عربي
Saturday 4th of May 2024
0
نفر 0

التشيع الاثناعشري في القرن الخامس و السادس .

التشيع الاثناعشري في القرن الخامس و السادس .

كـان متوقعا ان يفقد الشيعة نفوذهم مع افول شمس البويهيين ذلك الافول الذي تحقق بعد مجي الملك الـسـلـجـوقي الاول طغرل بك , و سجن آخر سلطان من سلاطينهم , و هوالملك الرحيم يقول ابن كـثير: ((بعد سقوط الملك الرحيم , الزم الروافض بترك الاذان بحي على خير العمل و امروا ان يـنادي مؤذنهم في اذان الصبح بعد حي على الفلاح : الصلاة خير من النوم مرتين و ازيل ما كان على ابواب المساجد و مساجدهم من كتابة محمدو علي خير البشر و من ابى فقد كفر و دخل المنشدون من باب البصرة (و كر السنة المتعصبين ) الى باب الكرخ ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة و ذلك ان قوة الروافض اضمحلت , لان بني بويه كانوا حكاما, و كانوا يقوونهم و ينصرونهم فزالواو بـادوا, و ذهبت دولتهم و جا بعدهم قوم آخرون من الاتراك السلجوقية الذين يحبون السنة و امر رئيس الرؤسا الوالي بقتل ابي عبداللّه بن الجلا ب شيخ الروافض على باب دكانه , و نهبت دار ابي جعفر الطوسي ((1400)) )).
اما الحقيقة فهي ان الشيعة استطاعوا ان يستقطبوا عددا كبيرا من الناس اليهم في ايام الحكم البويهي الـذي امـتـد ما يربو على القرن و اذا كان عددهم في بغداد اقل من السنة بكثير, فان ذلك يعود الى سـيـطـرة السنة عليهم بسبب قدرة الاتراك السلاجقة , كما نقل ابن كثير و الا فاننا نلحظ بعد تلك الـفـتـرة عـندما استولى البساسيري على بغداد سنة 450 ه ق ,فانه افلح في اقرار الخطبة باسم الحاكم الفاطمي بمصر طول سنة كاملة و استثمر اهل الكرخ وجوده فهجموا على محلة باب البصرة و نـهـبـوهـا, و اعـادوا عـبـارة حـي عـلـى خـيـرالـعمل الى الاذان في جميع صلوات الجمعة والجماعة
((1401)) .
ثم تعرض الشيعة الى المضايقات مرة اخرى بعد موت البساسيري و لم تلحظاصطدامات بين الشيعة و السنة في بغداد لعدة سنين (من سنة 451 ه الى سنة 458 ه)على عكس السنين الخالية اذ كانت نـارها مستعرة باستمرار و طالما شهد المحرم , و يوم الغدير اشتباكات دامية بين الطرفين و ذكر ابن كثير, و ابن الجوزي , و ابن العماد الحنبلي خلاصة لهذه الاشتباكات في كتبهم .
امـا اسـتـعـادة السنة قواهم , فانها تعود الى توجهات الحكومة الجديدة و عندما حدث اشتباك عديم المثيل اهـل الـسـنـة , و اذلال الشيعة و حينذ اكره الشيعة على ان يكتبواعلى ابواب مساجدهم في محلة الـكـرخ شـعارا مفاده , خير الناس بعد رسول اللّه ابوبكر
((1402)) بيد ان هذا لا يعني الغا قدرة الـعـلويين , لاننا نلاحظ ان نقيب العلويين قد احتفظ بمنصبه الرسمي متوليا امارة الحاج والنظر في المظالم ((1403)) و هذا معلم على نفوذهم .
و تـواصلت الاشتباكات بين السنة و الشيعة في السنين التي اعقبت هجوم الاتراك السلاجقة و هذه آيـة على قوة الشيعة في بغداد, عاصمة الحكم العباسي و عندما حدث اشتباك بين اهالي باب البصرة و اهـالـي محلة الكرخ سنة 465 ه , فان اهل السنة احرقوامحلة الكرخ و لكن الشيعة كانوا اقويا الى درجة ا نهم اخذوا من اهالى باب البصرة تعويضات عما لحق محلة الكرخ من اضرار
((1404)) و هذه القدرة التي كان يتمتع بهاالشيعة هي التي ادت الى تغلغلهم في الاجهزة الحكومية في اكثرنقاط الـعـراق , و قـسم من ايران ايضا و طبيعيا ان هذا التغلغل كان باعثا على الدفاع عن الشيعة , و عدم الـسـمـاح بـمـمـارسـة الظلم ضدهم و ما قدرة مجد الملك في بلاط السلطان بركياروق الا معلم واضح على هذا التغلغل .
و جا في الكتاب الذي نقضه الرازي ما نصه : ((كان ابوالفضل براوستاني , و بو سعيدهندوي قمي من جباة الضرائب في عهد بركياروق و السلطان محمد و استولى المعممون من قم , و كاشان , و آبه على الامور باعمالهم وتصرفاتهم استيلا تاما
((1405)) )).
و يـقول مؤلف هذا الكتاب الذي رد عليه الرازي , و كان قد صنف في اوائل القرن السادس : (( و لم يعهدوا هذه القدرة في اي عصر من العصور الخالية , اذ تجراوا و كانوايتحدثون بمل افواههم , و لا نجد مكانا للاتراك الا و يحكم فيه خمسة عشر رافضياو كان كتاب الدواوين كلهم منهم و وضعهم اليوم كوضعهم في عصر المقتدرالعباسي
((1406)) )).
و كـان لـلـشيعة نفوذ عظيم في عصر المقتدر ايضا, اذ ان جميع الكتاب منهم و هذه آية على تمتع الشيعة بقدرة علمية و ثقافية يومذاك و هي القدرة التي اهلت اكثرهم للوزارة و الكتابة في الدواوين و هـم يـنـحـدرون من آبه , و كاشان , و قم و جا في موضع آخر ايضاقوله : ((اذا كان عند احد الامـرا فـي عـهـدالسلطان الماضي محمد ملكشاه مختار رافضي ,فانه يرشي احد علما السنة ليبلغ الاتـراك ا نـه لـيس رافضيا, بل هو سني او حنفي و نجدفي هذا العهد ان معظم ارباب الاتراك , و حـجـابـهـم , و بوابيهم , و طهاتهم , و فراشيهم هم من الرافضة و يستفتون على مذهب الرفض , و يبتهجون بذلك بلا و جل و لاتقية
((1407)) )).
و يـدلـنـا هذا على ان الارضية قد تمهدت للشيعة , و ا نهم كانوا يبلغون لمذهبهم بنحوايسر خلال الفترة التي حكم فيها ملوك السلاجقة الاول (طغرل بك , الب ارسلان ,و ملكشاه ), و ذلك بعد عصر من الضغوط والمضايقات .
و ورد فـي موضع آخر من الكتاب المذكور مانصه : ((اذا وقع رافضي في مازق , فانهم يتزرون و يـنقذونه من ورطته اما اذا كان المتورط حنفيا او شافعيا, فانهم يتعاضدون ضده ,و ينهبون داره , و ينتقمون من مذهبه
((1408)) )).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المغول يزمعون غزو بغداد.
التشيع و سقوط بغداد على ايدي المغول .
مصرع طلحة :
البيعة
آية الابرار:
التشيع العقيدي .
ثقات الإسلام
حديثٌ حول صوم الجوارح
بلال ، حضرت فاطمہ (س ) کي نظر ميں
عبد المطلب بن هاشم جد النبي (ص) وكبير قريش

 
user comment