عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

ملخص الرجعة في مفاهيم الحركة المهدوية

ملخص الرجعة في مفاهيم الحركة المهدوية

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيء بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )) 69 الزمر

بسم الله الرحمن الرحيم

صَلِ اللهم على التجلي الأعظم وكمال بهائك الأقدم شجرة الطور والكتاب المسطور على كل نور في طيخاء الديجور علم الهدى ومجلي العمى ونور أبصار الورى وبابك الذي منه يؤتى الذي يملىْ الأرض قسطاً وعدلا  كما ملئت ظلماً وجورا سيدنا وإمامنا بالحق الحجة بن الحسن القائم المهدي أرواح من سواه فداه ولعنة الله على أعدائه أبد الآبدين ودهر الدهرين 0

المقدمة:

تكثر في الآونة الأخيرة وفي أيامنا هذه تداعيات كثيرة حول موضوع الأمام صاحب الزمان وتنقل لنا وسائل الأعلام بأن أكثر بني البشر الذين يؤمنون بالرسالات السماوية وغيرهم يأملون حضور شخص يسمى لديهم ( المَّخلص ) أو المصلح الأكبر في آخر الزمان وكلى الفرقين يترقب بشغف البشارات والعلامات السماوية والأحداث على الأرض 0 ونحن شيعة أهل البيت (عليهم السلام) من أكثر الشعوب والأمم والمذاهب انتظارا للفرج الشريف والنور الأكبر 0 حيث يود كثيراً من المؤمنين الأحياء أن يكونوا في عصر الظهور ليتشرفوا بالطلعة البهية والنور العظيم والفوز الأكبر جنباً إلى جنب مع قائم آل محمد ( عج ) وتصدح حناجرهم بالدعاء ليلاً نهاراً سراً جهاراً للإمام بالفرج حتى ندب كثير من المؤمنين نفسه للتصدق عن الإمام تعجيلاً للفرج وحرص على الدعاء بدعائي العهد والندبة يوم الجمعة 000 وبالرجوع إلى مضمون الأدعية تمني القتلى من المؤمنين ممن محض الأيمان للرجوع مع قائم آل محمد إلى الحياة الدنيا 0

اعلم إن الرجعة سر من إسرار الله و القول بها ثمرة الإيمان بالغيب .

و المراد بها رجوع الأئمة عليهم السلام و شيعتهم و أعدائهم ممن محض من الفريقين الإيمان أو الكفر محضاً ‘ فان الله في الدنيا بالعذاب ، فان من أهلكه الله في الدنيا بالعذاب لا يرجع إلى الدنيا . قال الله تعالى: (( وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون )) الآية 95 الأنبياء

روي القمي عنهما عليهما السلام قالا (( كل قرية اهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة ))

و روى الطبرسي في (مجمع البيان) عن الباقر عليه السلام قال : ( كل قرية أهلكها الله بعذاب فأنهم لا يرجعون ) إلا إذا كان لهم قصاص كما لو قتلوا ظلما و لم يكونوا ما حضين للإيمان أو الكفر فأنهم يرجعون مع قاتليهم فيقتلوا قاتليهم و يعيشون بعد إن يقتصوا منهم .. ثلاثين .. ثم يموتون في ليلة واحدة . و هو الحشر الأول الذي أشار إليه سبحانه بقوله : (( ويوم نحشر من كل امة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون )) 83 النمل

و هو قول الصادق .. عليه السالم .. و الدليل على إن هذا في الرجعة قوله تعالى ( و يوم نحشر من كل امة من كل امة فوجاً ممن يكذب بآياتنا) قال:(( الآيات أمير المؤمنين و الأئمة عليه وعليهم السلام ..)).

فقال الرجل : إن العامة تزعم إن قوله تعالى :((ويوم نحشر من كل امة فوجاً)) ، عني في يوم القيامة ؟

فقال .. عليه السلام ..: فيحشر الله عز و جل يوم القيامة من كل امة فوجاً و يدع الباقين ؟ لا ، و لكنه في الرجعة . وإما آية القيامة فهي: (( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا))(1)

 وعنه عليه السلام 00 :( ليس أحد من المؤمنين قتل إلا ويرجع حتى يموت ولا يرجع إلا من محض الأيمان محضاً  ومحض الكفر محضاً )

وفي الكافي عنه عليه السلام 00في قوله تعالى: ((بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد))(2)

إنهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عيه السلام 00 فلا يدعون وتراً لآل محمد إلا قتلوه 0

وبقوله تعالى  ))يوم تأتي السماء بدخان مبين 0 يغشى الناس هذا عذابٌ أليم ))(3) في حديث أشراط الساعة عنه (ص) :أول الآيات الدخان ؛ ونزول عيسى(ع) ونار تخرج من قعر عدن أبين ، تسوق الناس إلى المحشر ؛ قيل : وما الدخان ؟ فتلا رسول الله (ص) هذه الآية ، وقال : (يملأ ما بين المشرق والمغرب ، يمكث أربعين يوماً وليلة ، أم المؤمن فيصيبه كهيئة الزكام وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره )0

وفي تفسير على بن إبراهيم قال : (( ذلك في الرجعة من القبر ... إلى أن قال : ثم قال:(( إننا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون )) (4)يعني يوم القيامة 0 ولو كان قوله : (( يوم تأتي السماء بدخان مبين )) في القيامة لم يقل : (( إنكم عائدون)) لأنه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة يعودون إليها 0 ثم قال : (( يوم نبطش البطشة الكبرى .. ))(5) يعني في القيامة ((إنا منتقمون)) أنتهى0

أقول : قوله : ( من قعر عدن أبين ) معنى أبين أسم رجل وهو الثاني من الأعرابيين . وعدن أسم موضع؛ يعني النار التي تسوق الناس من مسببات مضمرات فتن باطن ذلك الأعرابي 0

والجملة قول للأكثرين من الإمامية للأخبار المتكثرة المتواترة معنى والآيات الكثيرة .وقد أنكرها بعض الأمامية ولم يثبت إلا خروج القائم (عج) لأنه من المجمع عليه بين المسلمين وأن اختلفوا في القائم على ثلاثة أقوال : فمنهم من قال : عيسى بن مريم 00 عليه السلام ومنهم من قال: هو المهدي من بني العباس ، كما رجحه ابن حجر في (الصواعق) 0 ومنهم من قال : هو محمد بن الحسن العسكري ،وهو قول جميع شيعتنا شيعة أهل البيت (ع) وقليل من الجمهور 0 وممن نفى وجودها : الشيخ المفيد . وحمل ما دل عليها على خصوص قيام القائم عليه السلام وطرح أكثر الروايات بالتضعيف.ومما يشير ذلك قوله في آخر لكتابه ( الإرشاد): ( وليس بعد دولة القائم عج إلا ما جاءت به الرواية ولم ترد به على القطع والثبات. وأكثر الروايات أنه لم يمض مهدي هذه الأمة عج إلا قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج والمرج ، وعلامة خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والله أعلم بما يكون ) (الإرشاد ص 345 )

وأما (الجمهور) فأنهم ينكرون الرجعة أشد الإنكار ويشنعون على الشيعة وينسبونهم في القول بذلك إلى الابتداع 0 قال ابن الأثير في ( النهاية ) : والرجعة مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم ومذهب طائفة من فرق المسلمين من أولي البدع والأهواء ؛ يقولون : إن الميت يرجع إلى الحياة الدنيا ويكون فيها حياً كما كان . ومن جملتهم طائفة من الرافضة يقولون إن على بن أبي طالب مستتر في السحاب فلا يخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي منادٍ من السماء أخرج يا فلان ويشهد لهذا المذهب السوء قوله تعالى : (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِّ أرجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا ..)) 99 المؤمنون يريد الكفار نحمد الله على الهداية والإيمان ( كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر )0 لأبن الأثير الجزء الثاني صفحة 72 ط القاهرة مادة رجع  انتهى .

وأعلم أن المخالفين كانوا في الصدر الأول كثيراً ما ينافون علي بن أبي طالب (ع) ليصرفوا وجوه الناس عنه إليهم. فكانوا يسألون عن أحكامه وأعتقادته فيقولون بخلافها ويتكلفون الأدلة على بدع ويؤولون ما يوافق المذهب الحق ويوردون الشبة التي تخفى على العامة في صورة الحق دليلاً لهم على من لا يفهم وعذراً لهم عمن يفهم 0 فنصبوا – أئمة الهدى (ع) – أدلة الحق الموصلة إلى طريق الرشاد والنافية لحجج أهللا الخلاف والعناد 0 ما بين مجملات وقواعد ومفصلات وشواهد 0 فمن المجملات والقواعد ما أمروا به وجعلوه أصلاً ينفتح به ألف باب وهو قولهم صلى الله عليهم : (خذ بما خالف القوم فأن الرشد في خلافهم ) والعلة في ذلك أن خلافهم هو قول علي عليه السلام واعتقاده.( والرجعة ) من ذلك لما أخبر بها وأهل بيته أنكروها غاية الإنكار وأوردوا عليها الشبه تمويهاً على الحق بالباطل 0

تساؤل / ثمة تباين في مسألة الرجعة بين ما تقرأه في قوله تعالى من سورة المؤمنون أية 99

((قال رب أرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلاً )) وبين ما نقرأه في الزيارة الجامعة في قولنا((مصدقٌ برجعتكم )) فكيف نوفق بين اليقين ؟

جواب / مسألة الرجعة هي من الأمور الثابتة ومن المسلمات مذهب الأمامية والرجعة عبارة عن عودة مجموعة من خُلص المؤمنين في زمان ظهور الأمام المهدي (عج) ورجوع سائر هل البيت (ع ) الشيخ المفيد في الرجعة وقد جاء القرآن بصحة ذلك , وتظاهرت به الأخبار الأمامية أبجمعها عليه الأ شذاذ منهم أوائل المقالات , ص89-90وكذلك نلاحظ تفاصيل أخرى في تصحيح الإعتقاد , الشيخ المفيد ص71 0

والرجعة تشمل أيضاً رجوع مجموعة من الأفراد ممن محض بالكفر والشرك والعناد . أن هؤلاء يعودون جميعاً إلى الحياة الدنيا مرةً أخرى بقدرة الله تعالى وغني عن القول أن هذا الأمر ممكن وغير ممتنع ذاتاً . وفي مجـال الأخبار الواردة في المسـألة فقد ذكر العلامة المجلسـي أن ما يقارب المأتين من الأخبار والأحاديث نقلت عن أهل البيت (ع ) فـي الرجعة والاعتقاد بها أجمالاً يعد من الواجبات دون أن تكون ثمة ضرورة للعلم بالتفاصيل من كيفية الرجعة ومدتها ومن تشمل من الأفراد . وجواب الشبهة المثارة في السؤال أي كيف توفق بين الآية الكريمة التي تتحدث صراحة عن عدم إجابة دعوة الكفار في العودة إلى الدنيا ورد طلبهم من قبل العزيز الحكيم , فيما نقول في عقيدتنا بالرجعة بأن بعض الكفار سيعودون إلى الحياة الدنيا مرة أخرى .

في الواقع أن جوهـر الإجابة تكمن في الالتفات إلى الاختلاف بين الموضوعين فالآية تتحدث عما يتمناه الكافرون من عودة إلى الحياة الدنيا لتحصيل الأيمان (لأمنيتهم هذه) أما الرجعة فتكون لبعض الكافرين لهدف أخر غير ما تتحدث عنه الآية الكريمة, إذ هم يعادون إلى الحياة الدنيا بقدرة الله تعالـى ليروا السلطة الإلهية الحقه لأل محمد (ص) ثم يقتلون على أيديهم وعلى أيدي أل محمد (ص) ومن الواضح أن عودة هؤلاء تتم لهدف أخر ولهـا موضوعها الخاص الذي يختلف عن الهدف والموضوع اللذين تتحدث عنهما الآية مورد السـؤال فرجعة هؤلاء البعض من الكفار تكون كنوع من الانتقام والجزاء لما اقترفوه من أعمال سيئة في حياتهم الدنيا تماماً كما أن عودة بعض المؤمنين ورجعتهم إلى الدنـيا في زمن الظهور تكون بهدف لأن يروا أهدافهم وما كانوا يتمنونه ويسعون إليه في حياتهم الدنيا من قيام سلطة أل محمد ( ص ) وهذا الأمر في الواقع هو نوع من وهذا الأمر في الواقـع هو نوع من المجازاة والتعويض لما لاقوه في حياتهـم من متاعب وهمـوم وغموم وآلام . وبعبارة ثانية تسـتطيع أن تقول أن عودة مجموعة من الكفار والمؤمنين إلى الحياة الدنيا وقت الظهور ورجعتهم إليها تكون بمثابة تحقق نوع من مراتب ودرجات الثواب والعقاب لكل منهما وهـي بالتالـي لا تكون بهدف تكميل الأيمان وكحصيلة ولا للقيام بالعمل الصالح. لذلك جاءت قضية الرجعة كما يفهم من بعض الأخبار لتعتبر جزء من القيامة حتى أن البعض يذهب إلى تأويل الساعة الواردة في بعض الآيات بأن المقصود منهما هو زمان الرجعة كما جاء في بعض الأحاديث ( أن أيام الله ثلاثة :يوم الظهور ويوم الكرة ويوم القيامة ) وفي رواية أخرى ( يوم الموت ويوم الكثرة ويوم القيامة ) . 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام يوضح ...
فرية السرداب
التمهيد للظهور (الآليات والنتائج)
کتابة رقعة الحاجة إلی مولانا صاحب العصر والزمان ...
الحرب العالمیة فی عصر الظهور
في رحاب بقية الله: المهدوية عقيدة النجاة
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...
تكاليف عصر الغيبة الكبری
المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي
سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)

 
user comment