عربي
Sunday 17th of November 2024
0
نفر 0

إشراقات حسينية في الثورة المهدوية

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدَّمة

الحمد لله الذي يؤمن الخائفين ، وينجِّي الصالحين ، ويرفع المستضعفين ، ويضع المستكبرين ، ويهلك ملوكاً ويستخلف آخرين ، والصلاة والسلام على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمَّد وآله الطيبين الطاهرين .

 

مسؤولية الأنبياء

إنّ الله سبحانه وتعالى بعث الأنبياء ، وأرسل الرسل من أجل أن يبلِّغوا رسالاته ؛ فيتمُّوا الحجَّة على الناس [ قال تعالى : ] (  رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ِلئلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )(1) . ولا فرق بين كافة الأنبياء في أداء هذه المهمَّة بأحسن الوجوه ؛ سواءً كان النبي نوح (عليه السلام) ، أو سليمان (عليه السلام) ، أو النبيّ محمد (صلّى الله عليه وآله) فكلّ منهم قد أدّى رسالات [ رسالة ] ربِّه ، وأوصل ما عليه من المسؤولية إلى منزلها من غير أن يفرِّط فيما حمِّل على عاتقه ، ولم يطلب الأجر من الناس [ قال تعالى : ] ( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ )(2) ، اللّهمّ إلاّ ما طلبه الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) الذي يعدُّ بشارة للناس لا عبأً عليهم [ قال تعالى : ] ( ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ )(3) ؛ لأنَّ منافع هذا الأجر ترجع إلى المؤمنين أنفسهم [ قال تعالى : ] ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )(4) .

وبغضّ النظر عن البعد الإلهي وأداء المسؤولية ، فإنّنا لو نظرنا إلى الجانب العملي لرسالة الأنبياء فالأمر يختلف بين نبي وآخر .

فمنهم مَنْ لم يؤمن به إلاّ القليل ، فلم يتمكن من تغيير واقع الأمّة بنحو شامل وكلي ، كنوح (عليه السلام) حيث وصل أمره إلى مستوى بحيث [ قال تعالى : ] ( أُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )(5) ؛ ولذلك دعا على المعاندين والكافرين منهم جميعاً [ قال تعالى : ] ( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا )(6) .

ومنهم مَنْ تمكّن من تشكيل حكومة على أساس التوحيد ، كسليمان (عليه السلام) [ قال تعالى : ] ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي ِلأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )(7) .

وقد استجاب الله دعوته حيث قال : ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ )(8) .

 

الانقلاب على الأعقاب

لاشك في أنّ الخطّ العملي الذي رسمه خاتم النبيين ، الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وضحَّى في سبيله بكلّ غالٍ وثمين لم يستمرّ بعد ارتحاله بالشكل الكامل ؛ وذلك لا لتقصيره في تبليغ الشريعة ، كيف وهو الذي خاطبه الله سبحانه [ بقوله : ] ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا )(9) . ولكن لانتكاس الأمّة ، وسوء تصرُّف الولاة ، وقد أخبر القرآن الكريم بذلك حيث قال : ( ... أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )(10) ، فانحرفت المسيرة عن صراطها المستقيم ، فاستُبدل الإسلام المحمّدي الأصيل ، الذي كان بصدد إيصال الناس إلى السعادة الأبدية ، بإسلام مُزيَّف أرجع الأمّة القهقرى ، وورّطها في متاهات لا خلاص منها ، فوصلت إلى ما هي عليه الآن ، لا خيار لها إلاّ الرضوخ للظالمين المستكبرين ، والائتمار بأوامرهم الشيطانيّة .

اللّهمّ إلاّ القليل الذين وفوا بعهد الله ، وتمسكُّوا بحبله ، رغم الصعوبات القاصمة للظهر ، والشدائد النافدة للصبر ، فالتزموا طريق الحقّ والصبر وتواصوا بهما ، فهم المؤمنون حقّاً غير الخاسرين صدقاً ، اقتدوا بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً .

ولكن ، هل ستبقى الأرض هكذا إلى الأبد ؟

كيف وقد وعد الله عباده المستضعفين ، حيث قال : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ )(11) ، [ وقال تعالى : ] ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )(12) .

فهناك مَنْ يخلِّص الناس من الاستضعاف ، وبه يملأ الله الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً ، ولكلٍّ من الأئمة (عليهم السلام) دور خاصّ في التمهيد لذلك المصلح العالمي .

هذا وحيث إنَّ قيام دولة المهدي (روحي لتراب مقدمه الفداء) يتطلَّب أموراً كثيرةً من ناحية إعلامية ، ومن ناحية عملية ؛ فلذلك نشاهد إنَّ أدوار أئمتنا كانت مختلفة ، فكلٌ كان يهيئ الأرضية من جانبٍ خاصّ .

وهذا لا يعني أنَّ الزمان والمكان والظرف لم يكن لها أيّ دور في تلك المواقف ، بل كان لها دورٌ ، ولكنَّه هامشي ، لا يغيِّر في الاستراتيجية ، بل له تأثير في الخطَّة والتكتيك .

فالإمام الرضا (عليه السلام) بهجرته التأريـخية المؤلمة ، وتحمُّله الصعوبات ، والضغوط الروحية والجسمية تمكَّن من إيجاد المدرسة الخراسانيَّة ، التِّي لها الأثر الكبير في تعزيز جيش الإمام المهدي (عليه السلام) ، وكان بصدد خلق أرضيَّة عملية لتلك الدولة المباركة التِّي تحدَّث عنها وهو في نيسابور ، عندما التقى به دعبل الخزاعي ، وأنشد قصيدته التائية ، إلى أن قال :

خـروجُ  إمامٍ لا محالة خارج      يـقومُ على اسم اللهِ iiوالبركات
يـميّزُ  فـينا كلّ حقّ iiوباطل      ويجزى على النعماء والنقمات

فبكى الإمام (عليه السلام) بكاءً شديداً ، ثمّ رفع رأسه ، وقال : (( يا خزاعي ، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدرى مَنْ هذا الإمام ومتى يقوم ؟)) . فقلت : لا يا مولاي ، إلاّ إنّي سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد ، ويملأها عدلاً .

وهكذا سائر أئمتنا (عليهم السلام) ، لكلٍّ منهم موقف ينصبُّ في الغاية القصوى ، التِّي من أجلها بُعِث الرُسل وشرِّع الدين . الغاية التي لا تكتمل إلاّ بظهور الإمام الثاني عشر . المهدي المنتظر (عجَّل الله تعالى فرجه) .

وأمّا الإمام الحسين (عليه السلام) فتميَّز في أنّه كان بصدد إيجاد روحيّة الجهاد ، وتطهير الأرض من كلّ عوامل الضلال والانحراف ، والظلم والفساد ، التي تتلخّص في مفهوم أخلاقي مقدَّس ، وهو ( أخذ ثأر الله تعالى ) الذي هو الشعار الحقيقي لمهدي الأمّة (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) .

وهذا الجانب الروحي له دور رئيس في قيامه ، وفي انتصاره العظيم على جيش السفياني ، الذي يمثِّل خطّ الضلال والباطل طوال التأريخ الإسلامي .

ولكن أبى الله أن يجري الأمور إلاّ بأسبابها ، فكان للأمّة دور فعّال في تثبيت ، ونشر ثورة سيّد الشهداء (عليه آلاف التحيَّة والثناء) ، وذلك من خلال إحياء ذكرى عاشوراء ، والبكاء واللطم ، والمشاركة في أكبر التظاهرات والمواكب الحسينيَّة .

غير أنّ للثورة الإسلامية التي قام بها الإمام روح الله الموسوي الخميني (قدَّس الله نفسه الزكية) دوراً أكبر ، وتأثيراً أعظم في تعزيز فكر عاشوراء ، وبلورة خطّ سيّد الشهداء ، ونقله من مستوى النظرية إلى مستوى الواقع ، من خلال مقارعة الظالمين بالسيف ، والتضحية بالدم ، حيث سقط على الأرض آلاف الشهداء ، كلُّهم ينادون : السلام عليك يا أبا عبدالله .

هذا الكتاب ألّف من أجل تبيين الغاية من الثورة الحسينية المباركة ، وعلاقة هذه الثورة بنهضة الإمام المهدي من ولد الحسين (عليه السلام) ، وأيضاً دور الإمام الراحل في تعزيز وتوطيد الخطّ الحسيني ، وربطه بالخطّ المهدوي .

أدعوا الله سبحانه أن يتقبَّله منّي ، فلا أريد إلاّ رضاه ، ورضى مَنْ رضاهم رضاه ، أهل بيت العصمة والطهارة ، محمَّد وآله الطيبين الطاهرين (روحي وأرواح مَنْ سواهم فداهم) .

والحمد لله ربِّ العالمين .

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

العلاقة الوثيقة بين الثورة الحسينية والثورة المهدوية ، ودور الإمام الخميني (قدس سرُّه) في توطيد هذه العلاقة

أداء التكليـف

عندما نتأمّل في النهضة الإسلامية المباركة ، التّي حققها سيّد الشهداء ، وأبو الأحرار ، الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ، نستنتج أنّه (عليه السلام) لم يكن يلحظ من وراء ثورة عاشوراء إلاّ العمل بالتكليف الإلهي ، الذي ينحصر في شئ واحد وهو رضى الله تعالى ، وهو من أرقى الكمالات الإنسانية التي لا يصل إلى قمّتها إلاّ المطهّرون عن الرجس بنحو مطلق ، والمهاجرون إلى الله تعالى ، الذين يخطون خطاهم ، ويستضيئون بنورهم .

وبما إنّ الله سبحانه هو غاية الجمال ، فالسالك إليه يرى كلّ شيء فيه رضاه تعالى جميلاً ؛ ولذلك عندما واجه الطاغية عبيد الله بن زياد عقيلةَ بني هاشم في مجلسه وقال لها : كيف رأيتِ صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟

قالت : ما رأيت إلاّ جميلاً .

ولذا اكتسبت حادثة عاشوراء قدسيّةً منقطعةَ النظير ، وهذا شأن كلّ عملٍ إلهي يكون خالصاً لوجهه تعالى .

قال الإمام الخميني (قدِّس سرُّه) : ( نحن كلُّنا مأمورون بأداء التكليف والوظيفة ، ولسنا مأمورين بالنتيجة ) .

وفي بيان السرّ في أنَّ ضربة عليٍّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين ، قال (قدِّس سرُّه) : ( إنَّ قيمة الأعمال ترجع إلى العشق والحبّ للحقّ تعالى ، وترجع إلى هذا الفناء والتوحيد المتواجد في الإنسان ، وهذا الأمر هو الذي أعطى الأهميَّة لهذه الضربة ، حيث صارت أفضل من عبادة الثقلين .

ولو فُرض أنَّ شخصاً آخر كان قد ضرب هذه الضربة دفاعاً عن الإسلام ، ولكن ليس من منطلق العشق ، وبالفعل أدَّت تلك الضربة إلى حفظ الإسلام وانتشاره ، ولكن مبدأها لم يكن عِشقيّاً ، بالتأكيد لم تكن تلك الضربة أفضل من عبادة الثقلين ، فليست القيمة المعنوية لرفع اليد وقتل الكافر ، بل القيمة المعنوية للنيَّة والعشق بالله سبحانه ) .

ومن هذا المنطلق العقائدي ، وأيضاً عند التمعُّن في كلمات سيّد الشهداء (عليه السلام) ، وكلمات كلّ مَنْ أخبر عن حادثة كربلاء من الأنبياء (عليهم السلام) ، والنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، وأمير المؤمنين (عليه السلام) ، نصل إلى النتيجة التالية ، وهي :

إنَّ هناك تكليفاً إلهياً على عاتق الإمام الحسين (عليه السلام) بالخصوص ، لا يمكن لغيره من الأولياء والأنبياء أداء هذا التكليف ؛ لخصوصيَّة في شخصيته (عليه السلام) ، وكذلك في العصر الذي كان يعيش فيه .

 

الرؤيا الصادقة

هناك حديث طويل ينقله ابن الحنفيَّة حول الرؤيا التى رآها الإمام الحسين (عليه السلام) ، حيث رأى فيها جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام وهو يخاطبه قائلاً : (( يا حسين ، اخرج فإنّ الله قد شاء أن يراك قتيلاً )) .

فقال محمد بن الحنفية: إنّا لله وإنا إليه راجعون! فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟

قال : فقال لي (صلّى الله عليه وآله) : (( إنّ الله قد شاء أن يراهنَّ سبايا ))(13) .

وفي رواية المفيد (عليه الرحمة) قال (عليه السلام) : (( إنّي رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام وأمرني بما أنا ماض له )) ، فقالوا له : ما تلك الرؤيا؟ فقال: (( ما حدّثت أحداً بها ، ولا أنا محدّث بها أحداً حتى ألقى ربّي (عزّ وجلّ) ))(14) .

 

خروج الحسين (عليه السلام) 

1ـ هل إنّ هذه الرؤيا هي السبب الرئيس في خروجه (عليه السلام) إلى كربلاء؟ وهل شأن رؤيا الإمام هو شأن رؤى الأنبياء والأوصياء دائماً ، فتكون الأوامر التِّي يأمرهم الله سبحانه بها وحياً إلهياً يجب اتِّباعها وإن كانت في الرؤيا ؟

2ـ أم إنَّ الإمام الحسين (عليه السلام) ومن خلال معايشته لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) وإخبارات الرسول الغيبيَّة كان يَعلم إنَّه سوف يُقتل بأرض معيَّنة وفي زمن محدَّد ، وكان يَعرف جميع خصوصيّات الحادثة ، وما الرؤيا إلا تأكيد وتعزيز لتلك المعرفة المسبقة ؟

فإنَّ هناك أحاديث كثيرة نقلت عن الرسول (صلّى الله عليه وآله) تتعلَّق بقتل الحسين (عليه السلام) بالتفصيل ، قد ذكر فيها سنة شهادته ، وكيفيَّة قتله ، والجماعة التي تخرج لقتله ، ومحلّ شهادته .

فبالنسبة إلى سنة شهادته : ورد عن الرسول (صلّى الله عليه وآله) : (( يُقتل حسين بن علي على رأس ستين من مهاجرتي )) .

وبالنسبة إلى كيفيَّة قتله : قال (صلّى الله عليه وآله) : (( يُقتل ابني الحسين بالسيف )) .

وأمّا عن الذين يقتلونه : ورد عنه (صلّى الله عليه وآله) : (( يُقتل الحسين شرّ الأمة ، ويتبرأ من ولده مَنْ يكفر بي )) ، (( يزيد ! لا يبارك الله في يزيد )) ، ثم ذرفت عيناه (صلّى الله عليه وآله)(15) ، ثم قال : (( نُعي إليّ حسين ، وأتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله )) .

وأمّا الأحاديث حول محلّ شهادته فكثيرة ، نذكر بعضها :

ـ (( يُقتل الحسين بأرض بابل )) .

ـ (( إنّ ابني هذا يُقتل بأرض العراق ، فمَنْ أدركه فلينصره )) .

ـ (( أخبرني جبرئيل (عليه السلام) أنّ هذا ـ أي الإمام الحسين (عليه السلام) ـ يُقتل بأرض العراق )) .

ـ (( إنّ الحسين يُقتل بشط الفرات )) .

ـ (( إنّما هي أرض كرب وبلاء )) .

ـ (( وإنّ سبطك هذا ـ وأومى بيده إلى الحسين ـ مقتول في عصابة من ذريّتك وأهل بيتك ، وأخيار من أمتك بضفة الفرات ، بأرض يُقال لها كربلاء )) .

ـ (( يابني ، إنّك ستساق إلى العراق ، وهي أرض قد التقى بها النبيّون وأوصياء النبيّين ، وهي أرض تُدعى (عمورا) ، وإنّك تستشهد بها ، ويستشهد معك جماعة من أصحابك )) .

ـ (( أسري بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق يُقال له كربلاء ، فرأيت فيه مصرع الحسين ابني ، وجماعة من ولدي وأهل بيتي ، فلم أزل ألقط دماؤهم فها هي في يدي )) .

ـ (( طوبى لك من تربة ، وطوبى لمَنْ يُقتل فيك ))(16) .

وبالنسبة إلى كيفية قتَله ، ومَنْ الذي يقتله ، وجزاء قاتليه :

ـ (( يا عمّة ، تقتله الفئة الباغية من بني أمية )) .

ـ (( يا أمّ سلمة ، إذا تحوّلت هذه التربة دماً فاعلمي أنّ ابني قد قُتل )) .

ـ (( يا بنتاه ، ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم ، والغدر والبغي ، وهو يومئذ في عصبة كأنّهم نجوم السماء ، يتهادون إلى القتل ، وكأنّي أنظر إلى معسكرهم ، وإلى موضع رحالهم وتربتهم . قالت : يا أبه ، وأين هذا الموضع الذي تصف ؟ قال : موضع يُقال له كربلا ، وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمّة ، يخرج عليهم شرار أمّتي )) .

ـ (( يا بني ، أُقبل موضعَ السيوفِ منك . قال : يا أبه ، وأُقتل؟ قال : إي والله )) .

ـ (( أتاني جبرئيل فأخبرني أنّ أمّتي تقتل ولدي هذا ، وقد أتاني بتربة حمراء )) .

ـ (( وأيم الله ليُقتلن ابني ، لا أنالهم الله شفاعتي )) .

ـ (( كأنّي به وقد خضّبت شيبته من دمه ، يدعو فلا يُجاب ، ويستنصر فلا يُنصر )) .

ـ (( بل تُقتل يا بُني ظلماً )) .

ـ (( الويل لمَنْ يقتلك )) .

ـ (( أوحى الله إلى نبيّكم (صلّى الله عليه وآله) إنّي قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً ، وإنّي قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً ))(17) .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

‏إن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء
الائمة عليهم ‌السلام والتفسير
المطالعات التطبيقية حول حكومة الإمام المهدي ...
معالم " نهضة العلماء "
البلاغة في خطابات السيدة زينب (سلام الله علیها) ...
خطوات ضرورية لتعزير التماسك الاسري
البكاء على الحسين(عليه السلام) محض توحيد لله ...
مظاهر من شخصيّة الإمام الرضا (علیه السلام)
العقل.. الطريق إلى معرفة الله
ما وقع في الاُمم السابقة يقع مثله

 
user comment