أيُّ عُذرٍ لمهجةٍ لا تَذوبُ وحَشاً لا يَشُبُّ فيها لهيبُ! (1)
ولِقلبٍ يُفيق مِن ألمِ الحُزْنِ، وعينٍ دموعُها لا تصوبُ ؟! (2)
وابنُ بنتِ النبيِّ بالطفِّ مَطْــروحٌ لُقىً، والجبينُ منه تَريبُ!
حولَه مِن بَني أبيه شبابٌ صَرعَتْهم أيدي المنايا، وشِيبُ (3)
جَدُّ لم تُقبَلِ الوصيّةُ في الأهْــل، ولم يُرحَمِ الوحيدُ الغريبُ (4)
يُصبح الجاحدُ البعيدُ مِن الحَقْــقِ قريباً منهم، ويُقصى القريبُ
* * *
بأبي الطاهراتِ تَحْدو بِهِنّ الْــعِيسُ بينَ المَلا، وتُطوى السُّهوبُ! (5)
يا ابنَ أزكى الورى، نِجاراً على مِثْــلِكَ، يُستحسَنُ البُكا والنحيبُ (6)
سَهمُ بغيِ الأُولى أصابك مِن قَبْــلُ، وللهِ منك سهمٌ مُصيبُ (7)
أظهَروا فيك حقدَ بدرٍ ومِن قَبْــلُ دُعُوا للهدى فلم يستجيبوا
* * *
يا بَني أحمدٍ إلى مَدحِكم قَلْــبُ الخليعيِّ مُستهامٌ طَروبُ
كيف صبرُ امرئٍ يَرى الوُدَّ في الْــقُربى وُجوباً، وإرثُكُم مغصوبُ ؟!
أنتمُ حُجّةُ الإلهِ على الخَلْــقِ، وأنتمُ للطالبِ المطلوبُ
بِوَلاكم وبُغضِ أعدائِكم تُقْــبَلُ الأعمالُ وتُمحَى الذُّنوبُ (8) (9)
أبوالحسن علي بن عبدالعزيز الخَليعي
*******************************
الهوامش:
1. المُهجة: الروح. الحشا: ما انضمَّت عليه الضلوع.
2. لا تصوب: لا تنصبّ.
3. المنايا: جمع مَنيّة، وهي الموت.
4. المقصود بالوصيّة ما أوصى به رسول الله صلّى الله عليه وآله الأمّةَ من ولاءِ أهل بيته عليهم السلام والتمسّك بولايتهم، واتّباعهم وطاعتهم.
5. تحْدي بهنّ العيس: تسير بهنّ النياق. الملأ: الناس. السهوب: الفلوات والصحارى.
6. النِّجار: الأصل والنسب.
7. يريد أنّ سهم كربلاء رُمي مِن قِبل الأوائل الغاصبين.
8. في (وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل) لابن باكثير الشافعي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قاال: «يا أبا ذرّ، عليٌّ أخي وصِهري وعَضُدي، وإنّ الله لا يقبل فريضةً إلاّ بحبّ عليّ بن أبي طالب».
9. الدرّ النضيد في مراثي السبط الشهيد:20 ـ 21، جمع: السيّد محسن الأمين.