عن الریان بن الصلت (1) قال: حضر الرضا علیه السلام مجلس المأمون بمرو (2) وقد اجتمع فی مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان.
فقال المأمون: أخبرونی عن معنى هذه الآیة: ( ثُمَّ أوْرَثْنَا الکِتَابَ الذینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنا ) (3) .
فقالت العلماء: أراد الله عزّ وجلّ بذلک الاَمّة کلها.
فقال المأمون: ما تقول یا أبا الحسن ؟
فقال الرضا علیه السلام : لا أقول کما قالوا ولکنی أقول: أراد الله عزّ وجلّ بذلک العترة الطاهرة (4) .
فقال المأمون: وکیف عنى العترة من دون الاُمّة ؟
فقال الرضا علیه السلام : إنّه لو أراد الاَمّة لکانت أجمعها فی الجنة لقول الله عزّ وجلّ: ( فَمِنْهُم ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَیْراتِ بِإذنِ اللهِ ذَلِکَ هُوَ الفَضْلُ الکَبیرُ ) (5) ، ثمّ جمعهم کلهم فی الجنة فقال عزّ وجلّ : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدخُلُونَها یُحَلَّونَ فیها مِنْ أسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ) (6) الآیة ، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغیرهم.
فقال المأمون: من العترة الطاهرة ؟
فقال الرضا علیه السلام : الذین وصفهم الله فی کتابه فقال عزّ وجلّ: ( إنَّما یُریدُ اللهُ لِیُذهِبَ عَنکُمْ الرِّجْسَ أهْلَ البیتِ ویُطهِّرکُمْ تَطهِیرَاً ) (7) وهم الذین قال رسول الله صلى الله علیه وآله : إنی مخلف فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی أهل بیتی ، ألا وإنهما لن یفترقا حتى یردا علیَّ الحوض ، فانظروا کیف تخلفونی فیهما ، أیها الناس لا تعلِّموهم فإنهم أعلم منکم (8) .
قالت العلماء: أخبرنا یا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غیر الآل ؟
فقال الرضا علیه السلام : هم الآل .
فقالت العلماء: فهذا رسول الله صلى الله علیه وآله یؤثر عنه أنّه قال: أمتی آلی وهؤلاء أصحابه یقولون بالخبر المستفاض الذی لا یمکن دفعه ، (آل محمد أُمته).
فقال أبو الحسن علیه السلام : أخبرونی فهل تحرم الصدقة على الآل ؟
فقالوا: نعم .
قال: فتحرم على الاَمّة.
قالوا: لا.
قال: هذا فرق بین الآل والاَمّة ، ویحکم أین یذهب بکم ؟ أضربتم عن الذکر صفحاً أم أنتم قوم مسرفون ؟ أما علمتم أنّه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفین المهتدین دون سائرهم ؟
قالوا: ومن أین یا أبا الحسن ؟
فقال من قول الله عزّ وجلّ: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإبْراهیم وَجَعَلْنَا فِی ذُرِّیَّتِهِما النُبوَّةَ وَالکتابَ فَمِنْهُم مُهْتَدٍ وَکَثیرٌ منهم فَاسِقون ) (9) فصارت وراثة النبوة والکتاب للمهتدین دون الفاسقین ، أما علمتم أن نوحاً حین سأل ربه عزّ وجلّ : ( فَقَالَ رَبِّ إنَّ ابنی من أَهْلی وَإنَّ وَعْدَکَ الحقُّ وأنتَ أحکمُ الحاکمین ) (10) ـ وذلک ـ أن الله عزّ وجلّ وعده أن ینجیه وأهله فقال ربّه عزّ وجلّ: ( یا نُوحُ إنَّه لیس من أهلِک إنَّه عملٌ غیرُ صالحٍ فلا تسئَلنِ ما لیس لک بهِ علمٌ إنی أَعِظُک أن تکون من الجاهلین ) (11) .
فقال المأمون: هل فضَّل الله العترة على سائر الناس؟
فقال أبو الحسن: إن الله عزّ وجلّ أبان فضل العترة على سائر الناس فی محکم کتابه.
فقال له المأمون: وأین ذلک من کتاب الله ؟
فقال له الرضا علیه السلام : فی قول الله عزّ وجلّ: ( إنَّ اللهَ اصطفى آدَمَ ونُوحاً وَآلَ إبراهیمَ وآل عِمرانَ على العالمین ، ذرِّیَّةً بَعضُها من بعضٍ واللهُ سمیعٌ علیم ) (12).
وقال عزّ وجلّ فی موضع آخر: ( أم یحسُدُونَ النّاس على ما آتیهُمُ اللهُ من فضلهِ فقد آتینا آلَ إبراهیم الکتابَ والحکمةَ وآتیناهم مُّلکاً عظیماً ) (13) ثمّ ردَّ المخاطبة فی أثر هذه إلى سائر المؤمنین فقال: ( یا أیُّها الذین آمنُوا أطیعُوا اللهَ وأطیعُوا الرَّسُولَ وأُولِی الاَمرِ مِنکُم ) (14) یعنی الذی قرنهم بالکتاب والحکمة وحسدوا علیهما فقوله عزّ وجلّ: ( أم یحسُدُونَ النّاس على ما آتیهُمُ اللهُ من فضلهِ فقد آتینا آلَ إبراهیم الکتابَ والحکمةَ وآتیناهم مُلکاً عظیماً ) یعنی الطاعة للمصطفین الطاهرین فالملک هنا هو الطاعة لهم.
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسَّر الله عزّ وجلّ الاصطفاء فی الکتاب؟
فقال الرضا ـ علیه السلام ـ : فسَّر الاصطفاء فی الظاهر سوى الباطن فی اثنی عشر موطناً وموضعاً .
فأوّل ذلک قوله عزّ وجلّ: ( وأنذِر عشیرَتَکَ الاَقرَبین ) (15) ورهطک المخلصین هکذا فی قراءة أُبی بن کعب وهی ثابتة فی مصحف عبدالله بن مسعود، وهذة منزلة رفیعة وفضل عظیم وشرف عالٍ حین عنى الله عزّ وجلّ بذلک الاِنذار فذکره لرسول الله صلى الله علیه وآله فهذه واحدة .
والآیة الثانیة فی الاصطفاء قوله عزّ وجلّ: ( إنَّما یُریدُ اللهُ لِیُذهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البیتِ ویُطهِّرکُمْ تَطهِیرَاً ) (16) وهذا الفضل الذی لا یجهله أحد إلاّ معاند ضال لاَنَّه فضل بعد طهارة تنتظر ، فهذه الثانیة .
وأمّا الثالثة فحین میَّز الله الطاهرین من خلقه فأمر نبیه بالمباهلة بهم فی آیة الابتهال فقال عزّ وجلّ: یا محمد ( فَمَن حَاجَّکَ فِیهِ مِن بَعدِ مَا جاءَک مِنَ العِلمِ فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أبنَاءَنَا وأَبنَاءَکُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَکُم وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَکُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَّعنَةَ اللهِ عَلَى الکَاذِبِینَ ) (17) فبرز النبی صلى الله علیه وآله علیاً والحسن والحسین وفاطمة ـ صلوات الله علیهم ـ وقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله: ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَکُم ) ؟
قالت العلماء: عنى به نفسه.
فقال أبو الحسن علیه السلام : لقد غلطتم إنما عنى بها علی بن أبی طالب علیه السلام ومما یدل على ذلک قول النبی صلى الله علیه وآله حین قال: لینتهین بنو ولیعة أو لابعثن إلیهم رجلاً کنفسی (18) یعنی علی بن أبی طالب ـ علیه السلام ـ وعنى بالاَبناء الحسن والحسین علیهما السلام وعنى بالنساء فاطمة علیها السلام فهذه خصوصیة لا یتقدمهم فیها أحد ، وفضل لا یلحقهم فیه بشر ، وشرف لا یسبقهم إلیه خلق ، إذ جعل نفس علی علیه السلام کنفسه، فهذه الثالثة.
وأمّا الرابعة فإخراجه صلى الله علیه وآله الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تکلّم الناس فی ذلک ، وتکلَّم العبّاس فقال: یا رسول الله ترکت علیاً وأخرجتنا، فقال رسول الله صلى الله علیه وآله : ما أنا ترکته وأخرجتکم ولکن الله عزّ وجلّ ترکه وأخرجکم (19) وفی هذا تبیان قوله صلى الله علیه وآله لعلی علیه السلام : أنت منی بمنزلة هارون من موسى (20) .
قالت العلماء: وأین هذا من القرآن ؟
قال أبو الحسن : أوجِدُکم فی ذلک قرآناً وأقرأه علیکم .
قالوا: هات .
قال: قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَوحَینَا إلى مُوسى وَأَخِیهِ أن تَبَوَّءا لِقَومِکُمَا بمِصرَ بُیُوتاً واجعَلُوا بُیُوتَکُم قِبلَةً ) (21) ففی هذه الآیة منزلة هارون من موسى وفیها أیضاً منزلة علی علیه السلام من رسول الله صلى الله علیه وآله ومع هذا دلیل واضح فی قول رسول الله صلى الله علیه وآله حین قال: ألا إن هذا المسجد لا یحل لجنب إلا لمحمد صلى الله علیه وآله (22) .
قالت العلماء: یا أبا الحسن هذا الشرح وهذا البیان لا یوجد إلا عندکم معاشر أهل بیت رسول الله صلى الله علیه وآله فقال: ومن ینکر لنا ذلک ورسول الله یقول: أنا مدینة العلم وعلی بابها ، فمن أراد المدینة فلیأتها من بابها (23)؟ ففیما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ینکره إلا معاند والحمد لله عزّ وجلّ على ذلک ، فهذه الرابعة.
والآیة الخامسة قول الله عز وجل : ( وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) (24) خصوصیة خصَّهم الله العزیز الجبار بها واصطفاهم على الاَُمة فلما نزلت هذه الآیة على رسول الله صلى الله علیه وآله قال: ادعوا لی فاطمة ، فدعیت له فقال: یا فاطمة قالت: لبَّیک یا رسول الله فقال: هذه فدک مما هی لم یوجف علیه بالخیل ولا رکاب وهی لی خاصة دون المسلمین وقد جعلتها لک لما أمرنی الله تعالى به فخذیها لک ولولدک (25) ، فهذه الخامسة.
والآیة السادسة قول الله عزّ وجلّ : ( قُل لاَّ أَسألُکُم عَلَیهِ أَجراً إِلاَّ الموَدَّةَ فی القُربَى ) (26) وهذه خصوصیة للنبی صلى الله علیه وآله إلى یوم القیامة وخصوصیة للآل دون غیرهم وذلک أن الله عزّ وجلّ حکى فی ذکر نوح فی کتابه: ( ویَا قَوم لا أَسْأَلکُم عَلَیهِ مَالاً إِن أَجریَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّهُم مُلاَقُوا رَبِّهِم وَلکِنّی أَراکُم قَوماً تَجهَلُونَ ) (27) وحکى عز وجل عن هود أنه قال: ( ویَا قَوم لا أَسألُکُم عَلَیهِ أَجراً إِن أَجریَ إِلاَّ عَلَى الَّذی فَطَرَنی أَفَلاَ تَعقِلونَ ) (28) وقال عزّ وجلّ لنبیه محمد صلى الله علیه وآله : قل: یا محمد ( قُل لاَّ أَسألُکُم عَلَیهِ أَجراً إِلاَّ الموَدَّةَ فی القُربَى ) ولم یفرض الله تعالى مودتهم إلا وقد علم أنهم لا یرتدون عن الدین أبداً ولا یرجعون إلى ضلال أبداً.
وأخرى أن یکون الرجل واداً للرجل فیکون بعض أهل بیته عدواً له فلا یسلم له قلب الرجل ، فأحب الله عز وجل أن لا یکون فی قلب رسول اللهصلى الله علیه وآله على المؤمنین شیء ففرض علیهم الله مودة ذوی القربى ، فمن أخذ بها أحبَّ رسولالله صلى الله علیه وآله وأحبَّ أهل بیته لم یستطع رسول الله صلى الله علیه وآله أن یبغضه ، ومن ترکها ولم یأخذ بها وأبغض أهل بیته فعلى رسول الله صلى الله علیه وآله أن یبغضه ، لاَنّه قد ترک فریضة من فرائض الله عزّ وجلّ فأی فضیلة وأی شرف یتقدّم هذا أو یدانیه؟ فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآیة على نبیه صلى الله علیه وآله : ( قُل لاَّ أَسألُکُم عَلَیهِ أَجراً إِلاَّ الموَدَّةَ فی القُربَى ) (29) ، فقام رسول الله صلى الله علیه وآله فی أصحابه فحمد الله وأثنى علیه وقال: یا أیها الناس إن الله عزّ وجلّ قد فرض لی علیکم فرضاً فهل أنتم مؤدوه ؟ فلم یجبه أحدٌ فقال: یا أیها الناس إنه لیس بذهبٍ ولا فضةٍ ولا مأکولٍ ولا مشروب فقالوا: هات إذاً فتلا علیهم هذه الآیة فقالوا: أما هذه فنعم فما وفى بها أکثرهم.
وما بعث الله عزّ وجلّ نبیاً إلاّ أوحى إلیه أن لا یسأل قومه أجراً لاَن الله عزّ وجلّ یوفیه أجر الاَنبیاء ومحمد صلى الله علیه وآله فرض الله عزّ وجلّ مودة طاعته ومودة قرابته على أُمّته وأمره أن یجعل أجره فیهم لیؤدوه فی قرابته بمعرفة فضلهم الذی أوجب الله عزّ وجلّ لهم فإن المودة إنّما تکون على قدر معرفة الفضل ، فلما أوجب الله تعالى ثَقُل ذلک لثقل وجوب الطاعة فتمسَّک بها قوم قد أخذ الله میثاقهم على الوفا وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوا فی ذلک فصرفوه عن حده الذی حده الله عزّ وجلّ فقالوا: القرابة هم العرب کلهم وأهل دعوته.
فعلى أی الحالتین کان فقد علمناأن المودة هی القرابة فأقربهم من النبی صلى الله علیه وآله أولاهم بالمودة وکلما قربت القرابة کانت المودة على قدرها ، وما أنصفوا نبی الله صلى الله علیه وآله فی حیطته ورأفته وما منَّ الله به على أُمّته مما تعجز الاَلسن عن وصف الشکر علیه : أن لا یؤذوه فی ذریته وأهل بیته وأن یجعلوهم فیهم بمنزلة العین من الرأس حفظاً لرسول الله فیهم ، والذین فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء علیها، فما وفى أحد بها فهذه المودة لا یأتی بها أحد مؤمناً مخلصاً إلا استوجب الجنة لقول الله عز وجلّ فی هذه الآیة: ( وَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالِحَاتِ فی رَوضَاتِ الجَنَّاتِ لَهُم مَّا یَشَاءون عِندَ رَبِّهِم ذَلِکَ هُوَ الفَضلُ الکَبیرُ ، ذَلِکَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسألُکُم عَلَیهِ أَجراً إِلاَّ الموَدَّةَ فی القُربَى ) (30) مفسراً ومبیناً (31) .
ثمّ قال أبو الحسن علیه السلام : حدثنی أبی عن جدی عن آبائه عن الحسین بن علی علیهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والاَنصار إلى رسول الله فقالوا: إن لک یا رسول الله مؤنة فی نفقتک وفیمن یأتیک من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحکم فیها باراً مأجوراً ، أعطِ ما شئت وأمسک ما شئت من غیر حرج قال: فأنزل الله عزّ وجلّ علیه الروح الاَمین فقال: یا محمد ( قُل لاَّ أَسألُکُم عَلَیهِ أَجراً إِلاَّ الموَدَّةَ فی القُربَى ) یعنی أن تودوا قرابتی من بعدی ، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلى الله علیه وآله على ترک ما عرضنا علیه إلاّ لیحثنا على قرابته من بعده إنْ هو إلاّ شیءٌ افتراه فی مجلسه ! وکان ذلک من قولهم عظیماً فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآیة: ( أم یَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل إِنِ افتَرَیتُهُ فَلاَ تَملِکَونَ لِی مِنَ الله شَیئاً هُوَ أَعلَمُ بِمَا تُفِیضُونَ فِیهِ کَفَى بهِ شَهِیدَاً بَینی وَبَینَکم وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِیمُ ) (32) فبعث علیهم النبی صلى الله علیه وآله فقال: هل من حدث ؟ فقالوا: إی والله یا رسول الله لقد قال بعضنا کلاماً غلیظاً کرهناه ، فتلا علیهم رسول الله صلى الله علیه وآله الآیة ، فبکوا واشتد بکاؤهم فأنزل عزّوجلّ: ( وَهُوَ الَّذی یَقبَلُ التَوبَةَ عَن عِبَادهِ وَیَعفُو عَن السَّیّئاتِ وَیَعلَمُ مَا تَفعلُونَ ) (33) فهذه السادسة.
وأمَّا الآیة السابعة فقول الله عزّ وجلّ: ( إِنَّ اللهَ وَمَلائکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَى النَّبی یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیهِ وَسَلِّمُوا تَسلیماً ) (34) قالوا: یا رسول الله قد عرفنا التسلیم علیک فکیف الصلاة علیک ؟ فقال: تقولون: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد کما صلّیت على إبراهیم وعلى آل إبراهیم إنّک حمید مجید (35) .
فهل بینکم معاشر الناس فی هذا خلاف ؟
فقالوا: لا.
فقال المأمون: هذا مما لا خلاف فیه أصلاً وعلیه إجماع الاَُمّة فهل عندک فی الآل شیء أوضح من هذا فی القرآن ؟
فقال أبو الحسن: نعم ، أَخبِرونی عن قول الله عزّ وجلّ : ( یس ، وَالقُرآنِ الحَکِیم ، إنَّکَ لَمِنَ المُرسَلِینَ ، عَلَى صِرَاطٍ مُّستقیمٍ ) (36) فمن عنى بقوله یس ؟
قالت العلماء: یس محمد صلى الله علیه وآله لم یشک فیه أحد قال أبو الحسن: فإن الله عزّ وجلّ أعطى محمداً وآل محمد من ذلک فضلاً لا یبلغ أحد کنه وصفه إلا من عَقِلَه ، وذلک أن الله عزّ وجلّ لم یسلِّم على أحد إلا على الاَنبیاء ـ صلوات الله علیهم ـ فقال تبارک وتعالى : ( سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فی العَالَمینَ ) (37) وقال: ( سَلاَمٌ على إبراهیم ) (38) وقال: ( سَلاَمٌ عَلَى مُوسى وَهَارونَ ) (39) ولم یقل: سلام على آل نوح ولم یقل: سلام على آل إبراهیم ولا قال: سلام على آل موسى وهارون وقال عزّ وجلّ : ( سَلاَمٌ على آل یَاسِینَ ) (40) یعنی آل محمد (41) ـ صلوات الله علیهم ـ .
فقال المأمون: لقد علمت أن فی معدن النبوة شرح هذا وبیانه فهذه السابعة.
وأمّا الثامنة فقول الله عزّ وجلّ: ( واعلموا أنّما غَنِمتُم من شیءٍ فأنَّ للهِ خُمسَهُ وللِرسُول ولِذِی القُربى ) (42) فقرن سهم ذی القربى بسهمه وبسهم رسول الله صلى الله علیه وآله فهذا فضل أیضاً بین الآل والاَُمة لاَن الله تعالى جعلهم فی حیّزٍ وجعل الناس فی حیّزٍ دون ذلک ، ورضی لهم ما رضی لنفسه واصطفاهم فیه فبدأ بنفسه ثم ثنَّى برسوله ثم بذی القربى فکل ما کان من الفیء والغنیمة وغیر ذلک مما رضیه عزّ وجلّ لنفسه فرضیه لهم فقال وقوله الحق: ( واعلموا أنّما غَنِمتُم من شیءٍ فأنَّ للهِ خُمسَهُ وللِرسُول ولِذِی القُربى ) فهذا تأکید مؤکد وأثر قائم لهم إلى یوم القیامة فی کتاب الله الناطق الذی ( لا یأتیه الباطلُ من بین یدیه ولا من خلفه تنزیلٌ من حکیمٍ حمید ) (43) .
وأمّا قوله ( والیتامى والمساکین ) (44) فإن الیتیم إذا انقطع یتمه خرج من الغنائم ولم یکن له فیها نصیب، وکذلک المسکین إذا انقطعت مسکنته لم یکن له نصیب من المغنم ولا یحل له أخذه ، وسهم ذی القربى قائم إلى یوم القیامة فیهم للغنی والفقیر منهم لاَنّه لا أحد أغنى من الله عزّ وجلّ ولا من رسول الله صلى الله علیه وآله فجعل لنفسه منها سهماً ولرسوله صلى الله علیه وآله فما رضیه لنفسه ولرسوله صلى الله علیه وآله رضیه لهم ، وکذلک الفیء ما رضیه منه لنفسه ولنبیه صلى الله علیه وآله رضیه لذی القربى کما أجراهم فی الغنیمة ، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم ، وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله صلى الله علیه وآله وکذلک فی الطاعة قال: ( یا أیُّها الذین آمنُوا أطیعُوا اللهَ وأطیعُوا الرَّسُولَ وأُولِی الاَمرِ مِنکُم ) (45) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بیته ، کذلک آیة الولایة: ( إنّما ولیُّکم اللهُ ورسولهُ والذینَ آمَنُوا الّذین یُقیمون الصلاةَ ویُؤتون الزکاة وهم راکِعُون ) (46) فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته ، کذلک ولا یتهم مع ولایة الرسول مقرونة بطاعته کما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقروناً بسهمه فی الغنیمة والفیء فتبارک الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البیت، فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ورسوله ونزه أهل بیته فقال: ( إِنَّما الصَّدقاتُ للفقراءِ والمساکین والعاملینَ علیها والمؤلفةِ قُلوبُهم وفی الرِقابِ والغارمینَ وفی سبیل اللهِ وابن السبیلِ فریضةً من الله ) (47) فهل تجد فی شیء من ذلک أنّه سمَّى لنفسه أو لرسوله أو لذی القربى لاَنه لما نزّه نفسه عن الصدقة ونزَّه رسوله ونزَّه أهل بیته لا بل حرَّم علیهم لاَن الصدقة محرَّمة على محمد وآله وهی أوساخ أیدی الناس لا یحل لهم لاَنهم طُهِّروا من کل دنس ووسخ فلما طهَّرهم الله عزّ وجلّ واصطفاهم رضی لهم ما رضی لنفسه وکره لهم ما کره لنفسه عزّ وجلّ فهذه الثامنة.
وأمّا التاسعة فنحن أهل الذکر الذین قال الله عز وجل: ( فاسألوا أهلَ الذِکرِ إن کُنتُم لا تعلمون ) (48) فنحن أهل الذکر فاسألونا إن کنتم لا تعلمون.
فقالت العلماء: إنّما عنى الله بذلک الیهود والنصارى.
فقال أبو الحسن علیه السلام : سبحان الله ! وهل یجوز ذلک ؟ إذاً یدعونا إلى دینهم ویقولون: إنّه أفضل من دین الاِسلام . فقال المأمون: فهل عندک فی ذلک شرح بخلاف ما قالوه یا أبا الحسن ؟
فقال أبو الحسن علیه السلام : نعم ، الذکر رسول الله ونحن أهله وذلک بیِّنٌ فی کتاب الله عزّ وجلّ حیث یقول فی سورة الطلاق: ( فاتَّقوا اللهَ یا أُولی الاَلباب الذین آمَنُوا قد أنزلَ اللهُ إلیکُم ذِکراً رسُولاً یتلو علیکُم آیاتِ اللهِ مُبیناتٍ ) (49) فالذکر رسول الله صلى الله علیه وآله (50) ونحن أهله فهذه التاسعة.
وأمّا العاشرة فقول الله عزّ وجلّ فی آیة التحریم: ( حُرِّمت علیکُم اُمّهاتُکُم وبناتکُم وأخواتُکُم ) (51) فأخبرونی هل تصلح ابنتی وابنة ابنی وما تناسل من صلبی لرسول الله صلى الله علیه وآله أن یتزوَّجها لو کان حیاً؟
قالوا: لا .
قال: فأخبرونی هل کانت ابنة أحدکم تصلح له أن یتزوَّجها لو کان حیاً ؟
قالوا: نعم .
قال: ففی هذا بیان لاَنی أنا من آله ، ولستم من آله ، ولو کنتم من آله لحرم علیه بناتکم کما حرم علیه بناتی لاَنی من آله وأنتم من أُمّته ، فهذا فرق بین الآل والاَُمّة لاَن الآل منه ، والاَُمّة إذا لم تکن من الآل فلیست منه فهذه العاشرة.
وأمّا الحادیة عشرة فقول الله عزّ وجلّ فی سورة المؤمن حکایة عن قول رجل مؤمن من آل فرعون: ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ یَکتُمُ إِیمانَهُ أَتَقتلُونَ رَجُلاً أَن یَقولَ رَبّیَ اللهُ وَقَد جاءَکُم بِالبِیِّناتِ مِن رَّبِّکُم ) (52) إلى تمام الآیة ، فکان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم یُضِفهُ إلیه بدینه ، وکذلک خصصنا نحن إذ کنا من آل رسول الله صلى الله علیه وآله بولادتنا منه وعممنا الناس بالدین فهذا فرق بین الآل والاَُمة فهذه الحادیة عشرة .
وأمّا الثانیة عشرة فقوله عزّ وجلّ: ( وَامُر أَهلَکَ بِالصَّلاةِ واصطَبِر عَلَیهَا ) (53) فخصنا الله تبارک وتعالى بهذه الخصوصیة إذ أمرنا مع الاَُمّة بإقامة الصلاة ثمّ خصصنا من دون الاَمّة فکان رسول الله صلى الله علیه وآله یجیء إلى باب علی وفاطمة علیهما السلام بعد نزول هذه الآیة تسعة أشهر کل یوم عند حضور کل صلاة خمسَ مرات فیقول: الصلاة رحمکم الله ، وما أکرم الله أحداً من ذراری الاَنبیاء بمثل هذه الکرامة التی أکرمنا بها وخصصنا من دون جمیع أهل بیتهم.
فقال المأمون والعلماء: جزاکم الله أهل بیت نبیکم عن هذه الاَمّة خیراً فما نجد الشرح والبیان فیما اشتبه علینا إلاّ عندکم (54) .
المصادر :
(1) هو: الریّان أبو علی بن الصلت البغدادی الاَشعری القمّی من أصحاب الاِمام الرضا علیه السلام وروى عنه ، کان ثقة صدوقاً، له کتاب جمع فیه کلام الرضا علیه السلام فی الفرق بین الآل والاَئمّة علیهم السلام ، وله روایات نافعة فی الاَحکام وفی أحوال الرضا علیه السلام مذکورة فی کتب الفروع والاُصول کما له روایة مفصلة حاکیة لبیانات من الرضا علیه السلام فی فضل أهل البیت علیهم السلام أذعن بها المأمون والحاضرون فی مجلسه من علماء أهل العراق وخراسان. انظر ترجمته فی: تنقیح المقال للعلامة المامقانی: ج1 ص 436 ترجمة رقم : 4183.
(2) مَرْو الشاهجان: هی أشهر مدن خراسان، وقصبتُها وهی العظمى ، بینها وبین نیسابور سبعون فرسخاً، وإلى سرخس ثلاثون فرسخاً، وبها نهر الرَّزیق والشاهجان، وهما نهران کبیران یخترقان شوارعها، ومنها یسقی أکثر ضیاعها. مراصد الاطلاع: ج3 ص 1262 .
(3) سورة فاطر: الآیة 32 .
(4) قد جاء فی الاَخبار أن هذه الآیة نزلت فی أمیر المؤمنین علیه السلام ، راجع : شواهد التنزیل للحسکانی الحنفی : ج2 ص 155 ـ 157 ح782 ـ 783 ، ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ب 30 ص 104 ، غایة المرام للبحرانی : ب 51 و 52 ص 351.
(5) سورة فاطر: الآیة 32 .
(6) سورة فاطر: الآیة 33 .
(7) سورة الاَحزاب : الآیة 33 .
(8) حدیث الثقلین من الاَحادیث المتواترة وقد أخرجه علماء السنة فی کتبهم من الصحاح والسنن منها: مسند أحمد بن حنبل : ج3 ص 14 و17 ، صحیح مسلم : ج4 ص 1874 ح37، ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ب 4 ص 30 ، فرائد السمطین : ج2 ص 142 ح436 ـ 441، الصواعق المحرقة لابن حجر : ص 149 و228 ، بحار الاَنوار للمجلسی: ج23 ص 108 ح11 و 12 و ص 134 ح 72 ، وص 147 ح 109.
(9) سورة الحدید: الآیة 26 .
(10) سورة هود: الآیة 45 .
(11) سورة هود : الآیة 46 .
(12) سورة آل عمران: الآیة 33 و34 .
(13) سورة النساء: الآیة 54 .
فقد روی أن هذه الآیة الشریفة نزلت فی أهل البیت علیهم السلام وأنّهم هم المحسودون، کما ورد عن الاِمام الباقر علیه السلام فی تفسیر هذه الآیة أنّه قال: نحن الناس المحسودون والله .
راجع: ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ب 59 ص 298 ، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعی : ص 152، نور الابصار للشبلنجی : ص 102 ط السعیدیة وص 124 نشر دار الفکر، شواهد التنزیل للحاکم الحسکانی الحنفی : ج1 ص183 ـ 185 ح195 ـ 198 ، مناقب الاِمام علی بن أبی طالب علیه السلام لابن المغازلی الشافعی : ص267 ح314 ، الغدیر للاَمینی : ج3 ص 61 .
(14) سورة النساء: الآیة 59 .
فقد ذکر المفسرون وغیرهم أن المراد بـ (اُولی الاَمر) هم علی علیه السلام والاَئمّة من ولده.
راجع : شواهد التنزیل للحاکم الحسکانی الحنفی : ج1 ص 189 ح202 ـ 203 ، التفسیر الکبیر للرازی : ج10 ص 144، ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ص 134 و137 ط الحیدریة وص 114 و117 ط إسلامبول، فرائد السمطین : ج1 ص 314 ح250، إحقاق الحق للتستری : ج3 ص 424 .
(15) سورة الشعراء: الآیة 214 . فقد روی أنّه لما نزلت هذه الآیة جمع النبی صلى الله علیه وآله عشیرته وکانوا أربعین رجلاً ووضع لهم طعاماً وبعد أن فرغوا قال لهم صلى الله علیه وآله : یا بنی هاشم من منکم یؤازرنی على أمری هذا ؟ فلم یجبه أحد فقال علی علیه السلام : أنا یا رسول الله أؤازرک، قالها ثلاثاً، وفی کل مرة یجیب علی أنا یا رسول الله فأخذ برقبته وقال: أنت وصیی وخلیفتی من بعدی فاسمعوا له وأطیعوا. وهذا الحدیث من الاَحادیث المتواترة فقد رواه جل الحفاظ والعلماء.
راجع : شواهد التنزیل للحسکانی : ج1 ص485 ح514 و580 ، ترجمة الاِمام علی ابن أبی طالب من تاریخ دمشق لابن عساکر الشافعی : ج1 ص 97 ـ 105 ح133 ـ 140، شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید : ج13 ص 210 و244 ، تاریخ الطبری: ج2 ص319ـ 321.
(16) سورة الاَحزاب : الآیة 33 .
(17) سورة آل عمران: الآیة 61 .
فقد أجمع الجمهور على أن هذه الآیة الشریفة نزلت فی النبی صلى الله علیه وآله وأمیر المؤمنین وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام وذلک لما أراد المباهلة مع نصارى نجران .
راجع: شواهد التنزیل للحاکم الحسکانی الحنفی : ج1 ص 155 ـ 166 ح168 ـ 176، المستدرک للحاکم : ج3 ص 150 ، أسباب النزول للواحدی : ص 58 ـ 59، صحیح مسلم : ج4 ص 1871 ح32، سنن الترمذی : ج5 ص 210 ح 2999 ، إحقاق الحقّ للتستری : ج3 ص 46 ـ 62 .
(18) راجع: مجمع الزوائد : ج7 ص 110، فضائل الصحابة لابن حنبل : ج2 ص 571 ح966 وص 593 ح1008 ، الکتاب المصنف لابن أبی شیبة : ج12 ص85 ح12186، المطالب العلیة لابن حجر : ج4 ص 56 ح3949 .
(19) راجع : المستدرک للحاکم : ج3 ص 125، کفایة الطالب للکنجی الشافعی : ص203، ینابیع المودة للقندوزی : ص 87 ، ترجمة الاِمام علی بن أبی طالب علیه السلام من تاریخ دمشق لابن عساکر الشافعی : ج1 ص 279 ح324، إحقاق الحق : ج5 ص 546ـ 585، الغدیر للاَمینی : ج3 ص 202 .
(20) راجع : صحیح البخاری : ج5 ص 24، صحیح مسلم : ب من فضائل علی بن أبی طالب علیه السلام ج4 ص 1870 ح30 ، سنن الترمذی : ج5 ص 596 ح3724 وص 598 ح3730 ، مسند أحمد بن حنبل : ج1 ص179 وج3 ص 32 ، المستدرک للحاکم : ج3 ص109 ، ترجمة الاِمام علی بن أبی طالب علیه السلام من تاریخ دمشق لابن عساکر : ج1 ص 125 ح150 وغیرها الکثیر.
(21) سورة یونس: الآیة 87 .
(22) راجع: ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ب 17 ص 87 ـ 88.
(23) راجع: المستدرک للحاکم : ج3 ص 127 ، مجمع الزوائد : ج9 ص 114 ، المعجم الکبیر للطبرانی: ج11 ص 65 ـ 66 ، تاریخ بغداد : ج4 ص 348 ، کنز العمّال : ج11 ص 614 ح32979 ، ذخائر العقبى : ص 77 ، وقد أفردت لهذا الحدیث کتب مستقلة، مثل کتاب فتح الملک العلی بصحة حدیث باب مدینة العلم علی للمغربی.
(24) سورة الاِسراء: الآیة 26 .
(25) راجع: الدر المنثور للسیوطی : ج5 ص 273 فی تفسیر قوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه)، شواهد التنزیل للحسکانی : ج1 ص 438 ـ 442 ح467 ـ 473 ، ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ص 49 و140 ط الحیدریة وص 119 ط إسلامبول، إحقاق الحقّ للتستری : ج3 ص 549، فضائل الخمسة من الصحاح الستّة: ج3 ص 136 وغیرها.
(26) سورة الشورى: الآیة 23 .
فقد روى الجمهور أنّ هذه الآیة نزلت فی قربى النبی صلى الله علیه وآله أمیر المؤمنین وفاطمة والحسن والحسین : .
راجع: شواهد التنزیل للحاکم الحسکانی الحنفی : ج2 ص 189 ـ 211 ح 822 ـ 844، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعی : ص 169 ، کفایة الطالب للکنجی الشافعی: ص 91 و93 و313 ط الفارابی وص 31 و32 و175 و178 ط الغری، التفسیر الکبیر للرازی : ج27 ص 166 ، ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ص 106 و194 و261 ط إسلامبول وص 123 و229 و311 ط الحیدریة، فرائد السمطین : ج1 ص 20 وج 2 ص13 ح359 ، إحقاق الحق للتستری : ج3 ص 2 ـ 22 .
(27) سورة هود : الآیة 29 .
(28) سورة هود: الآیة 51 .
(29) سورة الشورى: الآیة 23 .
(30) سورة الشورى: الآیة 22 و23 .
(31) هکذا فی الاَصل .
(32) سورة الاَحقاف: الآیة 8 .
(33) سورة الشورى: الآیة 25 .
(34) سورة الاَحزاب: الآیة 56 .
(35) راجع: صحیح البخاری کتاب التفسیر ب قوله تعالى: (إن الله وملائکته یصلّون على النبی...) ج6 ص 151 ، صحیح مسلم کتاب الصلاة ب الصلاة على النبی صلى الله علیه وآله : ج1 ص 305 ح 65 و 66 ، الصواعق المحرقة لابن حجر: ص146، ینابیع المودة للقندوزی الحنفی: ص 295 ط إسلامبول وص 354 ط الحیدریة، فرائد السمطین ج1 ص 31 ـ 34 ح9، وغیرها الکثیر .
(36) سورة یس: الآیة 1 ـ 4 .
(37) سورة الصافات: الآیة 79 .
(38) سورة الصافات: الآیة 109 .
(39) سورة الصافات الآیة 120 .
(40) سورة الصافات: الآیة 130 .
(41) راجع: نظم درر السمطین: ص 94 ، تفسیر القرآن العظیم لابن کثیر: ج4 ص 22 ، الدر المنثور للسیوطی : ج7 ص 120 ، ینابیع المودة للقندوزی : ب 29 ص 295.
(42) سورة الاَنفال: الآیة 41.
فقد روی أن المقصود من (ذی القربى) هم: أمیر المؤمنین وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام . راجع: شواهد التنزیل للحسکانی الحنفی : ج1 ص 285 ـ 289 ح292 ـ 298 ، ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ص 50 ط الحیدریة وص 45 ط إسلامبول، جامع البیان للطبری : ج10 ص 5 .
(43) سورة فصلت: الآیة 42 .
(44) سورة الاَنفال : الآیة 41 .
(45) سورة النساء: الآیة 59 .
(46) سورة المائدة: الآیة 55 .
نزول هذه الآیة فی أمیر المؤمنین علیه السلام مما اتفق علیه المفسرون والمحدّثون.
راجع: شواهد التنزیل للحسکانی الحنفی : ج1 ص 209 ـ 239 ح216 ـ 240 ، ترجمة الاِمام علی بن أبی طالب علیه السلام من تاریخ دمشق لابن عساکر الشافعی: ج2 ص 409 ح915 و916، کفایة الطالب للکنجی الشافعی : ص 228 و 250 و251 ط الفارابی وص 106 و122 و123 ط الغری، ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ص 115 ط إسلامبول وص 135 ط الحیدریة، التفسیر الکبیر للرازی : ج12 ص 20 و26 ، إحقاق الحقّ : ج2 ص 399، الغدیر للاَمینی : ج2 ص 52 وج 3 ص 156، وغیرها الکثیر.
(47) سورة التوبة: الآیة 60 .
(48) سورة النحل: الآیة 43 .
فقد روى الجمهور أن هذه الآیة نزلت فی أهل البیت علیهم السلام . راجع: شواهد التنزیل للحاکم الحسکانی الحنفی : ج1 ص 432 ـ 437 ح459 ـ 466، ینابیع المودة للقندوزی الحنفی : ص 51 و140 ط الحیدریة وص 46 و119 ط إسلامبول، الجامع لاَحکام القرآن للقرطبی : ج11 ص 272 ، جامع البیان للطبری : ج14 ص 75، تفسیر القرآن العظیم لابن کثیر : ج2 ص 591 ، روح المعانی للآلوسی: ج14 ص 147 ، إحقاق الحق للتستری : ج3 ص 482.
(49) سورة الطلاق: الآیة 10 و11 .
(50) راجع: الدر المنثور للسیوطی: ج8 ص 209 .
(51) سورة النساء : الآیة 23 .
(52) سورة غافر (المؤمن): الآیة 28 .
(53) سورة طه: الآیة 132 .
(54) عیون أخبار الرضا علیه السلام للصدوق : ج2 ص207 ـ 217 ب 23.