عَجَباً بسيفِ الدِّينِ يُقتَل أهلُهُ
ظُلماً، ويُصبِح في يَدَي أعدائِهِ!
وبَنو النبيِّ يُجرَّدون ثيابَهُ
وبنو أُميّةَ تكتسي بردائِهِ
وتعودُ مُدْرِكةً بسيفِ محمّدٍ
ثاراتِها ـ في الكفرِ ـ مِن أبنائِهِ
أَأَبَيتمُ الإسلامَ قَبلُ وبعدَ ذا
حاربتمُ الإسلام تحت لوائِهِ!
أسلمتمُ كُرهاً وإنّ قلوبَكم
مملوءةٌ مِن بغضِه وإبائِهِ
* * *
أيُسلّمونَ على النبيِّ وقد غَدَتْ
أسيافُهم مخضوبةً بدمائِهِ ؟!
لم يَشْفِ قتلُ رجالهِ أضغانَهم
حتَّى اشتَفَوا منه بِسَبْيِ نسائِهِ
عَجَباً غدا نهرُ الفراتِ لأُمِّهِم
مَهْراً، ويُمنَع وُلدُها مِن مائِهِ!
ويُسَبُّ فوقَ منابرِ الإسلامِ مَن
لولاه مَا استعلى رفيعُ بِنائِهِ!
وهو الذي لا تُقبَل الأعمالُ مِن
أحدٍ ـ لَعَمْرُ أبي ـ بغيرِ وِلائِهِ
* * *
يا آلَ بيتِ محمّدٍ لِمُصابِكم
قد كاد صَبُّكمُ يموتُ بِدائِهِ
وإذَا المحرَّمُ هَلَّ جَدّد حُزنَهُ
لكمُ تَذكّرَ يومَ عاشورائِهِ
يومٌ به سِبطُ النبيِّ قضى على
ظمأٍ، وغُودِر في ثَرى رَمضائِهِ
ودعاه بارئُه لأشرفِ رُتبةٍ
فمضى ولبّى مُسرِعاً لدعائِهِ
سِيمَ الردى والضيمَ فاختار الردى
وأبى رَضاعَ الضيمِ فَرطُ إبائِهِ
هيهاتَ أن يرضى مَقامَ الذُّلِّ مَن
وَرِث الإبا والعِزَّ عن آبائِهِ
* * *
ويُلامُ ـ يا لَلمسلمينَ ـ مُحِبُّكم
بينَ الأنامِ لِنَوحهِ وبكائِهِ!
إنّي اتّخذتُ وِلاءَكم درعاً، فلا
أخشى بيومِ الحشرِ هولَ بلائِهِ
أنتم وجَدُّكمُ لنا الشفعاءُ في
يومٍ يَفِرُّ المرءُ مِن قُرَبائِهِ
أَنّى تُصيب النارَ جسمَ موحِّدٍ
أصبحتمُ في الحشرِ مِن شُفعائِهِ
السيّد محسن الأمين
(الدرّ النضيد في مراثي السبط الشهيد، جمع: السيّد محسن الأمين: 8 ـ 9)