عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

نحن والإمام المهدی عجل الله فرجه

نحن والإمام المهدی عجل الله فرجه

إحدى البحوث المهمة التی وقعت محلاً للتساؤل منذ العهود الماضیة إلى یومنا هذا، هی مسألة دور الإمام المهدی المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) فی عصر الغیبة، وهذه المسألة بالإضافة إلى طابعها العقائدی تحمل طابعاً عملیاً وترتبط بسلوكنا الیومی منذ أن نفتح أعیننا فی الصباح وإلى أن نغمضها عند النوم.

دور الإمام المهدی (عجل الله فرجه) فی عهد الغیبة.
إن دور الإمام المهدی (عجل الله فرجه) فی عهد الغیبة هو أنه یمثل ضمن ما یمثّل الحلقة الأخیرة المهیمنة والفاعلة والمؤثرة فی عالم الإمكان.
إن القرآن الكریم یثبت أدواراً فی إطار عالم الطبیعة للأشیاء، كما یثبت أدواراً ضمن إطار هذا العالم للأشخاص.
هنالك أشیاء فی هذا العام لها دور، وهناك أشخاص فی هذا العالم لهم دور; نمثل لذلك بمثالین:
المثال الأول: من هو الشافی، ویأتینا الجواب من القرآن الكریم أن الله تعالى هو الشافی; (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ یَشْفِینِ)(1)،( ذكر أحد العلماء أنه كان یوجد فی مدینة إصفهان طبیب معروف یسجّل أسماء مراجعیه من المرضى فی ورقة عنده بعد أن یكتب لهم الوصفة الطبیة، وعندما سئل: لماذا تعمل هذا العمل؟ أجاب: إننی أعتقد أن الأدویة عوامل ظاهریة وأن الشفاء حقاً بید الله تعالى، ولذلك أكتب أسماء المرضى الذین یراجعوننی كی أدعو لهم فی صلاة اللیل وأطلب شفاءهم من الله تعالى، فهو الشافی، وما الأطباء والأدویة إلا أسباب ظاهریة). ولكننا نلاحظ أن القرآن الكریم یثبت من جهة أخرى دور الشفاء لأشیاء فی هذا العالم، یقول الله تعالى عن العسل: (فِیهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ)(2) هذا مع أن العسل ما هو إلا جماد یخرج من بطن حیوان، ولكن الله تعالى شاء أن یجعل فیه شفاءً للناس.
المثال الثانی: من هو المتوفی؟ویأتینا الجواب من القرآن الكریم أن الله تعالى هو المتوفی; یقول تعالى:(اللَّهُ یَتَوَفَّى الأنفُسَ حِینَ مَوْتِهَا)(3).
ولكننا نلاحظ من جهة أخرى أن القرآن الكریم یثبت التوفی لغیر الله تعالى حیث یقول: (قُلْ یَتَوَفَّكُم مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِی وُكِّلَ بِكُمْ)(4)، فهو تعالى ینسبه لملك الموت أیضاً.
إن وجود الدور للأشیاء والأشخاص فی هذا العالم لا ینافی ما هو المعروف من القول بالتوحید الأفعالی (وأن الله وحده هو الفاعل الحقیقی فی هذا الكون).
وذلك لأن فاعلیة غیر الله تعالى فاعلیة مكتسبة وغیریة، بینما فاعلیة الله تعالى فاعلیة ذاتیة، ولا منافاة بین فاعلیتین إحداهما ذاتیة والأخرى غیریة.
لا تنافی فی عالم الطبیعة بین الفواعل الطولیة. فكما أنه لا تنافی بین فاعلیة الله تعالى وفاعلیة الفواعل الطبیعیة (الغیریة) فكذلك لامنافاة بین فاعلیة طبیعیة وفاعلیة أخرى إذا كانتا طولیتین أى تقعان فی طول بعضهما، أجل إذا كانت الفاعلیتان عرضیتین ومستقلتین فهنا توجد منافاة لأن ذلك یعنی اجتماع علتین مستقلتین عرضیتین على معلول واحد، وهذا محال.
أما إذا فرضنا أن هاتین الفاعلیتین أو الفاعلیات كانت طولیة أی أن بعضها یقع فی طول بعضها الآخر، فلا منافاة بینها.
ویمكن توضیح ذلك بمثال معروف عند أهل العلم: تقول: كتب قلمی وكتبت أناملی وكتبت یدی، قال تعالى: (فَوَیْلٌ لَّهُم مِمَّا كَتَبَتْ أَیْدِیهِمْ)(5)، وتقول: كتبت، فهل ترى منافاة بین هذه الجمل؟ كلا بالطبع; وذلك لأن الروح الحقیقیة التی كتبت هی روحك أنت، أما الفواعل الدنیا فإنما هی مؤثرة فی طول فاعلیة الروح التی تمثل الفاعلیة الحقیقیة والأخیرة فی سلسلة الفواعل الطولیة التی تندرج تحتها، ومن ثم فالفاعلیة الأخیرة هی المؤثرة الحقیقیة والمهیمنة على ما سواها من الفواعل الطبیعیة والظاهریة.
دور الإمام المهدی (عجل الله فرجه)وإذا اتضحت هذه المقدمات الثلاث، نقول: إن الإمام المهدی (عجل الله فرجه) هو آخر فاعل فی سلسلة الفواعل الطولیة المؤثرة فی عالم الإمكان، أو بتعبیر آخر: إنه (علیه السلام) یمثل الحلقة الأخیرة فی سلسلة الفاعلیات الطولیة فی إطار عالم الإمكان. توضیحه: أن هناك فاعلیة فی عالم الإمكان جعلها الله فی طول فاعلیته تعالى وأمرنا أن نلجأ إلیها. من الممكن أن تأتی بعده علل وفاعلیات أخرى فی طوله تكون مؤثرة بإذن الله تعالى، ولكن الفاعلیة العلیا بعد الله تعالى فی عالم الإمكان هی إرادة المهدی المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشریف). ماذا نقرأ فی الزیارة التی رواها المحمدون الثلاثة وهم محمد بن یعقوب الكلینی (فی الكافی) ومحمد بن الحسن الطوسی (فی التهذیب) والشیخ الصدوق (فی من لا یحضره الفقیه)؟
نقرأ فی هذه الزیارة: (إرادة الرب فی مقادیر أموره تهبط إلیكم وتصدر من بیوتكم)(6). وهذا هو جزء من دور الإمام المهدی(علیه السلام) فی زمن حضوره وغیبته.

كیف نستفید من وجود الإمام المهدی عجل الله فرجه الشریف
بعد أن عرفنا دور الإمام المهدی (علیه السلام) فی الفصل الأول یتبین الآن أهمیة هذا الفصل; أی الاستفادة من وجود الإمام المهدی (عجل الله فرجه) لأنه هو الرجل الذی أعطاه الله تعالى مقالید الكون. ولكی یمكننا الاستفادة من وجود الإمام المهدی (عجل الله فرجه) أكثر فأكثر، لابد من توفر أربع مقدمات نذكرها تباعاً.
المقدمة الأولى: الالتفات إلى النقص والفاقة والحاجة عندنا، ونوضح هذه المقدمة وهی مهمة جداً بمثال: لو تصورنا أن شخصاً ما یعانی من داء عضال فی بدنه ولكنه غیر ملتفت إلى ذلك، فهل سیبحث عن العلاج؟ وهل سیتجه إلى الطبیب؟ كلا وذلك لأن الداء وإن كان له (وجود واقعی) فی بدنه، ولكنه لیس له (وجود شعوری) فی ذهنه لكی یدفعه نحو التحرك للتخلص منه بأی سبیل!یقول علماء الأخلاق: إن من أعدى أعداء الفرد الشعور بالاكتفاء، لأن الذی یشعر أنه مكتف من الناحیة العلمیة أو الأخلاقیة لا یرى مبرّراً للتحرك نحو التكامل الخلقی أو العلمی.
وهكذا الشخص الذی یعتقد أنه لا یعانی شیئاً، ولا توجد عنده مشكلة ولا فاقة، لا یمكنه الاستفادة الكاملة من الوجود المبارك للإمام المهدی (عجل الله فرجه)، لأنه لا یتحرك حینئذ بل یبقى ساكناً فی مكانه، لعدم شعوره بالحاجة إلى الإمام (علیه السلام) لحل مشكلاته، لأنه یعتقد أنه لا مشكلة عنده فی الأساس!
أما نحن فیراودنا الشعور بالحاجة فی بعض الأحیان كما لو تهنا فی صحراء أو انكسرت بنا السفینة فی البحر أو ابتلینا أو أحد أعزاؤنا بمشكلة أو بمرض مستعصی العلاج لا سمح الله أما أولیاء الله سبحانه وتعالى فإنهم یشعرون دائماً بأنهم فی حالة اضطرار وأنهم فی حالة حاجة وفاقة. ولذلك ترانا ننام طوال اللیل لأنه لا یوجد شیء یؤرقنا، أما هم فـ (قَلِیلاً مِنَ الَّیْلِ مَا یَهْجَعُونَ)(7).
أرأیت من عنده مشكلة أو یهدده خطر، كیف لا یستطیع أن یخلد إلى النوم، فكذلك حال أولیاء الله تعالى، لأنهم یشعرون بالخطر. إننا نفهم أن الاضطرار فی قول الله تعالى (أَمَّن یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ)(8) عبارة عن أن یكون الشخص مریضاً أو عنده مریض مثلاً أما أولیاء الله تعالى فیشعرون دائماً أنهم فی حالة اضطرار، وهذا الشعور كامن فی أعماقهم ولذلك یصفهم القرآن الكریم بقوله تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ)(9) لأن حالة الاضطرار الباطنیة لاتدعهم یستقرون.روى أحد العلماء أن شخصین تصاحبا، وعندما حلّ اللیل نام الأول ولم ینم الثانی، وبعد مدة استیقظ الأول فرأى صاحبه لم ینم بعد، فعاد للنوم مرة أخرى وعندما استیقظ أیضاً رأى صاحبه لم ینم بعد، وعندما سأله: لماذا لا تنام؟ قال فی جوابه: كیف أنام ومن حولی كلهم یقظون یسبّحون الله تعالى، ثم كشف له الغطاء فرأى جمیع الأشیاء تسبح بحمد الله!
وعلى أساس ما تقدم، ینبغی لنا أن نحاول أن نُشعر أنفسنا بنقصها وحاجتها وفاقتها واضطرارها، وهذه هی المقدمة الأولى للاستفادة الكاملة من وجود الإمام المهدی (عجل الله تعالى فرجه الشریف).
المقدمة الثانیة: التوجه إلى مصدر القوة والغنى والقدرة، وهو الإمام المهدی (عجل الله فرجه)، فلیس الإمام (علیه السلام) بالفرد العادی بل هو الذی یمكن لنظرة واحدة منه أن تغیّر حالنا، فكما قلنا إن الله تعالى جعله وآباءه الطاهرین (صلوات الله علیهم أجمعین) مظاهر مشیئته.
المقدمة الثالثة: محاولة إیجاد القابلیة، فإن القلب الملوث لیس له قابلیة، وهكذا العین الملوّثة والأذن الملوّثة والید الملوّثة و... وأولى المراحل فی هذا الطریق وهی صعبة جداً ولكنها ممكنة أن نتجنب ارتكاب الذنوب; ذنوب القلب والعین والأذن واللسان والید و... فكما أن جهاز الرادیو إذا حصل فیه أی عطب أو خلل أو قطع فی أی سلك من أسلاكه یفقد القابلیة على تلقى الأمواج الموجودة فی الفضاء، فكذلك القلب إذا حصل فیه خلل فقد القابلیة على تلقی الفیض الإلهی، فلابد أولاً من إصلاحه لإیجاد القابلیة فیه.وعندما یراجع المرء تاریخ العلماء الماضین السائرین على نهج أهل البیت (علیهم السلام) یجد دقة عجیبة فی أحوالهم وورعاً واحتیاطاً كبیرین. فمما ینقل عن المرجع الكبیر الحاج آقا حسین القمی (رحمه الله) أنه كان یحتاط حتى فی تهدید طفله إذا صدر منه ما یستحق التهدید، فلم یكن یقول للطفل سأضربك أو سأؤدبك مثلاً إذا صدر منك العمل الفلانی، بل كان یستخدم عبارات من قبیل (من المحتمل أن أضربك) أو (هب أننی سأضربك) ولعله كان یخاف أن تكون هنالك شبهة الكذب إن لم یصدر منه ما أوعده علیه، مع أنه یُقال إن الوفاء بالوعید لیس واجباً، فكان یحتاط للأمر ویتجنب حتى الشبهة فیقول لطفله: (احتمل أننی سأضربك أو سأؤدبك) وما أشبه. وهكذا كانوا یحتاطون لئلا تصدر منهم غیبة ولا نمیمة ولا نظرة محرمة.
المقدمة الرابعة: الإلحاح والتوسل، ینبغی لنا أن نتوسل ونلحّ حتى تشملنا العنایة الإلهیة، ونستفید من وجود الإمام المهدی (عجل الله فرجه) بشكل أتمّ.
ینبغی لنا أن نلجأ إلى الإمام (عجل الله فرجه) فی حل كل قضایانا الدنیویة والأخرویة والفردیة والاجتماعیة فهو الملاذ لنا فی كل الشؤون والقضایا، وكما أن الله تعالى جعل الشمس مصدر الدفء والنور للإنسان فی حیاته المادیة، ومن ابتعد عنها حرم من الدفء والنور، فكذلك هو الإمام (عجل الله فرجه) جعله الله لنا مصدراً للدفء والنور فی حیاتنا المعنویة، وأوكل سبحانه إلیه كل أمورنا وقضایانا، فمن لم یتوجه إلیه فسوف یكون نصیبه الخسارة والحرمان. فلنستحضر هذه المقدمات الأربع ولنحاول ونلحّ حتى نستفید من وجود الإمام المهدی (علیه السلام) أكثر فأكثر.

نموذجان للاستفادة من وجود الحجة (علیه السلام)
1. قضیة السید محمد باقر الدامغانی ابتلی السید محمد باقر الدامغانی وهو من العلماء فی مدینة مشهد المقدسة بداء السل، واستمر یعانی منه أعواماً، ولم تؤدّ مراجعته للأطباء إلى نتیجة، بل استمرت حالته تزداد سوءً، وبدأ یضعف ویذوی حتى فقد الأمل بالشفاء. وفی یوم من الأیام قذف دماً كثیراً من صدره، فجاء عند أستاذه المیرزا الإصفهانی وشكا له حالته وضعفه. یقول: فجثا المیرزا على ركبتیه وقال له معاتباً: ألست سیداً (هاشمیاً)، فلماذا لا تلجأ إلى أجدادك الطاهرین؟ ألست من شیعة الإمام المنتظر (علیه السلام)، فلماذا لا تستنجد ببقیة الله فی الأرض حتى ینجیك مما أنت فیه؟ ألا تعلم أن أئمة أهل البیت (علیهم السلام) هم أسماء الله الحسنى؟ ألم تقرأ فی دعاء كمیل: (یا من اسمه دواء وذكره شفاء(؟ قم واذهب إلى بقیة الله (الإمام المهدی عجل الله فرجه) واطلب منه حل مشكلتك.
یقول: فأخذتنی العبرة وقمت متجهاً إلى حرم الإمام علی ابن موسى الرضا (علیه السلام). وبعد أن دخلت الصحن العتیق رأیت فجأة أنی أعیش فی وضع آخر، فلیس الوضع هو الوضع المعتاد، وبدا لی أنی أعیش فی عالم المكاشفة، إذ لم یكن الناس الذین یعتاد تواجدهم فی الصحن الشریف موجودین وكانت هناك جماعة قلیلة العدد یمشون ویتقدمهم رجل اُلقی فی روعی أنه هو الإمام المهدی (عجل الله فرجه). وخفت أنهم قد یغادرون قبل أن التقی بالإمام وأنال بغیتی، ففكرت أن أنادی الإمام (علیه السلام).
وبینما أنا كذلك فی هذا الخاطرـ وإذا بذلك الرجل یلتفت إلیّ وینظر إلیّ نظرة واحدة بطرف عینه فقط ومن دون أن یكلمنی، وبدأ العرق یتصبب من بدنی، وإذا بالصحن الشریف یعود بعد ذلك إلى حالته الطبیعیة فلم أر الرجل ولا الجماعة التی كانت خلفه، ورأیت جموع الناس المعتادة، فرجعت إلى نفسی فإذا بی صحیح البدن معافى.
وعاش الدامغانی بعد ذلك أعواماً فی صحة كاملة.
2. وهناك قضیة أخرى حدثت للحاج آقا حسین القمی (رحمه الله) الذی ذكرنا جانباً من ورعه ودقته واحتیاطه آنفاً. وكان من شدة احتیاطه أیضاً أنه إذا سئل عن الوقت یقول فی الجواب: أتصور أنها كذا (التاسعة مثلاً) خشیة أن لا یكون قوله مطابقاً للواقع!
نُقل فی أحواله أنه كان یعتقد أن أقوى دعامة له فی حیاته هو وجود الإمام المهدی (عجل الله فرجه) وعنایته وكان راسخ الاعتقاد أن هذه الدعامة هی التی تسنده وتنقذه وتنجیه.
وهذا هو الاعتقاد الذی یجب أن یكون ثابتاً عندنا كما كان عند السید القمی(رحمه الله)، لا أن یكون موجوداً حیناً ومفقوداً فی أحیان أخرى كما هو حال أغلب الناس.
أما قضیة هذا العالم ورعایة الحجة (عجل الله فرجه) له فهی كالتالی: كان (الحاج آقا حسین القمی) قد جاء إلى طهران فی قضیة جهاده مع العلماء ضد البهلوی الأول، فحوصر فیها فلم یستطع الرجوع وانقطع به الطریق، ولم یكن لدیه مال، فبعث له البهلوی بشیك أبیض یكتب هو فیه ما یعجبه، ولكنه (رحمه الله) رفض استلام الشیك من الرسول لأنها أموال الدولة وهو لا یرید أن یتصرف لنفسه من أموالها، رغم احتیاجه الشدید والمبرم للمال. فقیل له: فكیف ستعیش؟ فقال: أنا أعتقد أن الإمام الحجة (عجل الله فرجه) لا ینسى رعیته.
(انظروا إلى التعبیر، فهو لم یقل إن الإمام (علیه السلام) لا ینسى جنوده أو وكلاءه، مع أنه كان مرجعاً للتقلید، ولكنه قال: إن الإمام عجل الله فرجه لا ینسى رعیته)!فضحك بعض ضعاف الإیمان ممن كانوا حوله عند سماعهم هذه العبارة، ولكن تلك الإرادة التی تقف وراء كل شیء وتهیئ الأسباب الظاهریة، هیأت له الأسباب ولم تتخلّ عنه! إذ إن رئیس شرطة مدینة (شهر ری) تأثر بالسید القمی وانشدّ إلیه، فقام بمفاتحة بعض التجار فی طهران رغم ما یحمل ذلك من خطر علیه لیكون وسیطاً لإیصال المال منهم إلیه، ونجح فی المهمة ووقاه الله من خطر عظیم، لأن السلطة لو اكتشفت أمره لربما كانت تصدر الأمر بإعدامه، ولكنه استطاع أن یدخل على السید القمی وكان یخفی المال فی جورابه، وقال السید القمی عندما قدم له الرجل المال: كنت أعلم أن الإمام (علیه السلام) لا ینسى رعایاه. وأخیراً:
ینبغی أن نذكر الإمام (علیه السلام) ولا ننساه، كی یشملنا لطفه ورأفته بشكل أكبر، كما قال الله تعالى: (فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ)(10).
كم مرة فی الیوم نذكر الإمام المهدی (علیه السلام)؟ هل نذكره فی قنوت صلواتنا؟ هل نقرأ كل یوم: (اللهم كن لولیك الحجة بن الحسن...)؟ وهل نبدأ باسمه عندما نبدأ ببحوثنا العلمیة ونقول یا حجة الله أدركنی؟
هنالك بعض الطلبة یبدأون بحوثهم العلمیة بقولهم: یا حجة بن الحسن أدركنی، وهذه حالة مهمة جداً ینبغی أن ننمیها فی أنفسنا. وهناك كتاب لطیف فی مجلدین أدعو الإخوة المؤمنین لمطالعته وهو (مكیال المكارم فی فوائد الدعاء للقائم علیه السلام).
فحرى بنا أن لا نغفل عن الإمام (علیه السلام)، وأن ندعو له.
نسأل الله سبحانه أن یشملنا بألطافه وعنایاته، وأن لا یحرمنا لطفه وفضله ورحمته.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرین.
المصادر:
1- سورة الشعراء: 80.
2- سورة النحل: 69.
3- سورة الزمر: 42.
4- سورة السجدة: 11.
5- سورة البقرة: 79.
6- بحار الأنوار: ج98 ص153.
7- سورة الذاریات: 17.
8- سورة النمل: 62.
9- سورة السجدة: 16.
10- سورة البقرة: 153.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

يا قائم آل محمد (عجل الله تعالى فرجه)
لنظرية المهدوية و صناعة التاريخ-2
الإمام المهدي عليه السلام طموح الأحرار في العالم
الحكمة التفصيلية مكتومة:
النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام يوضح ...
فرية السرداب
التمهيد للظهور (الآليات والنتائج)
کتابة رقعة الحاجة إلی مولانا صاحب العصر والزمان ...
الحرب العالمیة فی عصر الظهور
في رحاب بقية الله: المهدوية عقيدة النجاة

 
user comment