عربي
Sunday 1st of December 2024
0
نفر 0

القاب المهدي (عليه‌السلام)

الأول: بقية الله؛ فقد روي انّه (عليه‌السلام) اذا خرج أسند ظهره الي الكعبة و اجتمع اليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلاً، و أوّل ما ينطق به هذه الآية: «بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين»[1] ثم يقول: أنا بقية الله
القاب المهدي (عليه‌السلام)



الأول: بقية الله؛ فقد روي انّه (عليه‌السلام) اذا خرج أسند ظهره الي الكعبة و اجتمع اليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلاً، و أوّل ما ينطق به هذه الآية:
«بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين»[1]
ثم يقول: أنا بقية الله في أرضه و خليفته و حجته عليكم، فلا يسلم عليه مسلم الا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه.[2]

الثاني: الحجة؛ و هذا اللقب من القابه الشائعة، الوارد كثيراً في الأدعية و الأخبار و ذكره اكثر المحدثين، و هذا اللقب مع انّه مشترك بين سائر الأئمة (عليهم السلام) ـ فانّهم حجج الله علي خلقه ـ لكنه اختص به (عليه‌السلام) بحيث لو ذكر بد ون قرينة لكان المقصود هو لا غيره، و قيل انّ لقبه (عليه‌السلام) (حجة الله) بمعني غلبة الله او سلطته علي خلقه لان كليهما يتحققان عند ظهوره (عجل الله فرجه).
و نقش خاتمه (عليه‌السلام): (انا حجة الله).

الثالث: الخلف و الخلف الصالح؛ ذكر هذا اللقب علي السنتهم (عليهم السلام) كثيراً، والمراد من الخلف، الذي يقوم مقام غيره، فهو (عليه‌السلام) خلف جميع الانبياء و الأوصياء، و وارث جميع صفاتهم و علومهم و خصائصهم و سائر مواريث الله التي كانت لديهم.
و ذكر في حديث اللوح المعروف الذي رآه جابر عند فاطمة الزهراء (عليهاالسلام) بعد ذكر الامام الحسن العسكري (عليه‌السلام) انه: «... ثم اكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسي، و بهاء عيسي، و صبر أيوب،...»[3].
و جاء في رواية المفضل المشهورة ان الامام (عليه‌السلام) حينما يظهر يدخل الكعبة ثم يسند ظهره اليها و يقول: «يا معشر الخلائق ألا و من أراد أن ينظر الي آدم و شيت فها أنا ذا آدم و شيث...»[4].
ثم يذكر (عليه‌السلام) علي هذا النسق سائر الانبياء من نوح و سام و ابراهيم و اسماعيل و موسي و يوشع و شمعون و رسول الله (صلي الله عليه و آله) و سائر الائمة (عليهم السلام).
الرابع: الشريد؛ ذكر الائمة (عليهم السلام) هذا اللقب كثيراً لا سيما أمير المؤمنين و الامام الباقر (عليهما السلام)، و الشريد بمعني الطريد من قبل هؤلاء الناس الذين ما رعوه حق رعايته، و ما عرفوا قدره و حقه (عليه‌السلام) و لم يشكروا هذه النعمة بل سعي الاوائل بعد اليأس من الظفر به و القضاء عليه الي قتل و قمع الذريّة الطاهرة لآل الرسول (صلي الله عليه و آله) و سعي اخلافهم الي انكاره و نفي وجوده باللسان و القلم و أقاموا الأدلة و البراهين علي نفي ولادته و محو ذكره.
و قد قال هو (عليه‌السلام) لابراهيم بن علي بن مهزيار: « ان أبي صلوات الله عليه عهد اليّ أن لا أوطن من الأرض الا أخفاها و أقصاها و إسراراً لأمري و تحصيناً لمحلي من مكائد أهل الضلال والمردة ـ الي أن قال: ـ فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض و تتبع أقاصيها فانّ لكل وليّ من أولياء الله عزوجل عدواً مقارناً و ضداً منازعاً...».[5]
الخامس: الغريم؛ و هو من القابه ا لخاصة، و هو يطلق عليه (عليه‌السلام) في الأخبار كثيراً، و الغريم بمعني الدائن و المقرض، و يستعمل بمعني المدين و المقروض ايضاً و المراد هنا المراد الأول علي الأظهر، و يستعمل هذا اللقب تقيّة كما يستعمل لقب الغلام له (عليه‌السلام)، فكان الشيعة يطلقون هذا اللقب عليه اذا أرادوا ارسال الاموال اليه أوالي أحد وكلائه، و كذا حينما يوصون بشيء له أو يريدون أخذ المال له من الغير لانّه (عليه‌السلام) كان له أموال في ذمّة الزراع و التجار و أرباب الحرف و الصناعات، و قد مضت حكاية محمد بن صالح في ذكر أصحاب الامام الحسن العسكري (عليه‌السلام).
و قال العلامة المجلسي (رحمه الله): يحتمل أن يكون المراد من الغريم هو المعني الثاني أي المدين، و ذلك لتشابه حاله (عليه‌السلام) مع حال المديون الذي يفر من الناس مخافة أن يطالبوه، أو بمعني ان الناس يطلبونه (عليه‌السلام) لأجل أخذ الشرايع و الأحكام و هو يفر عنهم تقية، فهو الغريم المستتر صلوات الله عليه.
السادس: القائم؛ أي القائم في أمر الله لأنه منتظرٌ أمره تعالي و يرتقب الظهور ليلاً و نهاراً.
و قد روي انه (عليه‌السلام) سمي بالقائم لقيامه بالحق[6]، و في رواية الصقر بن دلف انه قال لأبي جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليه‌السلام):... يا ابن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و لِم سمي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره و ارتداد اكثر القائلين بامامته[7].
و روي عن أبي حمزة الثمالي انه قال: سألت الباقر صلوات الله عليه يا ابن رسول الله ألستم كلكم قائمين بالحق؟ قال: بلي، قلت: فلِم سمي القائم قائماً؟
قال: لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه ضجّت الملائكة الي الله عزوجل بالبكاء و النحيب، و قالوا: إلهنا و سيدنا أتفعل عمّن قتل صفوتك و ابن صفوتك و خيرتك و ابن خيرتك من خلقك، فأوحي الله عزوجل اليهم، قرّوا ملائكتي فو عزّتي و جلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين، ثم كشف الله عزوجل عن الأئمة من ولدالحسين (عليهم السلام) للملائكة فسرت الملائكة بذلك فاذا أحدهم قائم يصلي، فقال الله عزوجل: بذلك القائم أنتقم منهم[8].
السابع: مُ حَ مَّ د؛ صلي الله عليه و علي آبائه و أهل بيته، و هو اسمه الذي سمي به، كما ورد في الأخبار الكثيرة المتواترة من طرق الخاصة و العامة عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) انه قال: المهدي من ولدي اسمه اسمي[9].
و جاء اسمه (عليه‌السلام) في حديث اللوح المستفيض بهذا الشكل: أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله القائم؛ ولكن لا يخفي ان مقتضي الاخبار الكثيرة المعتبرة حرمة ذكر هذا الاسم الشريف في المحافل و المجالس إلي أن يظهر (عليه‌السلام) و هذا الحكم من خصائصه (عليه‌السلام) و من المسلمات عند الامامية و الفقهاء و المتكلمين و المحدثين، بل يظهر من كلام الشيخ الأقدم الحسن بن موسي النوبختي ان هذا الحكم من خصائص مذهب الامامية، و لم‌ينقل عنهم خلاف ذلك إلي زمن الخواجه نصير الدين الطوسي الذي قال بالجواز، ثم لم‌‌ينقل خلافه بعد ذلك الا من صاحب كشف الغمة.
و صارت هذه المسألة في زمن الشيخ البهائي مطرحاً للبحث و النقاش بين الفضلاء و العلماء، فكتبوا كتباً و رسائل حولها منها (شرعة التسمية) للمحقق الداماد و رسالة (تحريم التسمية) للشيخ سليمان الماخوري و (كشف التعمية) لشيخنا الحر العاملي رضوان الله عليهم و غير ذلك، و تفصيل الكلام المذكور في كتاب (النجم الثاقب).
الثامن: المهدي صلوات الله عليه؛ من أشهر أسمائه و ألقابه عند جميع الفرق الاسلامية.
التاسع: المنتظر؛ أي الذي ينتظر، حيث انّ جميع الخلائق تنتظر قدوم طلعته البهيّة.
العاشر: المآء المعين؛ روي في كمال الدين و غيبة الشيخ عن الامام الباقر (عليه‌السلام) انه قال في قول الله عزوجل:
«قل أرايتم إن اصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ مَّعينٍ».
فقال: هذه نزلت في القائم، يقول: إن أصبح امامكم غائباً عنكم لاتدرون أين هو فمن يأتيكم بامام ظاهر يأتيكم بأخبار السماء و الأرض و حلال الله جلّ و عزّ و حرامه، ثم قال: والله ما جاء تأويل الآية و لابد أن يجيء تأويلها[10].
و هناك عدة أخبار بهذا المضمون فيها، و كذا في الغيبة للنعماني و تأويل الآيات، و وجه تشبيهه (عليه‌السلام) بالماء باعتباره سبباً لحياة كل ظاهر، بل ان تلك الحياة قدوجدت و توجد بسبب وجوده المعظم بمراتب اعلي و أتم و أدوم من الحياة التي يوجدها الماء، بل ان حياة نفس الماء من وجوده (عليه‌السلام).
و قدروي في كمال الدين عن الباقر(عليه‌السلام) انّه قال في قول الله عزوجل: «إعلموا أنّ الله يحي الأرض بعد موتها...»[11]، قال: يحييها الله عزوجل بالقائم بعد موتها يعني بموتها كفر أهلها و الكافر ميت[12].
و علي رواية الشيخ الطوسي انه يصلح الأرض بقائم آل محمد من بعد موتها، يعني من بعد جور أهل مملكتها[13].
و لايخفي أن الناس ينتفعون من هذه العين الربانيّة الفيّاضية في أيام ظهوره كالعطشان الذي يري نهراً عذباً فلا هم له سوي الاغتراف منه، فلذا سمي (عليه‌السلام) بالماء المعين، و اما في الغيبة حيث انقطع عن الناس اللطف الالهي الخاص لسوء أفعالهم و أعمالهم فلابد من التعب و المشقة و الدعاء و التضرع لتحصيل الفيض منه (عليه‌السلام) كالعطشان الذي يريد اخراج الماء من بئر عميق بواسطة الوسائل القديمة و المتعبة فلذا قيل له (عليه‌السلام) البئر المعطلة، و لايسع المقام اكثر من هذا الشرح.
«شمائله (عليه‌السلام) المباركة»

روي انّه (عليه‌السلام) كان أشبه الناس برسول الله (صلي الله عليه و آله) خَلقاً و خُلقاً[14] و كانت شمائله شمائل رسول الله (صلي الله عليه و آله)[15]، و ملخص الروايات التي تبيّن شمائله (عليه‌السلام) هي مايلي:
كان (عليه‌السلام) أبيض، مشرباً حمرة، أجلي الجبين، أقني الأنف، غائر العينين، مشرف الحاجبين، له نور ساطع يغلب سواد لحيته و رأسه، بخدّه الأيمن خال، و علي رأسه فرق بين و فرتين كأنه الف بين واوين، أفلج الثنايا، برأسه حزاز[16]، عريض ما بين المنكبين، أسود العينين، ساقه كساق جدّه أمير المؤمنين (عليه‌السلام) و بطنه كبطنه.
و ورد ان المهدي طاووس أهل الجنة وجهه كالقمر الدّري عليه جلابيب النور، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس، ليس بالطويل الشامخ و لا بالصقير اللازق بل مربوع القامة، مدوّر الهامة، علي خدّه الأيمن خال كأنّه فتاة مسك علي رضراضة[17] عنبر، له سمت ما رأت العيون أقصد منه[18] صلي الله علي آبائه الطاهرين.

------------
[1] - هود، الآية 86.
[2] - كمال الدين، ج 1، ص 331، ضمن حديث، 16، باب 32.
[3] - كمال الدين، ج 1، ص 310، ح 1، باب 28.
[4] - البحار، ج 53، ص 9.
[5] - البحار، ج 52، ص 34، ضمن حديث 28.
[6] - الارشاد، ص 364 ـ عنه البحار، ج 51، ص 30، ح 7.
[7] - البحار، ج 51، ص 30، ح 4.
[8] - البحار، ج 51، ص 28، ح 1.
[9] - البحار، ج 51، ص 72، ضمن حديث 13.
[10] - كمال الدين، ج 1، ص 325، ح 3 ـ والغيبة للطوسي، ص 101 ـ عنهما البحار، ج 51، ص 52، ح 27.
[11] - الحديد، الآية 17.
[12] - البحار، ج 51، ص 54، ح 37، عن كمال الدين.
[13] - الغيبة، ص 110.
[14] - راجع الكمال الدين، ج 1، ص 287، ح 4 ـ اعلام الوري، ص 399.
[15] - راجع البحار، ج 51، ص 73، ضمن حديث 19 و 13.
[16] - الحزاز: هبرية (ما تعلق بأسفل الشعر مثل النخالة).
[17] - الرضراضة: حجارة ترضرض علي وجه الأرض أي تتحرك و لاتلبث.
[18] - اكثر اعتدالاً و تناسباَ في الهيئة.


source : alhassanain
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

النهضة الخمينية والتمهيد لظهور المهدي(عجّل الله ...
الإمام محمد بن الحسن المهدي (عج)
احاديث واقوال الامام المهدي(عج)
حديث المهدي من ولد علي عليه السلام
السفياني الهويّة المنحوسة
دولة الإمام المهدي (عج) ورسالات الأنبياء
ظهور كفٍّ من السماء
التعرّف على كتاب «الصحيفة المهدية»
المهدي(عج) ووسائل التكنولوجيا
القاب المهدي (عليه‌السلام)

 
user comment