الفصل العاشر في تقدم الشيعة في علم اللغة ، وفيه صحائف
الصحيفة الأولى في أول من جمع كلام العرب وحصره وزم جميعه وبين قيام الأبنية من حروف المعجم وتعاقب الحروف فاعلم أن أول من أسس ذلك بنظر صائب لم يتقدمه أحد فيه هو الحبر العلامة شيخ العالم حجة الأدب ترجمة لسان العرب المولى أبو الصفاء الخليل بن أحمد الأزدي اليحمدي الفراهيدي رضي اللّه عنه وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم بالأدب. قال الازهري في أول تهذيبه ما نصه، ولم أر خلافاً بين أهل المعرفة وحملة هذا العلم أن التأسيس المجمل في أول كتاب العين أنه لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد، وان ابن المظفر أكمل الكتاب عليه بعد تلقينه إياه عنه، وعلمت أنه لا يتقدم أحد الخليل فيما أسسه ورسمه. قلت: لا خلاف في أن أول من رسم علم اللغة هو الخليل بن أحمد، وأنه أول من صنف فيه، وإنما الخلاف في المصنف الذي في أيدي الناس المسمى بكتاب العين المنسوب إلى الخليل بن أحمد، فبين ناف للنسبة وبين مثبت لها.
[ 104 ]
ثم المثبت بين مثبت لكل الموجود وبين مثبت للبعض الأول وناف لغيره وقد أخرجت عبارات أرباب الأقوال وأدلتهم في الأصل والمحاكمة بين تلك الأقوال وتحقيق الحق منها بما لا مزيد عليه، وعندي كتاب العين نسخة جيدة تامة، والخليل من الشيعة بلا خلاف. قال شيخ الشيعة جمال الدين بن المطهر في «الخلاصة»: الخليل بن أحمد كان أفضل الناس في الأدب، وقوله حجة فيه، اخترع العروض، وفضله أشهر من أن يذكر، وكان إمامي المذهب. وقال المولى عبد اللّه أفندي في «رياض العلماء»: والخليل جليل القدر عظيم الشأن أفضل الناس في علم الأدب، كان إمامي المذهب وإليه ينسب علم العروض، وكان في عصر مولانا الصادق بل الباقر عليهما السلام ايضاً انتهى. وقد ذكرت في الأصل ترجمته. الصحيفة الثانية في بعض مشاهير أئمة اللغة من الشيعة ممن يزيد على غيره منهم ابن السكيت، قال أبو العباس تعلب: أجمع أصحابنا أنه لم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت قلت: قتله المتوكل لأجل التشيع، وأمره مشهور، عمر ثماني وخمسين سنة واستشهد ليلة الإثنين لخمس خلون من رجب سنة 244 وقيل سنة 246، وقيل سنة 243 وله من الكتب «إصلاح المنطق» الذي قال المبرد فيه: ما عبر على جسر بغداد كتاب في اللغة مثل إصلاح المنطق وله كتاب الألفاظ
[ 105 ]
كتاب الزبرج، كتاب الأمثال، كتاب المقصور والممدود، كتاب المذكر والمؤنث، كتاب الأجناس - وهو كتاب كبير - كتاب الفرق، كتاب السرج واللجام، كتاب الوحوش، كتاب الإبل، كتاب معاني الشعر الكبير، وآخر صغير، كتاب سرقات الشعراء، كتاب فعل وافعل، كتاب الحشرات، كتاب الأصوات، كتاب الأضداد، كتاب الشجر والغابات، فتأمل هذه المصنفات في هذا العمر القصير، هذا مضافا إلى ما رواه عن الرضا والجواد والهادي (عليهم السلام)، ومنهم أبوالعباس المبرد الأزدي البصري اللغوي المشهور، قال في «رياض العلماء» في باب الألقاب: المبرد هو الشيخ الجليل محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الإمامي النحوي اللغوي الفاضل الإمامي الاقدم المعروف المقبول القول عند الفريقين، صاحب كتاب «الكامل» وغيره، وقد رأينا الكامل في القسطنطينية في الخزانة الوقفية حسنة الفوائد، وكانت وفاة المبرد سنة خمس أو ست وثمانين ومائتين ببغداد، انتهى بحروفه، ومثله كلام السيد في «الروضات». وللمبرد حكايات عن بعض أئمة أهل البيت تشهد بتشيعه ذكرتها في الأصل. كان تولده سنة عشرين ومائتين ومات سنة خمس وثمانين ومائتين وله من المصنفات كتاب معاني القرآن، كتاب نسب عدنان وقحطان، كتاب الرد على سيبويه شرح شواهد الكتاب، كتاب ضرورة الشعر، كتاب العروض، كتاب من اتفق لفظه واختلف معناه، كتاب طبقات البصريين وغير ذلك.
[ 106 ]
ومنهم أبو بكر بن دريد الأزدي إمام اللغة كان صدراً في العلم ستين سنة، ولد بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين ونشأ بها ولما فتحها الزنج هرب إلى عمان وأقام اثنتي عشرة سنة، ثم رجع إلى وطنه ثم رحل إلى فارس إلى بني ميكال، فعلا عندهم قدره وتولى نظارة الديوان. ولما خلع بنو ميكال جاء إلى بغداد سنة ثمان وثلثمائة واتصل بابن الفرات وزير المقتدر باللّه فقربه المقتدر وعين له وظيفة نحو خمسين ديناراً في كل شهر، ومازال مكرماً معظماً حتى جاء أجله في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، وقد عمر ثماني وتسعين سنة، وقد صنف كتاب السرج واللجام، كتاب المقتبس، كتاب زوار العرب، كتاب اللغات، كتاب السلاح، كتاب غريب القرآن، كتاب الوشاح، كتاب الجمهرة في اللغة في ستة أجزاء كل جزء في مجلد، يحضرني منها جزآن الثالث والرابع، كتبا في عصر المصنف وله مقاطيع محبوكة الطرفين، وقصيدة في المقصور والممدود، وله القصيدة المقصورة ذات الحكم والآداب، أكب على شرحها العلماء، وعده الشيخ رشيد الدين بن شهر اشوب المازندراني في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهدين فيهم، ومن شعره في ولاء أهل البيت عليهم السلام: أهوى النبي محمداً ووصيه *** وابنيه وابنتيه البتول الطاهرة أهل الولاء فإنني بولائهم *** أرجو السلامة والنجا في الآخرة وأرى محبة من يقول بفضلهم *** سبباً يجير من السبيل الجائرة أرجو بذاك رضا المهيمن وحده *** يوم الوقوف على ظهور الساهرة
[ 107 ]
ونص على تشيعه في «رياض العلماء» «ومعالم العلماء» «وأمل الآمل» «وطبقات الشيعة» للقاضي المرعشي وقد ذكرت كلامهم في الأصل. ومنهم أبو عمرو الزاهد ؛ قال التنوخي: لم أر قط أحفظ منه، أملي من حفظه ثلاثين ألف ورقة، ولد سنة إحدى وستين ومائتين، ومات سنة خمس وأربعين وثلثمائة، وله من الكتب كتاب مناقب أهل البيت، اختصره السيد ابن طاووس، وأخرج في سعد السعود جملة من أحاديث أبي عمرو الزاهد في مناقب أهل البيت، وكذلك صاحب تحفة الأبرار السيد الشريف الحسين بن مساعد الحسيني الحائري، روى عن أبي عمرو الزاهد اللغوي النحوي من كتابه في مناقب أهل البيت ونص على تشيعه، وله كتاب الشورى كما في كشف الظنون، وكتاب اليواقيت، شرح الفصيح، فانت الفصيح غريب مسند أحمد، كتاب المرجان الموشح تفسير أسماء الشعراء، فائت الجمهرة، فائت العين، ما أنكر الأعراب على أبي عبيدة، المدخل. ونص في «رياض العلماء» على أنه من علماء الإمامية وأن له كتاب اللباب وينقل عن كتابه ابن طاوس في كتبه كثيراً من الأخبار وكتاب المناقب، وينقل بعض المتأخرين في كتبهم بعض الأخبار في فضائل أهل البيت عليهم السلام عنه. قلت: لا ريب في تشيع أبي عمرو المذكور، وهو طبري، ويقال له صاحب تغلب وغلام تغلب، ولم أتحقق الحقيقة، وله ترجمة مفصلة في «بغية الوعاة». ومنهم أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب أبو الحسين اللغوي المعروف، الكوفي المذهب، صاحب المجمل في اللغة وفقه اللغة،
[ 108 ]
المعروف بالصاحبي، صنفه للصاحب بن عباد له ترجمة في «الوفيات»، وفي «بغية الوعاة». وقد وهم السيوطي بقوله: وكان شافعياً فتحول مالكياً، فانه من الشيعة الإمامية، ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في فهرست المصنفين من الإمامية، وذكر مصنفاته، وكذلك الميرزا الاسترابادي في كتابه الكبير «منهج المقال» والسيد العلامة البحراني السيد هاشم التوبلي في روضة العارفين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وذكره صاحب ثاقب المناقب، ويروي عنه حديث رؤية الشيخ الهمداني لمولانا المهدي المنتظر ابن الحسن العسكري، وبالجملة لا ريب في تشيعه ولعله كان يتستر بالشافعية والمالكية مات سنة 395 هـ. ومنهم الصاحب بن عباد وزير فخر الدولة: كان كافي الكفاة، صنف في علم اللغة «المحيط باللغة» في عشر مجلدات، رتبه على حروف المعجم، كثر فيه الألفاظ وقلل الشواهد، وجوهرة الجمهرة، وهما موجودان في أيدينا، وله في الأدب كتاب الأعياد، كتاب الوزراء، كتاب الكشف عن مساوي المتنبي، ورسائل في فنون الكتابة، رتبها على خمسة عشر باباً، وله ديوان شعر. وله في علم الكلام كتاب أسماء اللّه تعالى وصفاته، وكتاب الأنوار في الإمامة، وكتاب الإبانة عن الإمام، وهو أول من سمى الصاحب من الوزراء، مدح بمائة ألف قصيدة عربية وفارسية، واليتيمة في شعرائه. وحكى الحسن بن علي الطبرسي في كتابه «الكامل البهائي» أن للصاحب ابن عباد عشرة آلاف بيت شعر في مدح أهل البيت عليهم السلام. قلت: كانت ولادته في ذي القعدة سنة أربع وعشرين وثلثمائة، وأخذ
[ 109 ]
الأدب عن ابن فارس وابن العميد، وولي الوزارة ثماني عشرة سنة وشهراً لمؤيد الدولة ولأخيه فخر الدولة ابن ركن الدين ابن بويه، ومات ليلة الجمعة 24 شهر صفر سنة خمس وثمانين وثلثمائة، ورثاه الشريف الرضي. ومنهم ابن خالويه الهمنداني أحد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام الادب والعلم، وكانت إليه الرحلة من الآفاق، وهو صاحب كتاب «ليس بناه» من أوله إلى آخره على أنه ليس في كلام العرب كذا وليس كذا دخل بغداد لطلب العلم سنة أربع عشرة وثلثمائة فقرأ النحو والأدب على ابن دريد وأبي عمرو الزاهد وغيرهما، وصنف كتاب الجمل في النحو، وكتاب الاشتقاق، وكتاب أطراغش في اللغة، وكتاب القراءات، وشرح المقصورة لابن دريد، وكتاب المقصود والممدود، وكتاب الألغاز، وكتاب المذكر والمؤنث، وكتاب الآل، ذكر فيه إمامة أمير المؤمنين عليه السلام والأحد عشر من أولاده، قاله النجاشي. وقال اليافعي فيه مرآة الجنان: وله أيضاً كتاب لطيف سماه كتاب الآل، وذكر في أوله تفصيل معاني الآل، ثم ذكر في الأئمة الاثني عشر من آل محمد عليهم السلام، وتاريخ مواليدهم ووفياتهم وآبائهم وأمهاتهم، انتهى. قال ابن خلكان: والذي دعاه إلى ذكرهم أنه قال في جملة أقسام الآل: وآل محمد بنو هاشم. قلت: وكان ابن خلكان لا يعرفه بالتشيع، ولعله اشتبه عليه الأمر من جهة أشتراك الكنية، قال صاحب رياض العلماء: ابن خالويه يطلق
[ 110 ]
على جماعة منهم الشيخ أبو عبد اللّه الحسن السني الشافعي، يروي عن الشافعي بواسطتين، وهو صاحب كتاب الطارقة، ويطلق على أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن خالويه الهمذاني النحوي الشيعي الإمامي الساكن بحلب من علماء الإمامية والمعاصر للصاحب ابن عباد ونظرائه، وقد يطلق على الشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن يوسف بن مهجور الفارسي المعروف بابن خالويه الشيعي الإمامي أيضاً، انتهى. قلت: وقد نص الشيوخ على تشيعه وأنه من الإمامية كأبي العباس النجاشي والشيخ أبي جعفر الطوسي وجمال الدين العلامة ابن المطهر الحلي في الخلاصة، وغيرهم. الصحيفة الثالثة في تقدم الشيعة في علم الإنشاء فأول من وضع المقامات وجعلها علماً هو أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي المذكور آنفاً، فإنه أنشأ رسائل اقتبس علماء الأدب منها نسقه، أولهم تلميذه بديع الزمان الهمذاني الآتي ذكره في الصحيفة الرابعة، فإنه اقتبس نسق أستاذه ووضع المقامات وله فضل التقدم في ذلك، وهو من الشيعة أيضاً. ومن أئمة هذا العلم من الشيعة ابن العميد والصاحب بن عباد وأبو بكر الخوارزمي وجماعات نذكرهم في الصحيفة الرابعة.
[ 111 ]
الصحيفة الرابعة في تقدم الشيعة في علم الكتابة في دولة الإسلام أول من كتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من، كتابه هم الشيعة فإن خالد بن سعيد ابن العاص. أول من كتب له صلى اللّه عليه وآله وسلم وذكره السيد علي بن صدر الدين المدني في الطبقة الأولى من الشيعة في كتاب الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، وذكره السيد الأعرجي في عدة الرجال في الشيعة من الصحابة، وكذلك القاضي نور اللّه المرعشي في كتاب طبقات الشيعة. وقال العلامة النوري في «المستدرك» عند ذكره نجيب بني أمية من السابقين الأولين والمتمسكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، إلى أن قال: ولاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم صدقات اليمن، فكان في عمله ذلك حتى بلغه وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فترك ما في يده وأتى المدينة ولزم علياً عليه السلام، ولم يبايع أبا بكر حتى أكرهه علي على البيعة فبايع مكرهاً. وهو من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر وحاجوه في يوم الجمعة وهو على المنبر في حديث شريف مروي في الخصال والاحتجاج، انتهى. وذكر ذلك الشيخ أبو علي في كتابه منتهى المقال في أحوال الرجال. وأول من كتب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عبيد اللّه بن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، قال ابن قتيبه في كتاب المعارف: فلم يزل كاتباً لعلي بن أبي طالب خلافته كلها. وقال ابن حجر في التقريب: كان كاتب علي ثقة من الثالثة.
[ 112 ]
وقال النجاشي في ترجمة أبي رافع ما نصه: وأبناه عبيد اللّه وعلي كاتبا أمير المؤمنين عليه السلام. قلت: قد تقدم ذكرهما تفصيلا. واستحق المسمى بالكاتب قبل دولة بني العباس أن يسمى فيها وزيراً وكان قبل ذلك يسمى كاتباً، ونال الوزارة بالكتابة جماعة من الشيعة أولهم أبو سلمة الخلال حفص بن سلمان الهمداني الكوفي، وهو أول وزير وزر لأول خليفة عباسي، كان فصيحاً عالماً بالأخبار والأشعار والسير والجدل والتفسير، حاضر الحجة، ذا يسار ومروءة ظاهرة، فلما بويع السفاح استوزره وفوض الأمور إليه، وسلم إليه الدواوين، ولقب وزير آل محمد وفي النفس أشياء، فلما سبر أحوال بني العباس عزم على العدول عنهم إلى بني علي عليه السلام فكاتب في ذلك ثلاثة من أعيانهم فقتله السفاح على التشيع. ومنهم أبو عبد اللّه يعقوب بن داود وزير المهدي العباسي، قال الصولي كان داود أبوه وإخوته كتاباً لنصر بن سيار أمير خراسان، كان يعقوب ابن داود يتشيع، كان في إبتداء أمره مائلا إلى بني عبد اللّه بن الحسن بن وجرت له خطوب في ذلك، وحبسه المهدي في المطبق على التشيع، وبقى الحسن إلى ان أستولى الرشيد فأخرجه، وتوجه يعقوب إلى مكة وجاور بها، ولم تطل أيامه حتى مات هناك سنة ست وثمانين ومائة. ومنهم بنو سهل وزراء المأمون، أولهم الفضل بن سهل ذو الرياستين لجمعه بين السيف والقلم، ولما نقل المأمون الخلافة إلى بني علي كان الفضل ابن سهل هو القائم بهذا الأمر والمحسّن له، ولما رأى المأمون إنكار
[ 113 ]
العباسيين ببغداد لذلك حتى خلعوه وبايعوا إبراهيم عمه، قام وقعد ودس جماعة على الفضل بن سهل فقتلوه في الحمام، ثم قتل الإمام الرضا عليه السلام بالسم، وكتب إلى بغداد أن الذي انكرتموه من أمر علي بن موسى قد زال، وكان ذلك سنة 204. ثم استوزر المأمون الحسن بن سهل، ثم عرضت له سوداء كان أصلها جزعه على أخيه فانقطع بداره ليتطبب واستخلف أحد كتابه، كأحمد ابن أبي خالد وأحمد بن يوسف وغيرهما، ومات الحسن بن سهل في سنة ست وثلاثين ومائتين في أيام المتوكل. ومنهم ابن أبي الأزهر محمد بن مزيد بن محمود ابن أبي الأزهر النوشجي، من كتاب المنتصر، وهو كتاب الهرج والمرج في أخبار المستعين والمعتز، وأخبار عقلاء المجانين، ذكره شيوخنا في أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهما السلام، مات سنة 235 عن نيف وتسعين سنة. ومنهم ابو الفضل جعفر بن محمود الإسكافي وزير المعتز والمهتدي. ومنهم أبو الحسن علي بن الفرات، تولى الوزارة ثلاث دفعات للمقتدر. قال الصولي: وبنو الفرات أجل الناس فضلا وكرما ونبلا ووفاء ومروءة، وكانت أيامه مواسم للناس، ومازال ينتقل في الوزارة إلى المرة الثالثة فقبض عليه وقتل، وذلك في سنة اثنتي عشرة وثلثمائة. ووزر أيضاً للمقتدر من بني الفرات أبو الفضل جعفر، وقتل المقتدر وهو وزيره، ثم ابنه أبو الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات، وزر للراضي باللّه. ومنهم أبو شجاع ظهير الدين محمد بن الحسين الهمداني، وزير للمقتدر
[ 114 ]
وعزل بطلب جلال الدولة ملكشاه من المقتدى، عزله لأنه كان شيعياً، ولما عزل تزهد، وسكن المدينة ومات بها سنة 513. ومنهم ابو المعالي هبة اللّه بن محمد بن المطلب وزير المستظهر، كان من علماء الوزراء وأفاضلهم وأخيارهم، نص على تشيعه في جامع التواريخ. قال: ولهذا لم يرض بوزارته محمد بن ملكشاه ؟ فكتب إلى الخليفة: كيف يكون وزير خليفة الوقت رافضياً ؟ وكرر الكتابة في ذلك فعزله المستظهر، فذهب أبو المعالي إلى السلطان محمد بن ملكشاه وتوسل إليه بواسطة سعد الملك الأوجي وزيره فاسترضاه، واشترط عليه السلطان أن لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة في وزارته، وكتب السلطان إلى المستظهر فأعاده إلى الوزارة، ثم تغير عليه الخليفة فذهب إلى أصفهان، وكان في ديوان السلطان محمد ملك شاه حتى مات. ومنهم أنو شروان بن خالد بن محمد القاساني، كان وزير المسترشد، قال ابن الطقطقي: كان رجلا من أفاضل الناس وأعيانهم وأخيارهم، تولى الوزارة للسلاطين وللخلفاء، نص على تشيعه ابن كثير في تاريخه، قال: وصنف له ابن الحريري المقامات الحريرية ومدحه بقصائد كثيرة، وذكره في تاريخ الوزراء وقال: إنه وحيد في أقسام الفضل والأدب، متبحر به في لغات العرب، يصرف أكثر أوقات عمره في مطالعة العلوم العقلية والنقلية ومات سنة إثنين وثلاثين وخمسمائة. ومنهم مؤيد الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم القمي الإمامي من ذرية المقداد بن الأسود، تولى الوزارة للناصر ثم للظاهر ثم للمستنصر حتى مات في سنة تسع وعشرين وستمائة.
[ 115 ]
ومنهم: مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن العلقمي الأسدي وزير المستعصم، صنف له الصغاني اللغوي العباب، وهو كتاب جليل في اللغة، وصنف له عز الدين ابن أبي الحديد شرح نهج البلاغة فأثابهما وأحسن جائزتهما، ومدحه الشعراء وانتجعه الفضلاء، وظلمه العامة حيث نسبوا إليه الغدر والخيانة وهو بريء من كل خيانة. قال ابن الطقطقي في مقام بيان إهمال المستعصم وعدم التفاته وتفريطه ما لفظه: وكان وزيره مؤيد الدين ابن العلقمي، يعرف حقيقة الحال في ذلك، ويكاتبه بالتحذير والتنبيه، ويشير عليه بالتيقظ والاحتياط والاستعداد، وهو لا يزداد إلا غفولا، وكان خواصه يوهمونه أنه ليس في هذا كبير خطر ولا هناك محذور، وأن الوزير إنما يعظم هذا لينفق سوقه ولتبرز إليه الأموال ليجند بها العساكر فيقطع منها لنفسه إلى آخر كلامه، وهو من أهل ذلك العصر وأشراف ذلك الزمان. ومنهم: محمد بن أحمد الوزير بن محمد الوزير أبو سعد العميدي، ولي ديوان الإنشاء بمصر مرتين، يعد في أئمة علم اللغة والنحو. قال ياقوت: نحوي، لغوي، أديب، مصنف، سكن مصر وتولى ديوان الإنشاء وعزل عنه، ثم ولي ديوان الإنشاء، وصنف تنقيح البلاغة، العروض، القوافي، وغير ذلك، مات يوم الجمعة خامس جمادى الأخرة سنة 433 هـ. قلت: ذكره منتجب الدين ابن بابويه في فهرس المصنفين من الشيعة وفي كشف الظنون أنه المتوفى سنة 423، ذكره عند ذكره لتنقيح البلاغة.
[ 116 ]
ومنهم: أبو القاسم الحسين بن علي بن يوسف الوزير المغربي من ولد بلاس بن بهرام كور، وأمه فاطمة بنت أبي عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني صاحب كتاب الغيبة، كما نص عليه النجاشي في كتاب أسماء المصنفين من الشيعة، وابن خلكان في الوفيات، وذكرا له مصنفات. كان مولده سنة سبع وثلثمائة، وزر لمعتمد الدولة بالموصل، ثم لشرف الدولة البويهي ببغداد، ثم لأحمد بن مروان سلطان ديار بكر، وأقام عنده إلى أن توفى بميا فارقين سنة 418 ثمان عشر وأربعمائة، وحمل نعشه إلى النجف الأشرف بوصية منه كما في وفيات الأعيان فقد ترجمه ترجمة حسنة. ومنهم: الوزير ابن العميد محمد بن الحسين بن العميد أبو الفضل الكاتب المعروف، وزير ركن الدولة البويهي المتوفى سنة ستين أو تسع وخمسين وثلثمائة، وترجمته في كتب أصحابنا وغيرها مفصلة. ومنهم: ابنه ذو الكفايتين أبو الفتح علي، وزر لركن الدولة حسن بن بويه قام مقام أنيه وترجمته في اليتيمة جيدة ومنهم الصاحب كافي الكفاة أبو القاسم إساعيل بن عباد المشهور تقدم ذكره ورث الوزارة كابراً عن كابر *** موصولة الأسناد بالأسناد يروي عن العباس عباد وزا *** رته وإسماعيل عن عباد ومنهم: أبو العلاء ابن بطة، قال عبد الجليل الرازي: كان أبو العلاء ابن بطة وزير عضد الدولة شيعياً صحيح الاعتقاد، وله في مدح أهل البيت قصيدة يقول في آخرها: سيشفع لإبن بطة يوم تبلي *** محاسنه التراب أبو تراب
[ 117 ]
ومنهم: الحسن بن مفضل بن سهلان أبو محمد الرامهرمزي وزير سلطان الدولة الديلمي، وهو الذي بنى سور حائر الحسين عليه السلام كما في تاريخ ابن كثير الشامي، وأنه قتل في سنة 412. ومنهم: عميد الملك أبو نصر الكندي وزير طغرل بيك، كان من الشيعة الإمامية بنص ابن كثير في تاريخه. ومنهم: سعد الملك وزير سلطان محمد السلجوقي. وتاج الملك أبو الغنائم القمي الإمامي وزير السلطان ملك شاه، وكذلك شرف الدين أبو طاهر بن سعد القمي استوزره ملكشاه. ومنهم: أبو الحسن جعفر بن محمد بن فطير الكاتب الوزير المشهور، ذكره ابن كثير وذكر أنه من الوزراء الكتاب الشيعة بالعراق، قال: ولما كان تشيعه شائعاً جاءه رجل فقال له: إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في المنام، وقال لي: إمض إلى ابن فطير وقل له يعطيك عشرة دنانير، فقال له: متى رأيته ؟ قال في أول الليل، فقال: صدقت فإني رأيته عليه السلام في آخر الليل، وأمرني أن إذا جاءك سائل كذا صفته وسألك شيئاً فاعطه إلى آخر القصة، وقد نقلتها بالواسطة عن تاريخ ابن كثير من كتاب طبقات القاضي المرعشي بالفارسية. ومنهم: معين الدين أبو نصر أحمد الكاتب الكاشي، من وزراء سلطان محمود بن محمود بن محمد بن ملك شاه، وبعده صار أبنه فخر الدين طاهر بن الوزير معين الدين الكاشي وزير السلطان ألب أرسلان بن طغرل بن محمد ابن ملك شاه، وبعده وزر ابنه معين الدين بن فخر الدين الكاشي.
[ 118 ]
ومنهم: آل جوين، منهم الصاحب الأعظم شمس الدين محمد الجويني الملقب بصاحب الديوان للسلطان محمد خوارزم شاه، وللسلطان جلال الدين، وكذلك أخوه علاء الدين عطاء الملك الجويني، وكذلك الصاحب المعظم الأمير الرشيد بهاء الدين محمد ابن صاحب الديوان، وقد صنف المحقق الشيخ ميثم البحراني شرح نهج البلاغة باسمه وصنف الحسن بن علي الطبرسي كتاب الكامل في التاريخ باسمه فسماه الكامل البهائي، ثم الصاحب شرف الدين هارون أخوه ابن صاحب الديوان الجويني كان جامعاً لجميع العلوم حتى الموسيقى كما في مجالس المؤمنين للمرعشي، وقام مقام أخيه في الوزارة.
طبقة اخرى من الكتاب الأجلاء الشيعة كأحمد بن يوسف بن ابراهيم الكاتب، ذكره ابن شهر اشوب في شعراء أهل البيت، وله ترجمة مفصلة في معجم الأدباء لياقوت، وكان ابوه أبو يعقوب يوسف بن أبراهيم من أجلاء الكتاب أيضاً، يكتب لإبراهيم ابن المهدي العباسي، وكان تخرج على شيخ الإمامية اسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت صاحب الياقوت في الكلام. وكأحمد بن محمد بن ثوابه بن خالد الكاتب أبي العباس، كان أيام المهدي، ونص ياقوت في معجم الأدباء على تشيعه، مات أبو العباس سنة 277 هـ وقيل سنة 273 هـ وله ترجمة طويلة في المعجم، وكأبي أحمد عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن ماها الخزاعي الأمير البغدادي الإمامي، كان ولي بغداد وخراسان، وكان عالماً فاضلا وشاعراً بارعا وكاتباً ماهراً ولا عجب فإنه أبن أبيه وحفيد طاهر.
[ 119 ]
قال الخطيب عند ذكره لأبي أحمد المذكور: كان فاضلا أديباً شاعراً فصيحاً وكان أبوه عبد الله شاعراً مجيداً وجواداً سخياً، وجده طاهر لا يحتاج إلى وصف بالكمال، وهو أحد الثلاثة الذين قال المأمون فيهم: هم أجل ملوك الدنيا والدين - قاموا بالدول - وهم الإسكندر وأبومسلم الخراساني وطاهر، قال: وكان متشيعاً كحفيده المذكور، إلى أن قال مات أبو أحمد ليلة يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثلثمائة، حكاه عن الخطيب ضياء الدين في نسمة السحر. ومثل أبي العباس أحمد بن أبراهيم الضبي، من أجلاء الكتاب كما في معالم العلماء لرشيد الدين المازندراني، ومثل علي بن محمد بن زياد الصيمري صهر جعفر بن محمود الوزير على ابنته أم أحمد، كان رجلا من وجوه الشيعة وثقاتهم ومقدماً في الكتابة والأدب والعلم والمعرفة كما نص عليه المسعودي في كتاب «إثبات الوصية» من كتاب عصر المستعين الخليفة العباسي. ومنهم أحمد بن علوية المعروف بأبي الأسود الكاتب الكراني الأصفهاني، قال ياقوت: كان صاحب لغة يتعاطى التأديب ويقول الشعر الجيد، وكان من أصحاب لفذة ثم صار من ندماء أحمد ابي دلف، ألى أن قال: وله رسائل مختارة، ورسالة في الشيب والخضاب، وقصيدة على ألف قافية شيعية عرضت على أبي حاتم السجستاني فأعجب بها وقال: يا أهل البصرة غلبكم أهل أصفهان، عمر نيفاً ومائة سنة وتوفى سنة نيف وعشرين وثلثمائة. ومنهم إبراهيم ابن أبي جعفر أبو جعفر أبو إسحق الكاتب، ذكره
[ 120 ]
النجاشي في كتاب أسماء المصنفين من الشيعة، وأنه شيخ من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي محمد بن الرضا عليه السلام فهو من كتاب المائة الثالثة لأن وفاة أبي محمد عليه السلام كانت سنة ستين ومائتين. ومنهم: أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد اللّه الكاتب البصري من كتاب آل طاهر ويعرف بالسياري، تقدم ذكره في فصل تقدم الشيعة في علوم القرآن وأنه من أصحاب أبي الحسن علي الهادي وابنه أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام. ومنهم إسحق بن نوبخت الكاتب الذي شاهد المنتظر، وهوابن اسماعيل صاحب كتاب الياقوت أبن إسحق بن نوبخت، كان إسحق المذكور من أصحاب أبي الحسن الهادي عليه السلام في عصر المتوكل وبعده إلى بعد الثلثمائة. ومنهم: محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد اللّه الكاتب النعماني المتقدم ذكره في المفسرين. ومنهم: أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه وقيل محمد بن أحمد الكاتب البصري الشاعر النحوي المعروف بالمجع لأنه أكثر من الشعر في أهل البيت عليهم السلام، ويتفجع فيه على قتلهم حتى سمي المفجع، ونص على تشيعه ابن النديم في الفهرست، وياقوت في معجم الأدباء، والسيوطي في الطبقات، والنجاشي في أسماء المصنفين من الشيعة، صنف كتاب المرجان في معاني الشعر، كتاب المنقذ في الإيمان، يشبه الملاحن لابن دريد المعاصر له، وقصيدة الأشباه في مدح أمير المؤمنين عليه السلام، شبهه بالأنبياء،
[ 121 ]
كتاب سقاة العرب، كتاب غرائب المجالس، كتاب الترجمان، كتاب سعد المديح، كتاب حد البخل، كتاب الهجاء، كتاب المطايا، كتاب الشجر والنباتات، كتاب الاعراب، كتاب اللغة، كتاب أشعار الحراب كتاب عرائس المجالس، كتاب غريب شعر زيد الخيل، كتاب شرح قصيدة نفطوية في غريب اللغة، وكتاب أشعار الحواري وشعر زيد الخيل الطائي، مات سنة عشرين وثلثمائة. ومنهم الإسكافي محمد بن أبي بكر همام بن سهل المشهور بالكاتب الإسكافي، من شيوخ الشيعة، مقدم في كل فنون العلم صنف في الكل، له ترجمة طويلة في الكتب الموضوعة في أحوال الرجال لأصحابنا، كان تولده قي يوم الإثنين سابع ذي القعدة من شهور سنة ثمان وخمسين ومائتين، وتوفى يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وثلثمائة. ومنهم الخازن أبو محمد عبد اللّه بن محمد الكاتب الأصفهاني الشاعر المشهور، كان خازناً للصاحب بن عباد وكاتباً له، وفي نسمة السحر في ذكر من تشيع وشعر له ترجمة حسنة. ومنهم أبو بكر الصولي الكاتب المشهور بلعب الشطرنج، نص على تشيعه في رياض العلماء في ترجمته، وله ترجمة حسنة في تاريخ ابن خلكان. قال: وتوفى الصولي المذكور سنة خمس، وقيل ست وثلاثين وثلثمائة بالبصرة مستتراً لأنه روى خبراً في حق علي بن أبي طالب عليه السلام فطلبه الخاصة والعامة لتقتله فلم تقدر عليه.
[ 122 ]
قلت: وما هذا يشهد بصحة ما قاله رشيد الدين ابن شهر اشوب المازندراني في كتابه معالم العلماء الشيعة أن الصولي المذكور كان من المتقين في شعره لأهل البيت. منهم ابراهيم بن العباس بن محمد بن صول تكين الصولي، وهو عم والد أبي بكر الصولي محمد بن يحيى بن عبد اللّه بن العباس المذكور قبله، كان أنعت الناس للزمان وأهله غير مدافع، وأشعر نظرائه الكتاب، ذكره رشيد الدين ابن شهر اشوب في معالم العلماء الشيعة في الشعراء المتكلفين في مدح أهل البيت. وحكى ابن خلكان عن كتاب الورقة أنه اتصل بذي الرياستين الفضل بن سهل، ثم تنقل في أعمال السلطان ودواوينه إلى ان توفى وهو يتقلد ديوان الضياع والنفقات بسر من رأى للنصف من شعبان سنة ثلاث وأربعين ومائتين. قال دعبل بن علي الخزاعي: لو تكسب إبراهيم بن العباس بالشعر لتركنا في غير شيء، انتهى ما عن كتاب الورقة. ومنهم أبو العباس أحمد بن عبيد اللّه بن محمد بن عمار الثقفي الكاتب كان يتوكل للقاسم بن عبيد اللّه ولولده، وصحب أبا عبد اللّه محمد بن الجراح ويروي عنه، وله مجالسات وأخبار. وذكره الخطيب في تاريخ بغداد ونص على تشيعه وأنه المعروف بحمار عزير، حكاه ياقوت في ترجمة أبي العباس المذكور، وأطال في حكايته وأخباره ومجالساته، وذكره ابن النديم في الفهرست، وقال توفى سنة 319، وقال ياقوت توفى سنة 314.
[ 123 ]
وله من الكتب كتاب المبيضة في أخبار مقاتل آل أبي طالب، وكتاب الأنواء، وكتاب مثالب أبي خراش، وكتاب أخبار سليمان بن أبي شيخ، وكتاب الزيادات في أخبار الوزراء، وكتاب أخبار بن عدي، وكتاب رسالته في بني أمية، وكتاب أخبار أبي نواس، وكتاب أخبار ابن الرومي، والاختيارات من شعره، وكتاب رسالته في تفضيل بني هاشم وأوليائهم وذم بني أمية وأتباعهم وكتاب رسالته في أمر ابن المحرز المحدث، وكتاب أخبار أبي العتاهية، وكتاب المناقضات، وكتاب أخبار عبد اللّه بن معاوية ابن جعفر. ومنهم أبوالقاسم جعفر بن قدامة بن زياد الكاتب أحد مشايخ الكتاب وعلمائهم، وكان وافر الأدب حسن المعرفة، مات سنة 319 تسع عشرة وثلثمائة. وسيأتي ذكر ولده قدامة بن جعفر الكاتب في صحيفة علم البديع. ومنهم الشيخ أبو بكر الخوازرمي محمد بن العباس شيخ الأدب وعلامة عصره في علوم العرب، قال الثعالبي في «اليتيمة» عند ذكره: نابغة الدهر، وبحر الأدب، علم النظم والنثر، وعالم الظرف والفضل، كان يجمع بين الفصاحة والبلاغة، ويحاضر بأخبار العرب وأيامها ودواوينها، ويدرس كتاب اللغة والنحو والشعر، ويتكلم بكل نادرة ويأتي بكل فقرة ودرة، ويبلغ في محاسن الأدب كل مبلغ، إلى آخر كلامه الحسن. توفى ابو بكر في شهر رمضان سنة 383 هـ. ومن شعره المحكى في معجم البلدان في لفظة آمل:
[ 124 ]
بآمل مولدي وبنو جرير *** فأخوالي ويحكي المرء خاله فها أنا رافضي عن تراث *** وغيري رافضي عن كلاله ومنهم أبو الفضل بديع الزمان أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمذاني، أحد أركان الدهر، وشهرته تغني عن نقل ما ذكره العلماء في ترجمته نص الشيخ أبو علي في منتهى المقال على أنه من الشيعة الإمامية وأنه أول من أسس وضع المقامات مات سنة 378. ومنهم القناني أبو الحسن الكاتب، من أئمة اللغة والنحو والأدب، صنف كتاب نوادر الأخبار وكتاب طرق خبر الولاية ثلاثة عشر وأربعمائة، وله ترجمة حسنة في كتاب فهرست الشيخ أبي جعفر الطوسي، وفهرست النجاشي، ذكرتها في الأصل. ومنهم فخر الكتاب أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الأصفهاني الكاتب المعروف بالطغرائي، لأنه كان يكتب الطغراء في ديباجة الأحكام السلطانية لما كان وزير السلطان مسعود بن محمد السلجوقي بالموصل وقتل مظلوماً، قتله أخو السلطان مسعود المذكور سنة 515 خمس عشرة وخمسمائة. وله في كتب أصحابنا ترجمة طويلة كرياض العلماء وطبقات الشيعة للمرعشي وكتاب أمل الآمل للشيخ الحر العاملي، وهو صاحب لامية العجم نظمها ببغداد سنة خمس وخمسمائة، وعمره حينئذ سبع وخمسون سنة، وقد أخرجها ابن خلكان في ترجمته وذكرت شروحها في الأصل.
[ 125 ]
ومنهم سعد بن أحمد بن مكي النيلي المؤدب الكاتب المعروف والشاعر الموصوف، عالم بالأدب والنحو واللغة، ذكره العماد الكاتب قال: وكان عالياً في التشيع، حالياً بالتورع عالماً بالأدب، معلماً في المكتب، مقدماً في التعصب، ثم أسن حتى جاوز حد الهرم وذهب بصره، وعاد وجوده شبيه العدم وأناف على التسعين، وآخر عهدي به في درب صالح ببغداد سنة 592 ثم نقل قطعة من شعره. ومنهم ابن زيادة أبو طالب يحيى بن أبي الفرج سعيد بن أبي القاسم هبة اللّه بن علي بن قزعلي بن زيادة الشيباني الكاتب البغدادي. قال ابن خلكان: من الأماثل والصدور والافاضل، انتهت إليه المعرفة بالكتابة والإنشاء والحساب، مع مشاركة في الفقه وعلم الأصولين وغير ذلك، وذكره في نسمة السحر فيمن تشيع وشعر، وأثنى عليه غاية الثناء مات سنة أربع وسبعين وخمسائة ودفن عند الإمام أبي الحسن موسى الكاظم كما في كتاب ابن خلكان وكان مولده في صفر سنة 522 ومنهم علي بن عيسى الأربلي بن أبي الفتح الصاحب بهاء الدين الأمير فخر الدين الأربلي المنشئ الكاتب البارع ذكره ابن شاكر في فوات الوفيات كما ذكرنا، ثم قال له شعر وترسل، وكان رئيساً كتب لمتولي أربل ابن صلابا، ثم قدم بغداد وتولى ديوان الأنشاء أيام علاء الدين صاحب الديوان مات سنة 692. قلت: وهو صاحب كتاب كشف الغمة في إمامة الأئمة المطبوع بإيران، وله قبر يزار في الجانب الغربي.
[ 126 ]
ومنهم علاء الدين الكندي علي بن المظفر صاحب «التذكرة» في خمسين مجلداً ذكره في نسمة السحر فيمن تشيع وشعر، وقال ابن شاكر في فوات الوفيات: الأدب البارع المقري المحدث الكاتب المنشئ علاء الدين الكندي كاتب ابن وداعة المعروف بالوداعي ولد في سنة 640 هجرية. وتوفى سنة ست عشرة وسبعمائة ونص أيضاً على تشيعه هو والصفدي في تاريخه.