الشهرستاني (المتوفى 548) في الملل والنحل 1/57 عن النظّام المعتزلي (المتوفى231) أنه كان يقول: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.
وكذلك الصفدي (المتوفى 764) في الوافي بالوفيات 6/15 ينسب إلى النظام قوله: إِن عمر ضرب بطن فَاطِمَة يَوْم البيعة حَتَّى أَلْقَت المحسن من بَطنهَا
الذهبي في ترجمة أبي بكر الكوفي (ت357) (لسان الميزان ج1 ص268): أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم، المحدث أبو بكر الكوفي الرافضي الكذاب، مات في أول سنة سبع وخمسين وثلاث مائة، وقيل أنه لحق إبراهيم القصار، حدث عن أحمد بن موسى الحمار وموسى بن هارون وعدة، روى عنه الحاكم وقال رافضي غير ثقة وقال: محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ (بعد أن أرخ موته): كان مستقيم الأمر عامة دهره ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن.
امام الحرمين الجويني الشافعي المتوفى (644-730) وهو أستاذ الذهبي، حيث يقول في حقه (تذكرة ج4 ص 1505) : (الإمام المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام... وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء حسن القراءة مليح الشكل مهيبا ديّنا صالحا). يقول الجويني في (فرائد السمطين ج 2ص 34) في كتابه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه لما رأى فاطمة دخلت على بيته قال: لما رأيتها ذكرتُ أو ذُكرتُ ما يصنع بها بعدي، كأني بها (يعني كأني بفاطمة) قد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصب حقها ومنعت إرثها وكسر جنبها وأُسقط جنينها وهي تنادي يامحمداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتُقدم عليّ محزونة متعوبة مهمومة مغصوبة مقتولة. فَأَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ اللَّهُمَّ الْعَنْ مَنْ ظَلَمَهَا وَ عَاقِبْ مَنْ غَصَبَهَا وَ ذَلِّلْ مَنْ أَذَلَّهَا وَ خَلِّدْ فِي نَارِكَ مَنْ ضَرَبَ جَنْبَهَا حَتَّى أَلْقَتْ وَلَدَهَا فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ آمِين .
ابن أبي شيبة (شيخ البخاري) المتوفى سنة 239 في كتابه المصنف 7/432 باسناد صحيح عن زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت. قال: فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وايم الله ليمضين لما حلف عليه، فانصِرفوا راشدين، فرُوا رأيكم ولا ترجعوا إلي، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.
البلاذري المتوفى سنة 270 في كتابه أنساب الأشراف 1/586 باسناده عن ابن عون: أن أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام ، يريد البيعة ، فلم يبايع . فجاء عمر ومعه فتيلة (أي شعلة نار) فتلقته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب! أتراك محرقا علي بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك!
الطبراني (المتوفى ٣٦٠هـ) في المعجم الكبير ج1 ص62 بإسناده عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه، فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت، فاستوى جالسا، فقلت: أصبحت بحمد الله بارئا.... فقال: أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن .... فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته...
رواه أيضا الطبري في تاريخه 3/430 وابن عساكر في تاريخه ج30 ص418 و420 و421 و422، والذهبي في سير أعلام النبلاء (راشدون/17) وفي ميزان الاعتدال 3/109، وابن عبد ربه في العقد الفريد 1/21، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان 4/189 والهيثمي في مجمع الزوائد 5/203 ثم قال: رواه الطبراني، وفيه علوان بن داود البجلي، وهو ضعيف، وهذا الأثر مما أنكر عليه.
الطبري (المتوفى سنة 310) في تاريخه 3/202 بإسناده عن زياد بن كليب قال: أتى عمر منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه
ابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى سنة 328) في كتابه العقد الفريد 5/14 قال: الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر: علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم. فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا ابن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة! فخرج علي حتى دخل على أبي بكر فبايعه، فقال له أبو بكر: أكرهت إمارتي؟ فقال: لا، ولكني آليت أن لا أرتدي بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.