عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

مطلب السيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)

مطلب السيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)

مطلب السيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)


وجاء فى الروايات عن رسول الله (ص): إن الله عز وجل ينادى فاطمة: يا فاطمة سلينى أعطك، وتمنّى على أرضك.
فتقول فاطمة (ع): أسألك أن لا تُعذبّ محبى عترتى بالنار.
فيقول الله عز وجل: يا فاطمة وعزتى وجلالى وارتفاع مكانى لقد آليت على نفسى من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفى عام، أن لا أُعذِّب مُحبيك ومحبى عترتك بالنار «2».
البشارة
وجاء فى الأثر أن بلال بن حمامة قال: إن رسول الله (ص) جاء ذات يوم والسرور باد على وجهه، فسأله عبد الرحمن بن عوف عن سبب سروره فقال (ص): بشارة من ربى جاءت إلى أن الله لما زوج‌
__________________________________________________
 (1) كنز العمال: 7/ 97 96.

 

 (2) تأويل الآيات الظاهرة: 474؛ بحار الأنوار: 27/ 139، باب 4، حديث 144.

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 418

فاطمة من على أمر الملائكة أن يهزّوا شجرة طوبى فتساقط منها أوراق فأمر الله ملائكته أن يجمعوا أوراقها فإذا قامت القيامة جاء هؤلاء الملائكة فمن رأوه محباً لأهل البيت مخلصاً فى حبّه سلموه ورقة وقد كتب فيها:
براءة له من النار من أخى وابن عمى وابنتى فكاك رقاب رجال ونساء من أمتى من النار «1».
قال الإمام الصادق (ع):
والله لا يموت عبدٌ يُحب الله ورسوله، ويتولّى الأئمة فتمسّه النار «2».
قال رسول الله (ص):
من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمناً يوم القيامة «3».
9 ثبات القدم على الصراط
ومن آثار حب أهل البيت ومودتهم وطاعتهم هو الثبات على الصراط يوم تزل الإقدام.
قال رسول الله (ص):
أثبتكم قدماً على الصراط، أشدّكم حباً لأهل بيتى «4».
وقال أيضاً:
ما أحبنا أهل البيت أحدٌ فزلّت به قدم إلا ثبتته قدمٌ أخرى،
__________________________________________________
 (1) ينابيع المودة: 2/ 460؛ المناقب للخوارزمى: 44؛ المناقب: 3/ 346؛ تاريخ بغداد: 4 م 210؛ أسد الغابة: 1/ 415.
 (2) رجال النجاشى: 39، باب 80؛ دعوات راوندى: 274، حديث 788؛ بحار الأنوار: 65/ 115، باب 18، حديث 35.
 (3) عيون أخبار الرضا: 2/ 58، باب 31، حديث 22؛ بحار الأنوار: 27/ 79، باب 4، حديث 15.
 (4) فضائل الشيعة: 6، حديث 3؛ بحار الأنوار: 8/ 69، باب 22، حديث 16.

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 419

حتى يُنجيه الله يوم القيامة «1».
10 الحب والمغفرة
إن الحب فى نفس الإنسان بمثابة محرك يمدّ الإنسان بالعزم والحركة لبلوغ المحبوب، وهذه الحركة ليست على غرار الحركة المادية، بل هى حركة نوعية بمعنى أن من يسعى وراء معرفة أهل البيت (ع) فإنه سيعشقهم وهذا الحب سوف يدفع به إلى التحلّى با لفضائل والابتعاد عن الرذائل وبالتالى التسامى ورفع الحجب وبينه وبين المحبوب إلى أن يبلغ اللقاء.
ولكن ما ينبغى الإشارة إليه أن الحب الذى يقود إلى المغفرة هو ليس الإدّعاء فحسب، فلا ينبغى على المرء أن يعتقد أن هذا الحب يعنى جواز لارتكاب الذنوب لأن هذا التصور هو تصور شيطانى ونابع من الأهواء النفسانية المريضة.
إن الحب الحقيقى هو ما يدفع المحب والعاشق إلى التطهر من لوث الذنوب والاتصاف بصفات المحبوب. وأن حركة العاشق يجب أن تكون فى مسار يؤدى إلى الفناء فى ذات المحبوب لقد عشق الحرّ الرياحى الحسين بن على وهذا العشق هو الذى دفعه إلى أن يركل الدنيا بكل ما فيها من جاه ورفاه ونفوذ ثم التحق بركب الحسين لأن الموت معه اسمى وأعظم من الحياة مع يزيد. فبلغ مرتبة الشهادة وهذا هو الحب الحقيقى وهذا هو العاشق الحقيقى.
قال رسول الله (ص):
حبنا أهل البيت يكفِّر الذنوب ويضاعف الحسنات «2».
وقال الحسن المجتبى (ع):
__________________________________________________
 (1) درر الأحاديث: 51.
 (2) الأمالى، الطوسى: 164، المجلس السادس، حديث 274؛ إرشاد القلوب: 2/ 253؛ بحار الأنوار: 65/ 100، باب 18، حديث 5.

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 420

وإنَّ حبنا ليُساقط الذنوب من ابن آدم كما يُساقط الريح الورق من الشجر «1».
وقال الصادق (ع):
من أحبنا لله، وأحب محبنا لا لعرض دنيا يُصيبها منه، وعادى عدونا لا لأحنةٍ كانت بينه ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج، وزبيد ا لبحر، غفر الله تعالى لهُ «2».
11 مع أهل البيت يوم الحشر
إنّ محبى أهل البيت (ع) يحشرون يوم القيامة؛ معهم ذلك أن هذا الحب قادهم إلى طاعة الله عزّ وجلّ وطاعة آل بيت رسول الله (ص) فهم من عباد الله المخلصين وهذه حقيقة يصرح بذكرها القرآن وآياته والتاريخ ورواياته.
قال الله عزّ وجل:
وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً «3».
وعن الإمام الرضا (ع) قال:
حق على الله أن يجعل ولينا رفيقاً للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً «4».
وقال سيدنا محمد (ص):
__________________________________________________
 (1) الاختصاص: 82؛ رجال الكشى: 111، بحار الأنوار: 44/ 23، باب 18، حديث 7.
 (2) الأمالى، الطوسى: 156، المجلس السادس، حديث 250؛ بشارة المصطفى: 89؛ إرشاد القلوب: 2/ 253؛ بحار الأنوار: 27/ 54، باب 1 حديث 7.
 (3) سورة النساء: الآية 69.

 (4) تفسير العياشى: 1/ 256، حديث 189؛ بحار الأنوار: 65/ 32، باب 15، حديث 68، تفسير الصافى: 1/ 469.

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 421

من أحبنا أهل البيت فى الله حُشر معنا «1».
وسأل أبو ذر رسول الله (ص): أحب قوماً ولا أعمل مثل عملهم؟ فقال (ص):
يا أبا ذر المرءُ مع من أحب.
فقال أبو ذر: فإنى أحب الله ورسوله وآل بيت رسول الله.
فقال (ص): فإنك مع من أحببت «2».
قال سيد الشهداء (ع):
من أحبّنا لله، وردنا نحن وهو على نبينا هكذا، وضمَّ إصبعيه «3».
وجاء رجل من أهل خراسان مشياً إلى الإمام الباقر (ع): وقد تقشر جلد قدميه فقال للإمام:
أما والله ما جاءنى من حيث جئتُ إلّا حُبكم أهل البيت.
فقال الإمام (ع):
والله لو أحبنا حجرٌ حشره الله معنا «4».
12 الحب سبب فى دخول الجنة
إن حب أهل البيت (ع) سوف يكون سبباً لدخول الجنة وحينئذ يكون المحبّ من الذين يرثون الفردوس.
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «5».
__________________________________________________
 (1) كفاية الأثر: 300؛ بحار الأنوار: 46/ 201، باب 11، حديث 77.
 (2) الأمالى للطوسى: 432، حديث 1303؛ كشف الغمة: 1/ 415؛ بحار الأنوار: 27/ 104، باب 4، حديث 75.
 (3) الأمالى للطوسى: 253، المجلس التاسع، حد 455، بشارة المصطفى: 123؛ بحار الأنوار: 27/ 84، باب 4، حديث 26.
 (4) تفسير العياشى: 1/ 167، حديث 27؛ بحار الأنوار: 27/ 95، باب 4، حديث 57؛ مستدرك الوسائل: 12/ 219، باب 14، حديث 13927.

 

 (5) سورة المؤمنون: الآية 11.

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 422

والذين يحبون أهل البيت لا يحبون الدنيا ومن أجل هذا ولهذا جاء فى الأثر أن محبى أهل البيت يتعرضون إلى امتحانات عسيرة تصفيهم ثم تسمو بعد النجاح، والصبر مفتاح النجاح لأنّ (س) يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن، وقيل: إنّما كنّى بالجلباب عن اشتماله بالفقر أى فليلبس إزار الفقر ويكون منه على حالة تعمّه وتشمله، لأنّ الغنى من أحوال أهل الدُّنيا، ولا يتهيأ الجمع بين حبّ أهل البيت (ع).
عن الصادق جعفر بن محمد (ع) قال: خرج أبو جعفر محمد بن علىّ الباقر (ع) بالمدينة فتصحّر واتّكأ على جدار من جدرانها مفكّراً، إذ أقبل إليه رجل فقال: يا ابا جعفر على مَ حزنك؟ أعلى الدُّنيا؟ فرزق الله حاضر يشترك فيه البرُّ والفاجر، أم على الآخرة؟ فوعد صادق، يحكم فيه ملك قادر؟ قال أبو جعفر (ع): ما على هذا أحزن أمّا حزنى على فتنة ابن الزبير فقال له الرَّجل: فهل رأيت أحداً خاف الله فلم ينجه؟ أم هل رأيت أحداً توكّل على الله فلم يكفه؟ وهل رأيت أحداً استخار الله فلم يخر له؟ قال أبو جعفر (ع): فولّى الرَّجل وقال: هو ذاك، فقال أبو جعفر (ع): هذا هو الخضر (ع).


source : دارالعرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الألفاظ الدخيلة والمولَّدة
الحجّ في نهج البلاغة -4
مكانة الشهيد
المجالس والبعد السياسي
المهدي المنتظر يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ...
المدلول الاجتماعي واللفظي للنص
﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُُ﴾ ليس دليلاً على ان ...
الأحاديث الشريفة في المهدي المنتظر (عجّل الله ...
فی من نسی صلاة اللیل
رأس الـحسين (عليه السلام)

 
user comment