سيرة النبي الأكرم محمد الأمين ( صلى الله عليه وآله )
هناك حقيقة مطلقة يعرفها الرساليون، كما يعرفها غير الرساليين. حقيقة مطلقة وقديمة بقدم تاريخ الحركات الانسانية الهادفة. انّ كل الرسالات، الأحزاب، الحركات، الجبهات، تحتاج إلى قيادة، وطليعة، وجماهير. قيادة مؤسّسة، وطليعة واعية، ووسط شعبي جماهيري مؤيد ومساند. وغير الرساليين كالرساليين يدركون ضرورة اهتمام القيادة ـ أي قيادة كانت ـ بخلق الفئة الطليعة. ضرورة التركيز على أصحاب اللياقات والكفاءات واحتضانهم بغية جعلهم الطليعة الواعية التي تستوعب أهداف ومفاهيم الرسالة جيداً. وتساهم في التخطيط لها.
سيرة النبي الأكرم محمد الأمين ( صلى الله عليه وآله )
روى الشيخ المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد بن الحسن الجوهري ، عن الاشعري ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن كثير النوا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : في اليوم السابع والعشرين من رجب نزلت النبوة على رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي بن محمد عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما ترك التجارة إلى الشام ، وتصدق بكل ما رزقه الله تعالى من تلك التجارات كان يغد وكل يوم إلى حراء يصعده وينظر من قلله إلى آثار رحمة الله ، وإلى أنواع عجائب رحمته وبدائع حكمته ، وينظر إلى أكناف السماء وأقطار
سيرة النبي الأكرم محمد الأمين ( صلى الله عليه وآله )
للثناء تأثير كبير على النفوس ، وبالخصوص نفوس الشباب ، ولذلك كان النبي(ص) ، كثيراً ما يثني على الشباب المؤمن ؛ فقد روي عن النبي(ص)، قوله : " ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها ، وأهرم شبابه في طاعة الله ، إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقاً "(1) وعنه، أيضاً أنه قال : " إن أحب الخلائق إلى الله عز وجل شاب حدث السن في صورة حسنة جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته ، ذلك الذي يباهي به الرحمن ملائكته ، يقول : هذا عبدي حقاً " (2) وقال ، أيضاً : " فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه
سيرة النبي الأكرم محمد الأمين ( صلى الله عليه وآله )
( أهدی إلى رسول الله صلى الله علیه وسلم أطیارا ، فقسمها وترک طیرا ، فقال : اللهم ائتنی بأحب خلقک إلیک یأکل معی هذا الطیر ، فجاء علی بن أبی طالب ، فدخل یأکل معه من ذلک الطیر ).وقد رواه ابن ابی حاتم عن عمار بن خالد الواسطی – ثقة - عن اسحاق الأزرق – ثقة عابد رفیع القدر إمام - عن عبدالملک بن ابی سلیمان – ثقة مأمون - عن انس (1)
سيرة النبي الأكرم محمد الأمين ( صلى الله عليه وآله )
أدب النبوّة موقع السيد كمال الحيدري ينبغي أوّلاً أن نعرف بأنّ الأدب ـ على ما يتحصّل من معناه ـ هو الهيئة الحسنة التي ينبغي أن يقع عليه الفعل المشروع إمّا في الدّين أو عند العقلاء في مجتمعهم كآداب الدعاء وآداب ملاقاة الأصدقاء ، وإن شئت قلت: ظرافة الفعل (1). وقالوا في تعريفه: الأدب عند أهل الحقيقة أربعة أنواع : أدب الشريعة ، وأدب الخدمة ، وأدبّ الحقّ ، أدب الحقيقة وهو جماع كلّ خير (2) ، ثمّ إنّ الأدب لا يتصوّر إلاّ في الأ