ألا أيــــها القــــبر الـــزكيُّ المــــشرّف علــــيك دمــــوع مـــن محبــيك تذرف
رحــــاب بــــها نــــور الجـــلالة ساطع لكم قـــــادني شـــــوق لهـــا وتــشوّف
وقــــبر ثـــــوت فــــيه سلــــيلة حــيدر تمـــــيل لــه الألــــباب دومـــاً وتعطب
مـــــقام زهــــا قــــدراً وأصبح مــــلجأً ومعــــــتكفاً فــــيه المــــلائك تعــــكف
وعــــيبة عــــلم الله عـــــالمة الــورى ومن مثـــلها فــــي رهــط أحمد يُعرف
وأيّ فـــــؤاد لا يـــــذوب تـــصــــدّعـــاً إليه غــــدا قـــــلب المــــــتيّم يُـــــدلف
مــــــقام تـــــجلّى الله فــــوق شــعاعه وعـــــيني لـــه مــن خشية الله تطرف
إليـــــها ذووا الحــــاجات تهوي كطائر يهزّ جــــناحيه حـــــبوراً ويهــــتـــــف
نقـــــيبة أهــــل البـيت روحي لها الفدا فمـــــا خــــاب مــــن قد جاءها يتلهّف
أبـــــوها أميــــــر المــــؤمنين ومن له مـــــواقف لا تخــــفى ولا هـي تضعف
أبوها هو الساقي على الحوض في غدٍ وأمٌّ هـــــي الــــزهراء بالفضل أعرف
عـــليها رزايا الـــدّهر تــــترى وأنـــها أشـــــدّ مـــــن الــكرب العظيم وأعنف
كــــأن لـم تـــكن تدري الأعادي لزينبٍ مـــــقامٌ رفـــيعٌ عـاطر الرّوض مؤنف
لهـــــا خـــــلقٌ كــــالفجر عــمّت ظلاله ومكـــــرمة بــاتت على الناس تشرف
وقــاست خطوباً وهي مهضومة الحشا كمـــــا هضـــــم المظلوم والمــــتحيَّف
مصــــاب غــــدت تبكي العيون له دماً وكلّ محـــــبٍ دمــــــعه مــــــتــــــوكّف
لهـــا فـي عراص الطفّ أسمى مواقف يذلّ لها جيـــــش العــــــدو ويـــــرعف
فـــفي كــــربلا قـــــد ساندت ثورة الإبا فـــــلم تخـــــش مــن جور ولا تتخوّف
أتـــــت زيــــنب للـــشِّمر تشفي غليلها لـــــــتزجره طـــــوراً وأخــــرى تعنف
تــــقول لــه: هـــل ترضَ بالغدر شيمة وقد جــــئت بـالأمر الذي ليس يوصف
أتــــجهل مَــن مِـن فــضله غمر الورى إمام الهــــدى والـــــزّاهد المتـــــعفّف
ولــــست بــــناسٍ يوم سيقت بشجوها إلى الشــــام فـــي ظهر الهوازل تردف
ومـــن حـــــولها أيـــــتـــام آل محــــمد تـــــساق وفـــي قــيد من الذلّ متطرف
بـــــأقــــوالها هـــــزَّت عــــروش أميّةٍ وليــــس يخـــــفها نـــــازلٌ متـــــطرّف
وقــــد رفـــــــعـــت للحـــقِّ أعظم رايةٍ يـــــضجُّ الـــــدهر الغـــــشوم ويعصف
إليــــــك ابـــــنة الــــزهراء غُرَّ قصائدٍ منــــــشَّرة والقـــــلب بــــاسمك يهتف
الأستاذ السيد سلمان هادي آل طعمة