تزامنا مع ذكرى المبعث النبوي الشريف أقيم احتفال بالمناسبة في المبنى المركزي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، حيث ألقى الأمين العام للمجمع العامي لأهل البيت (ع) كلمة معتبرا، شهر رجب المرجب فرصة مناسبة للتزود من الألطاف الإلهية ومواهبه سبحانه وتعالى واكتساب رضاه عز وجل.
وأضاف حجة الإسلام والمسلمين "محمد حسن أختري": إن الله سبحانه جعل العديد من الطرق والفرص كي يتمكن عباده من الوصول إلى رحمته وبركاته الإلهية، وأن المبعث النبوي الشريف هو من جملتها، فإن في ليلة ويوم 27 من شهر رجب فضائل يمكن الإنسان انتهاز هذه المناسبة للتقرب إلى الله تعالى ومناجاته.
وأشار سماحته إلى أن المبعث النبوي الشريف أحدث تحولاً وثورتاً في نظام الكون، وأضاف: هناك تفاسير متعددة وردت حول البعثة، فإن بعثة النبي (ص) باعتبارها كانت أفضل الرسالات وخاتمة الشرائع وأكمل الديانات، فعليه قدمت للإنسان أشمل برامج حياته ودينه. إن الله خلق الإنسان وجعل له صراطاً وديناً قيماً، وجعل سبحانه مرحلة كمال ومسير تكامل الإنسان في عصر آخر الزمان ورسالة سيد المرسلين (ص)، فإن نور خاتم الأنبياء كان أول نور خلق الله، ولكن جعل تحقيق وتجسيد ذلك نور في زمن آخر.
وحول شريعة النبي (ص) وأنها الأكمل بين الشرائع الأخرى قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): كانت الديانات الإلهية قبل الإسلام تحظى بمبادئ وأصول، وأن شريعة النبي (ص) تشترك معها في تلك المبادئ، ولكن تفترق مع الديانات الأخرى بالتطبيق؛ فلذا إن دين الرسول (ص) يعتبر أكمل الأديان حيث ان الله سبحانه وتعالى أكمله.
وتابع سماحته: إن الديانات الأخرى وعلى مر الدهور والعصور تعرضت إلى الانحراف وابتعدت عن النهج القويم، فبناء على ذلك ان الشريعة الإسلامية كانت ثورة على تلك الديانات.
وأشار حجة الإسلام أختري إلى أن الدين جاء لإيصال الإنسان للسعادة والكمال، وأضاف: ان النبي (ص) قال في حديث ورد عنه: "إني بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وإن الله بعث الأنبياء مبشرين ومنذرين، كما أن الله منّ علينا حيث جعلنا في هذا العصر، وفي هذه الفترة الزمنية.
وأكد سماحته أن الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نكون ملتزمين بالشريعة الإسلامية وأحكامها وامتثال أوامرها معتبراً، ان طاعة أولو الأمر هي طاعة النبي (ص)، وان طاعة النبي (ص) هي طاعة الله، كما أن في يومنا هذا، طاعة أولو الأمر هي طاعة الولي الفقيه والامتثال لأوامره، وعلينا أن نسأل الله تعالى أن يتغمد الإمام الراحل برحمته وغفرانه لإحياء هذا المبداء وإعادة هذا الأصل إلى الأمة.
وتابع الشيخ أختري: إن الولاية هي الطريق والهداية والمخرج، وأنها توصلنا إلى النبي (ص) ومن خلالها نصل إلى الإمام عصر (عج)، وقد بنيت الثورة الإسلامية على هذا الأصل والمبدأ، كما أن سبحانه وتعالى قرن أولو الأمر بنفسه في الطاعة والامتثال، فهم الأئمة عليهم السلام، و بعد النبي (ص) يتمثل هذا الأمر في أوصياء النبي (ص) والوكلاء، وأما في عصرنا هذا فإنه يتمثل بسماحة الإمام الخامنئي، فإن قائد الثورة المعظم يجسد الإسلام الذي يريده الله للإنسان.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أن نظام الجمهورية الإسلامية يقوم على أساس أن شرعية جميع الأمور تعود إلى القيادة، وبيّن موضحاً: إن شرعية السلطة التنفيذية تأتي بأمر من القيادة والولي الفقيه، فإن الولي الفقيه هو الذي يعطي حق التنفيذ إلى رئيس الجمهور ويفوض الأمر إليه، كما لا يحق للرئيس الجمهور أن يعتبر نفسه ملكاً بعد أن يتم التصويت واختياره من قبل الشعب، فإن ذلك مرفوض في مدرسة أهل البيت (ع) والتشيع.
وتابع سماحته: إن السلطة التشريعة كذلك في نفس السياق، فإن القوانين التي يتم مصادقتها في مجلس الشورى (البرلمان) لا بد أن لا تخالف أصول الشريعة، فعليه لا بد من تأييدها من قبل مجلس صيانة الدستور، فهنا أيضاً من يعطي الشرعية لها هو القيادة. وأما بالنسبة إلى السلطة القضائية فأمرها يعود إلى القيادة أيضاً، ولكن بما أن شخصا واحدا لا يمكن أن يقوم بإدارة جميع الأمور، فهناك شخص يتم تنصيبه كرئيس للسطة القضائية.
وحذر حجة الإسلام أختري من الوقوع في فخ الشياطين، وتابع: إن في جميع العصور هناك من يتفوه بالكذب ويسير على غير الطريق، فعلينا أن ننتبه أن لا نقع في فخ الشيطان والذين يدعون الكذب والزور، فمن قائل يدعي أنه ابن الإمام الزمان! وآخر يقول لديه علاقة بالإمام العصر! وعلينا أن لا نتبع هؤلاء الكاذبين ولا نسير على منهجهم، فإن الإسلام مبني على طاعة أولو الأمر والولي الفقيه، وعلينا الامتثال لأمره.
وتابع سماحته: إن في رواية وردت عن الإمام علي (ع) قال فيه عليكم أن تنظروا إلينا أهل بيت نبيكم (ع)، وأن تتبعوهم، وتلتزموا في المضي قدما على دربهم ونهجهم؛ لأنهم هم الهداة إلى الله، وان طريق الهداية الأصيل هو الذي لا يؤدي بكم إلى زلة القدم والوقوع في الشقاء وذلك طريقهم، فإن أمروكم بالقعود فاقعود، وإن أمروكم بالقيام فقوموا، فلا تتقدموا عليهم ولا تتخلفوا عنهم، وفي رواية أخرى شبه أهل البيت (ع) بسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهلك، فبناء عليه إن المعيار ومقياس والدليل هو القيادة.
وفي قسم آخر من كلمته قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت مخاطباً موظفي المجمع: جميع ما نقوم به من أعمال فهي من أجل أهل البيت (ع) وعلينا نبذل جميع جهودنا على أن نسير على نهجهم لكي ننجح في أمورنا، كما يجب علينا أن تكون جميع نشاطاتنا بناء على هذه المعايير ملتزمين بذلك.
وفي ختام كلمته وجه سماحته نصائخ للموظفين مذكِّراً، بالقيم الإسلامية كالدقة وعدم الإسراف والالتزام بالقيام بالواجب، والابتعاد من تكرار بعض الأخطاء التي ربما صدرت سابقاً في السنوات المنصرمة، وأن نحاول أن نجبر قصورنا، كما حث على اتقان العمل والأمانة والتشاور ومراعاة حقوق الآخرين.