القيام ووضع الكفّ على الرأس عند ذكر لقب القائم :
السؤال : لماذا نحن عندما نذكر لقب صاحب العصر (عليه السلام) (القائم) نقف ونضع
____________
1- آل عمران : 46 .
2- آل عمران : 55 .
3- الحاوي للفتاوي 2 / 167 .
4- الصواعق المحرقة 2 / 480 .
|
الصفحة 316 |
|
اكفنا على رؤوسنا ؟ هل هذه تحية للإمام ؟ وشكراً .
الجواب : لقد وردت روايات وأحاديث تنصّ بأنّ الأئمّة (عليهم السلام) قد حثّوا على هذا الأمر، بل وقد طبّقوها على أنفسهم أحياناً بالقيام ، وتارةً بالقيام ووضع اليد على الرأس متواضعاً ؛ والظاهر أنّها كلّها في سبيل إعطاء الموضوع اهتماماً بالغاً في نفوس الشيعة .
وقال الشيخ النمازيّ في " مستدرك سفينة البحار " ما نصّه : ويستحبّ القيام عند ذكر هذا اللقب ـ القائم ـ لما روي عن تنزيه الخواطر : سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن سبب القيام عند ذكر لفظ القائم من ألقاب الحجّة .
قال : " لأنّ له غيبة طولانية ، ومن شدّة الرأفة إلى أحبّته ، ينظر إلى كلّ من يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته ، ومن تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع عند نظر المولى الجليل إليه بعينه الشريفة ، فليقم وليطلب من الله جلّ ذكره تعجيل فرجه " .
وروي أيضاً عن الإمام الرضا (عليه السلام) في مجلسه بخراسان ، أنّه قام عند ذكر لفظة القائم ، ووضع يديه على رأسه الشريف وقال : " اللهم عجّل فرجه ، وسهّل مخرجه " .
وذكر المحدّث النوري في كتابه " النجم الثاقب " ما ترجمته بالعربية : هذا القيام والتعظيم سيرة تمام أبناء الشيعة في كلّ البلاد ... .
وروى العلاّمة المامقاني في رجاله في دعبل ، عن محمّد بن عبد الجبّار في مشكاة الأنوار ، أنّه لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة على الإمام الرضا (عليه السلام) ، وذكر الحجّة (عليه السلام) إلى قوله :
خروج إمام لا محالة خارج |
يقوم على اسم الله والبركات |
وضع الرضا (عليه السلام) يده على رأسه ، وتواضع قائماً ، ودعا له بالفرج (1) .
____________
1- مستدرك سفينة البحار 8 / 629 .
|
الصفحة 317 |
|
( أبو حيدر . فنلاندا . ... )
القيام ووضع اليد على الرأس عند ذكر لقبه بالقائم ليس واجباً ، بل من باب التعظيم والاحترام ، وللمعتقد بغيبته وظهوره دليل على انتظار فرجه الشريف ، والاستعداد لنصرته، وأسوة لمن سبقه من أهل البيت (عليهم السلام) بهذا الفعل، وشكراً.
( ... . البحرين . ... )
السؤال : حشرنا الله مع آل محمّد وإيّاكم .
هل هناك روايات عند أهل السنّة تقول : بأنّ الإمام المهديّ ولد ؟ جزاكم الله ألف خير ، ونسألكم الدعاء .
الجواب : قد اعترف علماء كثيرون من أهل السنّة بولادة الإمام المهديّ (عليه السلام) فراجع كتاب دفاع عن الكافي (1) للسيّد ثامر العميدي ، فقد ذكر فيه مائة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنّة ، من الذين اعترفوا بولادة الإمام المهديّ (عليه السلام) ، مع ترتيبهم بحسب القرون ، ونحن نقتصر على ذكر بعضهم :
سهل بن عبد الله البخاريّ ، المتوفّى 341 هـ (2) ، محمّد بن طلحة الشافعي ، المتوفّى 652 هـ (3) ، سبط ابن الجوزيّ ، المتوفّى 654 هـ (4) ، محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي ، المتوفّى 658 هـ (5) ، ابن خلكان ، المتوفّى 681 هـ (6) ، عزيز بن محمّد النسفي الصوفي ـ المتوفّى 686 هـ ـ في رسالته ، كما في ينابيع المودّة (7) ، إسماعيل بن علي أبو الفداء ، المتوفّى 732 هـ (8) ، محمّد الذهبيّ ، المتوفّى 748 هـ (9) ، خليل الصفدي ، المتوفّى 764 هـ (10) ، عبد الله بن علي اليافعي ، المتوفّى 768 هـ (11) ، ابن الصبّاغ المالكي ، المتوفّى 855 هـ (12) ، محمّد بن طولون الحنفي ، المتوفّى 953 هـ (13) ، حسين الديار بكري القاضي ، المتوفّى 966 هـ (14) ، عبد الوهّاب الشعراني الشافعي ، المتوفّى 973 هـ (15) ، أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي ، المتوفّى 974 هـ (16) ، ابن
____________
1- دفاع عن الكافي 1 / 568 .
2- سرّ السلسلة العلوية : 40 .
3- مطالب السؤول 2 / 152 .
4- تذكرة الخواص : 325 .
5- البيان في أخبار صاحب الزمان : 97 .
6- وفيات الأعيان 4 / 31 .
7- ينابيع المودّة 3 / 352 .
8- المختصر في أخبار البشر 1 / 361 .
9- العبر في خبر من غبر 1 / 373 .
10- الوافي بالوفيات 2 / 249 .
11- مرآة الجنان 2 / 127 .
12- الفصول المهمّة : 292 .
13- الأئمّة الإثنا عشر : 117.
14- تاريخ الخميس 2 / 343 .
15- ينابيع المودّة 3 / 345 .
16- الصواعق المحرقة 2 / 601 .
|
الصفحة 318 |
|
عماد الدمشقي الحنبلي ، المتوفّى 1089 هـ (1) ، محمّد بن علي الصبّان الشافعي ، المتوفّى 1206هـ (2) .
( حسين عبد الأمير . البحرين . 18 سنة . طالب )
السؤال : ما واجبنا اتجاه الإمام المهديّ المنتظر وهو في غيبته ؟ وما يجب علينا فعله ؟
الجواب : من الأعمال المفروض بنا أن نعملها في زمن الغيبة ، هي :
1ـ انتظار فرجه (عليه السلام) وظهوره ، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : " أفضل أعمال أُمّتي انتظار الفرج " (3) .
2ـ الدعاء له (عليه السلام) بتعجيل فرجه ، فقد ورد من الناحية المقدّسة على يد محمّد ابن عثمان في آخر توقيعاته (عليه السلام) : " وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك فرجكم " (4) .
3ـ معرفة صفاته (عليه السلام) ، وآدابه ، والمحتومات من علائم ظهوره .
4ـ مراعاة الأدب عند ذكره (عليه السلام)، بأن لا يذكره إلاّ بألقابه الشريفة : كالحجّة والقائم ، والمهديّ ، وصاحب الزمان ، وصاحب الأمر ، وغيرها ، وترك التصريح باسمه الشريف ، وهو اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وتكملة ذكره (عليه السلام) بقول : (عليه السلام)، أو (عجّل الله تعالى فرجه) ، والقيام عند ذكر لقبه " القائم " .
5ـ إظهار محبّته (عليه السلام) وتحبيبه إلى الناس .
6ـ إظهار الشوق إلى لقائه (عليه السلام) ورؤيته ، والبكاء والإبكاء والتباكي والحزن على فراقه .
7ـ الدعاء والطلب من الله تعالى أن نكون من جنوده وأنصاره واتباعه ، ومن المقاتلين بين يديه ، وأن يرزقنا الشهادة في دولته .
8 ـ التصدّق عنه (عليه السلام) بقصد سلامته .
____________
1- شذرات الذهب 2 / 290 .
2- إسعاف الراغبين : 133 .
3- الإمامة والتبصرة : 163 ، تحف العقول : 37 ، مناقب آل أبي طالب 3 / 527 ، مجمع الزوائد 10 / 147 ، ينابيع المودّة 3 / 397 ، الجامع الكبير 5 / 225 .
4- كمال الدين وتمام النعمة : 485 ، الغيبة للشيخ الطوسيّ : 293 ، الاحتجاج 2 / 284 .
|
الصفحة 319 |
|
9ـ إقامة مجالس يذكر فيها فضائله (عليه السلام) ومناقبه ، أو بذل المال في إقامتها ، والحضور في هكذا مجالس ، والسعي في ذكر فضائله ونشرها .
10ـ إنشاء الشعر وإنشاده في مدحه (عليه السلام)، أو بذل المال في ذلك .
11ـ إهداء ثواب الأعمال العبادية المستحبّة له (عليه السلام) ، كالحجّ والطواف عنه (عليه السلام) ، والصوم والصلاة ، وزيارة مشاهد المعصومين (عليهم السلام) ، أو بذل المال لنائب ينوب عنه في أداء تلك الأعمال .
12ـ زيارته (عليه السلام) وتجديد البيعة له (عليه السلام) بعد كلّ فريضة من الفرائض اليومية ، أو في كلّ يوم جمعة بما ورد عن الأئمّة (عليهم السلام) في ذلك .
13ـ تعظيم مواقفه (عليه السلام) ومشاهده ، كمسجد السهلة ، ومسجد الكوفة وغيرهما .
14ـ ترك توقيت ظهوره (عليه السلام) ، وتكذيب المؤقّتين ، وتكذيب من ادّعى النيابة الخاصّة ، والوكالة عنه (عليه السلام) في زمن الغيبة الكبرى .
جعلنا الله تعالى وإيّاكم من الممهّدين لدولته ، والمرضيّين عنده .
( عقيل أحمد جاسم . البحرين . 32 سنة . بكالوريوس )
السؤال : بخصوص الإمام المنتظر ، قال الإمام أبو عبد الله (عليه السلام) : " والله كأنّي أنظر إليه بين الركن والمقام ، يبايع الناس على كتاب جديد " (1) ، والمقصود من ذلك كتاب غير القرآن ، لأنّهم يدّعون بأنّنا نقول : بأنّ القرآن محرّف ، والقرآن الحقيقيّ عند الغائب .
الجواب : من أين لنا أن نحكم بأنّ الكتاب الجديد هو قرآن جديد ـ والعياذ بالله ـ ؟ والظاهر من الرواية إنّه عهد وبرنامج جديد يتعاهده هو (عليه السلام) مع أصحابه ، وظهور الكلام كما نعلم حجّة ، وليس في الرواية أية قرينة على خلاف هذا الظهور .
____________
1- الغيبة للنعماني : 194 .
|
الصفحة 320 |
|
فالنتيجة : إنّ الكتاب ـ هنا ـ بمعنى مخطّط جديد ، مرسوم من قبل الإمام (عليه السلام) لتطبيق الدين الإسلامي الحنيف .
( أحمد العصفور . عمان . 14 سنة )
السؤال : كيف تكون صفات الناس الذين سوف يقاتلون مع الإمام المهديّ (عليه السلام) ؟ وكيف سيكون العالَم قبل أن يأتي ؟ وهل يجب أن يرى كلّ واحد الإمام المهديّ كي يحارب معه ؟ وإذا دعوت في صلاتي أن أكون من جيوشه ـ إن شاء الله باستمرار ودائماً ـ هل سأكون ؟ وشكراً .
الجواب : البحث عن موضوع الإمام المهديّ (عليه السلام) وكلّ ما يتعلّق به بحث مفصّل ، لا يسعنا التطرّق إليه ، ولكن نشير هنا إلى رؤوس بعض المواضيع ، فإن أردت التفصيل فعليك بالكتب المختصّة في هذا المجال .
وأمّا الوضع العام للعالم والبشرية قبيل ظهوره (عليه السلام) فهو وضع مأساوي وسلبي إلى أبعد الحدود معنوياً ومادّياً ، بحيث لا يبقى طريق وحلّ للخروج من هذا الوضع المؤلم إلاّ اللجوء إليه ، والتمكين لحكمه ودولته (عليه السلام) .
أمّا وظيفة المؤمن في عصر الغيبة ، فهي لا تقتصر بجهةٍ دون أُخرى ، بل تشمل الالتزام والعمل بجميع جوانب العقيدة والشريعة ، بما فيها الدفاع عن المبادئ والقيم والمقدّسات .
وأمّا مميّزات أنصار الحجّة (عليه السلام) ، فهي باختصار : العمل بالوظائف الدينية في أعلى مراتبها ، ومنها : شدّ أواصر المحبّة والعُلقة القلبية مع صاحب العصر والزمان (عليه السلام) ، بحيث يراه كالحاضر والناظر على أفعاله وأعماله .
فالمؤمنون في عصر الغيبة ، وقبيل الظهور ليسوا بقلّة ، ولكن أصحاب الإمام (عليه السلام) هم الصفوة من هذه المجموعة ، نتيجةً لسعيهم وثباتهم في سبيل الدين والعقيدة في عصر الغيبة .
|
الصفحة 321 |
|
وأمّا الدعاء للتوفيق في نصرة الإمام (عليه السلام) فهو مندوب وممدوح ، وينبغي لكلّ مسلم وموالي أن يفعل ذلك ؛ فإنّه من رآه الله تعالى على هذه الحالة ، فقد نال ثواب المشاركة والنصرة للحجّة (عليه السلام) ، وإن لم يدرك أيّام الظهور .
( علي سلمان . البحرين . 18 سنة . طالب جامعة )