لماذا التشكيك في عمر الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه)(*) ؟
أوّلاً : إنّ قدرة الباري (عزّ وجلّ) لا حدود لها , وفوق البعد الذهني البشري .
ثانياً : إنّ ربَّ العزة إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون , (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(النحل / 40) , بتوفير أسبابه ووسائله .
ومعاجز الله في خلقه كثيرة ؛ للفت الانتباه لأمرٍ غير معوّد , وتبيان قدرة الله ؛ كتعليم النبي سليمان (عليه السّلام) منطق الطير , وسماع صوت النمل الذي لا يُسمع دبيبه , وحمل أحد من الجنِّ عرش بلقيس والمجيء به إلى سليمان (عليه السّلام) قبل أن يرتد إليه طرفه , وطي الأرض له , وسفره في الجو على البساط . كما إنّ معاجز الله كثيرة في خرق الطبيعة ؛ كانفلاق البحر لموسى (عليه السّلام) .
ثالثاً : (وإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) .
رابعاً : ما أكثر آيات الله سبحانه الخارقة لنواميس الكونية ؛ كبرودة النار لسيدنا ابراهيم الخليل (عليه السّلام) , وولادة سيدنا المسيح (عليه السّلام) من غير أب , ونزول مائدة من السماء على الحواريِّين , والتشبيه في قتله (عليه السّلام) , وصعوده إلى السماء , وعصى سيدنا موسى (عليه السّلام) وانقلابها حية تسعى , وانفلاق البحر , ونبجاس الماء من الحجر ... إلخ .
خامساً : إنّ رحمة الجليل (جلّ وعلا) وسعت كلَّ شيء حتّى لتشمل الظالمين والجاحدين والمفسدين ...
سادساً : إنّ الله سبحانه يمد في عمر مَن يشاء , وقد يكون ذلك الإمداد لإقامة الحجة ؛ كإنظاره إبليس (عليه العنة) ، فهذه ليست كرامة , ولا هي تشريفاً له كما أنجى (فرعون) موسى ببدنه من الغرق وجعله آية للناس .
كما إنّ الباري سبحانه في كثير من الاُمور يخرق المألوف وما هو متعارف عليه من قوانين الحياة ؛ لحكمة بالغة يرتأيها , كما في حياة نوح ؛ حيث مكث لتبليغ قومه فقط ألفاً إلاَّ خمسين عاماً , أي أنّ مدة إنذاره لقومه كانت 950 عاماً : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً)(العنكبوت / 14) .
وكذلك نوم أصحاب الكهف مدة 309 , (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)(الكهف / 25) , وهذا غير معهود , ولا يمكن تصوره إلاّ من خلال النصوص المقدّسة .
سابعاً : إنّ بيان قدرة الله في خرق ما هو طبيعي ومتآلف عليه عند البشر أو غير ذلك لحكمة اُخرى كما في أصحاب الكهف ؛ حيث أنامهم الله تعالى ثلاثمئة وزاد تسعة , ثمّ أفاقهم واستيقضوا من بعد طول منام .
أو كعُزير (صاحب الحمار) , قال تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(البقرة / 259) الذي أماته الله مئة عام ثمّ أحياه , وبقى طعامه وشرابه طول تلك الحقبة على حاله لم يتغيّر .
وفي هذه أسرار تتجلى فيها عظمة الله وقدرته يطرحها على عباده ؛ ليتفكروا فيها , ويعتبروا بآيات الله , لا أن يشكك أو يقلب الحقائق ويزيّفها ؛ لأنّ حِكَم الباري سبحانه لا يجب أن تكون في متناول عقول البشر ومما يُلمس .
ينطلق المنكرون للإمام المهدي المنتظر (عليه السّلام) من دوافع ومنطلقات لا تنسجم مع منهج الإسلام العام في طرح العقائد والدعوة إلى الإيمان بها ؛ فمنهج الإسلام الذي يعتمد , والمنطق والفطرة يقوم في جانب مهمٍ منه على ضرورة الإيمان بالغيب .
وتتكرر الدعوة في القرآن الكريم إلى ذلك ؛ إذ هناك العشرات من الآيات(1) التي تتحدث عن الغيب والدعوة إلى الإيمان به ، والمدحة عليه كما في قوله تعالى : (ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...)(البقرة 1 ـ 3) .
وفي الحديث النبوي الشريف(2) كذلك ؛ إذ إنّ هناك مئات الروايات وبصورٍ متنوعة وعديدة ، وكلّها تؤكّد الإيمان بالغيب , وعلى أنه جزء لا يتجزّأ من العقيدة , وأنّ هذا الغيب سواء تعقّله الإنسان وأدرك جوانبه , أو لم يستطع إدراك شيء منه وخفيت عليه أسراره فإنّه مأمور بالإيمان ، غير معذورٍ بالإنكار ؛ بلحاظ أنّ مثل هذا الإيمان هو من لوازم الاعتقاد بالله تعالى ، وبصدق سفرائه وأنبيائه (عليهم السّلام) الذين يُنبِّئون ويُخبرون بما يُوحى إليهم كما هو الأمر في الإيمان بالملائكة , والجنّ , وعذاب القبر , وسؤال الملكين (منكر ونكير) , والبرزخ(3) , وبغير ذلك من المغيّبات التي جاء بها القرآن الكريم , أو نطق بها الرسول الأمين (صلّى الله عليه وآله) ونقلها إلينا الثقات المؤتمنون .
إذاً فكلّ تشكيك بشأنها ـ أي قضية الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) ـ إنما يتعلّق بأصل التصديق بالغيب ، والكلام فيه يرجع إلى هذا الأصل .
ومن هنا حاول المنكرون لعقيدة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) أن يهربوا وينؤوا بأنفسهم عن طائلة ذلك الاعتقاد ؛ فلجؤوا إلى التشكيك بالأخبار الواردة بشأنه , أو تضعيف أسانيدها كما فعل ابن خلدون في تاريخه في الفصل الثاني والخمسين الذي عقده في أمر الفاطمي ؛ حيث ضعّف الأحاديث المروية في الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) مع اعترافه بظهوره (عليه السّلام) آخر الزمان ، وبصحة بعض الأحاديث المروية بشأنه .
وتبعه عدد من المقلّدين أمثال علي حسين السائح , اُستاذ كلية الدعوة الإسلاميّة في ليبيا في بحثه (تراثنا وموازين النقد)(4) , إذ تعرّض فيه لموضوع الإمام المهدي المنتظر (عليه السّلام) ، وتعلّق بالخيوط العنكبوتيّة التي نسجها ابن خلدون حول عقيدة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) .
وحسب أنه لجأ إلى ركن شديد ، وأنه سيرقى عليها إلى السماء ، غافلاً عن أنه تشبّث بأوهن البيوت .
وعندما اصطدم هؤلاء بعدم إمكانية ردّ تلك الروايات أو تضعيفها ؛ لكثرتها , وتعدد طرقها ، وصحة أسانيد عدد كبير منها كما أثبتها أئمة الحديث(5) ، لجؤوا مرة ً اُخرى إلى إحاطة أمر الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) بالأساطير التي اخترعوها ؛ كاختراعهم اُكذوبة السرداب التي لا أصل لها عند المعتقدين به .
وقد ناقشها الشيخ العّلامة الأميني مناقشة وافية أبان تخبّط القوم الخصوم في الأساطير التي نسجوها تارةً في موقع السرداب ؛ إذ اختلفوا فيه اختلافاً مضحكاً , وتارةً اُخرى في مواقف الشيعة وطقوسهم المزعومة حول السرداب(6) .
ولجأ آخرون إلى إنكار ولادته(7) الميمونة ؛ وذلك بإغراء ذوي المطامع(8) أو الطموح السياسي والاجتماعي لتبنّي هذا الإنكار والإفادة منه ، إلى غير ذلك من التعلّقات الواهنة التي تسقط لدى عرضها على الحقائق الوفيرة , فضلاً عن مقتضيات الأحاديث الصريحة الصحيحة .
وبالجملة فإنّ منهج المشكّكين لم يخرج عن مثل تلك المنطلقات والتوهّمات أو المغالطات المنكرة ، فضلاً عن تعارضه مع الاُصول المعتبرة الدينيّة والروائيّة .
ولعل من المناسب أن نورد ضمن هذا المنهج ما ذهب إليه بعض المعاصرين من أمثال إحسان إلهي ظهير(9) , والبنداري(10) , والسائح ، ومَن احتذى حذوهم ، وقلّدهم تقليداً أعمى من المنسوبين إلى الشيعة .
وملخّص ما أثاروه واستندوا إليه اُمور نذكرها كما وردت على ألسنتهم ، ثم نناقش أسس مدّعياتهم ومنهجهم ، وذلك كما يأتي :
1 ـ قالوا : إنّ الشيعة وقعوا في حيرة واضطراب بعد وفاة الإمام العسكري (عليه السّلام) ، وخاصة فيما يتعلّق بولادة الإمام المهدي محمّد بن الحسن (عليه السّلام) ؛ لوجود الغموض فيما وردت عنه من طريق الأئمة (عليهم السّلام) عندما سُئلوا عنه .
2 ـ قالوا : إنّ الشيعة انقسموا وتفرّقوا إلى أربعة عشرة فرقة في مسألة الإمام بعد وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وأنّ أمر الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) لو كان واضحاً ومهمّاً وجزءاً من المذهب الجعفري لما جاز الاختلاف فيه ، ولما أمكن أن يبقى أمره سراً غامضاً .
3 ـ زعموا أنّ الروايات التي تتحدّث عن هوية الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) ضعيفة وموضوعة ومختلفة ؛ سواء منها ما يتعلق باسم اُمّه ، أم بتاريخ ولادته ، أم بما لا يمس ولادته ، أم بغيبته وسفرائه .
وقد ختم أحدهم تخرّصاته زاعماً بأنه لم يرفض إماماً ثبت وجوده من أهل البيت (عليهم السّلام) ، إنما حصل عنده شكّ بولادة الإمام الثاني عشر (عليه السّلام) ؛ لعدم توفّر الأدلة الكافية , بحسب زعمه ـ , أو لعدم قناعته بها , أي بالأدلة المذكورة .
وذكر أنه لا يستبعد أن يطيل الله عمر إنسان كما أطال عمر النبي نوح (عليه السّلام) بالرغم من عدم الحاجة والضرورة لذلك . وأنه يبحث عن الأدلّة التي تثبت أنّ الله تعالى قد فعل هذا بشخص آخر ؛ لأنّه لا يمكن أن يعتقد بحدوث هذا عن طريق القياس والتشبيه .
ثمّ قال : وقد كان سيّدنا الصادق يرفض القياس بالاُمور الفرعية الجزئية , فكيف في الاُمور التاريخية والعقائدية ؟
هذا ملخّص ما أوردوه وانفتقت به عبقرياتهم , وهم يحسبون أنهم جاؤوا بما لم يتنبه إليه الأوائل .
وردّاً على هذه الإشكالات ، وجواباً عن هذه الإثارات نقول :
أولاً : إنّ وجود الغموض في تحديد هوية الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) ، ووقوع الحيرة لدى الشيعة ـ لو صحّ كما صوّره الخصم وضخّمه ـ هو دليل على الخصوم وليس لهم ؛ إذ عدم تحديد الهوية والإصرار على بقاء الأمر سراً دليلٌ على وجود الإمام والخوف عليه من الأعداء لا على عدم وجوده كما توهّموا .
فالأئمة (عليهم السّلام) ـ كما وردت الروايات(11) ـ لم يريدوا الكشف عن التفاصيل المتعلقة بحياة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) وولادته الميمونة ؛ لمعرفتهم بتكالب الأعداء في طلبه ، وجدّهم وتربّصهم به .
وقد كانوا يبثّون العيون ويترصدون كلّ حركة للعثور على الإمام والتخلص منه بعد أن تيقّنوا بالأمر , وشاهدوا ترقّب الاُمّة وتطلعها لمقدمه الشريف ؛ ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً .
وكيف لا يحرص الأئمة (عليهم السّلام) على حياته العزيزة وقد فعل سلاطين الجور الأفاعيل ، وارتكبوا الحماقات والشناعات بحق أهل البيت وذرية الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ؛ إذ طاردوهم وسجنوهم , وأذاقوهم التشريد والقتل ؛ أخذاً بالظِّنة والتُّهمة والوشاية المغرضة ، ودونك التاريخ فاقرأ في (مقاتل الطالبيِّين) للأصفهاني العجب العجاب .
إذاً كيف يكون الحال وقد اطّلع هؤلاء السلاطين على الروايات في صحاح المسلمين ومسانيدهم عن الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) من العترة الطاهرة ، ومن ذرّية فاطمة (عليها السّلام) , ومن أولاد الحسين (عليه السّلام) تحديداً ، وأنه سيظهر ليملأها قسطاً وعدلاً ؟ فهذه المعرفة اليقينيّة قد خلقت شعوراً قوياً لدى الحكّام الظلمة بأنّ عروشهم ستنهار .
وكان هذا الهاجس هو الذي يفسّر لنا تلك الإجراءات الغريبة وغير الاعتيادية التي اتخذتها السلطة الحاكمة عند سماع نبأ وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) مباشرة ، وليس هناك من تفسير معقول سوى اعتقادهم بوجود الإمام الثاني عشر الحجة ابن الحسن (عليه السّلام) ، وأنّه الإمام الموعود كما نطقت به الأخبار المتواترة لدى السنّة والشيعة .
ولذا أسرعوا إلى دار الإمام (عليه السّلام) واتّخذوا مثل تلك الإجراءات الاستثنائيّة ؛ بدءاً من التفتيش الواسع والدقيق ، إلى حبس جواري الإمام (عليه السّلام) وإخضاعهن للفحص(12) . كلّ ذلك في محاولة يائسة للقبض على الإمام (عليه السّلام) .
ولا عجب ؛ فقد حصل ذلك من نظرائهم ، وحدّثنا القرآن الكريم عن فعل فرعون للقبض على النبي موسى (عليه السّلام) فنجّاه الله تعالى من الكيد . ومن هنا نفهم السبب في إخفاء الإمام الصادق (عليه السّلام) هوية الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) والتفاصيل المتعلقة بهذا الأمر .
وليست الحيرة بعد ذلك والاضطراب إلاّ حالة طبيعيّة في ظل مثل تلك الظروف والملابسات الخاصة التي رافقت قضية الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) في وجوده وولادته ، وشغب السلطة وتمويهاتهم وإعلامهم الزائف .
إذاً فليست (الحيرة) إلاّ بسبب تلك الظروف والملابسات ، فضلاً عن أنّ الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السّلام) قد أشارت إلى وقوع مثل هذه الحيرة والفتنة والتفرق كما نقل ذلك ابن بابويه القمي في (التبصرة) ، والشيخ النعماني في (الغيبة) , الباب الثاني عشر .
ثانياً : قولهم بضعف الروايات واختلاقها . ولا ندري هل أنهم يفرّقون بين الضعيف والموضوع أم هما عندهم سواء ؟ ثمّ لماذا هذا الخلط المقصود بين مسألة وجود الإمام الحجة (عليه السّلام) الثابتة بالطرق الصحيحة وبين بعض الروايات التي تلابس (حدث الولادة) ؟
والعجب من ركوب هؤلاء جميعاً هذه الجرأة المفضوحة ؛ إذ إنّ روايات المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) لم تروها كتب الشيعة فحسب ، ولم ترد عن طرقهم فقط ، وإنما روتها الصحاح والمسانيد والجوامع الحديثيّة المعتبرة ؛ كصحيح أبي داود ، وصحيح البخاري وشروحه ، ومسند أحمد بن حنبل ، وجامع الطبراني ، وجمعها السيوطي في العرف الوردي(13) من عدة طرق ، وحكى تواترها البرزنجي في الإشاعة(14) , وكذا الشوكاني في التوضيح(15) ، ونقل ذلك أخيراً الشيخ منصور علي ناصف في غاية المأمول(16) .
فانظر إلى جهل المشكّكين كيف رموا ما صحّ وتواتر عند الجمهور المسلمين من السنة والشيعة بالوضع والاختلاق ! واعجب لجرأتهم وشغبهم ؛ إذ لا يصح بعد ذلك شيء ممّا تناقله الرواة من حوادث التاريخ ، وأسماء الأعلام ، وآراء المذاهب المختلفة !
ثالثاً : استدل بعضهم على نفي وجود الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) وولادته بقوله : إنّ الشيعة اختلفوا وانقسموا ـ على حدِّ زعمه ـ إلى سبعة عشرة فرقة بعد وفاة الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وهذا يدل ـ بحسب زعمه ـ على عدم وجود الإمام (عليه السّلام) !
ولعل من المناسب أن ننبّه إلى أنّ الاختلاف حول موضوع أو قضية أو شخص لا يستلزم العدم ؛ إذ لو جرينا على هذا المنطق لما قامت عقيدة ، ولا ثبت دين ، ولا استقام شأن من الشؤون ؛ فالاختلاف قائم دائم في العقائد ، وفي التواريخ ، وفي الشخصيات ، وفي الحوادث الواقعة ، وفي الفروع ، وفي سائر الاُمور . وقد تفرق أبناء الفرقة الواحدة إلى فرقٍ وطوائف , واتجاهات وآراء كما حدث عند المعتزلة والخوارج والأشاعرة(17) وغيرهم .
ثمّ ألم تسمع بما تناقله أهل الحديث من الرواية المشهورة , وهي قوله (صلّى الله عليه وآله) : (( ... وتفترق اُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ...))(18) ؟
ونتسائل هنا حول أي شيء كان الافتراق ؟ وهل يستلزم ذلك نفي ما تفرقوا (فيه) لهذا السبب ؟ إذاً لا تبقى عقيدة ، ولا تسلم حقيقة ، ولا يستقيم أمرٌ بسبب وقوع الافتراق والانقسام في ذلك بحسب المنطق .
والسؤال الأهم : ما هي هذه الفِرق التي انقسم إليها الشيعة بعد وفاة الإمام العسكري (عليه السّلام) ؟ وما هي تسمياتهم ؟ ومَن هم زعماء ورجال هذه الفِرق المزعومة ؟
لقد قال الشهرستاني في الملل والنحل : وأمّا الذين قالوا بإمامة الحسن ـ العسكري (عليه السّلام) ـ فافترقوا بعد موته إحدى عشرة فرقة ، وليست لهم ألقاب مشهورة ، ولكنا نذكر أقاويلهم ...(19) .
إذاً هو لا يعرف أسماءهم ولا رجالهم ، وهم حسب زعمه إحدى عشرة فرقة !
أمّا هؤلاء المقلّدون الكذابون من أمثال إحسان إلهي ومَن تابعه أخيراً فقد زادوا العدد فِرقاً اُخرى ليس لهم اسم ولا رسم حتّى أوصلها أحد هؤلاء المفضوحين إلى سبع عشرة فرقة !
وأنّى لهم بمعرفتها وهي من مختلقاتهم ؟ ولذا لم يذكر أحد منهم زعيماً أو رجلاً معروفاً في التاريخ من هذه (السبع عشرة) فرقة ، بل ولم يجرأ أحد هؤلاء المفترين على الشيعة أن يشير إلى مكان أو زمان وجودهم .
ويحسن أن ننقل تعليقة العلامة عبد الحسين شرف الدين في الفصول المهمة حول هذه الكذبة التي أطلقها الشهرستاني في ملله .
قال العلامة مُعقّباً : وليته أسند شيئاً من الأقاويل التي نقلها عن تلك الفرق إلى كتاب يُتلى , أو شخص خلقه الله تعالى ! وليته أخبرنا عن بلاد واحدة من تلك الفِرق أو زمانها أو اسمها !
فبالله عليك ، هل سمعت بفِرق متخاصمة ونحل آراؤها متعاركة لا يُعرف لهم في الأحياء والأموات رجلٌ أو امرأة , ولا يوجد في الخارج لهم مسمّى ولا اسم(20) ؟!
والظاهر أنّ أحدهم قد أدرك خطأه واشتباهه , فقال أخيراً : إنّي لم أرفض إماماً ثبت وجوده من أهل البيت (عليهم السّلام) ، وإنّما حصل عندي شكّ بولادة الإمام الثاني عشر . زاعماً أنّ السبب هو عدم قدرة توفّر الأدلّة الكافية ، أو عدم قناعته بالأدلّة !
والسؤال الذي نثيره هنا هو : عن أي نوعٍ من الأدلّة يبحث هؤلاء ؟ وهل هناك أدلّة أقوى من إطباق الطائفة وعلماء الاُمّة ورواتها الثقات على مثل هذا الأمر ، أعني ولادة الإمام الحجة ابن الحسن (عليه السّلام) ؟ إذ ليس هناك من سبيل إلى ثبوت مثل هذه الاُمور إلاّ الخبر الصحيح ، وتوفّر الشواهد ، وقيام القرائن والمؤيّدات من العقل والمنطق ، وقد ثبت من كل هذه الجهات .
ولعل من المناسب الإشارة إلى ما حقّقه السيد ثامر العميدي في كتابه (دفاع عن الكافي) , الجزء الأول ، وأثبت ولادة الإمام (عليه السّلام) , واستمرار وجوده الشريف بالروايات والأحاديث الصحيحة ، ثمّ بالنقل التاريخي المتواتر .
كما أورد اعترافات وشهادات الفقهاء والمحدّثين , والمفسّرين والمؤرّخين , وأهل التحقيق والاُدباء والكتّاب ، وكلّهم من أهل السنّة بولادة الإمام المهدي محمّد بن الحسن العسكري (عليه السّلام) .
ونقل ذلك عنهم , بدءاً من بداية القرن الرابع الهجري ؛ كالروياني في المسند ، وسهل بن عبدالله البخاري (ت 341هـ) في سرِّ السلسلة العلوية ، والخوارزمي (ت 387 هـ) في مفاتيح العلوم , طبعة ليدن 1895 ميلادية .
كما أورد اعترافات من رجال القرن الخامس إلى القرن الرابع عشر ، ومنهم :
- ـ أبو نعيم الأصفهاني (ت 430 هـ) في الأربعين حديثاً .
- ـ يحيى بن سلامة الخصفكي الشافعي (ت 568 هـ) .
- ـ تذكرة الخواص لابن الجوزي .
- ـ محيي الدين بن عربي (ت 638 هـ) في الفتوحات المكّية على ما نقله الشعراني في اليواقيت والملك المؤيّد .
- ـ أبي فداء إسماعيل بن علي (ت 732 هـ) في المختصر في أخبار البشر .
- ـ ابن الصباغ المالكي (ت 855 هـ) في الفصول المهمة .
- ـ جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ) في إحياء الميت .
- ـ ابن طولون الحنفي , مؤرخ دمشق (ت 953 هـ) في كتابه الأئمة الاثنا عشر .
- ـ أحمد بن يوسف , أبو العباس القرماني الحنفي (ت 1019 هـ) في كتابه أخبار الدول .
- ـ الشبرواي الشافعي (ت 1171 هـ) في الإتحاف بحب الأشراف .
- ـ محمّد أمين السويدي (ت 1246 هـ) في سبائك الذهب .
- الزركلي (ت 1396 هـ) في الأعلام .
وهذا الكم الكبير من الروايات والنقول , والشواهد والشهود ألا تكفي للاقتناع بوجود شخص وولادته ؟
وإذا لم يكن ذلك كله كافياً ودليلاً فلازمه بالضرورة الشك في كلِّ الحوادث الماضية , والشخصيات العلميّة والتاريخيّة , وما جرى في غابر الزمن البعيد والقريب , وعند ذاك لا يصح شيء ولا يثبت شيء ، فهل هذا يرضي مثل هؤلاء المتطفّلين على البحث والتحقيق ؟!
وأمّا إذا كان الأمر من جهة تعقّل الموضوع ، فدونك (بحث حول المهدي) للشهيد الصدر (قُدّس سره) , فهو الشافي الكافي ، والحجّة الدامغة , والبرهان القاطع لمن يفكّر بعقله ، ولا يتعبّد بما نقله وحكاه ذوو الأغراض المعروفة والمغالطات المفضوحة أمثال ظهير والبنداري وغيرهما .
ولعلّ من الاُمور التي تدلك على الجرأة المفضوحة هو قولهم : لا نستبعد أن يطيل الله عمر إنسان ... ولكن لا يمكن الاعتقاد بحدوث هذا عن طريق القياس ، وقد كان سيدنا الصادق يرفض القياس في الفروع ، فكيف في الاُمور التاريخيّة والعقائديّة ؟
وقد فاتهم أنّ القياس هنا أمر وارد ، ودليل معتبر عند أهل المنطق وأهل النظر في مثل هذه الموارد التي قد لا يدركها الإنسان إلاّ عن طريق التشبيه والقياس . وهو اُسلوب علمي ومنهج قرآني (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ)(إبراهيم / 25) .
وقال تعالى حاكياً قول المنكرين لبعض الاُمور الاعتقاديّة كالمعاد كما في الآية المباركة : (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ)(يس / 78) .
فانظر كيف يتنكّب المتطفّلون عن المنهج القرآني والعلمي ؟ وانظر إلى عدم تفرّقتهم بين القياس في أحكام الشريعة المنهي عنه ؛ لعدم إحراز علة الحكم التي بنى الشارع عليها حكمه ، وبين القياس في مجال المعقولات الذي لا شبهة فيه .
وهكذا نخلص القول : إنّ أصحاب هذا المنهج التشكيكي ليس بأيديهم حجة ولا برهان ، ولا يملكون سنداً علميّاً أو تاريخيّاً مقبولاً ومنطقيّاً في نفيهم وتشكيكاتهم ، وإنّما هي مجرد ظنون وأوهام ، أو افتراضات وحدوس تتهاوى أمام الأدلّة والبراهين المتينة ؛ الروائيّة والتاريخيّة والعقليّة كما سطّرها وحقّقها المثبتون لولادة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) واستمرار وجوده الشريف المبارك .
ولا يضير ذلك ما اُحيطت به روايات ولادته (عليه السّلام) التي اختلفت من بعض الوجوه ، ومحاولة هذا النفر استغلالها بصورةٍ غير أمينة ولا دقيقة ؛ للتشويش على أصل الموضوع ، وهو ولادة الحجة ابن الحسن محمّد المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) . وقد ثبت من الطريق الاعتيادي الذي تثبت به الولادات ، وهو شهادة القابلة حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السّلام) ، وعمّة الإمام العسكري (عليه السّلام) ، وصحّة الرواية عنها بأسانيد معتبرة صحيحة(21) .
وإذا كان هناك من نقل روايات اُخرى ؛ سواء في زواج الإمام أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) من (نرجس) اُمّ الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) , أم في اسمها ، أم في ولادة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) وما جرى ولابس تلك الولادة المباركة ، أم في الاختلاف في تاريخ الولادة , (فإنّ المشهور على ما نقله الثقات من الشيعة والسُّنة هو ولادته سنة 255 هـ في الخامس عشر من شعبان ، وأنّ اُمّه هي (نرجس) , وكانت جارية عند إحدى أخوات الإمام علي الهادي (عليه السّلام) ، فطلبها الإمام العسكري (عليه السّلام) وتزوّجها ، وولدت منه الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) كما صرّح به الإمام العسكري (عليه السّلام) بسند صحيح لا خدشة فيه)(22) .
وقد بشّر الإمام العسكري (عليه السّلام) أصحابه وشيعته خاصة بالمولود المبارك ، وأنّه الخلف الحجة الموعود والإمام من بعده(23) .
وأخيراً لا بدّ من التنبيه أيضاً إلى أنّ منهج هؤلاء المنكرين في قضية الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) يقوم على اُسلوب كان قد اتّبعه المستشرقون من قبل في معالجتهم ومناقشاتهم لعقائد الإسلام ، ونبوة النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء ، ولِما جاء في القرآن الكريم من المفاهيم والأفكار والأحكام .
وهذا الاُسلوب يتمثّل ـ كما يرى المستشرق المنصف آربري(24) ـ باقتطاع النصوص من سياقها ، وبالتحليل السطحي ... , هذا فضلاً عن المغالطات والمفارقات المنهجيّة ؛ كالإحالة إلى المصادر بصورةٍ غير دقيقة وغير أمينة(25) ، والتدليس والكذب في نسبة الآراء ؛ إذ يوردون نصوصاً ثمّ يذكرون المصادر جملةً على سبيل التمويه !
والأنكى والأعجب أنهم ـ وبحسب تحليلهم السطحي ـ يطرحون فهمهم لبعض المطالب على أنّه الرأي عند المذهب أو الطائفة , وهو فهم غير دقيق ، ثمّ يحاولون أن يحشّدوا النصوص ويقسروها لتتلائم مع تصوّراتهم وأفهامهم هُم ، وليس مع ما ذهب إليه المذهب أو مع ما كان مقبولاً ومعتمداً .
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسّلام على محمّد وآله الطاهرين
ــــــــــــــــ
(1) راجع : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن , مادة (غيب) ، وراجع التفاسير , ومنها تفسير ابن كثير ـ المجلد الأوّل في تفسير أول سورة البقرة .
(2) راجع : كتاب الفتن وعلامات الساعة في الصحاح والمسانيد والسنن , وراجع مثلاً : التاج الجامع للاُصول في أحاديث الرسول ـ الشيخ منصور علي ناصف 5 / 300 وما بعدها .
(3) راجع : التاج الجامع للاُصول 1 / 25 في مجلة تراثنا .
(4)
(5) راجع : دفاع عن الكافي ـ ثامر هاشم العميدي 1 / 203 وما بعدها ، فقد أورد مناقشة العلماء وأئمة الحديث لتضعيفات ابن خلدون والمقلّدين لرأي ابن خلدون ، كما ناقش هو تلك التضعيفات مناقشة علميّة متينة أبان فيها تهافتهم وعدم تبصّرهم ومعرفتهم بفنِّ الرواية واُصول الدراية .
(6) راجع : الغدير 3 / 308 ـ 309 ، وراجع ما أورده العميدي من مناقشات متينة لهذه الفرية في دفاع عن الكافي 1 / 593 ، وراجع : سيرة الأئمة الاثني عشر ـ هاشم معروف الحسني 2 / 559 .
(7) راجع : دفاع عن الكافي 1 / 569 , فقد أورد المؤلّف شهادات واعترافات وإثباتات وافية عن علماء أهل السنة من القرن الرابع الهجري إلى القرن الرابع عشر في إثبات ولادة الإمام المهدي , واستمرار حياته ووجوده الشريف .
(8) راجع : الإرشاد ـ الشيخ المفيد / 345 ، وراجع أيضاً : سيرة الأئمة الاثني عشر ـ هاشم معروف الحسني 2 / 534 ـ 538 في قضية جعفر الكذّاب .
(9) راجع الشيعة والتشيّع ـ فرق وتاريخ / 261 و301 , الطبعة الثانية ـ باكستان 1384 هـ .
(10) راجع : التشيّع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي ـ الطبعة الثانية ـ دار عمّار ـ الأردن .
(11) راجع : الغيبة ـ للنعماني , من أعلام القرن الرابع الهجري ـ الباب 12 ، الغيبة الكبرى ـ السيد محمّد الصدر ـ البحث التمهيدي .
(12) الإرشاد ـ الشيخ المفيد / 345 .
(13) راجع : الحاوي للفتاوي ـ السيوطي 2 / 213 وما بعدها .
(14) الإشاعة لأشراط الساعة / 87 ـ 122 ـ الباب الثالث .
(15) التوضيح في تواتر ما جاء من الأحاديث في المهدي والدجّال والمسيح ، كما في غاية المأمول .
(16) غاية المأمول شرح التاج الجامع للاُصول 5 / 360 .
(17) راجع : مقالات الإسلاميين ـ للأشعري ، والملل والنحل ـ للشهرستاني ، وفرق النوبختي وغيرها .
(18) راجع هذه الرواية وغيرها في سنن ابن ماجة 2 / 1321 , 3991 ـ كتاب الفتن ـ باب افتراق الاُمم .
(19) الملل والنحل 1 / 151 و152 .
(20) الفصول المهمّة في تأليف الاُمّة / 169 .
(21) اُصول الكافي ـ الجزء الأوّل ـ كتاب الحجّة ، وراجع : إثبات الوصية ـ المسعودي / 219 .
(22) راجع المصدرين السابقين ، وتفصيلات وافية عن الموضوع في دفاع عن الكافي ـ السيد ثامر العميدي 1 / 546 وما بعدها .
(23) راجع : دفاع عن الكافي في ما نقله بطرق صحيحة معتبرة عن الكافي وغيره .
(24) راجع : المستشرقون والإسلام ـ الدكتور عرفان عبد الحميد / 19 .
(25) راجع : إحسان إلهي ظهير في كتابه الشيعة والتشيع ـ فرق وتاريخ ، ومَن تابعه فيما أشاروا إليه من كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة ـ لابن بابويه القمي (والد الصدوق)(ت 329) , ففيه أدلّة ضدهم . وراجع ما انتقوه من فرق الشيعة للنوبختي ، وفيه غير ما ذهبوا إليه .
(*) تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المقال قد اُخذ من منتديات إسكان عالي ـ بتصرّف من موقع معهد الإمامين الحسنين (عليهما السّلام)