آثار الفقر
لا شكّ أن الفقر تتبدى صورته على ضعفاء الناس إذا لم يتم تداركه بخطوات عملية ترفع عن كاهل تلك الطبقة المحرومة عبأه الثقيل.
إن آثار الفقر تتجسّد في أوساط المجتمع بأشكال مخلتفة منها: اليأس والقنوط حيث أنها تجعل الإنسان يضيق ذرعاً بحياته وتنقلب أوقاته الى ضجر؛ قال(ع): «الفقر هو الموت الأكبر»([1]). وفي حديث: «أن الله تعالى أعلم موسى(ع) أنّه سميت عدوّه ثم رآه يسفُّ الخوص، فقال: يارب وعدتني أنه تميته؟! فقال: قد فعلت أني قد أفقرته. ولهذا قالوا: الفقر هو الموت الأحمر»([2]).
والفقر له آثار نفسية واجتماعية تخريبية ولهذا وردت أحاديث تنذر بالشؤم عند قدومه على الناس منها قوله(ع): «الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة» .
إن حالة الفقر تنشأ عنها أحاسيس سلبية تدميرية ينعكس أثرها في داخل المجتمع، بل أكثر من ذلك يصاب المرء بالشلل الفكري، فتغيب فطنته، ويفقد توازنه الاجتماعي، قال(ع): «الفقر يخرس الفطن عن حاجته ، والمقل غريب في بلدته»([3]). وقال لابنه محمّد: «يا بني إني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه، فإنّ الفقر منقصة للدين، مدهشة للعقل، داعية للمقت»([4]).
من أجل هذه الآثار وتداعياتها السلبية كان الإمام(ع) يرى بأن الفقر ظاهرة سلبية ينبغي محاربتها واستئصال شأفتها «لو كان الفقر رجلاً لقتلته» إنّها دعوة صريحة للمجتمع في أن ينبري لمحاربته.