إسلام أباد ـ إكنا: يزخر تاريخ الإسلام في إقليم "السند" بباكستان بقصص موثقة مليئة بالغرابة، فمن بلدة صغيرة تسمى "ديبل" دخل الإسلام إلى السند، وتوجد في الإقليم مقبرة تعد واحدة من أكبر المقابر بالعالم، إضافة إلى مسجد الملوك الذي يعتبر تحفة معمارية فريدة.
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إكنا)، توجد بعض أهم الآثار الإسلامية في مدينة "ديبل" التي تعود قصتها مع الإسلام إلى مطلع القرن الثامن الميلادي حين احتجز قراصنة بحر هندوس نساء مسلمات كن بصحبة قافلة تجارية بحرية ونقلوهن إلى بلدة ديبل، واستجابة لاستغاثاتهن جهز المسلمون جيشاً من ستة آلاف جندي انطلق من بلاد الشام فحرر النسوة وفتح بلاد السند والهند، ومن يومها عرفت ديبل باسم باب الإسلام.
ويقول محمد أشرف ـ وهو أحد سكان ديبل ـ إن جيش الفتح الإسلامي بقيادة محمد بن القاسم دمر قلعة ديبل وهزم الهندوس بقيادة راجا داهر، وبنى في المكان مسجداً لا تزال آثاره قائمة حتى اليوم، وخلال ثلاث سنوات تلت ذلك واصل المسلمون التقدم وفتحوا المناطق واحدة تلو الأخرى.
وبالإضافة إلى المسجد الذي يعتبر الأول في كامل أراضي شبه القارة الهندية يوجد في ديبل أيضاً متحف متواضع يضم بعضا من آثار ملحمة سطرها التاريخ.
مقبرة
ومن القصص والآثار الغريبة المتعلقة بتاريخ الإسلام في بلاد السند والهند بإقليم السند وجود مقبرة كبيرة فيها جعلتها تصنف ثالث أكبر مقبرة بالعالم، ففي مدينة مكلي الواقعة بإقليم السند الباكستاني دفن ـ وعلى مدى قرون ـ 125 ألفاً من حكام وأبناء أربع إمارات إسلامية تعاقبت على الحكم، ويعود السبب في تخصيص المقبرة لمقام الولي الصالح جام نظام الدين، فعلية القوم في ذاك الزمان أرادوا التشرف بالاقتراب أكثر -ولو بعد وفاتهم- من مقام كانوا يعتقدون أن لصاحبه كرامات.
ويمتد قطر المقبرة ثمانية كيلومترات، ويزيد حجمها على خمسين كيلومترا مربعا، وتتميز بكونها مقبرة خاصة غير مفتوحة لعامة الناس، ونتيجة لتلك الاعتبارات وضعتها المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ضمن قائمة التراث العالمي.
ومن الآثار الإسلامية البارزة في إقليم السند أيضا يوجد مسجد "شاه جهان" الذي يعد بحد ذاته أعجوبة معمارية، فقبابه مئة تتشابه أحجاماً وألواناً وأشكالاً، وقد بني في أول عهد حكم المغول المسلمين لكامل شبه القارة الهندية، ذلك الحكم الذي امتد خمسة قرون من الزمان وشهد أحداثا وروايات بعضها يرقى لمستوى الأساطير.
source : ایکنا