عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

ما حدث في مولد الرسول الأعظم (ص)

ما حدث في مولد الرسول الأعظم (ص)

ما حدث في مولد الرسول الأعظم (ص)

موقع زاد المعاد
حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثني أبي ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، قال: (( كان إبليس (لعنه الله) يخترق السماوات السبع ، فلما ولد عيسى (عليه السلام) حجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات ، فلما ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن أمية ، وكان من أزجر أهل الجاهلية : انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ، ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف ، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة مولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه .

وارتجس (1) في تلك الليلة إيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأي المؤبذان (2) في تلك الليلة في المنام إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً ، قد قطعت دجلة ، وانسربت في بلادهم .

وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العوراء ، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ، ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً ، والملك مخرساً لا يتكلم يومه ذلك ، وانتزع علم الكهنة ، وبطل سحر السحرة ، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها ، وعظمت قريش في العرب ، وسموا آل الله عز وجل )) .

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) : (( إنما سموا آل الله عز وجل لأنهم في بيت الله الحرام ، وقالت آمنة : إن ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ ، وسمعت في الضوء قائلاً يقول : إنك قد ولدت سيد الناس ، فسميه محمداً .

وأتي به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه ، فأخذ فوضعه في حجره ، ثم قال : الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان ، قد ساد في المهد على الغلمان ، ثم عوذه بأركان الكعبة (3) ، وقال : فيه أشعارا .

قال : وصاح إبليس (لعنه الله) في أبالسته ، فاجتمعوا إليه .

فقالوا : ما الذي أفزعك يا سيدنا ؟

فقال لهم : ويلكم ، لقد أنكرت السماء والأرض منذ الليلة ، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ، ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم ، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث .

فافترقوا ثم اجتمعوا إليه ، فقالوا : ما وجدنا شيئا .

فقال إبليس : أنا لهذا الامر ، ثم انغمس في الدنيا ، فجالها حتى انتهى إلى الحرم ، فوجد الحرم محفوفاً بالملائكة ، فذهب ليدخل ، فصاحوا به فرجع ، ثم صار مثل الصر - وهو العصفور - فدخل من قبل حراء .

فقال له جبرئيل : وراءك لعنك الله .

فقال له : حرف أسألك عنه يا جبرئيل ، ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض ؟

فقال له : ولد محمد (صلى الله عليه وآله) .

فقال له : هل لي فيه نصيب ؟

قال : لا .

قال : ففي أمته ؟

قال : نعم .

قال : رضيت )) (4) .

ــــــــــــــــ

(1) الارتجاس : الاضطراب والتزلزل .

(2) المؤبذ : فقيه الفرس وحاكم المجوس ، وقيل : المؤبذان كقاضي القضاة للمسلمين ، والمؤبذ كالقاضي .

(3) أي مسحه بها ، أو دعا له عندها .

(4) الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 360 - 362 ،  بحار الأنوار / جزء 15 / صفحة [ 258 ] ، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 26، ص: 359 ، شجرة طوبى - الشيخ محمد مهدي الحائري ص [209] .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

من كنت مولاه فهذا علي مولاه
باب في ذكر ظهور نوح عليه السلام بالنبوة بعد ذلك
فضيلة سور المسبّحات لطلب درک الظهور
الموقف الانتقاديّ لمفكّري أهل السنّة من التيّار ...
المهمة الإصلاحية للقادة الإلهيين
أن آل يس آل محمد ص
المكانة العلمية للإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
منزلة العلماء
البراغماتية‌ وانتحال‌ القدسيّة‌
تهذيب الشهوة

 
user comment