قتاله للناكثين والقاسطين والمارقين :
السؤال : أُريد تزويدي بالأحاديث التي قالها الرسول (صلى الله عليه وآله) بأنّ علياً (عليه السلام) يقاتل القاسطين والمارقين والخارجين .
الجواب : روى هذا الحديث عدّة من الصحابة والتابعين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقد ذكرت هذا الحديث عدّة من مصادر الفريقين ، نذكر لك بعض الروايات من كتب أهل السنّة :
1 ـ روى الحاكم بإسناده عن عقاب بن ثعلبة : " حدّثني أبو أيوب الأنصاريّ في خلافة عمر بن الخطّاب قال : أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي
____________
1- تاريخ مدينة دمشق 42 / 79 ، البداية والنهاية 4 / 121 ، المستدرك 3 / 33 ، السيرة النبوية لابن كثير 3 / 204 ، سبل الهدى والرشاد 4 / 378 .
2- لمستدرك 3 / 33 .
|
الصفحة 33 |
|
طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين " (1) .
2 ـ وروى بإسناده عن أبي أيوب الأنصاريّ قال : سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي ابن أبي طالب : " تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات ، والنهروانات ، وبالسعفات " ، قال أبو أيوب : قلت : يا رسول الله مع من نقاتل هؤلاء الأقوام ؟ قال : " مع علي بن أبي طالب " (2) .
3 ـ روى الحموينيّ بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ قال : أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول الله ، أمرتنا بقتال هؤلاء ، فمع من نقاتلهم ؟ قال : " مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمّار بن ياسر " (3) .
4 ـ وروى بإسناده عن عتاب بن ثعلبة قال : " حدّثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطّاب قال : أمرني النبيّ (صلى الله عليه وآله) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع علي بن أبي طالب " (4) .
5 ـ وروى بإسناده عن عبد الله قال : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بيت زينب ، فأتى منزل أُمّ سلمة ، فجاء علي ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " يا أُمّ سلمة ، هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين " (5) .
6 ـ وروى بإسناده عن عمرو بن مرّة قال : " سمعت عمرو بن سلمة يقول : سمعت عمّار بن ياسر يوم صفّين ـ شيخاً آدم طويلاً أخذ الحربة بيده ويده ترعد ـ قال : والذي نفسي بيده ، لو ضربونا حتّى بلغوا بنا سعفات هجر لعرفنا
____________
1- المستدرك 3 / 139 .
2- نفس المصدر السابق .
3- فرائد السمطين 1 / 281 .
4- المصدر السابق 1 / 282 .
5- المصدر السابق 1 / 283 .
|
الصفحة 34 |
|
أنّنا على الحقّ وهم على الضلال " (1) .
7 ـ وروى بإسناده عن سعد بن عبادة عن علي (عليه السلام) قال : " أُمرت بقتال ثلاثة : القاسطين والناكثين والمارقين ، فأمّا القاسطون فأهل الشام ، وأمّا الناكثون فذكرهم ، وأمّا المارقون فأهل النهروان " (2) .
8 ـ روى الخوارزمي بإسناده عن سعد بن عبادة عن علي (عليه السلام) قال : " أُمرت بقتال ثلاثة : الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأمّا القاسطون فأهل الشام ، وأمّا الناكثون فذكرناهم ، وأمّا المارقون فأهل النهروان " (3) .
9 ـ روى ابن المغازليّ بإسناده عن علي (عليه السلام) قال : " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا ؟ قال : لا ، قال عمر : فأنا ؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل " ـ يعني عليّا ـ (4) .
10 ـ روى البلاذريّ بإسناده عن حكيم بن جبير قال : " سمعت إبراهيم يقول : سمعت علقمة قال : سمعت علياً يقول : " أُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين " ، وحدّثت أنّ أبا نعيم قال لنا : الناكثون أهل الجمل ، والقاسطون أصحاب صفّين ، والمارقون أصحاب النهر " (5) .
11 ـ روى الكنجيّ بإسناده عن ابن عباس قال : " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأُمّ سلمة : " هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، يا أُمّ سلمة ، هذا علي أمير المؤمنين وسيّد المسلمين ، ووعاء علمي ، ووصييّ ، وبابي الذي أوتى
____________
1- المصدر السابق 1 / 285 .
2- المصدر السابق 1 / 285 .
3- المناقب : 194 .
4- مناقب الإمام علي : 99 .
5- أنساب الأشراف 2 / 138 ح 129 .
|
الصفحة 35 |
|
منه ، أخي في الدنيا والآخرة ، ومعي في المقام الأعلى ، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين " .
وفي هذا الحديث دلالة على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعد علياً بقتل هؤلاء الطوائف الثلاث ، وقول الرسول (صلى الله عليه وآله) حقّ ، ووعده صدق ، وقد أمر (صلى الله عليه وآله) علياً بقتالهم .
روى ذلك أبو أيوب عنه ، وأخبر أنّه قاتل المشركين والناكثين والقاسطين ، وأنّه سيقاتل المارقين " (1) .
12 ـ وروى بإسناده عن مخنف بن سليم قال : " أتينا أبا أيوب الأنصاريّ وهو يعلف خيلاً له ، قال : فقلنا عنده فقلت له : يا أبا أيوب ، قاتلت المشركين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ جئت تقاتل المسلمين ؟
قال : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني بقتال ثلاثة ، الناكثين والقاسطين والمارقين، فقد قاتلت الناكثين والقاسطين ، وأنا مقاتل إن شاء الله المارقين بالسعفات بالطرقات بالنهروانات ، وما أدري أين هو " ؟ (2) .
13 ـ قال محمّد بن طلحة الشافعي : " ... عن ابن مسعود قال : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتى منزل أُمّ سلمة ، فجاء علي ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " يا أُمّ سلمة ، هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي " .
فالنبيّ ذكر في هذا الحديث فرقاً ثلاثة ، صرّح بأنّ علياً يقاتلهم بعده ، وهم الناكثون والقاسطون والمارقون ، وهذه الصفات التي ذكرها (صلى الله عليه وآله) قد سمّاهم بها ، مشيراً إلى أنّ وجود كلّ صفة منها في الفرق المختصّة بها علّة لقتالهم مسلّطة عليه .
وهؤلاء الناكثون : هم الناقضون عقد بيعتهم الموجبة عليهم الطاعة والمتابعة لإمامهم الذي بايعوه محقّاً ، فإذا نقضوا ذلك ، وصدفوا عن طاعة إمامهم ، وخرجوا عن حكمه ، وأخذوا قتاله بغياً وعناداً كانوا ناكثين باغين ،
____________
1- كفاية الطالب : 168 .
2- المصدر السابق : 169 .
|
الصفحة 36 |
|
فيتعيّن قتالهم ، كما اعتمده جمع ممّن تابع علياً وبايعه ، ثمّ نقض عهده وخرج عليه ، وهم أصحاب واقعة الجمل ، فقاتلهم علي (عليه السلام) فهم الناكثون .
وأمّا القاسطون : فهم الجائرون عن سنن الحقّ ، الجانحون إلى الباطل ، المعرضون عن اتباع الهدى ، الخارجون عن طاعة الإمام الواجبة طاعته ، فإذا فعلوا ذلك واتصفوا به تعيّن قتالهم ، كما اعتمده طائفة تجمّعوا واتبعوا معاوية ، وخرجوا لمقاتلة علي (عليه السلام) على حقّه ، ومنعوه إيّاه فقاتلهم ، وهي وقائع صفّين ، وليلة الهرير ، فهؤلاء هم القاسطون ... .
وأمّا المارقون : فهم الخارجون عن متابعة الحقّ ، المصرّون على مخالفة الإمام المفروض طاعته ومتابعته ، المصرّحون بخلعه ، وإذا فعلوا ذلك واتصفوا به تعيّن قتالهم ، كما اعتمده أهل حروراء والنهروان ، فقاتلهم علي (عليه السلام)، وهم الخوارج .
فبدأ علي (عليه السلام) بقتال الناكثين، وهم أصحاب الجمل، وثنّى بقتال القاسطين، وهم أصحاب معاوية وأهل الشام بصفّين ، وثلّث بقتال المارقين ، وهم الخوارج أهل حروراء والنهروان ... " (1) .
( أبو الزين . الأردن . ... )