عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

الاستدلال بالقرآن الكريم:

الاستدلال بالقرآن الكريم:

بعد هذا البسط و التفصيل من الاستدلال والشواهد لايبقى مجال الشبهة والاشكال، لمن له اذن صاغية و ترك اللجاج والعصبية واراد فهم الحقائق ولكن لاجل تكملة البحث نتطرّق لبعض الايات الكريمة التى استدل بها علمائنا و ان كانت الايات فى غاية الوضوح والظهور:

1- و حرام على قرية اهلكناها هم أنهم لايرجعون(75) و هى من اعظم الدلائل القرآنية فى الرجعة، لان احداً من اهل الاسلام لاينكر ان الناس كلهم يرجعون الى القيامة: من هلك منهم و من لم يهلك... فلابد ان يكون المراد بقوله تعالى «لايرجعون» غير القيامة و هوالرجعة ـ فى الدنيا، أما القيامة: فيرجعون حتى يدخلوا النار.

قال الشيخ الوالد: هذه الاية الشريفة اكبر برهان على صحة القول بالرجعة ضرورة أنه فى الرجعة الكبرى جميع الخلق يحشرون فتخصيصه تبارك و تعالى بمن أهلكه بالعذاب اقوى دليل عليه نظير ما يأتى فى قوله تعالى: «يوم نحشر من كل امة فوجاً»(76).

توجيهات على خلاف الظاهر:

للقوم فى تفسير الآية توجيهات:

1- انَّ «لا» زائدة والاصل انهم يرجعون.

2- أن الحرام بمعنى الواجب، اى واجب على قرية اهلكناها انهم لايرجعون و استدل على اتيان الحرام بمعنى الواجب بقول خنساء.
3ـ و منها أن متعلق الحرمة محذوف والتقدير حرام على قرية اهلكناها بالذنوب اى وجدناها هالكة بها أن يتقبل منهم عمل لانهم لايرجعون الى التوبة.

4ـ و منها أن المراد بعدم الرجوع عدم الرجوع الى الله سبحانه لاعدم الرجوع الى الدنيا والمعنى على استقامة اللفظ و ممتنع على قرية اهلكناها بطغيان اهلها أن لايرجعوا الينا للمجازاة. اجاب العلامة الطباطبايى عن هذه الوجوه بقوله: و انت خبير بما فى كل من هذه الوجوه من الضعف(77).

2- و يوم نحشر من كل امة فوجاً ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون(78).
قال الطبرسى: واستدل بهذه الاية على صحة الرجعة من ذهب الى ذلك من الامامية بأن قال ان دخول «من» فى الكلام يوجب التبعيض فدّل ذلك على ان اليوم المشار اليه فى الاية يحشر فيه قوم دون قوم و ليس ذلك صفة يوم القيامة الذى يقول فيه سبحانه و حشرناهم فلم نغادر منهم احداً. و قد تظاهرت الاخبار عن ائمة الهدى من أل محمد(صلى الله عليه وآله) فى ان الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي(عليه السلام) قوماً ممن تقدم موتهم من أوليائه و شيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و يبتهجوا بظهور دولته و يعيد ايضاً قوماً من اعدائه لينتقم منهم و ينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب فى القتل على ايدى شيعته والذل والخزى بما يشاهدون من علّو كلمته ولا يشك عاقل أن هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل فى نفسه و قد فعل الله ذلك فى الامم الخاليه..... على ان جماعة من الامامية تأولوا ما ورد من الاخبار فى الرجعة على رجوع الدولة والامر والنهى دون رجوع الاشخاص و احياء الاموات و اوّلوا الاخبار الواردة فى ذلك لماظنوا ان الرجعة تنافى التكليف و ليس كذلك لانه ليس فيها ما يلجى الى فعل الواجب و الامتناع من القبيح والتكليف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة والايات القاهرة كفلق البحر و قلب العصا ثعبانا و ما اشبه ذلك و لأن الرجعة لم تثبت بظواهر الاخبار المنقولة فيتطرق التأويل عليها و انما المعول فى ذلك على اجماع الشيعة الامامية و ان كانت الاخبار تعضده و تؤيده.

قال الشيخ: «ما افاده من ان الرجعة لم تثبت بظواهر الاخبار المنقوله. حق، ضرورة آنها ثبتت بالاخبار المتواترة المفيدة للقطع و سيأتى انَّ الاخبار الدالة عليها مع قطع النظر عما ورد فى تفسير الايات متواترة لاينهض معها شىٌ و لا معارض لها اصلا لكونها موافقه للقرآن فطرق اثبات الرجعة لا اختصاص بالاجماع نعم احد الادلة الدالة على صحة القول بالرجعة هو الاجماع الذى ذكره.

و اما التأويل فى الاخبار لا دليل عليه و مخالف لضرورة المذهب. على ان التأويل من غير المعصوم لاقيمة له ولا دليل عليه لانّ الاخبار الصادرة عنهم حجة فعلية قوية و رفع اليد عن ظهورها والتأويل فيها أمر غير مرخص فيه شرعاً.

ان أحاديث الرجعة على _ كثرتها _ مطابقة لمقتضى الحكمة الألهية .. فأن من اللطف أن يحقق المولى لوليه آمله التي لم يحققها في حياته، وخاصة مع ملاحظة قصر حياة بعضهم كائمة من نسل الإمام الرضا (ع) إذ لم يدع ولاة الجور فرصة كما أرادوه ،فكانهم أرسلوا هذه الحياة لمهمة لم تكتمل نظراً للظروف التي أكتنفتهم من ظلم الحكام وإعراض الخلق عنهم فيكون من الطبيعي إعطاؤهم أخرى لا ستكمال تلك المهمة بعد قابليات الخلق بلوغاً علمياً وعملياً وذلك عند قيام قائمهم (ع) الذي يضع يده على رؤوس العباد ، فيجمع بها عقولهم ، ويكمل به أحلامهم .

بسم الله الرحمن الرحيم

((قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل)) 11/ غافر.

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

کتابة رقعة الحاجة إلی مولانا صاحب العصر والزمان ...
الحرب العالمیة فی عصر الظهور
في رحاب بقية الله: المهدوية عقيدة النجاة
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...
تكاليف عصر الغيبة الكبری
المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي
سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)
أتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
كيف يكون الإنتظار للإمام المهدي عليه السلام
المدخل إلى عقيدة الشيعه الإمامية في ولادة الإمام ...

 
user comment