ثواب زيارة الحسين (عليه السلام) :
أخبرناالشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في شعبان سنة إحدى عشرة و خمسمائة قال أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله قال أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله قال أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد رحمه الله عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة و أنه لينزل كل يوم و ليلة سبعون ألف ملك
[109]
فيأتون البيت المعمور فيطوفون به فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلموا عليه ثم أتوا إلى قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فسلموا عليه ثم أتوا قبر الحسين (عليه السلام) فسلموا عليه ثم عرجوا و ينزل مثلهم أبدا هكذا إلى يوم القيامة و قال (عليه السلام) من زار قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) عارفا بحقه غير متجبر و لا متكبر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد و غفر الله ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و بعث من الآمنين و هون عليه الحساب و استقبلته الملائكة فإذا انصرف شيعوه إلى منزله فإذا مرض عادوه و إن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره قال و من زار قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة مقبولة و ألف عمرة مقبولة و غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .
أخبرناالشيخ أبو علي بن الطوسي عن أبيه رحمه الله قال أخبرنا محمد بن محمد قال أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي المغيرة قال حدثنا أبو أحمد حميد بن محمد قال حدثنا أبو عمرو محمد بن عمرو الكشي قال حدثنا جعفر بن أحمد عن أيوب بن نوح بن دراج عن إبراهيم المخارقي قال : وصفت لأبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) ديني فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أن عليا إمام عدل بعده ثم الحسن و الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت فقال (عليه السلام) رحمك الله ثم قال اتقوا الله اتقوا الله عليكم بالورع و صدق الحديث و أداء الطاعة و الأمانة و عفة البطن و الفرج تكونوا معنا في الرفيق الأعلى .
أخبرناالشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله في الموضع و التاريخ المذكور قال أخبرنا السعيد الوالد قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال حدثنا أبو الحسن علي بن سعيد المقري قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم قال حدثنا يحيى بن الحسين عن سعيد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول يا معشر المهاجرين و الأنصار أ لا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا قالوا بلى يا رسول الله قال هذا علي أخي و وزيري و وارثي و خليفتي
[110]
إمامكم فأحبوه لحبي و أكرموه لكرامتي فإن جبرئيل أمرني أن أقول لكم ما قلت .
أخبرناالشيخ أبو علي قال أخبرنا السعيد الوالد رحمه الله قال أخبرني محمد بن محمد قال أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال حدثني القاسم بن محمد عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن جميل بن دراج عن معتب مولى أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سمعته يقول لداود بن سرحان يا داود أبلغ موالي عني السلام و إني أقول رحم الله عبدا اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما و إن اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر فإن في اجتماعكم و مذاكرتكم إحياء لأمرنا و خير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا و دعا إلى ذكرنا .
أخبرناالشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه الله بقراءتي عليه بالري سنة عشرة و خمسمائة قال حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله في شهر الله المبارك شهر رمضان منه سنة خمس و خمسين و أربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رحمه الله قال أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من كتابه قال حدثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي قال حدثنا نصر بن حماد قال حدثنا عمر بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن جبرئيل نزل علي و قال إن الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب (عليه السلام) خطيبا على أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك و يأمر جميع الملائكة أن تسمع ما نذكره و الله يوحي إليك يا محمد أن من خالفك في أمره فله النار و من أطاعك في أمره فله الجنة فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مناديا ينادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس و خرج حتى علا المنبر فكان أول ما تكلم به أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال أيها الناس أنا البشير النذير و أنا النبي الأمي إني مبلغكم عن الله عز و جل في أمر رجل لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو عيبة العلم و هو الذي انتجبه الله من هذه الأمة و اصطفاه و هداه و تولاه و خلقني و إياه و فضلني بالرسالة و فضله
[111]
بالتبليغ عني و جعلني مدينة العلم و جعله خازن العلم المقتبس منه الأحكام و خصه بالوصية و أبان أمره و خوف من عداوته و أزلف من والاه و غفر لشيعته و أمر الناس جميعا بطاعته و أنه عز و جل يقول من عاداه فقد عاداني و من والاه فقد والاني و من ناصبه فقد ناصبني و من خالفه فقد خالفني و من عصاه فقد عصاني و من آذاه آذاني و من أبغضه أبغضني و من أحبه أحبني و من أراده أرادني و من كاده كادني و من نصره نصرني يا أيها الناس اسمعوا لما آمركم به و أطيعوا فإني أخوفكم عقاب الله يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ثم أخذ بيد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقال يا معاشر الناس هذا مولى المؤمنين و حجة الله على الخلق أجمعين و المجاهد للكافرين اللهم إني قد بلغت و هم عبادك و أنت القادر على إصلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين أستغفر الله لي و لكم ثم نزل عن المنبر فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال يا محمد الله يقرئك السلام و يقول لك جزاك الله عن تبليغك خيرا فقد بلغت رسالات ربك و نصحت لأمتك و أرضيت المؤمنين و أرغمت الكافرين يا محمد إن ابن عمك مبتلى و مبتلى به يا محمد قل في كل أوقاتك الحمد لله رب العالمين و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
أخبرني الشيخ المفيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله في شعبان سنة إحدى عشرة و خمسمائة بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رحمه الله قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قال أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال حدثني أبي و محمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن كليب بن معاوية الصيداوي قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) ما يمنعكم إذا كلمكم الناس أن تقولوا ذهبنا حيث ذهب الله و اخترنا من حيث اختار الله إن الله اختار محمدا و اختار آل محمد فنحن متمسكون بالخيرة من الله عز و جل .
كلام رسول الله ( ص ) عن الحوض :
أخبرناالشيخ أبو علي بن الطوسي رحمه الله بالموضع و التاريخ المذكور المقدم
[112]
ذكرهما قال أخبرنا السعيد الوالد رحمه الله قال أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رحمه الله قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال أخبرني الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا أبو جعفر السعدي قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال حدثنا قيس بن الربيع قال حدثنا سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن الحوض فقال أما إذا سألتموني عنه فأخبركم أن الحوض أكرمني الله به و فضلني على من كان قبلي من الأنبياء و هو ما بين أيلة و صنعاء فيه من الآنية من عدد نجوم السماء تسيل فيه خلجان من الماء أشد بياضا من اللبن و أحلى من العسل حصباؤه الزمرد و الياقوت بطحاؤه مسك أذفر شرط مشروط من ربي لا يرده أحد من أمتي إلا النقية قلوبهم الصحيحة نياتهم المسلمون للوصي بعدي الذين يعطون ما عليهم في يسر و لا يأخذون ما لهم في عسر يذود عنه يوم القيامة من ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الأجرب من شرب الماء لم يظمأ أبدا .
أخبرناالشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى قراءة في درب زامهران بالري في صفر سنة عشرة و خمسمائة قال أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين قال أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسين بقراءتي عليه قال حدثني الشريف أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحسيني الجرجاني القاضي قدم علينا من بغداد قال حدثني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد المحمدي النقيب قال حدثنا أحمد بن محمد بن عباس الجوهري قال حدثنا أحمد بن زياد الهمداني قال : رأيت صبيا صغيرا يكون سباعيا أو ثمانيا بالمدينة على ساكنها أفضل السلام ينشد :
لنحن على الحوض ذواده *** تذود و تسعد وراده
و ما فاز من فاز إلا بنا *** و ما خاب من حبنا زاده
و من سرنا نال منا السرور *** و من ساءنا ساء ميلاده
و من كان ظالمنا حقنا *** فإن القيامة ميعاده
فقلت يا فتى لمن هذه الأبيات فقال لمنشدها فقلت من الفتى فقال علوي فاطمي إيها عنك
تم الجزء الثاني من كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى عليهما و على آلهما صلاة رب العلي
[113]