الإِسماعيلية
شبكة رافــد
التعريف :
ـ إحدى الفرق الإسلامية الكبرى، تشعبت عن الشيعة في منتصف القرن الثاني، وانتسبت إلى إسماعيل ابن الأمام جعفر الصادق (عليه السّلام)، ودعت إلى إمامته متبنية في تحركها نهج الدعوة السرية، وأظهرت أفكاراً غالت فيها كثيراً، لاعتمادهم الرأي في فهم بعض الروايات.
عوامل الظهور :
ـ عمد حكّام العبّاسيين على تشديد الخناق على الشيعة، باعتبارهم التيار المعارض للحكم العباسي، والموالي لأهل البيت ( عليه السّلام)، ولأجل هذا التوجه لاقى الشيعة عامّة، شتى أنواع الاضطهاد، فاضطرت طائفة الإِسماعيلية إلى مغادرة سلمية مركز دعوتهم، ومواصلة جهودهم في بلاد أكثر، أماناً لبثّ الدعوة، وهكذا نجح أحد دعاة الإِسماعيلية المعروف بابي عبد الله الشيعي، في نشر تعاليم الإِسماعيلية في بلاد المغرب، ولم يمض وقت طويل حتى غدا الشيعة الإِسماعيلية أصحاب السلطان المطلق، في جميع الجهات الواقعة إلى الغرب من مدينة القيروان ، وقد تميزت بمنهج خاص، وفلسفة مكنتها من بسط نفوذها، وجذب الاتباع والمؤيدين.
ـ دخول الشبهات على الكثير من المسلمين، والتفسير الخاص لبعض الروايات، كالقول بأنّ الإمامة لا تنتقل من أخ إلى أخ بعد الحسن والحسين (عليه السّلام) وأوّلوا قوله تعالى : (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) بأنّ معنى الكلمة هي الإمامة، بعد أن نصّ أبوه الصادق (عليه السّلام) على ذلك، فلابد أن تتسلسل الإمامة في ابنه محمد بن إسماعيل ومن ناحية أخرى كان محمد بن إسماعيل أكبر سنّاً من عمه الإمام موسى الكاظم ، من دون أن تترك الفرصة للأئمة (صلوات الله عليهم) ليبينوا الحقائق، ويكشفوا الزيف لعناصر التحرك الإسلامي، مما مهد الطريق إلى نشوء معتقدات الإِسماعيلية .
ـ تبني دعاة الإِسماعيلية الدعوة السرية، وتحرّكهم في الخفاء بعيداً عن عيون الحكام العبّاسيين، ساعد بشكل فعّال على نمو دعوتهم وانتشارها حتى إنّهم أطلقوا على تحرّكهم ألقاباً جذابة، كالدعوة، أو الدعوة الهادية . والباطنية، وأهل التأويل، وأصحاب التعليم، والسبعية.
النشأة والتطور :
ـ ادّعت الفرقة الإِسماعيلية أنّ إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام ) قد نصّ على إمامة ابنه إسماعيل ، إلاّ أنّه مات في حياة أبيه وخلف ولداً يدعى محمد بن إسماعيل، لم ينصّ الإمام (عليه السّلام) على إمامته، ونصّ على إمامة ولده موسى الكاظم (عليه السّلام )، ومنذ ذلك الحين أعلن رجالات الإِسماعيلية مخالفتهم، وقالوا إنّ الإمام محمد هو بن إسماعيل، وإنّ انتقالها إلى الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام ) خلاف عمل مذهب التشيّع . والرأي الآخر يصورّ الاختلاف الذي حدث حول حياة إسماعيل بن الإمام الصادق (عليه السّلام)، وتضارب الآراء حول إمامته ، فجمهور المؤرّخين يقولون إنّه مات في حياة أبيه سنة 138 وعمل (عليه السّلام) عليه محضراً واشهدَ الشهود لذلك ، وقيل غير هذا ، وفسّر الاسماعيلي عارف تامر مسألة الإشهاد على وفاته بأنها عملية تغطية لستره عن أعين العبّاسيين، الذين كانوا يطاردونه، بسبب نشاطه المتزايد في نشر التعاليم التي اعتبرتها الدولة العباسية منافية لقوانينها .
ـ روّج دعاة الإِسماعيلية مذهبهم على أساس الدعوة السرية، وهذه الدعوة تنطوي على تعاليم تدريجية، يتلقنها مريدو الاندماج في الجماعة على مراتب متتالية، وتبدأ هذه المراحل بدراسة دقيقة لنفسية من يراد دعوته.
ـ تبدأ المرحلة الأولى للدعوة الإِسماعيلية من منتصف القرن الثاني الهجري، وحتى استقرار حكم الفاطميين، نهاية القرن الثالث، واستمرت أكثر من قرن ونصف، عاشوا فيها تقية وسرية تامة، وتحت مطاردة ورقابة السلطات العباسية .
ـ كان محمد بن إسماعيل يقيم أوّل الأمر في المدينة، وأمعن أنصاره في التخفي، ونشر الدعوة له سرّاً في عهد حكّام بني العباس، المهدي والهادي، والرشيد ، ولما ذاعت دعوته في خلافة الرشيد أيقن أنّ بقاءه في المدينة سيسهل على العبّاسيين مهمة تتبع حركاته، والتخلص منه، فرحل عنها شرقاً، واخذ يتنقل بين البلاد الإسلامية، فذهب إلى الري ثُمّ انتقل إلى جبل دماوند القريب منها، واستقرّ هناك في قرية تدعى سملا أطلق عليها فيما بعد اسم ( محمد آباد ) نسبة إليه ، ولما توفي محمد خلفه في الإمامة ولده (عبد الله)، الذي بالغ في الاستتار، حتى عن اخصّ دعاته وأتباعه ، وتابعه خلفاؤه في هذا الاستتار لأنّ العبّاسيين كانوا يلاحقونهم للقضاء عليهم، واستقر عبد الله ابن محمد بن إسماعيل في سلمية بسورية.
ـ كان أوّل انتشار واسع للإسماعيلية في اليمن، فقد استطاع الداعي الاسماعيلي ( الحسين بن حوشب )، الملقب بمنصور اليمن أن ينجح في دعوته في اليمن، وأن يتغلغل في القبائل اليمنية، فيركز فيها المذهب الاسماعيلي، ثُمّ يقودها باسم الإمام المستور، فيفتح بها القلاع والحصون، ويسيطر على رقعة من الأرض، وأن يقيم أوّل دولة إسماعيلية، سبقت الدولة الفاطمية الكبرى، بنحو واحد وثلاثين سنة ، ولم يقف ابن حوشب نشاطه على اليمن وحدها، بل فرّق الدعاة في البحرين، واليمامة، والسند ،والهند، والمغرب، ومصر، وكان آخر دعاته إلى المغرب أبو عبد الله الشيعي.
ـ خلال القرن الخامس الهجري دبّ الضعف والانحلال في صفوف الإسماعيلية، فانشقت الحركة على نفسها وصارت فرقاً مختلفة ، وقد حدث الانشقاق الأول سنة ( 411 هـ ) عندما أعلن الحاكم بأمر الله بأنّ الجسد الإلهي قد حلَّ فيه، ثُمّ اختفى وربما مات مقتولاً ، فانفصلت الطائفة الدرزية عن بقية الإِسماعيلية، لاعتقادهم بأنّه لم يمت وأنّه سيعود فهو الإمام المنتظر عند هذه الطائفة ، ثُمّ حدث الانشقاق الآخر بعد وفاة المستنصر بالله سنة (487 هـ ) حيث اكره ابنه الأكبر نزار على التخلي عن الإمامة، وذلك بتدبير من أخيه المستعلي، الذي قبض على نزار وأودعه السجن، حيث لاقى فيه حتفه ، وقد سبب هذا قلقاً واضطراباً شديدين في صفوف الإِسماعيلية، التي انشقت منذ ذلك الحين إلى فرعين رئيسين وهما :
المستعلية :
نسبة إلى المستعلي أبي القاسم احمد وقد انتقل مركز دعوتها إلى اليمن، واستمرت في اليمن لمدة خمسة قرون، ولاقت خلالها نجاحاً كبيراً في الهند، فنقل مركز الدعوة إلى كوجارت، وذلك في القرن التاسع الميلادي .
النزارية :
بعد قتل المستعلي أخاه نزار: نقل أتباعه ابنه القاصر ( المهتدي ) إلى بلاد فارس، حيث نُشّئ في خفية وكتمان على يد كبير الدعاة الحسن بن الصباح . قيه هذه الفرقة تعرف اليوم في الهند بالأغاخانية وهم يعترفون بالأغا خان زعيماً روحياً لهم.
ـ نسب إليهم مخالفوهم الكثير، واتهموهم بشتى التهم، متناسين الأمانة والصدق في النقل، ولم يلتفتوا إلى عظمة الخيانة في تزييف الحقائق، وتدليس صفحات التأريخ، معتقدين حذف الطرف المخالف، حتى ولو بوسائل دنيئة مملوءة بالكذب، والدجل والخداع، ولم يتوانوا عن نسبة أي قبيح إليهم ووصفهم بما لا يليق، حتى اختلط الحابل بالنابل ، وسبب ذلك ضياع الكثير من الحقائق، في معتقدات هذه الفرقة وتاريخها ، وصار من الصعب على الباحث التمييز ومعرفة حقيقة مذهبهم، ونشاطاتهم ودولهم، عبر التأريخ التي استطاعوا فيها تغيير معالم الكثير من المجتمعات، من خلال بعثهم الدعاة والمروجين لأفكارهم، وآرائهم وأساليبهم، في الدعوة والتغيير .
الأفكار والمعتقدات :
ـ يعدّ الإمام المظهر الأول والمثل الأعلى ، وللائمة درجات، ومقامات، ولهم صلاحيات محدودة لا يتجاوزونها وهي: الإمام المقيم والإمام الأساس والإمام المستقر والإمام المستودع .
ـ إنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، وإنّ الاعتماد على الظاهر دون الباطن، مخالف لروح العقيدة الإِسماعيلية .
ـ اعتقد فرع منهم يدعى بأنّ ادوار الإمامة سبعة، وأنّ الانتهاء إلى السابع هو آخر الدور وهو المراد بالقيامة، وإمّا الإِسماعيلية التعليمية ـ وهي فرع آخر ـ فبدأ مذهبهم إبطال الرأي، وإبطال تصرّف العقول، ودعوة الخلق إلى التعليم من الإمام المعصوم، وأنّه لا مدرك للعلوم إلاّ التعليم .
ـ إنّ الأرض لا تخلو من إمام حي قائم، وإمّا ظاهر مكشوف، وإما باطن مستور ، فإذا كان الإمام ظاهراً يجوز أن تكون حجته مستورة، وإذا كان الإمام مستوراً لابدّ إن تكون حجته ودعاته ظاهرين.
ـ نفَوْا جميع الصفات عنه سبحانه وتعالى ، لأنّ كُلّ صفة وموصوف مخلوق ، بل ذهبوا إلى نفي التسمية عنه وأنّه لا موجود ولا غير موجود .
ـ يقسم العالم إلى اثني عشر قسماً، مثله مثل السنة الزمنية، فالسنة مقسمة إلى اثني عشر شهراً ، وسَّموْا كُلّ قسم جزيرة ، وجعلوا على كُلّ جزيرة داعياً ، وسموه داعي دعاة الجزيرة، أو حجة الجزيرة .
ـ ينبغي أن يكون المرشد قد بلغ حدّ الأربعين، ولا يجوز لمن هو دون ذلك أن يفاتح أو يسلم إلى احد المواعظ والإرشادات والهداية.
ـ الوحي ما قبلته نفس الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) من العقل وقبله العقل من أمر باريه، ولم يخالفه علم تؤالفه النفس الناطقة بقواها.
ـ إنّ الله لم يخلق العالم خلقاً مباشراً، وإنما أبدع العقل الكلي بعمل من أعمال الإرادة وهو ( الأمر )، وأنّ العقل الكلي محلّ لجميع الصفات الإلهية، وهو عندهم الإله ممثلاً، في مظاهره الخارجية .
ـ الجنة رمز إلى حالة النفس، التي حصلت العلم الكامل، ويرمز إلى الجحيم بحالة الجهالة .
ـ إنّ الله تعالى لم يحكم على نفس قط بالجحيم الأبدي ، ولكنّ النفس تعود إلى الأرض ثانية بالتناسخ، إلى أن تعرف الإمام الموجود في العصر الذي عادت فيه، وتأخذ عنه المعارف الدينية .
ـ إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) انقطعت عنه الرسالة في اليوم الذي أمر فيه بنصب الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) للناس بغدير خم .
ـ ضرورة وجود الإمام المعصوم المنصوص عليه، من نسل الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، والنصّ على الإمام يجب أن يكون من الإمام الذي سبقه، بحيث تتسلسل الإمامة في الأعقاب، أي ينصّ الإمام الأب على إمامة احد أبنائه .
ـ على رأس الثلاثمائة تطلع الشمس من مغربها ، وأوّلوا هذا بخروج المهدي ، وقالوا يكون بين محمد بن إسماعيل وظهور المهدي ثلاثة أئمة من أهل الستر .
أبرز الشخصيات :
1 ـ إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام).
2 ـ محمد بن إسماعيل .
3 ـ ميمون القداح .
4 ـ عبد الله بن ميمون القداح .
5 ـ عبد الله الرضي .
6 ـ احمد بن عبد الله الرضي .
7 ـ الحسين بن احمد التقي .
8 ـ محمد بن علي القائم .
9 ـ الحسن بن الصباح .
وشخصيات أخرى تجاوزت العشرات، واكبت قيادة الحركة طيلة قرون متمادية، تمكنت خلالها من تأسيس دول كبرى في بلدان إسلامية عديدة .
الانتشار ومواقع النفود :
ـ اتخذ زعماء الحركة الإِسماعيلية من سلمية في سورية مركزاً للدعوة، ونجحت دعوتهم فيها نجاحاً باهراً ، وكذلك في البصرة، والكوفة من العراق ، ثُمّ في مصر، وشمال افريقية، وبلاد الهند ( واستمرت دولتهم في اليمن خمسة قرون، حتى انتقال مركز دعوتهم إلى كوجارت، واستطاع دعاة الفرقة النفوذ إلى صقلية وتاهرت.
أحداث ووقائع :
ـ استطاع الزعماء الاسماعيليون تسخير شمال افريقية في فترة وجيزة لم تستغرق أكثر من عشرين سنة ، وأقاموا الدولة الفاطمية التي تعدّ نصراً كبيراً في تلك البقعة من البلاد الإسلامية، وقد استمر حكمهم أكثر من قرنين .
ـ تمكن عبيد الله المهدي زعيم الدولة الفاطمية في شمال افريقية، أن يبسط نفوذه على بلاد افريقية من المغرب وحتى مصر، واستمرت فترة حكمه حدود خمس وعشرين سنة، وبعده تولى قيادة البلاد ابنه أبو القاسم محمد الملقب بالقائم بأمر اللهن ويعتبر الإمام والخليفة الثاني من زعماء الفاطمية ، وقد تميزت فترة حكمه بالشدّة وفرض الضرائب، لتأمين نفقات الجيش، حتى سببت هذه السياسة انتفاضة البربر ضدّه، وقد قاد تحركهم أبو يزيد مخلد بن كيداد حيث استطاع أن يفرض قدرته على جنوب افريقية والقيروان ، إلاّ أنّه في النهاية تراجع أمام قدرات الفاطميين، واعتزل الحياة السياسية .
من ذاكرة التأريخ :
ـ بعد وفاة الحسن بن الصباح عام (518 هـ)، وعندما تولى أمر الدعوة النزارية الحسن الثاني بن محمد كيا بزرك سنة (558هـ)، طرأ تحول خطير على العقيدة الإِسماعيلية النزارية ، وذلك إنّ الحسن الثاني المذكور دعا أتباعه إلى طرح جميع التكاليف الدينية، والامتناع عن إقامة الفرائض ، وبذلك انقطعت الصلة بين هذه الفرقة وبين العقيدة الإِسماعيلية الفاطمية ، ولكنها ظلت مع ذلك تحمل اسم الإِسماعيلية ، وفي 17 رمضان سنة 559 هـ أذاع الحسن الثاني بأنّه هو الإمام من نسل نزار بن المستنصر، وبذلك أعلن ظهور الأئمة النزاريين، بعد أن كان هو ومن قبله يحكمون باسم الإمام المستور ، على أنّ الحسن الثالث جلال الدين حفيد الحسن الثاني الذي تولى الأمر سنة (607 هـ ) أمر بالقيام بالفرائض الدينية، والعودة إلى ما كان عليه الحال قبل جدّه الحسن الثاني ، وأمر ببناء المساجد ، وقرّب إليه الفقهاء والقراء ، وأحسن إليهم ، ثُمّ اتصل بالخليفة العباسي الناصر لدين الله، وبالملك خوارزم شاه وغيرهما من ملوك المسلمين وأمرائهم.
الخلاصة:
ـ تعدّ الإِسماعيلية من الفرق الإسلامية الكبرى، التي تفرعت عن الشيعة في منتصف القرن الثاني وانتسبت إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) ودعت إلى إمامته .
ـ ساعد إرهاب العبّاسيين، وسياسة التنكيل بالمعارضين، على دفع الكثير من العناصر الإسلامية إلى التفكير بإيجاد وسائل وأطروحات يتم من خلالها مواصلة الطريق، وتغيير الحياة الاجتماعية، والسياسية، وكانت النتيجة انبثاق التحرك الإسماعيلي في الوسط الإسلامي، وتمكنه من خلق معارضة متماسكة ومتينة بوجه التسلط العباسي .
ـ اعتلال رجالات الفرقة بفهم بعض الروايات وخاصة في موضوع الإمامة ، قادهم إلى تكوين رأي مناهض ومخالف تميز بالسرية التامّة في التحرّك والتركيز على نشاطات الدعاة في عملية التغيير والصراع الفكري والسياسي ، وتربية الكوادر التي تتحمل مسؤولية التصدي والمقامة أمام تيار السلطة المتشدد.
ـ ادّعت إمامة إسماعيل بن الإمام الصادق (عليه السّلام) ، وقد اختلفت آراؤهم في حياته، وكونه مات في حياة أبيه ( أو أنّه بقي بعده يقود التحرّك الإسلامي في مرحلة الاستتار) .
ـ طرحت الإِسماعيلية أفكاراً اختصت بها دون غيرها من الفرق، منها الاعتقاد بأنّ أدوار الإمامة سبعة وأنّ الانتهاء إلى السابع هو آخر الدور وأنّ الأرض لا تخلو من إمام حي قائم، وإمّا ظاهر مكشوف وإمّا باطن مستور ، وتقسيمهم للعالم إلى اثنتي عشر قسماً ، والوحي هو ما قبلته نفس الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) من العقل ، وقبله العقل من أمر باريه ولم يخالفه علم تؤالفه النفس ، واعتبار الجنة رمزاً إلى حالة النفس التي حصلت ، العلم ، ويرمز إلى الجحيم بحالة الجهالة .
ـ من أبرز الشخصيات التي سطعت في آفاق هذه الفرقة، وجسدت حالة القيمومة والإشراف، تتجسد في عناصر تاريخية عدة، منهم إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) ومحمد بن إسماعيل، وميمون القداح، و الحسن الصباح .