إنّ الشارع المقدس ركز على جانب العفة بشكل عام وفي الحيـاة الزوجية بشكل خاص واهتم بها اهتماماً كبيراً ،وجعلها من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى ، وإليك بعض النصوص في ذلك:
1 - ففي صحيحـة زرارة ، عن أبي جعفرعليه السلام قال: ( ما عبد الله بشيء أفضل من عفة بطن وفرج )( 1 ).
2- وفي صحيحة سدير قال : قال أبو جعفرعليه السلام: ( أفضل العبادة عفّة البطن والفرج )( 2 ).
3- وفي خبر عبد الله بن ميمون القدّاح ،عن أبي عبد اللهعليه السلام قال : ( كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : أفضل العبادة العفاف )( 3 ).
المرأة العفيفة : ينقل انه حدث غلاء شديد . وكان أمرأة علوية ذات فقر مدقع وكان في جوارهم رجل حداد غني نسبة ما ، جاءته المرأة وطلبت منه قليلاً من الحنطة ، كان ذلك الرجل منحرفاً ، لذا راودها وطلب مباشرتها فلم تجبه المرأة وذهبت ، صبرت ثلاثة أيـام لم تتحمل مشاهدة جوع أطفالها فعادت إليه ثانية وسمعت منـه الجواب السـابق ؛ فاهتزت وارتجفت ، لكنها كانت مجبرة في المرة الثالثة ، فقالت أنا مستعدة لطلبك ولكن بشرط وهو أن تأخذني إلى مكان ليس فيه إلا أنت وأنا . قال : من الطبيعي أن أخذك إلى مكان ليس فيه أحد . أخذها إلى غرفة في البيت لوحدها فرآها ترتجف . قال : لِمَ ترتجفين ؟ قالت : لأنك لم تفِ بعهدك .
قال : ليس هنا أحد .
قالت المرأة : أيَّها التعيس إن الله هنا . وهناك مَلَكٌ رقيب عتيدمَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ( 4).
خاف الرجل - فالكلام الذي يخرج من القلب ينفذ في القلب -.
قـالت المرأة : ادعـو الله أن يطفيء عنك نار الدنيا والآخرة كما أطفئت نار شهوتك عني ، ينقل أن نـار الدنيا لم تؤثر على هذا الرجل بعد ذلك . فكان يدخل يـده في فـرن النار ويخرج الحديد المحترق والمذاب . فالقانون للإنسان هو ما قالته هذه المرأة للرجل ( 5 ).
العزيزة في أهلها :
كناية عن حسن خلقها والقيام بمسؤلياتها في منـزل أبيها.
الذليلة مع زوجها :
وقد ذكرتها بهذا الوصف ومدحتها به ، عدة روايات ، منها صحيحة جابر الآتية : ( إن خير نسائكم الولود ، الودود ، العفيفة ، العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها …) . ربما يتصـور البعض أن المرأة تكون ذليلة لزوجها هذا إجحاف في حقها ومهانة لها وربما يتصور البعض هذا أو أكثر من ذلك، ولكن هذا التصور غير صحيح لاننا عندمـا ننظر إلى الأمـور بدقة ، وإلى مستقبل الحياة الزوجية نرى الأمر غير ذلك ، فنقول:
1 - إذلال الإنسـان نفسه أو التذلل لبعض الأفراد أو بعض الجهات ممنوع منه ومحرم في الشرعية الإسلاميـة ،كما في التذلل للطواغيت والظلمة والإنقياد والخضوع للشيطـان ، بينما قـد يكون التذلل أو الإذلال لبعض الأفـراد أو بعض الجهات الأخـرى من الأمور المستحسنة والمرغوب فيه ؛ فالإنقياد والخضوع والتذلل لله سبحانه ولرسوله وللوالدين من الأمور الواجبة ، بل التذلل للمؤمنين من الأشياء المستحسنة ومـن الأمور المرغوب فيها ، وقد مدح الله أقواماً بأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين قال تعالى :يَـاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّـةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ( 6 ).
2 – إنَّ تذلل الزوجة لزوجها : بمعنى أنها لا تستطيل ولا تتكبر على زوجها وترى نفسها أقل منه ، وأنها بـأمس الحاجـة إليه ، وتنقاد إليه كما ينقاد المرؤوس للرئيس والـولد للوالدين قـال تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ( 7) .
" خفض الجنـاح كنـاية عـن المبالغة في التواضع والخضوع قولاً وفعلاً مأخوذ مـن خفض فرخ الطائر جناحه ليستعطف أمه لتغذيته ، ولذا قيده بالذّل فهو دأب أفـراخ الطيـور إذا أرادت الغذاء من أمهاتها ، فـالمعنى واجههما في معاشرتك ومحاورتـك مـواجهة يلوح منها تواضعك وخضوعك لهما وتذلـلك قبالهما رحمة بهما .
هـذا إن كان الذل بمعنى المسكنة ، وإن كان بمعنى المطاوعة فهو مأخوذ من خفض الطائر جناحه ليجمع تحته أفراخه رحمة بها وحفظاً لها"( 8 ).
والحاصل أن الذّل : على قسمين :
الأول : الذل بمعنى المسكنة : وهو يتناسب أن تتصف به الزوجة مع زوجها ؛ فإن الزوجة بحاجة أن تشعر نفسها قبل زوجها أنها في أشد الحاجة للأنسجام مـع زوجها وأن سعادتها ومستقبلها مـرتبط به ، فلابد من إبراز ضعفها أمامه ، والمسكنة بأزائه ، وخفض جناح الذل قدّامه ،كما يبرز فرخ الطائر مسكنته وضعفه أمام أمه ،كي تغذيـه وتحنو عليه وتحميه وتدافع عنه ويبرزالولد ضعفه ومسكنته وذله أمام والديه ؛ فكذلك الزوجة مع زوجها .
الثاني : الذّل بمعنى المطاوعة : فـإن كـان الذّل بهذا المعنى فالأمر أوضح ؛ فإنّ الزوجة وإن كـانت عـزيزة في أهلها أوفي نفسها وعندها من الصفات الجمالية والكمالية والماديـة الشيء الكثير ، ولكن يلزمها أن تخفض جناح الذّل لزوجها وتطاوعه وتنقاد إليه ، وتشمله برعايتها وحنانها وعطفها وتكون له كالخيمـة التي تظله وتستـره رحمة منها إليه ،وقد جاء في بعض وصايا لقمان لابنه حول المرأة الصالحة هي التي : " تعود بخير على زوجها ، هي كـالأم الرحيم تعطف على كبيرهم ، وترحم صغيرهم ، وتحب ولد زوجها وإن كـانوا من غيرها ، جامعة الشمل ، مرضية البعل ، مصلحة في النفس والأهل والمال والولد " .
ولا يكون ذلك إلاّ بالتذلل والانقياد كما كان الطائر يخفض جناحه لفراخه الصغار ويمده عليهم رحمة منه إليهم ، فالزوجة هي صاحبة العش .. هي صاحبة البيت الذي يأوي إليـه الـزوج .. هي القاعدة الأساسية لبناء الأسرة ..هي المدرسة الأولى للطفل .. فعليها مسؤولية كبرى يجب أن تقوم بها أحسن قيام .
متبرجة مع زوجها :
كما في صحيحة أبي بصير ، عن أبي عبـدالله عليه السلام قال : ( خير نسـائكم التي إذا خلت مـع زوجها خلعت له درع الحياء ، وإذا لبست لبست معه درع الحياء )( 9 ).
فالمرأة المثالية التي تريد أن تعيش مـع زوجها عيشة سعيدة هي التي تتمكن أن تفتح قلب زوجها وتدخل إلى أعماقه ومن تلك المفاتيح ما تحرك عواطف الزوج وتثير أحاسيسه حتى ينجذب إليها والزوجـة تنجذب إليه ، هو مـا تقع عينه عليـه منها ويبصره في زوجته ، فالعين رائد القلب وعن طريقها تبدأ روح الرجل في الإنجـذاب إلى المرأة ، ومـن طريقها أيضاً تنفر روحه عنها.
وكان من وصايا نساء العرب لبعضهن :
( إياكِ أن تقع عين زوجكِ على شيء يستقبحه ).
حصان على غير زوجها :
وهو كناية عن عفتها وسترها ، وقد تعددت الروايات في مدح المرأة بذلك .
ومن الطبيعي أن من الصفات الحسنة للمرأة السعيدة أن تحافظ على عفتها وسترها ولا تفسـح المجال لغير زوجها أن يتلذذ بها بكلام أو غيره . ومن علامة حبها لزوجها هو صيانة نفسها عن غيره.
التي تسمع قول زوجها :
كمـا في صحيحة جابر بن عبد الله بقولـه : ( التي تسمع قوله وتطيع أمره ، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها ).
إن المرأة الصالحـة والتي تنظر إلى الحيـاة عموماً وإلى الحياة الزوجية خصوصاً بعمق وأهمية ، هي التي تهتم بما يقولـه زوجها وبمشاعره وأفكاره ورغباته فعندما يتحدث تكون كلها أذن واعية وسامعة لما يطرحه ، وينبغي لها أن تشعره بأهمية مـا يطرحـه حتى وإن كـانت في قرارة نفسها عليه ملاحظات ، وكذلك المطلب أو الفكرة التي يعرضها عليها ، لابـد لها من إظهار شوقها إليه واهتمامها به.
التي تطيع أمر زوجها :
كما في صحيحة سدير ، عن أبي جعفر( الإمام الباقر )عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إنّ من القسم المصلح للمرء المسلم أن يكون لـه المرأة إذا نظر إليها سرته ، وإذا غاب عنها حفظته ، وإذا أمرها أطاعته )( 10).
يجب على المرأة أن تطيع أوامـر زوجهـا خصوصاً فيما يرجع إلى حقوقه الزوجية ولا يجوز لها المخالفة لزوجها إلا في معصية الله ( فإن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وينبغي لها أن تطيعـه فيما يؤدي إلى تمتين محبتها وعلاقتها الزوجية ، حتى تسعد نفسها وزوجها .
التي لا تمانع زوجها إذا خلا بها :
وهذه الصفـات العشر الأخيرة قـد دلت عليها صحيحة جابر بن عبدالله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فقال : ( إن خير نسائكم : الولود ، الودود، العفيفة ، العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، المتبرجة مع زوجها ، الحَصَان عـلى غيره ، التي تسمع قوله ، وتطيع أمره ، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها ولم تبذَّل كتبذُّل الرجل )( 11 ).
الزوجة الصالحة :
وهي التي تعين زوجها على الدنيا والآخرة ولا تعين الدهر عليه ، وقد تعددت الروايات حول هذا الموضوع تقدم بعضها ، ومنها :
1 – صحيحة بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفرعليه السلامقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله - في الحديث القدسي - قال الله عز وجل : ( إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا والآخرة : جعلت له قلباً خاشعاً ، ولساناً ذاكراً ، وجسداً على البلاء صابراً ، وزوجـة مؤمنـة تسره إذا نظر إليها ، وتحفظـه إذا غاب عنها في نفسها وماله )( 12 ).
2- ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال : ( الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة )( 13 ).
3 – وخبر عبد الله بن ميمون القداح ، عـن أبي عبـدالله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : ( ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها ، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله )( 14 ).
4 – وخبر صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليه السلامقال : ( ما أفاد عبد فائدة خيراً من زوجة صالحة إذا رآها سرته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله )( 15 ).
5 – وعـن الرسـول صلى الله عليه وآله قال: ( من سعادة المرء الزوجة الصالحة )( 16 ).
6- وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : ( من السعادة : الزوجة الصالحة، والبنـون الأبرار ، والخلطاء الصالحون ، ورزق المرء في بلده ، والحب لآل محمد عليهم السلام )( 17 ).
7- وعن أمير المؤمنين عليه السلامأنه قال : ( الزوجة الصالحة أحد الكسبين )( 18 )
8- وعن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من سعادة المرء المسلم : الزوجة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والمركب الهنيء ، والولد الصالح )( 19 ).
حقاً إن المرأة الصالحة هي السعادة فإذا وفـق الرجل لمرأة صالحة فقد سعد في الحياة الدنيا وكل المصاعب والمتاعب التي يلاقيها تهون وتخف عندما يرجع إلى البيت ويجد من الراحة والإنس والحنان ما يثلج صدره ، وبعكسه الرجل الذي يقترن بزوجة سـوء فإنه مهما تحصّل على زخارف الحياة الدنيا فإنه لا يسوى شيئاً أمام النكد الذي يلاقيه من زوجته.
خير ما يكنـز :
فعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال ( ألا أخبركم بخير مايكنز ؟ المرأة الصالحة ، إذا نظر إليها تسرّه ، وإذا أمـرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته )( 20).
وقد جاء في خبر إبراهيم الكرخي المتقدم حيث قال: ( وهن ثلاث : فامرأة : بِكر ، ولود ، ودود ، تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ، ولا تعين الدهر عليه ).
جميلة :
1 - فعن الإمـام الصـادقعليه السلام: ( المرأة الجميلة تقطع البلغم ، والمرأة السَّوْءاء تهيج المِرَّة السوداء )( 21 ). وفي نسخة : ( المرأة السوداء ).
والسَّوْداء : السمجة القبيحة الوجه .
2- وجاء في الخبر عن بعض أصحاب الإمام الصادق عليه السلام: أنه شكى إليه البلغم فقال: ( أمـا لك جارية تضحكك ؟ قال : قلت: لا ، قال : فاتخذها فـإن ذلك يقطع البلغم )( 22 ).
3 – وعن الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ، فإن فعالهم أحرى أن يكون حسناً )( 23 ).
4 – وعن أبي الحسن الأول ( الكاظم )عليه السلام قال: ( ثلاث يجلين البصر : النظر إلى الخضرة ، والنظر إلى الماء ، والنظر إلى الوجه الحسن )( 24 ).
5 – وعن أبي جعفرعليه السلام قال : ( استرضع لولدك بلبن الحِسَان ، وإيّاك والقِبَاح ، فإنّ اللبن قد يعدي )( 25 ).
6- وفي صحيحة زرارة عن أبي جعفرعليه السلام قال : ( عليكم بالوضَّاء من الظؤرة فإنّ اللبن يعدي )( 26 ).
الوَضَاءة : الحُسْن والبَهْجة. يقال :وَضُأَتْ فهي وَضِيئة .أي جميلة.
الظؤرة : جمع ظِئر وهي المرضعة غير الأم .
فإذا كان في المرضعة التي هي غير الأم ينبغي أن تكون جميلة ففي الأم من باب أولى .
بيضاء :
فعن الإمام الرضا عليه السلام : ( من سعادة الرجل أن يكشف الثوب عن امـرأة بيضاء )( 27 ).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قـال : ( إني جربت جواري بيضاء وادماء فكان بينهنّ بون )( 28 ).
أي بينهنّ مسافة وفرق بعيد .
سمراء :
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: ( تـزوّج : سمراء ، عيناء ، عجزاء ، مربوعة ، فإن كرهتها فعليَّ الصداق )( 29 ).
وفي لفظ آخر :( تزوجوا : سمراء ، عيناء ، عجزاء ، مربوعة ، فإن كرهتها فعليّ مهرها )( 30 ).
جمال المرأة في أعين الرجال يختلف لاختلاف الأذواق والحضارات والثقافات بل والأماكن والأزمنـة قـال بعض الكتـاب : ( وتوجد فروق حضارية متعددة في النظر إلى الجمال الجسمي ، فنظرة الحضارة الفرعونية إليه غير نظرة الأغريق ، وهاتان النظرتـان تختلفان عن نظرة الفُرس ، أما العرب الشعراء فلهم وجهة نظر أخرى تختلف في جانب أو تتفق في آخر مع كل من تلك النظرات .
بل وتوجـد فـروق فردية في نطاق الحضارة الواحدة في تحديد ما يجذب الرجال في الجسد الأنثوي ، فتختلف صور الجمال في نظر كل منهم ، من حيث تقدير طول القامة أو قصرها ، وامتلاء البدن أو نحافته ، واستدارة الوجه أو استطالته ، وبيـاض البشرة أو سمارها …. كما أن بعض الرجال يتوقون إلى السمراء ، وآخرون إلى الشقراء ، وطائفة يحبذون البيضاء )( 31 ).
فبعض الشعراء مثل بشار بن بُرد يفضل السمراء ، فيقول :
وغادة سوداء بـراقة / كالمـاء فـي طيـب وفي لين
كأنها صيغت لمن نالها / من عنبر بالمسك معجون ( 32 ).
عيناء :
أي واسعة العينين مع كثرة سوادهما وجمالهما .
عجزاء : أي ذات عجيزة .
وفي الخبر عن الإمام الرضاعليه السلام: ( إذانكحت فانكح عجزاء )( 33 ).
مربوعة : أي لا طويلة ولا قصيرة .
ذات شعر طويل :
فعن النبي صلى الله عليه وآله : ( إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها فإن الشعر أحد الجمالين )( 34 ).
وقـد أسرفت المرأة الحديثة في قص شعرها وتلطيخه بأنواع الأصباغ بحيث أذهبت بجمالـه الطبيعي بل وإتلاف إصوله ( بالكوافير ) وتقضي على أحد جماليها .
وقد تبـارى الشعراء والأدباء من قديم في وصف جمال المرأة العربية ويعتبرون طول شعرها وسواده من الأوصاف المميزة للمرأة الجميلة .
فقد أرسل الحارث بن عمرو ملك كنده امرأة يقال لها ( عصام ) إلى ابنة عوف لكي تتعرف على أوصافها لمّا أخبره البعض بكمالها وجمالها .
وعندما عادت عصام استنطقها بالقول المأثور:( ما وراءك يا عصام ) فقـالت : ( رأيت وجهـاً كالمرآة المصقولة .. يزينها شعر حالك كأذناب الخيل …)( 35 ).
يعني شعر شديد السواد مثل ذيل الخيل لكثافته وطوله.
قلة مهرها :
فقلة المهر يُمنٌ للمرأة وكثـرته شـؤم ، فعن الرسول صلى الله عليه وآله: ( أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً )( 36 ).
وعن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال : ( أفضل نساء أمتي أقلهنّ مهراً ، وأحسنهنّ وجهاً وعفة )( 37 ) .
وعـن الشيـخ الصدوق قال :( روي أن من بركة المرأة قلة مهرها ومن شؤمها كثرة مهرها )( 38 ).
المرأة الصالحـة التي تنظر إلى العلاقة الزوجية أعلى وأشرف من المال وليس الصداق والمهر قليلاً كـان أو كثيراً إلا مجرد محلل وأحد أجزاء الميثاق والعهد الذي يقع بين الرجل والمرأة ؛ فالمرأة لا تقدر بالمال فإن كانت صالحة فلو وضعت في كفة ووضع الذهب في كفة ووزنت فإنها أثمن من الذهب ، وما قيمة الذهب بأزائها ، والمرأة السوء التراب أفضل منها كما عبرت عن ذلك بعض النصوص المتقدمة .
1- الكافي كتاب النكاح باب العفة ج 2 ص 79 ح 1.
2- الكافي كتاب النكاح باب العفة ج 2 ص 79 ح 2.
3- الكافي كتاب النكاح باب العفة ج 2 ص 79 ح 3.
4- سورة ق آية 18 .
5- عوامل السيطرة على الغرائز . ص 78 – 79 .
6- المائدة آية : 54 .
7- الإسراء آية : 24.
8- الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي ج 13 ص 80 .
9- الكافي كتاب النكاح باب خير النساء ج 5 ص 324 ح 2 .
10- الكافي كتاب النكاح باب من وفق له الزوجة الصالحة ج 5 ص 327 ح 5 .
11- الكافي ج5 ص 324 ، ومن لا يحضره الفقيه كتاب النكاح باب 110 ح 6 وفيه الستيرة العفيفة.
12- الكافي ج5 ص 327 .
13- البحار ج100 ص222 ، ومستدرك الوسائل حديث رقم 16400 . وقريب منه في : صحيح مسلم كتاب الرضاع ح 1467 .
14- الكافي ج5 ص 327 .
15- الكافي ج5 ص 327 .
16- الكافي ج5 ص 327 .
17- مستدرك الوسائل ح 16406 . وقريب منه في : تحفة العروس ص214 .
18- مستدرك الوسائل ح 16416 ، وسنن أبي داود ح 1664 ، وكنز العمال ح 44450.
19- مستدرك الوسائل ح 16402 و 16408 .
20- مستدرك الوسائل ح 16413 .
21- الكافي كتاب النكاح ج 5 ص 336 ، الوسائل كتاب النكاح باب21 من مقدمات النكاح ح1 .
22- الوسائل كتاب النكاح باب21 من مقدمات النكاح ح 2.
23- الوسائل كتاب النكاح باب 21 من أبواب مقدمات النكاح ح 4 ، والمعجم الكبير للطبراني ج11 ح1110 ، والمعجم الأوسط ح6113 ، وتاريخ بغداد للخطيب ج7 ص11 رقم 3474 .
24- الوسائل كتاب النكاح باب 21 من أبواب مقدمات النكاح ح5 ، وفي كنز العمال ح44421 عن جابر : ( النظر إلى المرأة الحسناء والخضرة يزيدان في البصر ).
25- الوسائل كتاب النكاح باب 79 من أبواب أحكام الأولاد ح 1.
26- الوسائل كتاب النكاح باب 79 من أبواب أحكام الأولاد ح 2 .
27- الوسائل كتاب النكاح باب20 من مقدمات النكاح ح1 .
28- الكافي كتاب النكاح ج 5 ص 335 ح 5 .
29- من لا يحضره الفقيه كتاب النكاح باب 110 ج 3 ص 240 ح 1 .
30- الكافي كتاب النكاح ج 5 ص 335 ح 2 .
31- المرأة المثالية ص 73 – 74 .
32- المرأة المثالية ص 77 .
33- الكافي كتاب النكاح ج 5 ص 335 ح 3.
34- الوسائل كتاب النكاح باب 21 من أبواب مقدمات النكاح ح 3 ، من لا يحضره الفقيه كتاب النكاح باب 110 ج 3 ص 240 ح 3 . وفيه خطأ مطبعي . فكلمة ( أحد الجمالين ) ناقصة . وكذلك موجود في : كنز العمال ح44528 .
35- المرأة المثالية ص 82 .
36- الوسائل كتاب النكاح باب 5 من أبواب المهور ح 9 ، الكافي كتاب النكاح باب خير النساء ج 5 ص 324 ح 4 .
37- مستدرك الوسائل حديث رقم 16533 .
38- الوسائل كتاب النكاح باب 5 من أبواب المهور ح 8 .
source : راسخون