هو ابومحمد الحسن العسكري بن علي النقي بن محمد الجواد بن علي الرضا ابن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد باقر العلم بن علي زين العابدين ابن الحسين السبط الشهيد بن علي امير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله عليهم اجمعين.
نسب عليه من شمس الضحي *** نور ، ومن فلق الصباح عمود
امه رضي الله تعالی عنها :
ام ولد ، يقال لها سوسن ، وتكنی ام الحسن ، وتعرف بالجدة ، اي جدة الامام صاحب الزمان عليه السلام ، ولها اسماء اخری ، فيقال لها : حديث ، وحديثة ، وسليل ، وسمانة ، وشكل النوبية وغيرها (1).
ورجح صاحب عيون المعجزات ان اسمها سليل ، حيث قال : « اسم امه عليه السلام ـ علی ما رواه اصحاب الحديث ـ سليل (رضي الله عنها) وقيل : حديث ، والصحيح سليل ، وكانت من العارفات الصالحات » (2).
ولعل ذلك مبني علي الحديث الوارد عن المعصوم ، وهو يشيد بفضلها وعفتها وصلاحها ، رواه المسعودي عن العالم عليه السلام انه قال : « لما ادخلت سليل ام ابي محمد علي ابي الحسن عليه السلام ، قال : سليل مسلولة من الافات والعاهات والارجاس والانجاس ».
وبعثها الامام العسكري عليه السلام الی الحج سنة259هـ ، واخبرها عما يناله سنة60 ، فاظهرت الجزع وبكت ، فقال عليه السلام : « لابد من وقوع امر الله فلا تجزعي »وفي صفر سنة 260هـ كانت في المدينة ، فجعلت تخرج الی خارجها تتجسس الاخبار وقد اخذها الحزن والقلق (3).
وحينما اتصل بها خبر شهادة الامام عليه السلام عادت الی سامراء ، فكانت لها اقاصيص يطول شرحها مع اخيه جعفر من مطالبته اياها بالميراث ، وسعايته بها الی سلطان ، وكشف ما امر الله عزوجل ستره (4).
وتوفيت في سامراء وكانت قد اوصت ان تدفن في الدار الی جنب ولدها الامام العسكري عليه السلام ، فنازعهم جعفر وقال : الدار داري لاتدفن فيها (5).
ولادته : عليه السلام
ولد الامام العسكري عليه السلام يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الاخر سنة232هـ في مدينة جده رسول الله صلى الله عليه و اله ، وهو القول المشهور في ولادته عليه السلام (6).ويؤيد ما رواه الطبري الامامي بالاسناد عن الامام العسكري عليه السلام ، انه قال : « كان مولدي في ربيع الاخر سنة 232 من الهجرة » (7).
و وقع اختلاف في تاريخ الولادة و مكانها ، فقيل : سنة230هـ ، او231 ، او233 ، وقيل : في شهر رمضان من سنة232هـ ، وقيل : يوم الاثنين الرابع من شهر ربيع الاخر ، او السادس ، اوالعاشر ، من سنة232هـ ، وقيل : في السادس من شهر ربيع الاول ، اوالثامن منه (8).وذكر الشيخ الحر العاملي اهم هذه الاقوال في بيتين من منظومته ، اشار فيهما الی المشهور من الاقوال ، يقول :
مولده شهـر ربيع الاخـر في يوم الاثنين وقيل الرابع ***وذاك في الیوم الشريف العاشر وقيل في الثامـن وهو الشائع
هذا من حيث تاريخ الولادة ، اما من حيث مكانها فقد ذكر بعضهم انه ولد عليه السلام في سامراء سنة231هـ ، او في ربيع الاخر سنة232 (9) ، وهذا لايصح لان الثابت في التاريخ ان المتوكل هو الذي استدعي الامام ابا الحسن الهادي عليه السلام الی سامراء ، وقد تولي المتوكل ملك بني العباس في ذي الحجة سنة 232هـ ،فكيف تكون ولادة الامام العسكري عليه السلام في سامراء سنة231هـ او في ربيع الاخر سنة232هـ ، وكلا التاريخين في زمان الواثق ، وهو عليه السلام لما يزل في المدينة.
ويعارض هذا ايضا ما قدمناه في الفصل الثاني من انه عليه السلام غادر المدينة مع ابيه عليه السلام سنة236هـ علي رواية المسعودي ، او سنة 233هـ علي رواية الطبري ، اوسنة 243هـ علي رواية الشيخ المفيد ، او سنة 234هـ علي ما حققه بعض الباحثين.
ولدينا بعض الاحاديث الصريحة بولادته في المدينة منها حديث ابي حمزة نصير الخادم ، وحديث احمد بن عيسي العلوي الذي يصرح برؤيته بصريا وهي قرية علي ثلاثة اميال من المدينة ، كما نص المؤرخون والمحدثون الذين قدمنا ذكرهم في ولادته علي انه عليه السلام ولد في المدينة ومنهم : الشيخ المفيد ، والشيخ الطوسي ، وابن الفتال ، وابن الصباغ ، والشبلنجي ، والكنجى ، والسويدي وغيرهم ، وقال ياقوت : « ولد بالمدينة ونقل الی سامراء » (10).
القابه : عليه السلام
اشهر القاب الامام ابي محمد عليه السلام هو العسكري ، و قد اطلق عليه وعلیابيه عليه السلام ، لانهما سكنا عسكر المعتصم الذي بناه لجيشه ، وهو اسم سر من راي.وقيل : هو اسم محلة في سامراء ، قال الشيخ الصدوق : سمعت مشايخنا رضي الله عنهم يقولون : ان المحلة التي يسكنها الامامان علي بن محمد والحسن ابن علي عليه السلام بسر من راي كانت تسمي عسكر ، فلذلك قيل لكل واحد منهما العسكري.وكان هو وابوه وجده عليه السلام يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا.
وهناك القاب اخري تطلق علي الامام العسكري عليه السلام وفي كل منها دلالة علي كمال من كمالاته او مظهر من مظاهر شخصيته ، منها : الخالص ، الشافي ، الزكي ، المرضي ، الصامت ، الهادي ، الرفيق ، النقي ، المضيء ، المهتدي ، السراج ، وغيرها من الالقاب التي تحكي مكارم اخلاقه وخصائصه السامية وصفاته الزكية.(11)
كنيته : عليه السلام
اشتهر الامام العسكري عليه السلام بكنية واحدة عرف بها عند سائر المؤرخين والمحدثين ، هي ابو محمد ، وذكر الطبري الامامي انه عليه السلام يكني ايضا ابا الحسن ولم اجده في غيره ، بل هي كنية ابيه عليه السلام. (12)
حليته :عليه السلام
وصفه احد معاصريه من رجال البلاط العباسي ، وهو احمد بن عبيدالله بن خاقان بقوله : « انه اسمر اعين ـ اي واسع العين ـ حسن القامة ، جميل الوجه ، جيد البدن ، له جلالة وهيئة حسنة ».
وقال ابن الصباغ : « صفته بين السمرة والبياض ».
وجاء في صفة لباسه : « انه كان يلبس ثيابا بيضاء ناعمة ، ويلبس مسحا اسود خشنا علي جلده ، ويقول : هذا لله ، وهذا لكم » (13).
نقش خاتمه : عليه السلام
كان نقش خاتمه : سبحان من له مقالید السماوات والارض. وقيل : انا لله شهيد. وفي نسخة من البحار : ان الله شهيد.
وقال الطبري الامامي : « كان له خاتم فصه : الله وليي » (14).
بوابه : عليه السلام
المشهور ان بوابه هو وكيلة الثقة الجليل ، العظيم الشان عثمان بن سعيد العمري رضى الله عنه. وقيل : ابنه محمد بن عثمان. وقال ابن شهر اشوب : الحسين بن روح النوبختي ، وقيل : محمد بن نصير ، ورجح الطبري صحة الاول (15).
شاعره : عليه السلام
قيل : هو ابو الحسن علي بن العباس ، المعروف بابن الرومي (221ـ283هـ) (16) ولم اجد قصيدة لابن الرومي في الامام عليه السلام ، نعم توجد له قصيدة رائعة في مدح ابي الحسين يحيي بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي عليه السلام،الذي ثار في ايام المتوكل وقتل في ايام المستعين (250هـ) ، وذكر في تلك القصيدة ظلم بني العباس لاهل البيت عليهم السلام ، وقارن بين النهجين ، وهي طويلة ، يقول في مطلعها :
امامك فانظر اي نهجيك تنهج *** طريقان شتي مستقيم واعوج(17)
عمره ومدة امامته : عليه السلام عمره يوم وافاه الاجل ثمان وعشرون عاما ، فقد ولد في سنة 232هـ واستشهد سنة 260هـ ، وهو بذلك يعد اصغر ابائه المعصومين عليه السلام عمرا ، وعاش 22عاما في ظل ابيه الامام ابي الحسن الهادي عليه السلام الذي استشهد سنة254هـ ، ووصفه بقوله : « ابومحمد ابني انصح ال محمد غريزة ، واوثقهم حجة ، وهو الاكبر من ولدي ، وهو الخلف ، والیه تنتهي عري الامامة واحكامها ».
ومدة امامته ست سنوات (254 ـ 260هـ) عاصر فيها من سلاطين بني العباس المعتز (251 ـ255 هـ) والمهتدي (255 ـ 256هـ) والمعتمد (256 ـ 279هـ) (18).
زوجته : عليه السلام
وهي ام ولد يقال لها نرجس عليها السلام ، وكان الامام ابو الحسن الهادي عليه السلام قد اعطاها الی اخته حكيمة بنت محمد الجواد عليه السلام وقال لها : « يا بنت رسول الله ، اخرجيها الی منزلك ، وعلميها الفرائض والسنن ، فانها زوجة ابي محمد وام القائم ».
وكما اختلفت الروايات في اسم ام الامام العسكري عليه السلام كما مر ، فقد اختلفت ايضا في اسم زوجته ، ويستفاد من اخبار اسرها وجلبها الی بغداد و ابتياعها ، ان اسمها مليكة بنت يشوعا بن قصير ملك الروم ، وامها من ولد الحواريين ، تنسب الی شمعون وصي المسيح عليه السلام ، ولما اسرت سمت نفسها نرجس لئلا يعرف الشيخ الذي وقعت في سهمه من الغنيمة انها من سلالة الملوك.
وقد تعددت اسماؤها ، فجاء في رواية : انها ريحانة ، ويقال لها نرجس ويقال لها صقيل ، ويقال لها سوسن ، الا انه قيل لها بسبب الحمل صقيل (19).
ويستفاد من الاخبار انه بعد شهادة الامام العسكري عليه السلام هجم جند السلطان لتفتيش دارالامام عليه السلام طلبا للولد ، ولما لم يعثروا علي شيء وجه المعتمد بخدمه فقبضوا علي صقيل ، وحملوها الی داره ، فطالبوها بالولد فانكرته وادعت الحبل تغطية علي حاله ، فجعلت نسوة وخدم المعتمد والموفق والقاضي ابن ابي الشوارب يتعاهدن امرها في كل وقت ، الی ان دهمهم امر يعقوب بن الليث الصفار ، وصاحب الزنج ، وموت عبيدالله بن يحيي بن خاقان ، فشغلوا عنها ، وخرجت عن ايديهم (20).
ولده : عليه السلام
ذكر بعض النسابة والمؤرخين انه عليه السلام لم يخلف ولدا غير الامام الحجة القائم المهدي عليه السلام.
قال الشيخ المفيد : كان الامام بعد ابي محمد عليه السلام ابنه المسمي باسم رسول الله صلى الله عليه و اله المكني بكنيته ، ولم يخلف ولدا غيره ظاهرا ولاباطنا ، وخلفه غائبا مستترا ، وكانت سنه عند وفاة ابيه خمس سنين ، اتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب ، وجعله اية للعالمين ، واتاه الحكمة كما اتاها يحيي صبيا ، وجعله اماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسي بن مريم عليه السلام في المهد نبيا. (21)
وقال الطبرسي وغيره : خلف ولده الحجة القائم المنتظر لدولة الحق ، وكان قد اخفي مولده لشدة طلب سلطان الوقت له ، واجتهاده في البحث عن امره ،فلم يره الا الخواص من شيعته. و قيل : ان للامام العسكري ذكرا وانثي ، وجاء في رواية للشيخ الصجوق ان له ولدين هما محمد عليه السلام و موسي ، وعد بغضهم سبعة اولاد للامام العسكري عليه السلام وهم : القائم عليه السلام وهو الامام بعد ابيه ، وموسي ، وجعفر ، وابراهيم ، وعائشة ، وفاطمة ، ودلالة.واذا سلمنا بصحة هذه الاقوال فلا بد ان نفترض كونهم ممن درجوا في حياة ابيهم عليه السلام ، ويدل عليه ما رواه الشيخ الطوسي بالاسناد عن ابراهيم بن ادريس ، قال : « وجه الی مولاي ابو محمد عليه السلام بكبش ، ثم لقيته بعد ذلك فقال لي : المولود الذي ولد لي مات ، ثم وجه الی بكبشين ، وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، عق هذين الكبشين عن مولاك ، وكل هناك الله ، واطعم اخوانك ، ففعلت ولقيته بعدد ذلك فما ذذكر لي شيئا » (22).
اخوته : عليه السلام
ذكر المؤخون ان له ثلاثة اخوة ، وهم : محمد المتوفي في حياة ابيه ، والحسين ، وجعفر المعروف بالكذاب ، وقيل : ان له من الاخوة اثنين و حسب وهما : جعفر وابراهيم ، وهذا غلط واضح لشهرة السيد محمد بن الامام الهادي عليه السلام في كتب الانساب والتاريخ والحديث. وله اخت واحدة مختلف في اسمها فقيل : حكيمة ، اوعائشة ، اوعلية ، اوعالیة. وقيل : له اختان وهما : عائشة ودلالة (23).
السيد محمد :
وهو ابو جعفر محمد بن الامام ابي الحسن الهادي ، المتوفي نحو سنة252هـ (24) ، وقال السيد محسن الامين : جليل القدر ، عظيم الشان ، وكان ابوه خلفه بالمدينة طفلا لما اتی به الی العراق ، ثم قدم عليه في سامراء ، ثم اراد الرجوع الی الحجاز ، فلما بلغ القرية التي يقال لها (بلد) علی تسعة فراسخ من سامراء ، مرض وتوفي ودفن قريبا منها ، ومشهده هناك معروف مزور ، ولما توفي شق اخوه ابو محمد ثوبه ، وقال في جواب من لامه علی ذلك : « قد شق موسي علی اخيه هارون » (25).وجاء في الرواية : « ان ابا الحسن عليه السلام قد بسط به في صحن دار ، يوم توفي محمد ابنه ، والناس جلوس حوله يعزونه ، من ال ابي طالب وبني هاشم وقريش وموالیه ومن سائرالناس » (26).
جعفر الكذاب :
اما جعفر الكذاب ، فكان صاحب فتنة وضلالة ، وقد اخبر ائمة اهل البيت عليهم السلام عنه قبل ولادته ، وحذروا شيعتهم من فتنته ، ففي حديث عن ابي خالد الكابلي« انه سال الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه : من الحجة والامام بعدك؟ فقال : ابني محمد ، واسمه في التوراة الباقر يبقر العلم بقرا ، وهو الحجة والامام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر ، واسمه عند اهل السماء الصادق.
فقلت له : يا سيدي ، كيف صار اسمه الصادق ، وكلكم صادقون؟فقال : حدثني ابي عن ابيه عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه و اله قال : اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، فسموه الصادق ، فان للخامس من ولده ولدا اسمه جعفر يدعي الامامة اجتراء علي الله وكذبا عليه ، فهو عندالله جعفر الكذاب المفتري علی الله عزوجل والمدعي لما ليس له باهل ، المخالف علي ابيه ، والحاسد لاخيه ، ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله عزوجل...ثم قال : كاني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه علي تفتيش امر ولي الله ، والمغيب في حفظ الله ، والتوكيل بحرم ابيه جهلا منه بولادته ، وحرصا علي قتله ان ظفر به ، طمعا في ميراث ابيه حتی ياخذه بغير حقه... » (27).
وحينما ولد جعفر فرح اهل الدار بولادته ، ولم يروا اثرا للسرور علي ابي الحسن الهادي عليه السلام ، فقيل له في ذلك ، فقال : « يهون عليك امره ، فانه سيضل خلقا كثيرا ».وقد تحقق ما قاله اهل البيت عليهم السلام عن فتنته وضلالته ، حيث كانت له بعد شهادة اخيه الامام العسكري عليه السلام ثلاثة ادوار سيئة :
1ـ ادعاء الامامة بعد اخيه الحسن عليه السلام كذبا وزورا ، ولهذا خرجت عن الامام المهدي عليه السلام عدة تواقيع تنبه الشيعة علي بطلان ادعائه وكذبه وعصيانه وظلمه ، وجهله بالاحكام وتركه الواجبات ، منها علي يد احمد بن اسحاق الاشعري ، وعلي يد محمد بن عثمان العمري (28) ، فجفته الشيعة بعد ان بان كل ما ذكره ، مما اضطره الی التوسل برجال الدولة ومنهم الوزير عبيدالله بن يحيي ابن خاقان في ان يجعلوا له مرتبة اخيه فزبره بالقول« يااحمق ، السلطان جرد سيفه في الذين زعموا ان اباك واخاك ائمة ليردهم عن ذلك فلم يتهيا له ذلك ، فان كنت عند شيعة ابيك واخيك اماما فلا حاجة لك الی السلطان ليرتبك مراتبهم ولا غير السلطان ، و ان لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا... ». وحمل عشرين الف دينار الی المعتمد ، طالبا منه ان يجعل له مرتبة اخيه ومنزلته. فاجابه بنحوجواب ابن خاقان (29).
2ـ ادعاؤه التركة وبالتالی حيازته اياها مناصفة مع ام العسكري عليه السلام باذن من السلطات الحاكمة.
3ـ افشاء سر اخيه العسكري عليه السلام الی الدولة من خلال الايعاز لهم بولادة الامام المهدي عليه السلام ، ومن هنا بدات سلسلة من المطاردات والاعتقالات لعيال الامام عليه السلام ، ولم يتمكنوا من العثور علي الامام المهدي عليه السلام ، وبذلك يكون جعفر قد كشف ما اوجب الله تعالی ستره وكتمانه. وقد اجمل الشيخ المفيد رحمة الله جملة هذه الادوار المشينة وغيرها التي قام بها جعفر الكذاب تعد شهادة اخيه الحسن عليه السلام بقوله : « تولي جعفر بن علي اخو ابي محمد عليه السلام اخذ تركته ، وسعي في حبس جواري ابي محمد عليه السلام واعتقاله حلائله ، وشنع علي اصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوده والقول بامامته ، واغري بالقوم حتي اخافهم وشردهم ، وجري علي مخلفي أبي محمد عليه السلام بسبب ذلك كل عظيمة؛من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذل ، ولم يظفر السلطان منهم بطائل.وحاز جعفر ظاهر تركة ابي محمد عليه السلام ، واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه ، فلم يقبل احد منهم ذلك ، ولا اعتقده فيه ، فصار الی سلطان الوقت يلتمس مرتبة اخيه ، وبذل مالا جليلا ، وتقرب بكل ما ظن انه يتقرب به ، فلم ينتفع بشيء من ذلك » (30).
وهكذا كان جعفر كاخوة يوسف الصديق عليه السلام يوم قالوا لابيهم كذبا : ((يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين)) (31).
المصادر :
1- اصول الكافي1 : 503 ، التهذيب/الشيخ الطوسي6 : 92ـ باب42 من كتاب المزار ، اكمال الدين : 307 اخر باب27 خبر اللوح ، اثبات الوصية : 244 ، دلائل الامامة : 424 ، المناقب لابن شهر اشوب4 : 455
2- بحارالانوار50 : 238/11.
3- اثبات الوصية : 244/ اثبات الوصية : 253 ، مهج الدعوات : 343 ، بحار الانوار50 : 313 ، 330/2.
4- اكمال الدين : 474/25 ، بحارالانوار50 : 331/3.
5- اكمال الدين : 442/15.
6- اعلام الوري2 : 131 ، المناقب لابن شهر اشوب4 : 455 ، الفصول المهمة2 : 1079 ، نورالابصار : 338 ، روضة الواعظين/ابن الفتال : 251ـ اصول الكافي1 : 503 ـ والارشاد2 : 313 ، والتهذيب للشيخ الطوسي6 : 92 ـ باب42 ، ابن الاثير في الكامل6 : 250 ـ اخر حوادث سنة260هـ ، وابن خلكان في الوفيات2 : 94 ـ حجر في الصواعق المحرقة : 124 ، والسويدي في سبائك الذهب : 342
7- دلائل الامامة : 423/384.
8- اصول الكافي1 : 503 ـ باب مولد ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام من كتاب الحجة ، دلائل الامامة : 423 ، الهداية الكبري/الخصيبي : 327 ـ مؤسسة البلاغ ـ بيروت ـ 1406هـ ، روضة الواعضين : 251 ، الائمة الاثنا عشرلابن طولون : 113 ، مصباح الكفعمي : 523 ـ طبعة اسماعيليان ـ قم ، المنتظم/ابن الجوزي12 : 158ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ، تذكرة الخواص : 324 ، تاريخ اهل البيت لكبار المحدثين والمؤرخين : 87 ـ مؤسسة ال البيت عليهم السلام ـ 1410هـ ، الانساب/للسمعاني4 : 194 ـ دار الجنان ـ بيروت ، احقاق الحق/للتستري بشرح السيد المرعشي29 : 59عن تاريخ الاحمدي ، بحار الانوار50 : 236 ـ238.
9- الانوار البهية/الشيخ عباس القمي : 250 ـ تذكرة الخواص : 324، روضة الواعظين : 251 ، المناقب لابن شهر اشوب4 : 455 ، بحار الانوار50 : 236/5.
10- اصول الكافي1 : 509/11 الحجة ، الارشاد2 : 331 ، اثبات الوصية : 251 ، اعلام الوري1 : 145 ، بحار الانوار50 : 268/28.(2) الغيبة/الشيخ الطوسي : 199/165. احقاق الحق12 : 458 ، 19 : 619 ، 29 : 59
11- الانساب/للسمعاني4 : 194ـ196 ، معجم البلدان ـ المجلد الثالث : 328 ، القاموس المحيط/الفيروز ابادي ـ عسكر ـ 2 : 92ـ دارالجيل ـ بيروت ، الائمة الاثنا عشر/لابن طولون : 113. علل الشرائع/الصدوق1 : 230 ـ باب 176 ، معاني الاخبار/الصدوق : 65 ، بحار الانوار50 : 113/1و235/1. المناقب لابن شهر اشوب4 : 455 ، الفصول المهمة2 : 1080 ، اعلام الوري2 : 131. دلائل الامامة : 423ـ424 ، اعلام الوري2 : 131 ، مناقب ابن شهر اشوب4 : 455 .
12- دلائل الامامة : 424.
13- ترجم له النجاشي في رجاله : 87/213 . اصول الكافي1 : 503/1 ، الارشاد2 : 321 ، اكمال الدين1 : 40 مقدمة المصنف ، الفصول المهمة2 : 1081 ، نور الابصار : 338. الغيبة/للشيخ الطوسي : 247/216.
14- الفصول المهمة2 : 1081 ، نورالابصار : 338 ، بحارالانوار50 : 238/9. مصباح الكفعمي : 523 ، التتمة في تواريخ الائمة عليه السلام : 142. بحارالانوار50 : 238/12. دلائل الامامة : 425.
15- تاريخ الائمة لابن ابي الثلج : 33 ـ مكتبة السيد المرعشي ـ قم ـ ضمن مجموعة نفيسة ، مصباح الكفعمي : 523 ، المناقب لابن شهر اشوب4 : 455 ، دلائل الامامة : 425 ، التتمة في تواريخ الائمة عليه السلام : 143.
16- الفصول المهمة2 : 1081 ، نور الابصار : 338.
17- ديوان ابن الرومي2 : 492/365 تحقيق الدكتور حسين نصار
18- اصول الكافي : 327/11ـ تاج الموالید : 134 ، المناقب لابن شهر اشوب4 : 455 ، دلائل الامامة : 423 ، اعلام الوري2 : 31 ، التتمة في تواريخ الائمة عليهم السلام : 142 ، بحار الانوار50 : 236/5 و 238/8.
19- اكمال الدين : 423/1 ـ باب41. اكمال الدين : 417/1 ـ باب 41 ، المناقب لابن شهر اشوب4 : 472 الغيبة للشيخ الطوسي : 208/178 ، روضة الواعظين : 252 ، دلائل الامامة : 489/488. اكمال الدين : 432/12 ـ باب42 ، الغيبة للشيخ الطوسي : 393/362.
20- اكمال الدين : 43 ـ مقدمة المصنف ، 476/25 باب42 ، دلائل الامامة : 425 ، بحارالانوار50 : 331/3.
21- المناقب لابن شهر اشوب4 : 455 ، كفاية الطالب/الكنجي : 458 ، دلائل الامامة : 425 ، نورالابصار : 341. الارشاد2 : 339.
22- اعلام الوري2 : 151 ، المناقب لابن شهر اشوب4 : 455. مصباح الكفعمي : 523. اكمال الدين : 446/19 باب 43و467/21 .التتمة في تواريخ الائمة عليهم السلام: 143. الغيبة للشيخ الطوسي : 245ـ246/214.
23- الارشاد2 : 312 ، المناقب لابن شهر اشوب4 : 433 ، دلائل الامامة : 412 ، اعلام الوري2 : 127 ، الفصول المهمة2 : 1076 ، التتمة في تواريخ الائمة عليهم السلام : 138.
24- اصول الكافي1 : 327/8 ـ باب الاشارة والنص علي ابي محمد عليه السلام من كتاب الحجة.
25- اعيان الشيعة14 : 291 ـ دار التعارف للمطبوعات.
26- اصول الكافي1 : 326/8 باب الاشارة والنص علي ابي محمد عليه السلام من كتاب الحجة.
27- علل الشرائع/الصدوق1 : 234/1 ـ المطبعة الحيدرية ـ النجف ـ 1385ه ، اكمال الدين : 319/2 باب 31.
28- اكمال الدين : 321/اخر الحديث2باب31 ، الغيبة/للشيخ الطوسي : 226/193. اكمال الدين : 483/4ـ باب 45 ، الغيبة/للشيخ الطوسي : 290/247 ، بحار الانوار50 : 230/3عن احتجاج الطبرسي : 162ـ163.
29- اصول الكافي1 : 505/1 ، الارشاد2 : 324. اكمال الدين : 479 ، الخرائج والجرائح3 : 1109.
30- الارشاد2 : 336ـ337 ، / المناقب لابن شهر اشوب4 : 455 ، اعلام الوري2 : 151ـ152 ، الفصول المنهمة2 : 1093.
31- سورة يوسف : 12/17.