قتل النفس المحترمة
قتل من لم يأذن الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقتله حيث يقول الله سبحانه في كتابه المجيد : ( ومن يقتل مۆمنا متعمدا فجزاۆه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباعظيما ) (النساء / 93 ) .
وفي هذه الآية الشريفة خمس تهديدات للقاتل ، جهنم ،الخلود فيها ، الغضب ، اللعنة ، والعذاب العظيم ، استجيربالله .
ووردت في جريمة القتل آيات وروايات كثيرة فليراجع مظانها ، والجدير بالذكر أن هذه الكبيرة تشمل قتل إنسان نفسه اختيارا ( المعروف بالانتحار ) الذي يتصور بعض الجهلة أن فيه راحة للنفس وخلاصا من المشاكل والمآزق ، ولكنه عدوان وظلم على نفس محترمة لقوله تعالى : ( ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على اللهي سيرا ) (النساء / 29 - 30 ) .
فقوله تعالى : عدوانا وظلما ، أي عمله بدون حق شرعي .
وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " من قتل نفسه متعمدا فهو في نار جهنم خالدا فيها " .
قذف المحصنة
وهو نسبة الزنا للمسلمة المحصنة ، بل حتى لو كان واقعا ،فكيف إذا كانت المۆمنة عفيفة ؟ لأنه مناف لما أراده الله تعالى من الستر على عباده ، كما في قوله تعالى في كتابه المجيد: ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المۆمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) (النور / 23 - 24 ) .
وقوله تعالى : ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ) (النور / 4 ) .
ويلحق بذلك قذف المسلم البالغ العاقل بالزنا واللواط ،ومنه قوله للرجل يا بن الفاعلة ، أو يا بن الزانية وإن كان مازحا . . .
وقد وردت آيات وروايات كثيرة بشأنها ، منها من قذف امرأة أو رجلا بريئا بالزنا ، فإنه مطرود وملعون ومردود من قبل العباد في الدنيا ، وفي الآخرة ملعون ومغضوب عليه من الله تعالى ، يعاقب في الدنيا بعقوبة الحد ، ورد شهادته ، وفي الآخرة يبتلى بأنواع العذاب وأقسامه .
أكل مال اليتيم
قال تعالى في كتابه المجيد : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) (النساء / 10 ) .
وقد جاء في التفسير الكبير (ج 9 ، ص 200 ) " إن آكل مال اليتيم حينما يرد المحشر يوم القيامة تلتهب ألسنة النار في جوفه حتى يخرج دخانها من فمه وعينيه ولسانه وأنفه .
وقال تعالى في موضع آخر : ( وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ) (النساء / 2 ) .
ولهذا فإن لآكل مال اليتيم بغير حق عقابان ، في الآخرة عذاب الله ، وفي الدنيا سوف تظلم يتاماه بعد موته مثلما ظلم يتامى الناس .
الفرار من الزحف
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ) (الأنفال / 15 - 16 ) .
وليعلم المنهزم بأنه مسخط ربه ، وموبق نفسه ، وإن في الفرار غضب الله والذل اللازم والعار الباقي ، وأن الفار غيرمزيد في عمره ، ولا محجوز بينه وبين يومه ، إذ الفرار يسبب الانكسار للجيش الإسلامي ، وانتصار الأعداء ، وانتشارالباطل ، وما يتبعه مما يقع على المسلمين من خذلان وقتل وسبي ووقيعة .