عربي
Saturday 4th of May 2024
0
نفر 0

التعميم‌ في‌ نسبته‌ في‌ العمل‌

4 ـ التعميم‌ في‌ نسبته‌ في‌ العمل‌:

والله تعالي‌ ينسب‌ جرائم‌ الا´باء، في‌ قتلهم‌ للانبياء اءلي‌ الابناء في‌ اليهودالمعاصرين‌ لرسول‌ الله(ص) وليس‌ فقط‌، يُحمل‌ الابناء مسؤولية‌ جرائم‌الا´باء ويُدينهم‌ بها ويعاقبهم‌ عليها، واءنّما ينسب‌ فعل‌ الا´باء اءلي‌ الابناءمباشرة‌ وبالصراحة‌.

قال‌: (فَلِم‌َ قَتَلْتُمُوهُم‌ْ اءِن‌ كُنتُم‌ْ صَادِقِين‌َ).

والخطاب‌ لليهود المعاصرين‌ لرسول‌ الله(ص) بالتاكيد: قل‌: (قُل‌ْ  فَلِم‌َتَقْتُلُون‌َ أَنْبِيَاءَ اللّه‌ِ مِن‌ْ قَبْل‌ُ اءِن‌ْ كُنْتُم‌ْ مُؤْمِنِين‌َ).

وافصح‌ واصرح‌ من‌ ذلك‌ كلّه‌ قوله‌ تعالي‌ في‌ خطابه‌ لليهودالمعاصرين‌ لرسول‌ الله (ذ'لِك‌َ بِما قَدّمت‌ ايديكم‌ واءن‌ّ الله ليس‌ بظلاّم‌ للعبيد)والخطاب‌ لليهود المعاصرين‌ لرسول‌ الله(ص) (الابناء) من‌ غير شك‌ّ.

 

5 ـ التعميم‌ في‌ الشهود والحضور:

وتتجاوز هذه‌ السنّة‌ الاءلهية‌ في‌ التعميم‌ حدود المسؤولية‌ والاءدانة‌والثواب‌ والنسبة‌، وتشمل‌ الشهود والحضور فتنسب‌ اءلي‌ الغائبين‌ الحضوروالشهود للموقع‌ الذي‌ غابوا عنه‌ وتفصله‌ عنهم‌ مئاة‌ السنين‌ والمسافات‌الممتدة‌ الطويلة‌.

والشهود والحضور اعمق‌ مراتب‌ التعميم‌.

يقول‌ الشريف‌ الرضي‌ في‌ (نهج‌ البلاغة‌): لمّا اظفر الله تعالي‌ اميرالمؤمنين‌(ع) باصحاب‌ الجمل‌ قال‌ له‌ بعض‌ اصحابه‌: وددت‌ ان‌ اخي‌ فلاناًكان‌ شاهداً ليري‌' ما نصرك‌ الله به‌ علي‌ اعدائك‌.

فقال‌(ع): اهوي‌ اخيك‌ معنا؟

قال‌: نعم‌.

فقال‌: فقد شهدنا، ولقد شهدنا في‌ عسكرنا هذا قوم‌ في‌ اصلاب‌ الرجال‌ وارحام‌النساء، سيرعف‌ الزمان‌ بهم‌، ويقوي‌ بهم‌ الاءيمان‌».

وفي‌ النهروان‌ بعد ان‌ استتبّت‌ المعركة‌، وانتهت‌ فتنة‌ الخوارج‌ تمنّي‌احد اصحابه‌ ان‌ يكون‌ قد حضر اخ‌ له‌ المعركة‌.

فقال‌(ع): لقد شهد في‌ هذا الموقف‌ اُناس‌ لم‌ يخلق‌ الله ا´باءهم‌.

رحم‌ الله السيّد الحميري‌ يعكس‌ هذا الوعي‌ العميق‌ للتاريخ‌ واءرتباط‌الخلف‌ بالسلف‌ وتعميم‌ الحضور في‌ تاريخ‌ الا´باء للابناء.. في‌ ابيات‌ من‌الشعر كلّها وعي‌ ومعرفة‌، يقول‌ رحمه‌ الله:

انّي‌ ادين‌ بما دان‌ الوصي‌ به‌يوم‌ الربيضة‌ من‌ قتل‌ المحلّينا

وبالذي‌ دان‌ يوم‌ النهر دنت‌ به‌وصافحت‌ كفّه‌ كفي‌ بـ (صفينا)

تلك‌ الدماء جميعاً رب‌ّ في‌ عنقي‌ومثلها معها ا´مين‌ ا´مينا

«من‌ شهد امراً فكرهه‌كان‌ كمن‌ غارب‌ عنه‌

ومن‌ غاب‌ عن‌ امرٍ فرضيه‌كان‌ كمن‌ شهده‌»

ان‌ّ (الرضا) يُحضر الغائب‌ البعيد عبر القرون‌ و(السخط‌) يغيب‌الحاضر الشاهد.

وعن‌ الرضا(ع): «مَن‌ غاب‌ عن‌ امرٍ فرضي‌ به‌ كان‌ كمن‌ شهده‌ وانساه‌».

 

6 ـ التعميم‌ في‌ النتائج‌ والسنن‌ الاءلهية‌ في‌ المجتمع‌ والتاريخ‌:

للطاعة‌ والعصيان‌ ا´ثار ونتائج‌ في‌ حياة‌ الناس‌ الاءجتماعية‌.

يقول‌ تعالي‌: ( وَلَوْ أَن‌َّ أَهْل‌َ الْقُرَي‌' ا´مَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم‌ْ بَرَكَات‌ٍ مِن‌َالسَّماءِ وَالْاَرْض‌ِ وَل'كِن‌ كَذَّبُوا فَاَخَذْنَاهُم‌ْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون‌َ).

ويقول‌:(كَدَأْب‌ِ ا´ل‌ِ فِرْعَوْن‌َ وَالَّذِين‌َ مِن‌ قَبْلِهِم‌ْ كَفَرُوا بِا´يَات‌ِ اللّه‌ِ فَاَخَذَهُم‌ُ اللّه‌ُبِذُنُوبِهِم‌ْ اءِن‌َّ اللّه‌َ قَوِي‌ٌّ شَدِيدُ الْعِقَاب‌ِ* ذ'لِك‌َ بِاَن‌َّ اللّه‌َ لَم‌ْ يَك‌ُ مُغَيِّراً نِعْمَة‌ً أَنْعَمَهَا عَلَي‌' قَوْم‌ٍحَتَّي‌' يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِم‌ْ وَأَن‌َّ اللّه‌َ سَمِيع‌ٌ عَلِيم‌ٌ).

ويقول‌ تعالي‌: (قَدْ خَلَت‌ْ  مِن‌ قَبْلِكُم‌ْ سُنَن‌ٌ فَسِيرُوا فِي‌ الْاَرْض‌ِ فَانْظُرُوا كَيْف‌َكَان‌َ عَاقِبَة‌ُ الْمُكَذِّبِين‌َ).

وهذه‌ النتائج‌ والا´ثارتجري‌ في‌ حياة‌ الناس‌ بموجب‌ سنن‌ الله تعالي‌وهي‌ سنن‌ حتميّة‌ تجري‌ بامر لله.

اءلاّ ان‌ّ هذه‌ السنن‌ لا تخص‌ّ العاملين‌ والحاضرين‌ فقط‌، واءنّما تشمل‌الحاضرين‌ والغائبين‌، اءذا كان‌ يجمعهم‌ الرضا والسخط‌.

تامّلوا في‌ الا´يات‌ المباركات‌ من‌ سورة‌ البقرة‌ (61) وا´ل‌ عمران‌(112) حيث‌ يذكر الله تعالي‌ العقوبات‌ التي‌ عاقب‌ بها اليهود علي‌جرائمهم‌ الكثيرة‌ وقتلهم‌ للنبيين‌.

وهذه‌ العقوبة‌ هي‌ الذل‌ّ والمسكنة‌ والبدء بغضب‌ الله. وهذه‌ الذلّة‌والمسكنة‌ تجري‌ في‌ حياتهم‌ السياسية‌ والاقتصادية‌ والاءجتماعية‌بموجب‌ سنن‌ الله تعالي‌، في‌ اءذلال‌ العصاة‌ والمتمردين‌.

ولكن‌ الله تعالي‌ عاقب‌ اجيال‌ الابناء من‌ اليهود، بهذه‌ السنّة‌ بجرائم‌الا´باء، فعمّتهم‌ العقوبة‌ الاءلهية‌ في‌ الدنيا.

تامّلوا في‌ هاتين‌ الا´يتين‌ من‌ «سورة‌ البقره‌» و «ا´ل‌ عمران‌»:

(وَضُرِبَت‌ْ عَلَيْهِم‌ُ الذِّلَّة‌ُ وَالْمَسْكَنَة‌ُ وَبَاءُوا بِغَضَب‌ٍ مِن‌َ اللّه‌ِ ذ'لِك‌َ بِاَنَّهُم‌ْ كَانُوايَكْفُرُون‌َ بِا´يَات‌ِ اللّه‌ِ وَيَقْتُلُون‌َ النَّبِيِّين‌َ بِغَيْرِ الْحَق‌ِّ ذ'لِك‌َ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُون‌َ).

( ضُرِبَت‌ْ عَلَيْهِم‌ُ الذِّلَّة‌ُ أَيْن‌َ مَا ثُقِفُوا اءِلاَّ بِحَبْل‌ٍ مِن‌َ اللّه‌ِ وَحَبْل‌ٍ مِن‌َ النَّاس‌ِ وَبَاءُوابِغَضَب‌ٍ مِن‌َ اللّه‌ِ وَضُرِبَت‌ْ عَلَيْهِم‌ُ الْمَسْكَنَة‌ُ ذ'لِك‌َ بِاَنَّهُم‌ْ كَانُوا يَكْفُرُون‌َ بِا´يَات‌ِ اللّه‌ِ وَيَقْتُلُون‌َالْاَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَق‌ٍّ ذ'لِك‌َ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون‌َ).

وليس‌ من‌ شك‌ّ ان‌ّ هذه‌ العقوبة‌ التي‌ سنّها الله تعالي‌ لهم‌ لم‌ تخص‌ّاجيال‌ اليهود الذين‌ كانوا يقترفون‌ جرائم‌ قتل‌ النبيّين‌ بل‌ تعم‌ّ اجيال‌ اليهود«اينما ثقفوا» وهي‌ من‌ مصاديق‌ سنّة‌ التعميم‌.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

علم الإمام الجواد ( عليه السلام )
مناظرات الامام الصادق علیه السلام
أربعون رواية في فضائل الزهراء.. من لسان عائشة
بكاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على أبيه ...
ملامح شخصية الإمام جعفر الصادق عليه السلام
حقوق المعصومين (ع)ـ القسم الأول
هكذا عرفت الإمام الحسين (عليه السّلام)
يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا
الإمام الكاظم عليه السلام و القيادة السياسيّة
علي الأكبر (ع) يجسد الكرم والشجاعة

 
user comment