السؤال : هل كان الإمام علي (عليه السلام) في صلح الحديبية أم لا ؟
الجواب : لقد كان الإمام علي (عليه السلام) موجوداً في صلح الحديبية ، فقد روي البخاريّ عن أبي إسحاق قال : " حدّثني البراة : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لمّا أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكّة يستأذنهم ليدخل مكّة ، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلاّ ثلاث ليال ، ولا يدخلها بجلبان السلاح ، ولا يدعو منهم أحداً ، قال : فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب ، فكتب : " هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله " ، فقالوا : لو علمنا أنّك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك ، ولكن أكتب هذا ما قاضى عليه محمّد بن عبد الله .
فقال : " أنا والله محمّد بن عبد الله ، وأنا والله رسول الله " ، قال : وكان لا يكتب ، قال : فقال لعلي : " امح رسول الله " ، فقال علي : " والله لا أمحوه أبداً " ، قال : فأرينه ، قال : فأراه إيّاه ، فمحاه النبيّ (صلى الله عليه وآله) بيده " (2) .
____________
1- فرحة الغريّ : 16 .
2- صحيح البخاريّ 4 / 71 .
|
الصفحة 88 |
|
( سلام حسن . العراق . طالب علم )
السؤال : سؤالي هو استيضاح لإشكال علق في ذهني ، مفاده : إنّا حين نسأل عن سبب عدم مطالبة الإمام علي (عليه السلام) بحقّه ، وعدم خروجه على من غصب حقّه ، يرد الجواب المعروف : أنّه لم يفعل ذلك حفاظاً على بيضة الإسلام ووحدته ، ولكن نرى أوّلاً : إنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد خرج ـ ولو لبعض الشيء ـ على الخلافة المزيّفة ، كما نقل لنا التاريخ ذلك في قصّة نفي الصحابيّ الجليل أبو ذر الغفاري (عليه السلام)، وكذلك الخطبة الشقشقية ، ومواقف أُخرى أنتم أكثر منّي اطلاعاً عليها .
وأمّا ثانياً : فإنّا نشاهد بحسب الواقع اليوم : أنّ ما عليه المسلمون من تخلّف اليوم ، يرجع بشكل واضح لتلك الرزايا الأُولى من غصب الخلافة ، فأقول : ـ وأرجو السماح من الإمام أوّلاً ومنكم ثانياً ـ لو أنّ الإمام طالب بحقّه جهراً وبقوّة لما حدث ما حدث .
أرجو أن توضّحوا لي هذا الاستفسار بشكل مبسّط ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الميامين .
الجواب : نوضّح الجواب بنقاط :
1ـ إنّ جوابنا بأنّ الإمام لم يفعل ذلك حفاظاً على بيضة الإسلام هو جواب على سبب عدم قتال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمن غصب حقّه ، وليس جواب عن السؤال عن سبب عدم مطالبته بحقّه .
2ـ نحن لا نقول : إنّ الإمام (عليه السلام) لم يطالب بحقّه ـ كما هو مفروض السؤال ـ فهناك تسرّع لدى السائل أو غيره ، وإنّما الصحيح أنّ الإمام (عليه السلام) لم يقاتل ، لأنّ قتاله كان سيضرّ بالإسلام ويضعفه ، وأيضاً لا يصل لحقّه منه لقلّة أنصاره .
ولكن هذا غير المطالبة بالحقّ بالوسائل الأُخرى المتاحة ، والتي ليس فيها ضرر لإلقاء الحجّة على الغاصبين ، والمسلمين الآخرين ، والأجيال اللاحقة من المسلمين .
|
الصفحة 89 |
|
فإنّ الإمام (عليه السلام) استخدم في المطالبة بحقّه مختلف الأساليب بالقدر المستطاع ، كالتذكير بوصايا الرسول (صلى الله عليه وآله)، وإثبات أفضليته وأعلميته وقرابته ووراثته ، وغيرها ، أي استخدم جميع الوسائل المتاحة للمقاومة السلبية والإيجابية ، وهذا قطعاً يثبت أنّه طالب بحقّه ، والمطالبة بالحقّ لا تنحصر بالقتال فقط .
3ـ نعم إنّ ما نحن فيه اليوم هو من آثار ما مضى من أفعال القوم ، ولو كان الإمام (عليه السلام) يستطيع أن يمنعه بالسيف لفعل ، ولكن يجب أن ننظر بموضوعية لسلوك الإمام (عليه السلام) الحكيم ، بأنّه بسلوكه المتوازن بين عدم القتال وعدم السكوت عن حقّه ، والوقوف ما استطاع أمام محاولات حرف الإسلام عن مساره العام ، وإن وقع الظلم عليه خاصّة ، قد حافظ على الهيكل العام للإسلام كما تجده اليوم ، واستطاع أن يبقي الإسلام الحقّ النازل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيّاً إلى اليوم ، ببقاء هذه الثلّة المؤمنة الموالية ، وهم شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ، وهي المرجوّة والمبشرّة بالنجاة ، حتّى ظهور الحجّة المنتظر (عليه السلام) ، إذ ببقائها بقت الحجّة موجودة لمن يطلبها .
( فدك . البحرين . 16 سنة . طالبة )
السؤال : أُريد توضيحاً حول الرواية التي نقلها العلاّمة المجلسيّ (قدس سره) في كتابه البحار (1) ، عن كتاب " مناقب آل أبي طالب " (2) لابن شهر آشوب (قدس سره) ، حول تكليم الإمام علي (عليه السلام) للشمس ، ولكم جزيل الشكر .
الجواب : لاشكّ ولا ريب أنّ هناك كثيراً من الفضائل والمناقب للإمام علي (عليه السلام) ، ذكرتها كتب السنّة والشيعة ، ومن تلك الفضائل هي قضية ردّ الشمس له (عليه السلام)،
____________
1- بحار الأنوار 41 / 174 .
2- مناقب آل أبي طالب 2 / 143 .
|
الصفحة 90 |
|
كما ردّت من قبل لسليمان وصيّ داود (عليهما السلام) ، وليوشع بن نون وصيّ موسى (عليهما السلام) .
وأمّا بالنسبة إلى قضية تكليم الشمس له (عليه السلام) فليست ببعيدة ، وذلك :
أوّلاً : باعتبار أنّ للإمام (عليه السلام) كما قلنا فضائل ومناقب كثيرة ، فتكون قضية تكليم الشمس له (عليه السلام) واحدة من تلك الفضائل الكثيرة ، فليس هو إنساناً عادياً لا فضائل له ولا مناقب حتّى نستبعدها له (عليه السلام) .
ثانياً : باعتبار أنّ الشمس ردّت له (عليه السلام) لبيان فضيلة له ، فما المانع من أن تتكلّم معه (عليه السلام) لنفس السبب المذكور .
ثالثاً : باعتبار أنّ القرآن الكريم ذكر لنا قضية مشابهة لها ، وهي تكليم المولى تعالى لموسى (عليه السلام) من خلال الشجرة ، فإذا أمكن تكليم الشجرة بقدرة ربانية ، فما المانع من تكليم الشمس للإمام علي (عليه السلام) بقدرة ربانية ؟
كما ذكر لنا القرآن الكريم موارد أُخرى مشابهة لها من ناحية الإعجاز ، كقضية انشقاق القمر للنبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وإحياء عيسى (عليه السلام) للموتى ، وغير ذلك .
( حسن رضائي . ... . ... )
تصدّقه بالخاتم لم يخرجه من الصلاة :
السؤال : يقول أعداء أهل البيت : بأنّ الإمام علي (عليه السلام) عندما تصدّق خرج من الصلاة لحظة ، فهذا ليس من صفة الإمام المعصوم ؟ فما هو الجواب المقنع ؟
الجواب : هناك عدّة نقاط :
1ـ لو كان لهذا الإشكال أدنى مجال ، لما عدّت هذه القضية عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب الإمام علي (عليه السلام) .
2ـ هذا الالتفات لم يكن من أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أمر دنيوي ، وإنّما كانت عبادة في ضمن عبادة .
3ـ سئل ابن الجوزيّ الحنبلي المتعصّب ـ الذي ردّ الكثير من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ عن هذا الإشكال ، أجاب ببيتين من الشعر :
|
الصفحة 91 |
|
يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته |
عن النديم ولا يلهو عن الناس |
أطاعَهُ سـكرُهُ حتّى تمكّن من |
فعل الصُحاةِ فهذا واحد الناس (1) |
( خالد . الجزائر . 28 سنة . التاسعة أساسي )