عربي
Tuesday 5th of November 2024
0
نفر 0

المُناظرة الثالثة والاربعون /مناظرة الطالب مع الأستاذ في النص على الأئمة الإثنى عشر عليه السلام

المُناظرة الثالثة والاربعون 

مناظرة الطالب مع الأستاذ في النص على الأئمة الإثنى عشر عليه السلام
الطالب: جاء أحد أساتذة الشريعة في الاَردن واسمه الدكتور خالد نوفل إلى الكلية للتدريس، وإني كنت من طلاب هذه الكلية، ومعتقداً بمذهب الشيعة، وأحضر درسه، فأراه يستغل الفرص المناسبة للطعن في الشيعة وينسب إليهم أموراً لا أساس لها، فوقع يوماً حوار بيني وبينه حول خلفاء النبي صلى
الله عليه وآله الذين جاء عدد من الروايات إنهم اثنى عشر خليفة ، فاسمعوا حوارنا ثم اقضوا بيننا، ثم انظروا أينا أقوى حجّة، إليكم الحوار:
الاَستاذ: لا يوجد في كتب الحديث مثل هذا الحديث قاله النبي صلى
الله عليه وآله إن عدد الخلفاء اثنى عشر خليفة، بل إن هذاالحديث اختلقته أنت من نفسك.
الطالب: بل جاء هذا الحديث في الكتب المعتمدة لاَهل السنة وصحاحهم وفي مواضيع عديدة، وبتعابير مختلفة وعلى سبيل المثال.
ورد في كتب الحديث عن النبي صلى
الله عليه وآله قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر بعدد نُقباء بني إسرائيل كلّهم من قريش» (1).
فعليه جاء هذا الحديث في مستنداتكم وكتبكم ، التي هي موضع اعتمادكم وثقتكم.
الاَستاذ: لو سلّمنا بصحة هذا الحديث فمن هم هؤلاء الاِثنى عشرة نفر في رأيكم:
الطالب: هناك عشرات بل مئات الروايات التي تذكر أسماءهم ، وهم عبارة عن: أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، الحسن بن علي عليه السلام ، الحسين بن علي عليه السلام ، علي بن الحسين «زين العابدين» عليه السلام ، محمد بن علي «الباقر» عليه السلام ، جعفر بن محمد «الصادق» عليه السلام ، موسى بن جعفر «الكاظم» عليه السلام ، علي بن موسى «الرضا» عليه السلام ، محمد بن علي «الجواد» عليه السلام ، علي بن محمد «الهادي» عليه السلام ، الحسن بن علي «العسكري» عليه السلام ، الحجّة بن الحسن، إمام الزمان المهدي عليه السلام .
الاُستاذ: هل إن المهدي لا زال حياً؟
الطالب: نعم، إنّه حي، ولاَجل اُمور لا نعلمها فهو غائب عن أنظارنا، وعندما تتوفر الاَرضية الصالحة في العالم يخرج من وراء ستار الغيب، ويمسك بزمام قيادة العالم.
الاَستاذ: متى ولد المهدي عليه السلام ؟
الطالب: ولد الاِمام المهدي عليه السلام في سنة 255 هجري قمري، وقد مضى من عمره الشريف حتى الآن 1158 هـ ق .
الاَستاذ: كيف يمكن للاَنسان أن يعمّر أكثر من ألف سنة، والحد الطبيعي لعمر الاَنسان هو مأة سنة.
الطالب: نحن مسلمون ونعتقد بالقدرة الاِلهية، وليس هناك مانع مع اقتضاء مشيئة
الله، أن يعمّر الف سنة.
الاَستاذ: آمنا بقدرة
الله، ولكن هذا شيء خارج عن سنة الله في الخلق.
الطالب: أنتم تصدقون بالقرآن كما نحن نصدق، قول
الله في الآية 14 من سورة العنكبوت: ( ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً )، ويستفاد من الآية الكريمة أن نوحاً عليه السلام لبث في قومه 950 سنة قبل الطوفان، فعليه، إنّه سبحانه وتعالى قادر أن يمنّ على الاِنسان بهذا العمر وأكثر منه.
وأخبر النبي الاَكرم صلى
الله عليه وآله في موارد عديدة عن مجيء الاِمام المهدي (عج) بعنوان إمام وحجّة لله يملأ الاَرض قسطاً وعدلاً، وبهذا المعنى جاءت مئات بل أكثر من ألف رواية عن طريق الشيعة والسنة لا يعتريها الشك والشبهة ولا يمكن لاَحد أن ينكرها، إليك نموذجاً منها: قال النبي صلى الله عليه وآله : «المهديُّ من أهل بيتي يملأ الاَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً» (2).
وعندما وصل الحديث هاهنا بين الاَستاذ والاَدلة المنطقية للطالب، وكونها من مستندات وصحاح أهل السنة، أختار الاَستاذ السكوت، فاستغل الطالب الفرصة فقال: نرجع إلى صلب الموضوع ، هل صدقتم أن رسول
الله صلى الله عليه وآله قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر...»؟ وسألتني عنهم فذكرتهم لكم، والآن إنِّي أسالك من هم في رأيكم؟
الاَستاذ: إن هؤلاء الخلفاء الذين ذكرهم النبي صلى
الله عليه وآله أربعة منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي عليه السلام ، ثم الحسن عليه السلام ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبدالعزيز، ويحتمل المهدي العباسي ثالث خلفاء بني العباس، وكذا يحتمل الطاهر العباسي، الخلاصة في رأينا إن هؤلاء اثنى عشرة خليفة غير معنونين ، وأقوال علمائنا في هذه المسألة مختلفة ومتضاربة.
الطالب: قال النبي صلى
الله عليه وآله في حديث الثقلين الذي يرويه الفريقان وجميع المسلمين: «إنِّي تركت فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي...» (3)
ومن الواضح، أن أبا بكر وعمر وعثمان وأمثال ابن الزبير وعمر بن عبدالعزيز والمهدي العباسي ليسوا من عترة وأهل بيت رسول
الله صلى الله عليه وآله ، فعليه لماذا نغدو في تشخيص الخلفاء الاِثنى عشر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله حيارى، وحديث الثقلين يصرح أنهم عترة رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويصدق في عقيدة الشيعة من الاِمام علي عليه السلام إلى الامام المهدي عليه السلام .
الاَستاذ: أمهلني لكي أطالع أكثر في هذه المسألة، والآن لا أجد جواباً قانعاً وشافياً لك.
الطالب: حسناً، أرجو لك أن تتوفق بمطالعاتك وتحقيقاتك ، وأن تتعرف على الخلفاء بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله ، ولكن بعد فترة التقى الطالب بالاَستاذ، فأعلن الاَستاذ أنّه لم يستطع أن يعثر على شيءٍ دقيقٍ حول هؤلاء الخلفاء في عقيدة أهل السنة.
وفي مناظرة اُخرى:
سأل أحد الطلبة أستاذ المعارف الاِسلامية لاَهل السنّة قائلاً: هل تؤمن بأن خلفاء رسول
الله عليهم السلام اثنا عشرة نفراً وكلّهم من قريش.
الاَستاذ: نعم، لقد وردت روايات معتبرة في كتبنا تدل على ذلك.
الطالب: مَنْ هم هؤلاء الخلفاء؟
الاَستاذ: عبارة عن: 1 ـ أبو بكر 2 ـ عمر 3 ـ عثمان 4 ـ علي عليه السلام 5ـ معاوية 6ـ يزيد بن معاوية.
الطالب: كيف يمكن اعتبار يزيد خليفة لرسول
الله صلى الله عليه وآله ، مع كونه شارباً للخمر، والسبب في إيجاد واقعة كربلاء الدموية، وقتل الحسين عليه السلام مع أصحابه وأهل بيته؟!
ثم قال الطالب للاَستاذ: اذكر بقية الخلفاء.
فبقي الاَستاذ حائراً لا يستطيع الجواب، وقد بدَّل موضوع الكلام وقال: أنتم الشيعة تسبّون أصحاب النبي صلى
الله عليه وآله وتذكرونهم بسوء.
الطالب: نحن لا نذكر جميع اصحاب رسول
الله صلى الله عليه وآله بالسوء، فأنتم تقولون بعدالة الاَصحاب قاطبة، ونحن نقول ليس كذلك، وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تتحدث عن المنافقين في عصر النبي صلى الله عليه وآله فإذا قلنا بعدالة جميع الصحابة، فعلينا أن نطرح شطراً مهمّاً من القرآن الكريم الذي نزل في المنافقين.
الاَستاذ: هل أنت تشهد بإنك راضي عن أبي بكر وعمر وعثمان.
الطالب: إني أشهد بأني راض عن كل من رضى رسول
الله صلى الله عليه وآله وفاطمة الزهراء عليها السلام عنه، وكل من سخط عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة الزهراء عليها السلام إني ساخطٌ عليه (4) .


____________

 

 

 

المُناظرة الرابعة والاربعون 

مناظرة السيد علي البطحائي مع بعض الأساتذة في النص على الأئمة عليهم السلام
المناظرة التي وقعت بيننا مع عدة من العلماء والمدرّسين في الجامعة الاِسلامية في المدينة المنورة، قلت: ورد في صحيح مسلم في أول المجلد السادس باب (إن الناس تبع لقريش والخلافة في قريش) يذكر عدة من الروايات إن الخلافة تكون في قريش ما بقي من الناس اثنان (1) ، ومضمون هذه الروايات لا ينطبق إلا على مذهب الاِمامية الجعفرية لاَنهم يقولون: إن الاِمامة والوصاية بعد الرسول صلى
الله عليه وآله إلى يوم القيامة تكون في قريش، وهم أوصياء الرسول المعينون على لسانه كما في الروايات الواردة في صحيح مسلم.
وقلت للشيخ عبد
الله وعدة من المدرسين في الجامعة الاِسلامية بالمدينة المنورة: ما تقولون في معنى الروايات الواردة في الجزء السادس من صحيح مسلم في أول الجزء: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش (2) ؟
حدثنا أحمد بن عبد
الله بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه قال: قال عبدالله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يزال هذا الاَمر في قريش ، ما بقي من الناس اثنان (3) ، وكذا رواه في البخاري (4) .
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن حصين عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبي صلى
الله عليه وآله فسمعته يقول: إن هذا الاَمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، قال : ثمّ تكلم بكلام خفي عليّ، قال: فقلت لاَبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش (5) .
وحدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى
الله عليه وآله يقول: لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليّهم اثنا عشر رجلاً، ثم تكلم النبي صلى الله عليه وآله بكلمة خفيت عليَّ ، فسألت أبي : ماذا قال الرسول صلى الله عليه وآله ؟ فقال: كلهم من قريش. (6) حدثنا هداب بن خالد الاَزدي، حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال الاِسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لاَبي: ما قال؟ فقال: كلهم من قريش (7) ، وبمضمونها روايات اُخرى. (8) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا حاتم عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال: فكتب اليَّ:سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يوم جمعة ، عشية رجم الاَسلمي يقول: لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش. (9) قلت للعلماء بعد ذكر الروايات: ما معنى هذه الروايات ؟ وما معنى الرواية الاَولى: لا يزال هذا الاَمر في قريش ما بقي من الناس اثنان؟
إن هذا الباب والروايات لا ينطبق إلا على مذهب الشيعة الجعفرية ، فإنهم يقولون بإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام بعد الرسول صلى
الله عليه وآله وهو من قريش، ثم بعده ابنه الحسن عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده ابنه الثاني الحسين عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده علي بن الحسين عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده محمد بن علي الباقر عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده موسى بن جعفر عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده علي بن موسى عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده محمد بن علي الجواد عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده علي بن محمد النقي عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده الحسن العسكري عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده محمد بن الحسن صاحب الزمان عليه السلام ، وهو من قريش ، وهو الآن حي مرزوق... وهم الاِثنا عشر المعنيون بقول الرسول صلى الله عليه وآله ، وإن كان المراد غير هذا فبيّنوا معنى الروايات الواردة في هذا الباب.
فقال واحد من المدرّسين: الاَول منهم أبو بكر ، الثاني عمر ، الثالث عثمان، الرابع علي بن أبي طالب عليه السلام ، الخامس معاوية ، السادس يزيد بن معاوية.
قلت: يزيد بن معاوية شارب الخمر جهراً، ثم قلت: فمن الباقي الوارد في الرواية ، فما استطاعوا عدّ البقية. (10)


____________

( 1 و 2 ) صحيح مسلم : ج 3 ص 1451 ح 1 ـ 3 .
(3) نفس المصدر : ص 1452 ح 4 .
(4) صحيح البخاري : ج 9 ص 78 (ك الاَحكام ب الاَمراء من قريش) .
(5) صحيح مسلم : ج 3 ص 1452 ح 5 ، بحار الاَنوار : ج 36 ص 266 ح 87 وص 362 ح233.
(6) صحيح مسلم : ج 3 ص 1452 ح 6 .
(7) نفس المصدر : ص 1453 ح 7 .
(8) نفس المصدر : ح 8 و 9 .
(9) نفس المصدر : ح 10 .
(10) مناظرات في الحرمين للبطحائي : ص 27 ـ 30 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

حقدت على الشيعة في البداية وكتب الشيخ المفيد سبب ...
حقيقة الشفاعة وأقسامها
في معالم الإيمان والكفر (2)
المُناظرة الثالثة والاربعون /مناظرة الطالب مع ...
المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب ...
الموجود الفقير يحتاج إلى علّة
غياب الحياء مجاهرةٌ بمعصية الله
أمير المؤمنين ومن تقدم عليه: أبو بكر وعمر وعثمان
ضرورة العدالة في القرآن والسنة
هل يجوز الأخذ بأخبار الآحاد في العقيدة

 
user comment