عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

عمل ليلتي العيدين و يومهما

 عمل ليلتي العيدين و يومهما

 عمل ليلتي العيدين و يومهما و فضلهما و التكبيرات فيهما و في أيام التشريق


 الآيات البقرة وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‌ ما هَداكُمْ و قال تعالى فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً و قال سبحانه وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ الحج وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى‌ ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ و قال تعالى كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‌ ما هَداكُمْ الأعلى قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. تفسير وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ قال الطبرسي رحمه الله المراد تكبير ليلة الفطر عقيب أربع صلوات المغرب و العشاء و الغداة و صلاة العيد على مذهبنا و قال ابن عباس و جماعة التكبير يوم الفطر و قيل المراد به و لتعظموا الله على ما أرشدكم له‌

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 113
من شرائع الدين انتهى و الأول هو المروي عن الصادق ع و ما مصدرية و تحتمل الموصولة أيضا. وَ اذْكُرُوا اللَّهَ قال الطبرسي رحمه الله في الذكر قولان أحدهما أن المراد به التكبير المختص بأيام منى لأنه الذكر المرغب فيه المندوب إليه في هذه الأيام و الآخر أن المراد به سائر الأدعية في تلك المواضع لأن الدعاء فيها أفضل منه في غيرها و سيأتي تمام الكلام فيها في كتاب الحج إن شاء الله تعالى. فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ قال الطبرسي رحمه الله هي أيام التشريق ثلاثة أيام بعد النحر عن ابن عباس و الحسن و أكثر أهل العلم و هو المروي عن أئمتنا ع و الذكر المأمور به هو أن يقول عقيب خمس عشرة صلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد الله أكبر على ما هدانا و الحمد لله على ما أولانا و الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و أول التكبير عندنا عقيب الظهر من يوم النحر و آخره صلاة الفجر من اليوم الرابع هذا لمن كان بمنى و من كان بغير منى من الأمصار يكبر عقيب عشر صلوات أولها صلاة الظهر من يوم النحر أيضا هذا هو المروي عن الصادقين ع. و قال في قوله سبحانه وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ اختلف في هذه الأيام و في الذكر فيها فقيل هي أيام العشر و المعدودات أيام التشريق و قيل هي أيام التشريق يوم النحر و ثلاثة بعده و المعدودات أيام العشر عن ابن عباس و هو المروي عن أبي جعفر ع و الذكر قيل التسمية على الذبيح و قيل كناية

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 114
عن الذبح و قيل هو التكبير
 قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع التَّكْبِيرُ بِمِنًى عَقِيبَ خَمْسَ عَشْرَةَ صَلَاةً أَوَّلُهَا الظُّهْرُ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ
إلى آخر ما ذكره سابقا. ثم قال البهيمة أصلها من الإبهام و ذلك أنها لا تفصح كما يفصح الحيوان الناطق و الأنعام الإبل اشتقاقها من النعمة و هو اللين سميت بذلك للين أخفافها و قد يجتمع معها البقر و الغنم فتسمى الجميع أنعاما اتساعا و إن انفردا لم يسميا أنعاما. و قال في قوله وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‌ ما هَداكُمْ أي على ما بين لكم و أرشدكم لمعالم دينه و مناسك حجه و قيل هو أن يقول الله أكبر على ما

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 115
هدانا انتهى. و أقول قد مر أنه يحتمل أن يكون المراد بذكر اسم الرب التكبيرات في ليلة العيد و يومه
1-  الْإِقْبَالُ، رُوِيَ أَنَّهُ يَغْتَسِلُ قَبْلَ الْغُرُوبِ مِنْ لَيْلَةِ الْفِطَرِ إِذَا عَلِمَ أَنَّهَا لَيْلَةُ الْعِيدِ وَ رُوِيَ أَنَّهُ يَغْتَسِلُ أَوَاخِرَ لَيْلَةِ الْعِيدِ
 وَ مِنْهُ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَغْفِرَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَقَالَ يَا حَسَنُ إِنَّ الْقَارِيجَارَ إِنَّمَا يُعْطَى أَجْرَهُ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ ذَلِكَ لَيْلَةَ الْعِيدِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَفْعَلَ فِيهَا قَالَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَاغْتَسِلْ فَإِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ وَ الْأَرْبَعَ الَّتِي بَعْدَهَا فَارْفَعْ يَدَيْكَ وَ قُلْ يَا ذَا الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ يَا ذَا الْجُودِ يَا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَ نَاصِرَهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ وَ هُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ ثُمَّ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ فَإِنَّهَا تُقْضَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
 الْعِلَلُ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ السَّيَّارِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ فَإِذَا صَلَّيْتَ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ الْمَغْرِبَ فَارْفَعْ يَدَيْكَ وَ قُلْ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا ذَا الْحَوْلِ يَا ذَا الْجُودِ إِلَى قَوْلِهِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَى قَوْلِهِ أَحْصَيْتَهُ عَلَيَّ وَ نَسِيتُهُ وَ هُوَ إِلَى قَوْلِهِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ وَ سَلْ حَوَائِجَكَ
بيان هذا الخبر مذكور في الكافي و الفقيه بسند فيه ضعف على المشهور و في أكثر نسخ الكافي أن القاريجار كما هنا و هو معرب كاريگر أي الأجير و هو الصواب و يؤيده ما سيأتي من عبارة الهداية و الفقه و في أكثر نسخ الفقيه‌

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 116
القائل لحان و لعله من لحن الكتاب و تصحيفهم و في بعض نسخ الكافي الفاريجان قيل و هو الحصاد الذي يحصد بالفرجون كبرذون أي المحسة و هي آله حديدية مستعملة في الحصاد انتهى. و أقول المحسة و الفرجون ما ينفض به التراب عن الدابة و لم أره في كتب اللغة بما ذكره من المعنى و بناء الفاريجان غير مذكور في اللغة أصلا و الأول أظهر كما عرفت.
 وَ الدُّعَاءُ فِي الْكَافِي هَكَذَا يَا ذَا الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ يَا ذَا الْجُودِ يَا مُصْطَفِياً مُحَمَّداً وَ نَاصِرَهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ أَحْصَيْتَهُ عَلَيَّ وَ نَسِيتُهُ وَ هُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابِكَ
 وَ فِي الْفَقِيهِ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا ذَا الْحَوْلِ يَا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَ نَاصِرَهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ نَسِيتُهُ أَنَا وَ هُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
و رواه في المتهجد نحوا مما في الفقيه إلا أنه ذكر الجميع في السجود
2-  الْإِقْبَالُ، رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ فِي الْفِطْرِ تَكْبِيراً قُلْتُ مَتَى قَالَ فِي الْمَغْرِبِ لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَ الْعِشَاءِ وَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَ صَلَاةِ الْعِيدِ ثُمَّ يَنْقَطِعُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‌ ما هَداكُمْ وَ التَّكْبِيرُ أَنْ يَقُولَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَى مَا هَدَانَا
 قال السيد و إن قدم هذا التكبير عقيب صلاة المغرب و قبل نوافلها كان أقرب إلى التوفيق
3-  الْمُتَهَجِّدُ، يُسْتَحَبُّ التَّكْبِيرُ عَقِيبَ أَرْبَعِ صَلَاةٍ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا هَدَانَا وَ لَهُ الشُّكْرُ عَلَى مَا

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 117
أَوْلَانَا
 بيان استحباب التكبير في الفطر عقيب أربع صلوات هو المشهور بين الأصحاب و ظاهر المرتضى في الانتصار الوجوب و ضم الصدوق إلى هذه الصلاة الأربع صلاة الظهرين و ابن الجنيد النوافل أيضا و الاستحباب أظهر و لا بأس بالعمل بقول الصدوق لدلالة بعض الروايات عليه كما ستعرف. و أما قول ابن الجنيد فلم أر له شاهدا من الأخبار نعم ورد في الخبر استحباب التكبير بعد النوافل في أيام التشريق و إن ورد نفيه أيضا و حمل على عدم الوجوب. و كذا استحباب التكبير بعد العشرة و الخمس عشرة على التفصيل المتقدم و الآتي هو المشهور بين الأصحاب و ذهب المرتضى و ابن الجنيد إلى وجوبه بل ادعى المرتضى عليه الإجماع و استحسنه ابن الجنيد عقيب النوافل و القول بالاستحباب و إن كان لا يخلو من قوة لخبر علي بن جعفر لكن القول بالوجوب أيضا له شواهد من الأخبار الواردة بلفظ الوجوب أو صيغة الأمر و الآيات المشتملة على الأوامر المفسرة في الأخبار بها و إن أمكن حملها على الاستحباب جمعا و الأحوط عدم الترك فيهما. و قال في الذكرى هذا التكبير مستحب للمنفرد و الجامع و الحاضر و المسافر و البلدي و القروي و الذكر و الأنثى و الحر و العبد و اختلف الأصحاب في كيفية التكبير كالأخبار
 فَرَوَى الصَّدُوقُ فِي مَبَاحِثِ الْحَجِّ أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فِي عِيدِ الْأَضْحَى اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ
و في المقنع في صفة تكبير الأضحى الله أكبر ثلاثا لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد و الله أكبر على ما هدانا و الحمد لله على ما أولانا و الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و قال المفيد في تكبير الفطر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر و الحمد لله على ما هدانا و له الشكر على ما أولانا و في الأضحى الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 118
و الحمد لله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و قال الشيخ في النهاية الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الحمد لله على ما هدانا و له الشكر على ما أولانا و في الأضحى كذلك إلا أنه يزيد فيه و رزقنا من بهيمة الأنعام و قال في المبسوط في تكبير الفطر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد الحمد لله على ما هدانا و له الشكر على ما أولانا و يزيد في الأضحى و رزقنا من بهيمة الأنعام و في الخلاف الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد و قال ابن أبي عقيل في الأضحى الله أكبر الله أكبر و لله الحمد على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و الحمد لله على ما أبلانا. و قال ابن الجنيد في الفطر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و الحمد لله على ما أبلانا كذا حكي عنه في المختلف و حكى غيره غيره. و قال في الدروس مثل النهاية إلا أنه ثلث التكبير في أوله و التثليث منقول عن البزنطي في جامعه و قال في المعتبر و لا ريب أن ذلك تعظيم لله و ذلك مستحب فلا فائدة في المضايقة عليه و هو حسن و ستعرف الأخبار و اختلافها و العمل بكل منها حسن و الجمع بينها أحوط و أحسن
و فضلهما و التكبيرات فيهما و في أيام التشريق
 الآيات البقرة وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‌ ما هَداكُمْ و قال تعالى فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً و قال سبحانه وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ الحج وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى‌ ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ و قال تعالى كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‌ ما هَداكُمْ الأعلى قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. تفسير وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ قال الطبرسي رحمه الله المراد تكبير ليلة الفطر عقيب أربع صلوات المغرب و العشاء و الغداة و صلاة العيد على مذهبنا و قال ابن عباس و جماعة التكبير يوم الفطر و قيل المراد به و لتعظموا الله على ما أرشدكم له‌

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 113
من شرائع الدين انتهى و الأول هو المروي عن الصادق ع و ما مصدرية و تحتمل الموصولة أيضا. وَ اذْكُرُوا اللَّهَ قال الطبرسي رحمه الله في الذكر قولان أحدهما أن المراد به التكبير المختص بأيام منى لأنه الذكر المرغب فيه المندوب إليه في هذه الأيام و الآخر أن المراد به سائر الأدعية في تلك المواضع لأن الدعاء فيها أفضل منه في غيرها و سيأتي تمام الكلام فيها في كتاب الحج إن شاء الله تعالى. فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ قال الطبرسي رحمه الله هي أيام التشريق ثلاثة أيام بعد النحر عن ابن عباس و الحسن و أكثر أهل العلم و هو المروي عن أئمتنا ع و الذكر المأمور به هو أن يقول عقيب خمس عشرة صلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد الله أكبر على ما هدانا و الحمد لله على ما أولانا و الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و أول التكبير عندنا عقيب الظهر من يوم النحر و آخره صلاة الفجر من اليوم الرابع هذا لمن كان بمنى و من كان بغير منى من الأمصار يكبر عقيب عشر صلوات أولها صلاة الظهر من يوم النحر أيضا هذا هو المروي عن الصادقين ع. و قال في قوله سبحانه وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ اختلف في هذه الأيام و في الذكر فيها فقيل هي أيام العشر و المعدودات أيام التشريق و قيل هي أيام التشريق يوم النحر و ثلاثة بعده و المعدودات أيام العشر عن ابن عباس و هو المروي عن أبي جعفر ع و الذكر قيل التسمية على الذبيح و قيل كناية

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 114
عن الذبح و قيل هو التكبير
 قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع التَّكْبِيرُ بِمِنًى عَقِيبَ خَمْسَ عَشْرَةَ صَلَاةً أَوَّلُهَا الظُّهْرُ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ
إلى آخر ما ذكره سابقا. ثم قال البهيمة أصلها من الإبهام و ذلك أنها لا تفصح كما يفصح الحيوان الناطق و الأنعام الإبل اشتقاقها من النعمة و هو اللين سميت بذلك للين أخفافها و قد يجتمع معها البقر و الغنم فتسمى الجميع أنعاما اتساعا و إن انفردا لم يسميا أنعاما. و قال في قوله وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‌ ما هَداكُمْ أي على ما بين لكم و أرشدكم لمعالم دينه و مناسك حجه و قيل هو أن يقول الله أكبر على ما

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 115
هدانا انتهى. و أقول قد مر أنه يحتمل أن يكون المراد بذكر اسم الرب التكبيرات في ليلة العيد و يومه
1-  الْإِقْبَالُ، رُوِيَ أَنَّهُ يَغْتَسِلُ قَبْلَ الْغُرُوبِ مِنْ لَيْلَةِ الْفِطَرِ إِذَا عَلِمَ أَنَّهَا لَيْلَةُ الْعِيدِ وَ رُوِيَ أَنَّهُ يَغْتَسِلُ أَوَاخِرَ لَيْلَةِ الْعِيدِ
 وَ مِنْهُ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَغْفِرَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَقَالَ يَا حَسَنُ إِنَّ الْقَارِيجَارَ إِنَّمَا يُعْطَى أَجْرَهُ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ ذَلِكَ لَيْلَةَ الْعِيدِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَفْعَلَ فِيهَا قَالَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَاغْتَسِلْ فَإِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ وَ الْأَرْبَعَ الَّتِي بَعْدَهَا فَارْفَعْ يَدَيْكَ وَ قُلْ يَا ذَا الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ يَا ذَا الْجُودِ يَا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَ نَاصِرَهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ وَ هُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ ثُمَّ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ فَإِنَّهَا تُقْضَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
 الْعِلَلُ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ السَّيَّارِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ فَإِذَا صَلَّيْتَ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ الْمَغْرِبَ فَارْفَعْ يَدَيْكَ وَ قُلْ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا ذَا الْحَوْلِ يَا ذَا الْجُودِ إِلَى قَوْلِهِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَى قَوْلِهِ أَحْصَيْتَهُ عَلَيَّ وَ نَسِيتُهُ وَ هُوَ إِلَى قَوْلِهِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ وَ سَلْ حَوَائِجَكَ
بيان هذا الخبر مذكور في الكافي و الفقيه بسند فيه ضعف على المشهور و في أكثر نسخ الكافي أن القاريجار كما هنا و هو معرب كاريگر أي الأجير و هو الصواب و يؤيده ما سيأتي من عبارة الهداية و الفقه و في أكثر نسخ الفقيه‌

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 116
القائل لحان و لعله من لحن الكتاب و تصحيفهم و في بعض نسخ الكافي الفاريجان قيل و هو الحصاد الذي يحصد بالفرجون كبرذون أي المحسة و هي آله حديدية مستعملة في الحصاد انتهى. و أقول المحسة و الفرجون ما ينفض به التراب عن الدابة و لم أره في كتب اللغة بما ذكره من المعنى و بناء الفاريجان غير مذكور في اللغة أصلا و الأول أظهر كما عرفت.
 وَ الدُّعَاءُ فِي الْكَافِي هَكَذَا يَا ذَا الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ يَا ذَا الْجُودِ يَا مُصْطَفِياً مُحَمَّداً وَ نَاصِرَهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ أَحْصَيْتَهُ عَلَيَّ وَ نَسِيتُهُ وَ هُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابِكَ
 وَ فِي الْفَقِيهِ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا ذَا الْحَوْلِ يَا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَ نَاصِرَهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ نَسِيتُهُ أَنَا وَ هُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
و رواه في المتهجد نحوا مما في الفقيه إلا أنه ذكر الجميع في السجود
2-  الْإِقْبَالُ، رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ فِي الْفِطْرِ تَكْبِيراً قُلْتُ مَتَى قَالَ فِي الْمَغْرِبِ لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَ الْعِشَاءِ وَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَ صَلَاةِ الْعِيدِ ثُمَّ يَنْقَطِعُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‌ ما هَداكُمْ وَ التَّكْبِيرُ أَنْ يَقُولَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَى مَا هَدَانَا
 قال السيد و إن قدم هذا التكبير عقيب صلاة المغرب و قبل نوافلها كان أقرب إلى التوفيق
3-  الْمُتَهَجِّدُ، يُسْتَحَبُّ التَّكْبِيرُ عَقِيبَ أَرْبَعِ صَلَاةٍ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا هَدَانَا وَ لَهُ الشُّكْرُ عَلَى مَا

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 117
أَوْلَانَا
 بيان استحباب التكبير في الفطر عقيب أربع صلوات هو المشهور بين الأصحاب و ظاهر المرتضى في الانتصار الوجوب و ضم الصدوق إلى هذه الصلاة الأربع صلاة الظهرين و ابن الجنيد النوافل أيضا و الاستحباب أظهر و لا بأس بالعمل بقول الصدوق لدلالة بعض الروايات عليه كما ستعرف. و أما قول ابن الجنيد فلم أر له شاهدا من الأخبار نعم ورد في الخبر استحباب التكبير بعد النوافل في أيام التشريق و إن ورد نفيه أيضا و حمل على عدم الوجوب. و كذا استحباب التكبير بعد العشرة و الخمس عشرة على التفصيل المتقدم و الآتي هو المشهور بين الأصحاب و ذهب المرتضى و ابن الجنيد إلى وجوبه بل ادعى المرتضى عليه الإجماع و استحسنه ابن الجنيد عقيب النوافل و القول بالاستحباب و إن كان لا يخلو من قوة لخبر علي بن جعفر لكن القول بالوجوب أيضا له شواهد من الأخبار الواردة بلفظ الوجوب أو صيغة الأمر و الآيات المشتملة على الأوامر المفسرة في الأخبار بها و إن أمكن حملها على الاستحباب جمعا و الأحوط عدم الترك فيهما. و قال في الذكرى هذا التكبير مستحب للمنفرد و الجامع و الحاضر و المسافر و البلدي و القروي و الذكر و الأنثى و الحر و العبد و اختلف الأصحاب في كيفية التكبير كالأخبار
 فَرَوَى الصَّدُوقُ فِي مَبَاحِثِ الْحَجِّ أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فِي عِيدِ الْأَضْحَى اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ
و في المقنع في صفة تكبير الأضحى الله أكبر ثلاثا لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد و الله أكبر على ما هدانا و الحمد لله على ما أولانا و الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و قال المفيد في تكبير الفطر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر و الحمد لله على ما هدانا و له الشكر على ما أولانا و في الأضحى الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر

                         بحارالأنوار ج : 88 ص : 118
و الحمد لله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و قال الشيخ في النهاية الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الحمد لله على ما هدانا و له الشكر على ما أولانا و في الأضحى كذلك إلا أنه يزيد فيه و رزقنا من بهيمة الأنعام و قال في المبسوط في تكبير الفطر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد الحمد لله على ما هدانا و له الشكر على ما أولانا و يزيد في الأضحى و رزقنا من بهيمة الأنعام و في الخلاف الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد و قال ابن أبي عقيل في الأضحى الله أكبر الله أكبر و لله الحمد على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و الحمد لله على ما أبلانا. و قال ابن الجنيد في الفطر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و الحمد لله على ما أبلانا كذا حكي عنه في المختلف و حكى غيره غيره. و قال في الدروس مثل النهاية إلا أنه ثلث التكبير في أوله و التثليث منقول عن البزنطي في جامعه و قال في المعتبر و لا ريب أن ذلك تعظيم لله و ذلك مستحب فلا فائدة في المضايقة عليه و هو حسن و ستعرف الأخبار و اختلافها و العمل بكل منها حسن و الجمع بينها أحوط و أحسن


source : بحار الانوار / دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مدة حكم المهدي المنتظر
دور الأسرة في بناء الشخصية الإسلامية
من السفاح إلى المتوكل
مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني
لماذا الامامة بعد النبوة
دخول جيش السفياني الى العراق
أبو بكر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ( عليهم ...
الخلافة ونشأة الحزبية السياسية
من معاجز الإمام الجواد عليه السّلام
العباس بن علي بن ابي طالب بن عبد المطلب عليهم ...

 
user comment