بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران ارتفع مؤشر الإهتمام بعقيدة المهدي المنتظر عليه السلام في شعوب العالم الإسلامي، بالسؤال عنه، والحديث حوله، والقراءة، والتأليف.. بل وفي غير المسلمين أيضاً، حتى شاعت الطرفة التي تقول إن وكالة المخابرات الأمريكية قد نظمت ملفاً فيه كل المعلومات اللازمة عن الإمام المهدي عليه السلام ولم يبق إلا أن تحصل على صورته فقط!
ولعل أكبر حدث سياسي يتعلق بعقيدة المهدي عليه السلام في هذه الفترة ثورة الحرم المكي الشريف في مطلع عام1400 هجرية بقيادة محمد عبد الله العتيبي حيث سيطر أنصاره على الحرم، وأذاع معاونه جهيمان من داخله بياناً دعا فيه المسلمين إلى بيعة صاحبه محمد بصفته المهدي المنتظر الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم! واستمر احتلالهم للحرم عدة أيام، ولم تستطع الحكومة السعودية أن تتغلب عليهم إلا بعد أن استدعت فرقاً خاصة! كما أن أكبر عمل إعلامي صدر عن أعداء الإمام المهدي عليه السلام في هذه المدة يتعلق بعقيدة المهدية مباشرة، هو فيلم(نوسترآداموس) الذي بثته شبكات التلفزيون الأمريكية على مدى ثلاثة أشهر متواصلة! وهو فيلم عن قصة حياة المنجم والطبيب الفرنسي (ميشيل نوستر آداموس) الذي عاش قبل نحو500 سنة وكتب نبوءاته عن المستقبل، وأهمها نبوءته بظهور حفيد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يوحد المسلمين تحت رايته، وينتصر على الأوربيين، ويدمر المدينة أو المدن العظيمة في الأرض الجديدة!
ويبدو أن اليهود كانوا وراء صناعة هذا الفيلم، وهدفهم منه تعبئة الشعب الأمريكي والشعوب الأوربية ضد المسلمين، باعتبارهم الخطر الذي يهدد الغرب وحضارته، خاصة إذا لاحظنا الإضافة التي زادوها على نبوءة نوستر آداموس، وهي أن أمريكا بعد هزيمة أوربا على يد الإمام المهدي عليه السلام وتدمير صواريخه الضخمة لواشنطن وغيرها من مدنها، تتوصل إلى اتفاق مع روسيا لمواجهته، وتتمكنان بالنتيجة من تحقيق الإنتصار عليه!
أما القيمة العلمية للكتاب فلا شيء، لأنه تنبوءات كتبها مؤلفه بلغة فرنسية قديمة، وأسلوب رمزي مبهم يقبل تفسيرات مختلفة، ويبدو أنه اطلع على مصادرنا الإسلامية عن المهدي المنتظر عليه السلام، أو التقى ببعض علمائنا، فقد عاش فترة من عمره في إيطاليا وجنوب فرنسا، وربما في الأندلس. لكن كتابه سرعان ما انتشر بعد انتصار الثورة الإسلامية، وظهرت طبعاته بشروح وتفاسير عديدة، بمئات آلاف النسخ، وقيل بالملايين، ثم تحول إلى فيلم سينمائي عرضته شبكات التلفزيون لملايين المشاهدين!
المسألة عند الغربيين ليست اعتقادهم بعودة المسيح أو بالمهدي عليه السلام، ولا اعتقادهم بصحة تنبوءات نوستر آداموس أو غيره من المنجمين، بل اعتقادهم بخطر البعث الإسلامي الذي يهدد تسلطهم على شعوب المسلمين! ولذا تراهم يتلقفون أي مادة إعلامية ليقرعوا بها أجراس الخطر في مسامع شعوبهم، ويشدوا أنظارها إلى الموج الجديد الآتي من إيران ومكة ومصر وبلاد المسلمين، ليغرروا بشعوبهم ويحصلوا على تأييدها لخططهم الإستعمارية التي ينفذونها فعلاً، أو مستقبلاً، لضرب هذا البلد أو ذاك.
والمسألة عند اليهود أن يصعِّدوا مخاوف الغربيين من خطر المسلمين، ويقولوا لهم إن المستهدف حضارتكم، وإنما إسرائيل خط دفاعكم الأول.
فأعداؤنا إذن(مضطرون للدعاية) للإمام المهدي عليه السلام وصناعة الأفلام حوله! وسوف يزداد اضطرارهم إلى ذلك لمواجهة المد الإسلامي المتطلع إلى قائده الموعود عليه السلام، ومواجهة هذا القائد عندما ينكشف لهم أن أمره كان صحيحاً.
وهم بذلك يمهدون له عليه السلام برعبهم منه، ويبعثون فينا التحفز والشوق إلى حفيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الطالع من عند الكعبة!
ويبلغ المسلم غاية الشوق والتحفز عندما يرى في فيلم نوستر آداموس الإمام المهدي عليه السلام يدير معركته مع أئمة الكفر العالمي من غرفة عملياته مع كبار جنرالاته على حد تعبير الفيلم، فتنطلق صواريخه العملاقة من قلب صحراء الحجاز، لتدك معاقل الكفر والظلم.
كل هذه الإنعكاسات في الغرب لعقيدة المنتظر المهدي أرواحنا فداه، سببتها هذه الثورة التي قامت بها إيران بإسمه، ومن أجل تهيئة المنطقة والعالم لظهوره السعيد!
ومهما قال القائلون في تقييم الثورة الإيرانية سياسياً، فإن المتفق عليه أنها من ناحية عقيدية حركة ممهدة للإمام المهدي عليه السلام.
في إيران تشعر أن حضور المهدي المنتظر عليه السلام، هو الحضور الأكبر من الثورة وقادتها! فهو القائد الحقيقي للثورة والدولة، الذي يذكر اسمه قادة الثورة والدولة باحترام وتقديس فيقولون: أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وإنما البلد بلده، وغاية ما نرجوه أن نسلم البلد إلى صاحبه الأصلي عليه السلام.
وفي ضمائر الناس في إيران، وشعاراتهم، وأسماء أبنائهم ومؤسساتهم وشوارعهم ومحالهم التجارية.. الإمام المهدي عليه السلام هو السيد الحاضر بقدسية، وفي ضمير المقاتلين في إيران ولبنان، الذين يذوبون إليه شوقاً ودموعاً، ويرونه في منامهم، ويرون ملائكته في يقظتهم، ويستشرفونه بأرواحهم.
إن مخزون الشوق والحب والتقديس الذي يملكه الإمام المهدي أرواحنا فداه في قلوب الشيعة، وقلوب عامة المسلمين، لا تملكه اليوم شخصية على وجه الأرض! وسوف تزداد هذه الشعبية والاهتمام بأمره، حتى ينجز الله تعالى وعده، ويظهر به دينه على الدين كله.
قبل بضع عشرة سنة كتبت كتاب (عصر الظهور) لتقديم صورة شاملة عن عصر الإمام المهدي عليه السلام بأسلوب ميسر، استناداً الى الآيات والأحاديث الشريفة، وقد اكتفيت غالباً بذكر مصدر أو اثنين، لأن غرض الكتاب عرض الصورة العامة التقريبية عن عصر الظهور وحركته.
وبعد نشر الكتاب وفقنا الله تعالى لإنجاز (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام) الذي استغرق عمله خمس سنوات، فكان من اللازم من يومها تجديد النظر في كتاب (عصر الظهور)، لكن: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ).
وفي هذه المراجعة رأيت أنه لابد من إضافة بعض الأفكار حول الظهور المقدس وعصره، وحذف بعض التفاصيل التي تبين لي ضعف روايتها، أو عدم ضرورتها. وبذلك صار الكتاب أقوى بناء والحمد لله.
المصدر : الشیخ علي الكوراني العاملي / قم المشرفة 25 محرم الحرام 1424
ولعل أكبر حدث سياسي يتعلق بعقيدة المهدي عليه السلام في هذه الفترة ثورة الحرم المكي الشريف في مطلع عام1400 هجرية بقيادة محمد عبد الله العتيبي حيث سيطر أنصاره على الحرم، وأذاع معاونه جهيمان من داخله بياناً دعا فيه المسلمين إلى بيعة صاحبه محمد بصفته المهدي المنتظر الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم! واستمر احتلالهم للحرم عدة أيام، ولم تستطع الحكومة السعودية أن تتغلب عليهم إلا بعد أن استدعت فرقاً خاصة! كما أن أكبر عمل إعلامي صدر عن أعداء الإمام المهدي عليه السلام في هذه المدة يتعلق بعقيدة المهدية مباشرة، هو فيلم(نوسترآداموس) الذي بثته شبكات التلفزيون الأمريكية على مدى ثلاثة أشهر متواصلة! وهو فيلم عن قصة حياة المنجم والطبيب الفرنسي (ميشيل نوستر آداموس) الذي عاش قبل نحو500 سنة وكتب نبوءاته عن المستقبل، وأهمها نبوءته بظهور حفيد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يوحد المسلمين تحت رايته، وينتصر على الأوربيين، ويدمر المدينة أو المدن العظيمة في الأرض الجديدة!
ويبدو أن اليهود كانوا وراء صناعة هذا الفيلم، وهدفهم منه تعبئة الشعب الأمريكي والشعوب الأوربية ضد المسلمين، باعتبارهم الخطر الذي يهدد الغرب وحضارته، خاصة إذا لاحظنا الإضافة التي زادوها على نبوءة نوستر آداموس، وهي أن أمريكا بعد هزيمة أوربا على يد الإمام المهدي عليه السلام وتدمير صواريخه الضخمة لواشنطن وغيرها من مدنها، تتوصل إلى اتفاق مع روسيا لمواجهته، وتتمكنان بالنتيجة من تحقيق الإنتصار عليه!
أما القيمة العلمية للكتاب فلا شيء، لأنه تنبوءات كتبها مؤلفه بلغة فرنسية قديمة، وأسلوب رمزي مبهم يقبل تفسيرات مختلفة، ويبدو أنه اطلع على مصادرنا الإسلامية عن المهدي المنتظر عليه السلام، أو التقى ببعض علمائنا، فقد عاش فترة من عمره في إيطاليا وجنوب فرنسا، وربما في الأندلس. لكن كتابه سرعان ما انتشر بعد انتصار الثورة الإسلامية، وظهرت طبعاته بشروح وتفاسير عديدة، بمئات آلاف النسخ، وقيل بالملايين، ثم تحول إلى فيلم سينمائي عرضته شبكات التلفزيون لملايين المشاهدين!
المسألة عند الغربيين ليست اعتقادهم بعودة المسيح أو بالمهدي عليه السلام، ولا اعتقادهم بصحة تنبوءات نوستر آداموس أو غيره من المنجمين، بل اعتقادهم بخطر البعث الإسلامي الذي يهدد تسلطهم على شعوب المسلمين! ولذا تراهم يتلقفون أي مادة إعلامية ليقرعوا بها أجراس الخطر في مسامع شعوبهم، ويشدوا أنظارها إلى الموج الجديد الآتي من إيران ومكة ومصر وبلاد المسلمين، ليغرروا بشعوبهم ويحصلوا على تأييدها لخططهم الإستعمارية التي ينفذونها فعلاً، أو مستقبلاً، لضرب هذا البلد أو ذاك.
والمسألة عند اليهود أن يصعِّدوا مخاوف الغربيين من خطر المسلمين، ويقولوا لهم إن المستهدف حضارتكم، وإنما إسرائيل خط دفاعكم الأول.
فأعداؤنا إذن(مضطرون للدعاية) للإمام المهدي عليه السلام وصناعة الأفلام حوله! وسوف يزداد اضطرارهم إلى ذلك لمواجهة المد الإسلامي المتطلع إلى قائده الموعود عليه السلام، ومواجهة هذا القائد عندما ينكشف لهم أن أمره كان صحيحاً.
وهم بذلك يمهدون له عليه السلام برعبهم منه، ويبعثون فينا التحفز والشوق إلى حفيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الطالع من عند الكعبة!
ويبلغ المسلم غاية الشوق والتحفز عندما يرى في فيلم نوستر آداموس الإمام المهدي عليه السلام يدير معركته مع أئمة الكفر العالمي من غرفة عملياته مع كبار جنرالاته على حد تعبير الفيلم، فتنطلق صواريخه العملاقة من قلب صحراء الحجاز، لتدك معاقل الكفر والظلم.
كل هذه الإنعكاسات في الغرب لعقيدة المنتظر المهدي أرواحنا فداه، سببتها هذه الثورة التي قامت بها إيران بإسمه، ومن أجل تهيئة المنطقة والعالم لظهوره السعيد!
ومهما قال القائلون في تقييم الثورة الإيرانية سياسياً، فإن المتفق عليه أنها من ناحية عقيدية حركة ممهدة للإمام المهدي عليه السلام.
في إيران تشعر أن حضور المهدي المنتظر عليه السلام، هو الحضور الأكبر من الثورة وقادتها! فهو القائد الحقيقي للثورة والدولة، الذي يذكر اسمه قادة الثورة والدولة باحترام وتقديس فيقولون: أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وإنما البلد بلده، وغاية ما نرجوه أن نسلم البلد إلى صاحبه الأصلي عليه السلام.
وفي ضمائر الناس في إيران، وشعاراتهم، وأسماء أبنائهم ومؤسساتهم وشوارعهم ومحالهم التجارية.. الإمام المهدي عليه السلام هو السيد الحاضر بقدسية، وفي ضمير المقاتلين في إيران ولبنان، الذين يذوبون إليه شوقاً ودموعاً، ويرونه في منامهم، ويرون ملائكته في يقظتهم، ويستشرفونه بأرواحهم.
إن مخزون الشوق والحب والتقديس الذي يملكه الإمام المهدي أرواحنا فداه في قلوب الشيعة، وقلوب عامة المسلمين، لا تملكه اليوم شخصية على وجه الأرض! وسوف تزداد هذه الشعبية والاهتمام بأمره، حتى ينجز الله تعالى وعده، ويظهر به دينه على الدين كله.
قبل بضع عشرة سنة كتبت كتاب (عصر الظهور) لتقديم صورة شاملة عن عصر الإمام المهدي عليه السلام بأسلوب ميسر، استناداً الى الآيات والأحاديث الشريفة، وقد اكتفيت غالباً بذكر مصدر أو اثنين، لأن غرض الكتاب عرض الصورة العامة التقريبية عن عصر الظهور وحركته.
وبعد نشر الكتاب وفقنا الله تعالى لإنجاز (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام) الذي استغرق عمله خمس سنوات، فكان من اللازم من يومها تجديد النظر في كتاب (عصر الظهور)، لكن: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ).
وفي هذه المراجعة رأيت أنه لابد من إضافة بعض الأفكار حول الظهور المقدس وعصره، وحذف بعض التفاصيل التي تبين لي ضعف روايتها، أو عدم ضرورتها. وبذلك صار الكتاب أقوى بناء والحمد لله.
المصدر : الشیخ علي الكوراني العاملي / قم المشرفة 25 محرم الحرام 1424
source : راسخون