عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

الامام المهدي و ثقافة الانتظار في عصر العولمة و الارهاب -2

القرآن الكريم يبشرنا بغلبة الدين رغم أنف المشركين، ويدعو الناس الى الوحدة الثقافية، والوحدة الدينية، والوحدة الفكرية، والوحدة السياسية في هذه الآيات وغيرهما من الآيات قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة، دعاهم الى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان وعبادة الانسان وأي أنواع الشرك، ودعاهم الى التخلق بالأخلاق الحسنة كالأمانة والصدق والوفاء والبر وحسن الجوار وحب الخير للغير والعدل والرحمة والإحسان وعدم أكل المال بالحرام، وعدم غصب حقوق الآخرين و... الخ من التعاليم التي تدعو الى وحدة العالم الانساني والتقارب بين بني الانسان، وقال تعالى أيضاً:

(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا).[9]

الدعوة الى الحق التي تتحدث عنها الآية الكريمة هي الدعوة العالمية لدحض الباطل والارهاب والخوف والرعب الذي تعيشه البشرية، واستبداله بالأمن والأمان وحفظ حقوق الآخرين، والسراج المنير: هو النور الذين يُخرج الناس من الظلمات التي يعيشونها، الى دنيا مضيئة مبهجة ليس فيها ظالم ولا مظلوم، ولا قاتل ولا مقتول، ولا سارق ولا مسروق و.. و.. الخ مما يكون مصدر سعادة البشرية على الأرض، ومصدر اطمئنان الانسان برضا الله تعالى والفوز بالآخرة.

وقد جاء في بحار الأنوارقول الامام الباقر(ع) في بيان العولمة العقلية والفكرية وامكانها، قال(ع):

إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم.[10]

ويتضح من هذه الرواية: أنّ بعد أن يقضي القائم المهدي(عج) على الظلم والارهاب وينشر الحق ويقضي بالعدل، تنضج العقول وتتوعى وتتجه الى الطريق الصحيح، أي أنّ عقول البشر تكتمل في آخر الزمان، بعد قيام المهدي(عج)، وبذلك يمكنهم قبول حكومة واحدة بسهولة، لأن العقل مع الصحيح، لا مع الخطأ.

ويقول الامام الصادق(ع):

إذا قام القائم حكم بالعدل، وارتفع الجور في أيامه، وآمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها وردَّ كل حق الى أهله... فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقاته ولا لبرّه لشمول الغنى جميع المؤمنين.[11]

فإذا عمّ الخير وأ ُمّن للناس ما يأكلون وما يشربون وما يعتقدون وما يحتاجون اليه من دنياهم من أمان واستقرار وراحة، فلا حاجة لهم للقيام بالثورات والحروب والقتل والسرقات وما الى ذلك من الفساد في الأرض. فمن السهولة ان تقام حكومة عالمية واحدة لقائد واحد يأمر فيُطاع.

اذن العولمة ممكنة، ولنسمها في ظل حكومة الامام المهدي ( العدالة العالمية ) والقائد الواحد ممكن، اذا توفر للناس العامل الثقافي الموحد، والعامل الاقتصادي العادل، والعامل السياسي في ظل الأمان والاستقرار والرحمة في تحقيق الهدف الواحد.

الإرهاب في آخر الزمان


يصل الإرهاب في آخر الزمان الى ذروته، بحيث يصفه الامام أمير المؤمنين(ع) قائلاً:

.... فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه وركب الجهل مراكبه، وعظمت الطاغية، وقلت الداعية، وصال الدهر صيال السبع العقور، وهدر فنيق الباطل بعد كظوم،[12] وتواخى الناس على الفجور، وتهاجروا على الدين، وتحابوا على الكذب، وتباغضوا على الصدق... فاذا كان ذلك كان الولد غيظاً، والمطر قيظاً وتفيض اللئام فيضاً وتغيضُ الكرام غيضاً... وكان أهل ذلك الزمان ذئاباً، وسلاطينه سباعاً وأوساطه أكالاً، وفقراؤه أمواتاً، وغار الصدق، وفاض الكذب، واستعملت المودة باللسان، وتشاجر الناس بالقلوب، وصار الفسوق نسباً، والعفاف عجباً، ولُبس الاسلام لبس الفرو مقلوباً.[13]

وعن رسول الله(ص):

... حتى تملأ الأرض جوراً فلا يقدر أحدٌ أن يقول: الله، ثمّ يبعث الله عز وجل رجلاً مني ومن عترتي فيملأ الأرض عدلاً كما ملأها من كان قبله جوراً... .[14]

وعن رسول الله(ص) أيضاً:

ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة وحتى تملأ الأرض جوراً وظلماً لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ اليه من الظلم، فيبعث الله رجلاً من عترتي.[15]

ويكثر القتل والإرهاب وعدم الامان، وعدم الاستقرار، ولا يعلم المرئ في أي بقعة من بقاع العالم يلجئ ليستقر.. ولا يرى الاستقرار...!!

أما عن كثرة القتل في آخر الزمان فقد قال رسول الله(ص):

لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة... وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل.[16]

وعن الامام علي(ع):

لا يخرج المهدي حتى يُقتل ثلث، ويموت ثلث، ويبقى ثلث.[17]

وعن الامام الحسين(ع):

لا يكون الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعن بعضكم بعضاً... الخير كلّه في ذلك الزمان يخرج المهدي فيرفع ذلك كله.[18]

وعن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبد الله(ع):

كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين، فيأزر العلم كما تأزر الحيّة في حجرها، واختلفت الشيعة وسمّى بعضهم بعضاً كذابين، وتفل بعضهم في وجوه بعض؟ قلتُ جعلتُ فداك ما عند ذلك من خير، فقال لي: الخير كلّه عند ذلك.[19]

أما ما يحدث من خوف وإرهاب في العراق في آخر الزمان فقد ورد عن الامام الصادق(ع) أنه قال:

يزجر الناس قبل قيام القائم(عج) عن معاصيهم بنار تظهر لهم في السماء، وحمرة تجلل السماء، وخسف ببغداد، وخسف ببلدة البصرة، ودماء تسفك بها، وخراب دورها، وفناء يقع في أهلها، وشمول أهل العراق خوف لا يكون معه قرار.[20]

وهناك روايات وأحاديث أخرى نعرض عن ذكرها خشية الإطالة، ونكتفي بهذا القدر المعبر عن الارهاب في آخر الزمان.

المهدي: محمد بن الحسن العسكري(ع)


المصلح العالمي والقائم بالحق والمهدي المنتظر هو: محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفربن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بضعة رسول الله(ص).

ولد(ص) بسامراء من مدن العراق، ليلة النصف من شعبان عام (255هـ )، وكان الولد الوحيد لأبيه الحسن العسكري عليهما السلام.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في رحاب بقية الله: المهدوية عقيدة النجاة
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...
تكاليف عصر الغيبة الكبری
المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي
سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)
أتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
كيف يكون الإنتظار للإمام المهدي عليه السلام
المدخل إلى عقيدة الشيعه الإمامية في ولادة الإمام ...
لإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) في الإنجيل
انقطاع النیابة فی الغیبة الکبرى

 
user comment