبد الله من كتاب المحاسن قال‌كان رسول الله ص إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس حين يدخل‌
و روي عنه ع قال‌كان رسول الله ص أكثر ما يجلس تجاه القبلة
و روي عنه ع أن رسول الله ص قال‌إذا أتى أحدكم مجلسا فليجلس حيث ما انتهى مجلسه‌
و روي أن رسول الله ص قال‌إذا قام أحدكم من مجلسه منصرفا فليسلم فليست الأولى بأولى من الأخرى‌
و روي عنه ع أنه قال‌إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع فهو أولى بمكانه‌
و روي عن النبي ص أنه قال‌أعطوا المجالس حقها قيل و ما حقها قال غضوا أبصاركم و ردوا السلام و أرشدوا الأعمى و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر
عن أبي أمامة قال‌كان رسول الله ص إذا جلس جلس القرفصاء
من كتاب المحاسن‌كان النبي ص يجلس ثلاثا يجلس القرفصاء و هو أن يقيم ساقيه و يستقلهما بيديه فيشد يده في ذراعيه و كان يجثو على ركبتيه و كان يثني رجلا واحدا و يبسط عليها الأخرى و لم ير متربعا قط و كان يجثو على ركبتيه و لا يتكي‌
الفصل الثالث في صفة أخلاقه ص في مطعمه‌
من كتاب مواليد الصادقين‌كان رسول الله ص يأكل كل الأصناف من الطعام و كان يأكل ما أحل الله له مع أهله و خدمه إذا أكلوا و مع من يدعوه من‌
مكارم‌الأخلاق ص : 27
المسلمين على الأرض و على ما أكلوا عليه و مما أكلوا إلا أن ينزل بهم ضيف فيأكل مع ضيفه و كان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف و لقد قال ذات يوم و عنده أصحابه اللهم إنا نسألك من فضلك و رحمتك اللذين لا يملكهما غيرك فبينما هم كذلك إذ أهدي إلى النبي ص شاة مشوية فقال خذوا هذا من فضل الله و نحن ننتظر رحمته و كان النبي ص إذا وضعت المائدة بين يديه قال بسم الله اللهم اجعلها نعمة مشكورة نصل بها نعمة الجنة و كان كثيرا إذا جلس ليأكل يأكل ما بين يديه و يجمع ركبتيه و قدميه كما يجلس المصلي في اثنتين إلا أن الركبة فوق الركبة و القدم على القدم و يقول ص أنا عبد آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد
عن أبي عبد الله ع قال‌ما أكل رسول الله متكئا منذ بعثه الله عز و جل نبيا حتى قبضه الله إليه متواضعا لله عز و جل و كان ص إذا وضع يده في الطعام قال بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا و عليك خلفه‌
من مجموع أبي عن الصادق عن آبائه ع‌أن رسول الله ص كان إذا أفطر قال اللهم لك صمنا و على رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظمأ و ابتلت العروق و بقي الأجر
و قال ع‌كان رسول الله ص إذا أكل عند قوم قال أفطر عندكم الصائمون و أكل طعامكم الأبرار
و قال‌دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره‌
و قد جاءت الروايةأن النبي ص كان يفطر على التمر و كان إذا وجد السكر أفطر عليه‌
عن الصادق ع‌أن رسول الله ص كان يفطر على الحلو فإذا لم يجده يفطر على الماء الفاتر و كان يقول إنه ينقي الكبد و المعدة و يطيب النكهة و الفم و يقوي الأضراس و الحدق و يحد الناظر و يغسل الذنوب غسلا و يسكن العروق الهائجة و المرة
مكارم‌الأخلاق ص : 28
الغالبة و يقطع البلغم و يطفي الحرارة عن المعدة و يذهب بالصداع و كان ص لا يأكل الحار حتى يبرد و يقول إن الله لا يطعمنا نارا إن الطعام الحار غير ذي بركة فأبردوه و كان ص إذا أكل سمى و يأكل بثلاث أصابع و مما يليه و لا يتناول من بين يدي غيره و يؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم يشرعون و كان يأكل بأصابعه الثلاث الإبهام و التي تليها و الوسطى و ربما استعان بالرابعة و كان ص يأكل بكفها كلها و لم يأكل بإصبعين و يقول إن الأكل بإصبعين هو أكلة الشيطان و لقد جاءه بعض أصحابه يوما بفالوذج فأكل منه و قال مم هذا يا أبا عبد الله فقال بأبي أنت و أمي نجعل السمن و العسل في البرمة و نضعها على النار ثم نقليه ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه على السمن و العسل ثم نسوطه حتى ينضج فيأتي كما ترى فقال ص إن هذا الطعام طيب و لقد كان يأكل الشعير غير منخول خبزا أو عصيدة في حالة كل ذلك كان يأكله ص‌
و من كتاب روضة الواعظين قال العيص بن القاسم‌قلت للصادق ع حديث يروى عن أبيك أنه قال ما شبع رسول الله ص من خبز بر قط أ هو صحيح فقال لا ما أكل رسول الله خبز بر قط و لا شبع من خبز شعير قط
و قالت عائشةما شبع رسول الله ص من خبز الشعير يومين حتى مات‌
و روي‌أن رسول الله ص لم يأكل على خوان قط حتى مات و لا أكل خبزا مرققا حتى مات‌
مكارم‌الأخلاق ص : 29
و قالت عائشةما زالت الدنيا علينا عسرة كدرة حتى قبض رسول الله ص فلما قبض صبت الدنيا علينا صبا
و من كتاب النبوة عن أبي عبد الله ع قال‌ما زال طعام رسول الله الشعير حتى قبضه الله إليه‌
عن أنس قال‌كان رسول الله ص يجيب دعوة المملوك و يردفه خلفه و يضع طعامه على الأرض و كان يأكل القثاء بالرطب و القثاء بالملح و كان يأكل الفاكهة الرطبة و كان أحبها إليه البطيخ و العنب و كان يأكل البطيخ بالخبز و ربما أكل بالسكر و كان ص ربما أكل البطيخ بالرطب و يستعين باليدين جميعا و لقد جلس يوما يأكل رطبا فأكل بيمينه و أمسك النوى بيساره و لم يلقه في الأرض فمرت به شاة قريبة منه فأشار إليها بالنوى الذي في كفه فدنت إليه و جعلت تأكل من كفه اليسرى و يأكل هو بيمينه و يلقي إليها النوى حتى فرغ و انصرفت الشاة حينئذ
و كان ص إذا كان صائما يفطر على الرطب في زمانه و كان ربما أكل العنب حبة حبة و كان ص ربما أكله خرطا حتى يرى رواله على لحيته كتحدر اللؤلؤ و الروال الماء الذي يخرج من تحت القشر.
و كان ص يأكل الحيس و كان يأكل التمر و يشرب عليه الماء و كان التمر و الماء أكثر طعامه.
و كان ص يتمجع باللبن و التمر و يسميهما الأطيبين و كان يأكل العصيدة من الشعير بإهالة الشحم و كان ص يأكل الهريسة أكثر ما يأكل و يتسحر بها و كان جبرئيل قد جاءه بها من الجنة فتسحر بها و كان ص يأكل في بيته مما يأكل الناس
مكارم‌الأخلاق ص : 30
و كان ص يأكل اللحم طبيخا بالخبز و يأكله مشويا بالخبز و كان يأكل القديد وحده و ربما أكله بالخبز و كان أحب الطعام إليه اللحم‌و يقول‌هو يزيد في السمع و البصر
و كان يقول ص‌اللحم سيد الطعام في الدنيا و الآخرة و لو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل و كان ص يأكل الثريد باللحم و القرع و يقول إنها شجرة أخي يونس.
و كان ص يعجبه الدباء و يلتقطه من الصحفة و كان ص يأكل الدجاج و لحم الوحش و لحم الطير الذي يصاد و كان لا يبتاعه و لا يصيده و يحب أن يصاد له و يؤتى به مصنوعا فيأكله أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله.
و كان إذا أكل اللحم لم يطأطئ رأسه إليه و يرفعه إلى فيه ثم ينتهشه انتهاشا و كان يأكل الخبز و السمن و كان يحب من الشاة الذراع و الكتف و من الصباغ الخل و من البقول الهندباء و الباذروج و بقلة الأنصار و يقال إنها الكرنب و كان ص لا يأكل الثوم و لا البصل و لا الكراث و لا العسل الذي فيه المغافير و هو ما يبقى من الشجر في بطون النحل فيلقيه في العسل فيبقى ريح في الفم.
و ما ذم رسول الله طعاما قط كان إذا أعجبه أكله و إذا كرهه تركه و كان ص إذا عاف شيئا فإنه لا يحرمه على غيره و لا يبغضه إليه‌و كان ص يلحس الصحفة و يقول آخر الصحفة أعظم الطعام بركة
و كان ص إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها فإن بقي فيها شي‌ء عاوده فلعقها حتى تتنظف‌و لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه واحدة واحدة و يقول إنه لا يدري في أي الأصابع البركة.
مكارم‌الأخلاق ص : 31
و كان ص يأكل البرد و يتفقد ذلك أصحابه فيلتقطونه له فيأكله و يقول إنه يذهب بأكلة الأسنان و كان ص يغسل يديه من الطعام حتى ينقيهما فلا يوجد لما أكل ريح.
و كان ص إذا أكل الخبز و اللحم خاصة غسل يديه غسلا جيدا ثم مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه‌و كان لا يأكل وحده ما يمكنه و قال أ لا أنبئكم بشراركم قالوا بلى قال من أكل وحده و ضرب عبده و منع رفده‌
جمل من أحواله و أخلاقه ص‌
من كتاب النبوة عن علي ع قال‌ما صافح رسول الله أحدا قط فنزع ص يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده و ما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف و ما نازعه أحد الحديث فيسكت حتى يكون هو الذي يسكت و ما رئي مقدما رجله بين يدي جليس له قط و لا خير بين أمرين إلا أخذ بأشدهما و ما انتصر لنفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك و تعالى و ما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا و ما سئل شيئا قط فقال لا و ما رد سائل حاجة قط إلا بها أو بميسور من القول و كان أخف الناس صلاة في تمام و كان أقصر الناس خطبة و أقلهم هذرا و كان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل و كان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ و آخر من يرفع يده و كان إذا أكل أكل مما يليه فإذا كان الرطب و التمر جالت يده و إذا شرب شرب ثلاثة أنفاس و كان يمص الماء مصا و لا يعبه عبا و كان يمينه لطعامه و شرابه و أخذه و إعطائه فكان لا يأخذ إلا بيمينه و لا يعطي إلا بيمينه و كان شماله لما سوى ذلك من بدنه و كان يحب التيمن في كل أموره في لبسه و تنعله و ترجله و كان إذا دعا دعا ثلاثا و إذا تكلم تكلم وترا و إذا استأذن استأذن ثلاثا و كان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه و إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه و إذا رأيته قلت أفلج الثنيتين و ليس بأفلج و كان نظره اللحظ بعينه و كان لا يكلم أحدا بشي‌ء يكرهه و كان إذا مشى كأنما ينحط من صبب و كان يقول إن خياركم أحسنكم أخلاقا و كان لا يذم ذواقا و لا يمدحه و لا يتنازع أصحابه الحديث عنده و كان المحدث عنه يقول لم أر بعيني مثله قبله و لا بعده ص‌
عن أبي عبد الله ع قال‌إن رسول الله ص إذا رئي في الليلة الظلماء
مكارم‌الأخلاق ص : 24
رئي له نور كأنه شقة قمر
و عنه ع قال‌نزل جبرئيل على رسول الله ص فقال إن الله جل جلاله يقرئك السلام و يقول لك هذه بطحاء مكة إن شئت أن تكون لك ذهبا قال فنظر النبي ص إلى السماء ثلاثا ثم قال لا يا رب و لكن أشبع يوما فأحمدك و أجوع يوما فأسألك‌
و عنه ع قال‌كان رسول الله ص يحلب عنز أهله‌
و عنه ع قال قال رسول الله ص‌لست أدع ركوب الحمار مؤكفا و الأكل على الحصير مع العبيد و مناولة السائل بيدي‌
عن جابر بن عبد الله قال‌كان في رسول الله ص خصال لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه و ريح عرقه و لم يكن يمر بحجر و لا شجر إلا سجد له‌
عن ثابت بن أنس بن مالك قال‌إن رسول الله ص كان أزهر اللون كان لونه اللؤلؤ و إذا مشى تكفأ و ما شممت رائحة مسك و لا عنبر أطيب من رائحته و لا مسست ديباجا و لا حريرا ألين من كف رسول الله كان أخف الناس صلاة في تمام‌
عن جرير بن عبد الله قال‌لما بعث النبي أتيته لأبايعه فقال لي يا جرير لأي شي‌ء جئت قال قلت لأسلم على يديك يا رسول الله فألقى لي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‌
عن أبي عبد الله ع قال‌إن رسول الله ص واعد رجلا إلى الصخرة فقال أنا لك هنا حتى تأتي قال فاشتدت الشمس عليه فقال له أصحابه يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل قال وعدته هاهنا و إن لم يجي‌ء كان منه الجشر
عن عائشة قالت‌قلت رسول الله إنك إذا دخلت الخلاء فخرجت دخلت‌
مكارم‌الأخلاق ص : 25
في أثرك فلم أر شيئا خرج منك غير أني أجد رائحة المسك قال يا عائشة إنا معشر الأنبياء بنيت أجسادنا على أرواح أهل الجنة فما خرج منا من شي‌ء ابتلعته الأرض‌
عن ابن عباس قال‌إن رسول الله ص دخل عليه عمر و هو على حصير قد أثر في جنبيه فقال يا نبي الله لو اتخذت فراشا فقال ص ما لي و للدنيا و ما مثلي و مثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح و تركها
عن ابن عباس قال‌إن رسول الله ص توفي و درعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله‌
عن أبي رافع قال سمعت رسول الله ص يقول‌إذا سميتم محمدا فلا تقبحوه و لا تجبهوه و لا تضربوه بورك لبيت فيه محمد و مجلس فيه محمد و رفقة فيها محمد
في جلوسه ص و أمر أصحابه في آداب الجلوس‌
و كان رسول الله ص يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو يسميه فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول ص لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته و يبلغ سرور أهله فيه و لا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده‌
و دخل عليه ص رجل المسجد و هو جالس وحده فتزحزح له ص فقال الرجل في المكان سعة يا رسول الله فقال ص إن حق المسلم على المسلم إذا رآه يريد الجلوس إليه أن يتزحزح له‌
و روي أن رسول الله ص قال‌من أحب أن يمثل له الرجال فليتبوأ مقعده‌
مكارم‌الأخلاق ص : 26
من النار
و قال ص‌لا تقوموا كما يقوم الأعاجم بعضهم لبعض و لا بأس بأن يتخلل عن مكانه‌
روي عن أبي عبد الله من كتاب المحاسن قال‌كان رسول الله ص إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس حين يدخل‌
و روي عنه ع قال‌كان رسول الله ص أكثر ما يجلس تجاه القبلة
و روي عنه ع أن رسول الله ص قال‌إذا أتى أحدكم مجلسا فليجلس حيث ما انتهى مجلسه‌
و روي أن رسول الله ص قال‌إذا قام أحدكم من مجلسه منصرفا فليسلم فليست الأولى بأولى من الأخرى‌
و روي عنه ع أنه قال‌إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع فهو أولى بمكانه‌
و روي عن النبي ص أنه قال‌أعطوا المجالس حقها قيل و ما حقها قال غضوا أبصاركم و ردوا السلام و أرشدوا الأعمى و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر
عن أبي أمامة قال‌كان رسول الله ص إذا جلس جلس القرفصاء
من كتاب المحاسن‌كان النبي ص يجلس ثلاثا يجلس القرفصاء و هو أن يقيم ساقيه و يستقلهما بيديه فيشد يده في ذراعيه و كان يجثو على ركبتيه و كان يثني رجلا واحدا و يبسط عليها الأخرى و لم ير متربعا قط و كان يجثو على ركبتيه و لا يتكي‌
الفصل الثالث في صفة أخلاقه ص في مطعمه‌
من كتاب مواليد الصادقين‌كان رسول الله ص يأكل كل الأصناف من الطعام و كان يأكل ما أحل الله له مع أهله و خدمه إذا أكلوا و مع من يدعوه من‌
مكارم‌الأخلاق ص : 27
المسلمين على الأرض و على ما أكلوا عليه و مما أكلوا إلا أن ينزل بهم ضيف فيأكل مع ضيفه و كان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف و لقد قال ذات يوم و عنده أصحابه اللهم إنا نسألك من فضلك و رحمتك اللذين لا يملكهما غيرك فبينما هم كذلك إذ أهدي إلى النبي ص شاة مشوية فقال خذوا هذا من فضل الله و نحن ننتظر رحمته و كان النبي ص إذا وضعت المائدة بين يديه قال بسم الله اللهم اجعلها نعمة مشكورة نصل بها نعمة الجنة و كان كثيرا إذا جلس ليأكل يأكل ما بين يديه و يجمع ركبتيه و قدميه كما يجلس المصلي في اثنتين إلا أن الركبة فوق الركبة و القدم على القدم و يقول ص أنا عبد آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد
عن أبي عبد الله ع قال‌ما أكل رسول الله متكئا منذ بعثه الله عز و جل نبيا حتى قبضه الله إليه متواضعا لله عز و جل و كان ص إذا وضع يده في الطعام قال بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا و عليك خلفه‌
من مجموع أبي عن الصادق عن آبائه ع‌أن رسول الله ص كان إذا أفطر قال اللهم لك صمنا و على رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظمأ و ابتلت العروق و بقي الأجر
و قال ع‌كان رسول الله ص إذا أكل عند قوم قال أفطر عندكم الصائمون و أكل طعامكم الأبرار
و قال‌دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره‌
و قد جاءت الروايةأن النبي ص كان يفطر على التمر و كان إذا وجد السكر أفطر عليه‌
عن الصادق ع‌أن رسول الله ص كان يفطر على الحلو فإذا لم يجده يفطر على الماء الفاتر و كان يقول إنه ينقي الكبد و المعدة و يطيب النكهة و الفم و يقوي الأضراس و الحدق و يحد الناظر و يغسل الذنوب غسلا و يسكن العروق الهائجة و المرة
مكارم‌الأخلاق ص : 28
الغالبة و يقطع البلغم و يطفي الحرارة عن المعدة و يذهب بالصداع و كان ص لا يأكل الحار حتى يبرد و يقول إن الله لا يطعمنا نارا إن الطعام الحار غير ذي بركة فأبردوه و كان ص إذا أكل سمى و يأكل بثلاث أصابع و مما يليه و لا يتناول من بين يدي غيره و يؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم يشرعون و كان يأكل بأصابعه الثلاث الإبهام و التي تليها و الوسطى و ربما استعان بالرابعة و كان ص يأكل بكفها كلها و لم يأكل بإصبعين و يقول إن الأكل بإصبعين هو أكلة الشيطان و لقد جاءه بعض أصحابه يوما بفالوذج فأكل منه و قال مم هذا يا أبا عبد الله فقال بأبي أنت و أمي نجعل السمن و العسل في البرمة و نضعها على النار ثم نقليه ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه على السمن و العسل ثم نسوطه حتى ينضج فيأتي كما ترى فقال ص إن هذا الطعام طيب و لقد كان يأكل الشعير غير منخول خبزا أو عصيدة في حالة كل ذلك كان يأكله ص‌
و من كتاب روضة الواعظين قال العيص بن القاسم‌قلت للصادق ع حديث يروى عن أبيك أنه قال ما شبع رسول الله ص من خبز بر قط أ هو صحيح فقال لا ما أكل رسول الله خبز بر قط و لا شبع من خبز شعير قط
و قالت عائشةما شبع رسول الله ص من خبز الشعير يومين حتى مات‌
و روي‌أن رسول الله ص لم يأكل على خوان قط حتى مات و لا أكل خبزا مرققا حتى مات‌
مكارم‌الأخلاق ص : 29
و قالت عائشةما زالت الدنيا علينا عسرة كدرة حتى قبض رسول الله ص فلما قبض صبت الدنيا علينا صبا
و من كتاب النبوة عن أبي عبد الله ع قال‌ما زال طعام رسول الله الشعير حتى قبضه الله إليه‌
عن أنس قال‌كان رسول الله ص يجيب دعوة المملوك و يردفه خلفه و يضع طعامه على الأرض و كان يأكل القثاء بالرطب و القثاء بالملح و كان يأكل الفاكهة الرطبة و كان أحبها إليه البطيخ و العنب و كان يأكل البطيخ بالخبز و ربما أكل بالسكر و كان ص ربما أكل البطيخ بالرطب و يستعين باليدين جميعا و لقد جلس يوما يأكل رطبا فأكل بيمينه و أمسك النوى بيساره و لم يلقه في الأرض فمرت به شاة قريبة منه فأشار إليها بالنوى الذي في كفه فدنت إليه و جعلت تأكل من كفه اليسرى و يأكل هو بيمينه و يلقي إليها النوى حتى فرغ و انصرفت الشاة حينئذ
و كان ص إذا كان صائما يفطر على الرطب في زمانه و كان ربما أكل العنب حبة حبة و كان ص ربما أكله خرطا حتى يرى رواله على لحيته كتحدر اللؤلؤ و الروال الماء الذي يخرج من تحت القشر.
و كان ص يأكل الحيس و كان يأكل التمر و يشرب عليه الماء و كان التمر و الماء أكثر طعامه.
و كان ص يتمجع باللبن و التمر و يسميهما الأطيبين و كان يأكل العصيدة من الشعير بإهالة الشحم و كان ص يأكل الهريسة أكثر ما يأكل و يتسحر بها و كان جبرئيل قد جاءه بها من الجنة فتسحر بها و كان ص يأكل في بيته مما يأكل الناس
مكارم‌الأخلاق ص : 30
و كان ص يأكل اللحم طبيخا بالخبز و يأكله مشويا بالخبز و كان يأكل القديد وحده و ربما أكله بالخبز و كان أحب الطعام إليه اللحم‌و يقول‌هو يزيد في السمع و البصر
و كان يقول ص‌اللحم سيد الطعام في الدنيا و الآخرة و لو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل و كان ص يأكل الثريد باللحم و القرع و يقول إنها شجرة أخي يونس.
و كان ص يعجبه الدباء و يلتقطه من الصحفة و كان ص يأكل الدجاج و لحم الوحش و لحم الطير الذي يصاد و كان لا يبتاعه و لا يصيده و يحب أن يصاد له و يؤتى به مصنوعا فيأكله أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله.
و كان إذا أكل اللحم لم يطأطئ رأسه إليه و يرفعه إلى فيه ثم ينتهشه انتهاشا و كان يأكل الخبز و السمن و كان يحب من الشاة الذراع و الكتف و من الصباغ الخل و من البقول الهندباء و الباذروج و بقلة الأنصار و يقال إنها الكرنب و كان ص لا يأكل الثوم و لا البصل و لا الكراث و لا العسل الذي فيه المغافير و هو ما يبقى من الشجر في بطون النحل فيلقيه في العسل فيبقى ريح في الفم.
و ما ذم رسول الله طعاما قط كان إذا أعجبه أكله و إذا كرهه تركه و كان ص إذا عاف شيئا فإنه لا يحرمه على غيره و لا يبغضه إليه‌و كان ص يلحس الصحفة و يقول آخر الصحفة أعظم الطعام بركة
و كان ص إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها فإن بقي فيها شي‌ء عاوده فلعقها حتى تتنظف‌و لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه واحدة واحدة و يقول إنه لا يدري في أي الأصابع البركة.
مكارم‌الأخلاق ص : 31
و كان ص يأكل البرد و يتفقد ذلك أصحابه فيلتقطونه له فيأكله و يقول إنه يذهب بأكلة الأسنان و كان ص يغسل يديه من الطعام حتى ينقيهما فلا يوجد لما أكل ريح.
و كان ص إذا أكل الخبز و اللحم خاصة غسل يديه غسلا جيدا ثم مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه‌و كان لا يأكل وحده ما يمكنه و قال أ لا أنبئكم بشراركم قالوا بلى قال من أكل وحده و ضرب عبده و منع رفده‌


source : دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

العدل في القرآن الكريم
واقعة الغدير و أهميتها (1)
ثالث النواب الأربعة الحسين بن روح النوبختي
برامج الرعاية الاجتماعية في ضوء مقاصد الشريعة
بَينَ يَدَيّ الخِطاب العظيم لِسَيّدَةِ نِسَاءِ ...
أين يقع غدير خُمّ؟
الملكية ووظيفتها الاجتماعية في الفقه الإسلامي
العلاقة بين القضاء والقدر، وإختيار الإنسان
جهاد النفس في فكر الإمام الخميني (قدس سره)
وصايا رمضانية ( ضرورة صلة الرحم)

 
user comment