عربي
Sunday 19th of May 2024
0
نفر 0

ما وقع في الاُمم السابقة يقع مثله

ما وقع في الاُمم السابقة يقع مثله

يمكن أن يستدلّ علی ما وقع في الاُمم السابقة و انه یمکن ان يقع مثله في الامم اللحقة يمکن الاستدلال علی ذلک من القرآن بقوله تعالى ( سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً ) ومن السنّة بالأحاديث الدالّة على التصريح بثبوته ، واستدلال أهل العصمة : بها على المعاندين وأعداء الدين ، كما يأتي إن شاء الله تعالى.
وبإجماع المسلمين في الجملة ، فإنّ الأحاديث بذلك كثيرة من طرق العامّة والخاصّة ، وقد صنّف علماؤنا كتباً في إثباته مذكورة في كتب الرجال ، وتقدّم ذكر بعضها ، وأنا أذكر الذي يحضرني من الأحاديث في هذا المعنى ، وقد رأيتها في عدّة كتب معتمدة مرويّة من عدّة طرق مسندة ومرسلة فأقول :
الحديث الأوّل :
ممّا يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « من لا يحضره الفقيه » الذي صرّح بأنّه لا يورد فيه إلا ما يفتي به ويحكم بصحّته ، ويعتقد أنّه حجّة بينه وبين ربّه ، وشهد بأنّ كلّ ما فيه مأخوذ من كتب مشهورة ، عليها المعوّل وإليها المرجع (1).
قال في باب فرض الصلاة : قال النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم : « يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (2).
الثاني :
ما رواه ابن بابويه أيضاً في أواخر كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » قال : قد صحّ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « كلّ ما كان في الاُمم السالفة يكون مثله في هذه الاُمّة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (3).
الثالث :
ما رواه الشيخ الجليل ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني ـ في باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبي صلی الله عليه وآله وسلم وجميع الأنبياء والأوصياء : ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ـ يعني ليث المرادي ـ عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إنّ الله لم يعط الأنبياء شيئاً إلا وقد أعطاه محمّداً صلی الله عليه وآله وسلم » (4) الحديث.
الرابع :
ما رواه الكليني أيضاً في الباب المذكور : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام قال : قلت له : أخبرني عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم ورث النبيّين كلّهم؟ قال : « نعم » قلت : إنّ عيسى بن مريم كان يُحيي الموتى بإذن الله؟ قال : « صدقت ، وسليمان كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم يقدر على هذه المنازل » (5) الحديث. وفيه : أنّ الأئمّة : ورثوا ذلك.
الخامس :
ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب ما أعطى الله الأئمّة : من الاسم الأعظم ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد ، عن زكريا بن عمران القمّي ، عن هارون بن الجهم، عن رجل قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إنّ عيسى بن مريم عليه السلام اُعطي حرفين كان يعمل بهما ، واُعطي موسى أربعة أحرف ، واُعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، واُعطي نوح خمسة عشر حرفاً ، واُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ، وإنّ الله جمع ذلك كلّه لمحمّد صلی الله عليه وآله وسلم ، وإنّ الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً اُعطي محمّد صلی الله عليه وآله وسلم اثنين وسبعين حرفاً وحُجب عنه حرف واحد » (6).
السادس :
ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السلام ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول الله؟ قال : « نعم » قلت : ورسول الله صلی الله عليه وآله وسلم وارث الأنبياء كلّهم ، علم كلّ ما علموا ؟ قال : « نعم » قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص؟ قال : « نعم بإذن الله » (7) الحديث.
ورواه الراوندي في « الخرائج والجرائح » في الباب السادس (8).
ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً من كتاب « الدلائل » لعبد الله بن جعفر الحميري (9).
ورواه الكشّي في كتاب « الرجال » : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن علي بن محمّد القمّي ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن علي بن الحكم مثله (10).
أقول : والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدّاً ودلالته على مضمون الباب ظاهرة لا تخفى.
السابع :
ما رواه الكليني أيضاً في « الروضة » قريباً من النصف : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال له : إنّ العامّة يقولون : إنّ بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس عليها كانت لله رضىً ، وما كان الله ليفتن اُمّة محمّد من بعده ـ إلى أن قال ـ : فقال أبو جعفر عليه السلام : « أليس قد أخبر الله عن الذين من قبلهم من الاُمم أنّهم اختلفوا من بعدما جاءتهم البيّنات؟ حيث قال : ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهَ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَن آمَنَ وَمِنْهُم مَن كَفَرَ ) » (11).
وفي هذا ما يستدلّ به على أنّ أصحاب محمّد اختلفوا من بعده ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
أقول : هذا دالّ على مضمون الباب ، وإلا لما صحّ الاستدلال.
الثامن :
ما رواه أبو جعفر بن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » ـ في باب ما أخبر به الصادق عليه السلام من وقوع الغيبة ـ : بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إنّ سنن الأنبياء وما وقع فيهم من الغيبة ، جارية في القائم منّا أهل البيت ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (12).
التاسع :
ما رواه الطبرسي في آخر كتاب « إعلام الورى » حيث قال : قد صحّ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « كلّ ما كان في الاُمم السالفة فإنّه يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (13).
ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً عنه (14).
العاشر :
ما رواه ابن بابويه في « اعتقاداته » ـ في باب الإعتقاد في الرجعة ـ حيث قال : وقال النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم : « يكون في هذه الاُمّة ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (15).
الحادي عشر :
ما رواه الشيخ الثقة الجليل أبو عمرو الكشّي في « كتاب الرجال » ـ في ترجمة حيّان السرّاج ـ : عن حمدويه قال : حدّثنا الحسن بن موسى ، قال : حدّثني محمّد بن أصبغ ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد العجلي ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال : « لو سبقت قليلاً لأدركت حيّان السرّاج ، وكان هنا جالساً » فذكر له محمّد بن الحنفيّة وذكر حياته فقلت له : أليس نزعم وتزعمون ونروي وتروون : أنّه لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي هذه الاُمّة مثله؟ قال : « بلى » قلت : فهل رأيتم ورأينا ، وسمعتم وسمعنا ، بعالم مات على أعين الناس فنكح نساءه وقسّمت أمواله وهو حيّ لا يموت؟ فقام ولم يرد عليّ شيئاً (16).
ورواه ميرزا محمّد بن علي الاسترآبادي في « كتاب الرجال » نقلاً عن الكشّي (17).
ورواه الشيخ في كتاب « الاختيار من الكشّي » مثله (18).
الثاني عشر :
ما رواه الكشّي أيضاً ـ في ترجمة سلمان الفارسي ـ : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسين بن خرزاذ (19) القمّي ، عن محمّد بن حمّاد الساسي ، عن صالح بن نوح ، عن زيد بن المعدّل ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : « خطب سلمان فقال : الحمد لله الذي هداني لدينه ـ إلى أن قال ـ : لتركبنّ طبقاً عن طبق ، سنّة بني إسرائيل القذّة بالقذّة ـ ثمّ قال بعد كلام من جملة الخطبة ـ : والسبعين الذين اتّهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة فماتوا ، ثمّ بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وأمر هذه الاُمّة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم؟ » ثمّ ذكر تمام الخطبة.
ورواه الشيخ في « الاختيار » (20).
الثالث عشر :
ما رواه ابن بابويه في كتاب « كمال الدين » ـ في باب ما أخبر به الصادق عليه السلام من وقوع الغيبة ـ ورواه الطبرسي في « إعلام الورى » وعلي بن عيسى في « كشف الغمّة » : عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل قال : « وأمّا العبد الصالح ـ يعني الخضر عليه السلام ـ فإنّه ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ، ولا كتاب نزل عليه ، ولا بشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له.
بل إنّ الله لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم من أيّام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده لمقدار ذلك العمر في الطول ، عمّر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك ، إلا لعلّة الإستدلال به على عمر القائم ، وليقطع به حجّة المعاندين ، لئلاّ يكون للناس على الله حجّة » الحديث.
الرابع عشر :
ما رواه الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب « الاحتجاج على أهل اللجاج » ـ في احتجاج رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ـ : عن أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام أنّه قيل لأمير المؤمنين عليه السلام : هل كان لرسول الله صلی الله عليه وآله وسلم مثل آية موسى في رفعه الجبل؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : « والّذي بعثه بالحقّ نبيّاً ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمّد إلا وقد كان لمحمّد مثلها أو أفضل منها » (21) الحديث.
الخامس عشر :
ما رواه الطبرسي أيضاً في « الاحتجاج » : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « خطب سلمان بعد دفن النبي صلی الله عليه وآله وسلم بثلاثة أيّام فقال : أيّها الناس اسمعوا حديثي ـ إلى أن قال ـ : إنّكم أخذتم سنّة بني إسرائيل أما والله لتركبنّ طبقاً عن طبق ، سنّة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (22).
السادس عشر :
ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » ـ في باب أعلام النبي والأئمّة : ـ : عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام : الأئمّة منكم يحيون الموتى ويبرئون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء؟ فقال عليه السلام : « ما أعطى الله نبيّاً شيئاً إلا وقد أعطى الله محمّداً مثله ، وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، وكلّ ما كان عند رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم فقد أعطاه أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين : ، ثمّ إماماً بعد إمام إلى يوم القيامة ، مع الزيادة التي تحدث في كلّ سنة ، وكلّ شهر ، وكلّ يوم » (23) الحديث.
السابع عشر :
ما رواه الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب « مجمع البيان » عند تفسير قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) قال : وصحّ عن النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم قوله : « سيكون في اُمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، حتّى لو أنّ أحدهم دخل في جحر ضبّ لدخلتموه » (24).
الثامن عشر :
ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « عيون أخبار الرضا عليه السلام » ـ في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الأئمّة : والردّ على الغلاة والمفوّضة ـ قال : حدّثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا عليه السلام في حديث طويل أنّ المأمون سأله فقال : يا أبا الحسن ما تقول في الرجعة؟ فقال الرضا عليه السلام : « إنّها لحقّ قد كانت في الاُمم السالفة ، ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم : يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (25) الحديث.
التاسع عشر :
ما رواه الشيخ قطب الدين الراوندي في كتاب « الموازاة بين المعجزات » الذي ألحقه وأضافه إلى كتاب « الخرائج والجرائح » ، قال : قال الصادق عليه السلام: « إنّ الله ردّ على أيّوب أهله وماله الذين هلكوا » ثمّ ذكر قصّة عزير وأنّ الله أماته وأحياه ، وقصّة ( الَّذِيْنَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْيَاهُمْ ) وغير ذلك ، ثمّ قال : « فمن أقرّ بجميع ذلك كيف ينكر الرجعة في الدنيا؟
وقد قال النبي صلی الله عليه وآله وسلم : ما جرى في اُمم الأنبياء قبلي شيء إلا ويجري في اُمّتي مثله » (26).
العشرون :
ما رواه الشيخ الجليل الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قلت له : هل كان في بني إسرائيل شيء لا يكون مثله هاهنا؟ قال : « لا » (27) الحديث.
الحادي والعشرون :
ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أحمد بن الحسن بن علي ابن فضّال ، عن أبيه ، عن حميد (28) بن المثنّى ، عن شعيب الحدّاد ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن أشياء وجعلت أكره أن اُسمّيها ، فقال : « لعلّك تسأل عن الكرّات؟ » قلت : نعم ، قال : « تلك القدرة ولا ينكرها إلا القدرية.
إنّ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم اُتي بقاع من الجنّة عليه عذق ، يقال له : سنّة ، فتناولها رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم سنّة من كان قبلكم » (29).
الثاني والعشرون :
ما رواه العامّة والخاصّة من قوله صلی الله عليه وآله وسلم : « علماء اُمّتي كأنبياء بني إسرائيل » (30) والاستدلال به لا يخفى على المتأمِّل.
الثالث والعشرون :
ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » : عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي اُمّتي مثله » (31).
الرابع والعشرون :
ما رواه الشيخ الجليل علي بن محمّد الخزّاز القمّي في كتاب « الكفاية في النصوص على الأئمّة : » ـ في باب ابن عبّاس ـ قال : حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني ، عن أحمد بن مطرف ، عن أبي حاتم المهلبي المغيرة بن محمّد ، عن عبد الغفّار بن كثير الكوفي ، عن إبراهيم بن حميد ، عن أبي هاشم ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال : « كائن في اُمّتي ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ».
الخامس والعشرون :
ما رواه ابن طاووس في كتاب « كشف المحجّة لثمرة المهجة » من طريق العامّة والخاصّة : عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أنّه يجري في اُمّته ما جرى في الاُمم السالفة.
السادس والعشرون :
ما رواه الشيخ الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب « قصص الأنبياء » : بإسناده عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعدبن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه علي ، عن أبيه ، عن محمّد بن مارد ، عن عبدالأعلى بن أعين ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : حديث يرويه الناس أنّ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم قال : « حدّث عن بني إسرائيل ولا حرج » قال : « نعم » قلت : فنحدّث عن بني إسرائيل ولا حرج علينا؟ قال : « أما سمعت ما قال ، كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكلّ ما سمع » قلت : كيف هذا؟ قال : « ما كان في الكتاب أنّه كان في بني إسرائيل ، فحدّث أنّه كائن في هذه الاُمُّة ولا حرج » (32).
أقول : والأحاديث في ذلك كثيرة متواترة بين الشيعة والعامّة ، ولم اُوردها كلّها لضيق المجال وقلّة وجود الكتب ، وفيما أوردته منها بل في بعضه كفاية إن شاء الله ، وهي دالّة بعمومها وخصوصها على صحّة الرجعة ، وعلى تقدير أن يثبت تخصيص العموم في بعض الأفراد بدليل شرعي صحيح صريح فإنّه يقبل.
وأمّا في الرجعة فلا سبيل إلى تخصيص هذا العموم ؛ لأنّ هذه الأحاديث كما رأيت تدلّ على صحّة الرجعة عموماً وخصوصاً ، والنصّ على الخصوص صريح في دخول هذا الفرد في العموم ، وعدم إمكان إخراجه لكثرة التصريحات وقوّة الدلالة وتظافر الأدلّة والمساواة المستفادة من قولهم : « حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ».
يمكن حملها على الغالب أو على المبالغة أو على المساواة من بعض الوجوه ، إن ثبت التغاير في بعض الخصوصيّات والتفاصيل ، ومعلوم أنّ المساواة لا تفيد العموم وإلا لزم الاتّحاد وهي بمنزلة المشابهة.
ومعلوم أنّ التشبيه صادق مع الاتّفاق في وصف من الأوصاف دون الجميع ، وإنّما يلزم الحكم بالعموم في أوّل الحديث للتصريح فيه بلفظ العموم وتأكيد الحكم بوجوه لا تخفى ، وإذا ثبت مضمون هذا الباب ظهر أنّ كلّ حديث في البابين الآتيين حجّة ودليل على صحّة الرجعة ، وأنّها لابدّ أن تقع في هذه الاُمّة لجماعة كثيرة من الرعيّة وأهل العصمة .
المصادر :
1- الفقيه 1 : 3 ، المقدّمة.
2- الفقيه 1 : 130 / 609.
3- كمال الدين : 576.
4- الكافي 1 : 225 / 5.
5- الكافي 1 : 226 / 7.
6- الكافي 1 : 230 / 2.
7- الكافي 1 : 470 / 3.
8- الخرائج والجرائح 1 : 274 / 5.
9- كشف الغمّة 2 : 142.
10- رجال الكشّي : 174 / 298.
11- الكافي 8 : 270 / 398.
12- كمال الدين : 345 / 31.
13- إعلام الورى 2 : 309.
14- كشف الغمّة 2 : 545.
15- اعتقادات الصدوق : 62 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ).
16- لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : 314 / 568.
17- منهج المقال : 127.
18- اختيار معرفة الرجال : 314 / 568.
19- لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : 20 / 47.
20- منهج المقال : 169 و 170.
21- الاحتجاج 1 : 68 / 23.
22- الاحتجاج 1 : 294 / 51.
23- الخرائج والجرائح 2 : 583 / 1.
24- مجمع البيان 7 : 430.
25- عيون أخبار الرضا 7 2 : 201 / 1.
26- الخرائج والجرائح 2 : 933 ـ 934.
27- مختصر البصائر : 105 / 76 ، باب الكرّات.
28- رجال النجاشي : 133 / 340 ، معجم رجال الحديث 7 : 309.
29- مختصر البصائر : 101 / 72.
30- غوالي اللئالي 4 : 77 / 67 ، ومن العامّة العجلوني في كشف الخفاء 2 : 83 / 1744.
31- تفسير القمّي 1 : 47.
32- ـ قصص الأنبياء : 187 / 234.

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في الورع و الترغيب منه
لماذا نزل القرآن في ليلة القدر ؟
نساء الجنة
تعدّد البلدان حسب الرؤية الفقهيّة
مسجد السهلة؛ بيت الأنبياء ومقام الأولياء ومقصد ...
الرجعة باختصار
أوّل‌ من‌ كُنِّي‌ بأبي‌ تراب‌
باب في غيبة يوسف عليه السلام
قبسات من نهج البلاغة – السادس
النهی عن الجدال والمراء فی الله عز وجل

 
user comment