قبيلة أشْعَر
ذكر علماء الأنساب أن نسب هذه القبيلة القحطانيّة كالتالي:
نَبْت الأشعر بن أُدَد بن زيد بن يَشجُب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
تسكن قبيلة أشعر في منطقة تِهامة مع عدد من القبائل الأخرى، يقطن الأشعرون في منطقة وادي ملح غرب السَّراة. ومن مُدنهم زبيد والحُصيب وميناء غلافقة والقحمة على ساحل البحر الأحمر، وتتّصل أراضي الأشعرين بـ « عكّ »، حيث يرتبط الأشعرون بهم بروابط سببيّة وثيقة.
وكان الأشعرون وعكّ قد ساروا إلى مكّة مع جيش أبرهة الحبشيّ في واقعة الفيل المشهورة. وتنتمي أُمّ أبي موسى الأشعري إلى قبيلة عك. ونظراً لهذا التلاحم بين القبيلتين قدم وفد الأشعرين إلى المدينة ومعهم رجلان من عكّ، وكانت هاتان القبيلتان في صفّ واحد في حروب الردّة. ويظهر من عدم إرسال عك وفداً خاصّاً إلى المدينة أنّهم كانوا تابعين للأشعرين.
إسلام أشعر
كان أبو موسى الأشعري حليفاً لسعيد بن العاص بن أميّة، وقد قدم أبو موسى وأخوه إلى مكّة في رجال من الأشعرين فأسلموا قبل الهجرة وعادوا إلى ديارهم(21). وفي السنة السابعة من الهجرة قدم أبو موسى الأشعريّ في خمسين نفراً من الأشعرين إلى جدّة عن طريق البحر، ثمّ ساروا من جدّة إلى المدينة فالتقوا برسول الله صلّى الله عليه وآله وأعلنوا إسلامهم(22).
ومن الجدير بالذكر أنّ الواقدي وطائفة من المؤرّخين الآخرين عدّوا أبا موسى الأشعري في عداد مهاجري الحبشة، إلاّ أن هذا الخبر لا يمكن أن يكون صحيحاً، والصواب ما ذكره ابن سعد وهو أنّ موسى بن عُقبة وابن إسحاق وأبو معشر المدنيّ لا يعدّون أبا موسى في مهاجري الحبشة، وذكر أنّ قدوم الأشعريين إلى المدينة لمّا كان متزامناً مع وصول جعفر بن أبي طالب وأصحابه قادمين من الحبشة، فقد ظنّ الواقدي ومن شاطره الرأي أنّ أبا موسى كان مع مهاجري الحبشة(23).
قبيلة خَثْعَم
قبيلة خثعم من القبائل القحطانيّة، وخثعم ـ كما ذكر علماء الأنساب ـ هو خثعم بن أنمار بن إراش ( نزار ) بن عمرو بن الغَوث بن نَبْت بن زيد بن كهلان بن سبأ.
وتقطن هذه القبيلة في منطقة سَراة اليمن مع عدد من القبائل الأخرى، من بينها بَجيلَة وغامِد وبارق وغافق والأزْد، ومن مدن خثعم تَبالة وبيشَة وشمال جُرَش وشرقيّها. ولمّا أرسل رسول الله صلّى الله عليه وآله صُرد بن عبدالله الأزدي لقتال مشركي خثعم تحصّنوا في جرش.
إسلام خثعم
لمّا قدم جرير بن عبدالله البَجَليّ إلى المدينة في وفد « بَجيلة »، أمره رسول الله صلّى الله عليه وآله بتحطيم صنم « ذو الخَلَصة »، وهو صنم أبيض متوّج، فتوجّه جرير إلى قبيلته واستعان ببني أحمس، فتوجّهوا إلى الصنم المذكور وقتلوا مائة رجل من باهلة ومائتي رجل من خثعم كانوا حُجّاباً لذي الخَلَصة، وهزموا الباقين، ثمّ خرّبوا الصنم المذكور وأضرموا فيه النار.
وبعد تخريب ذي الخَلَصة، قدم إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله عَثْعَث بن زحر وأنس بن مُدرِك في رجال من خثعم وأعلنوا إيمانهم بالله وبرسوله وبما جاء به الرسول، فكتب لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله كتاباً أباح فيه كلّ دمٍ سفكوه في الجاهلية، وأمرهم بالتصدّق بعُشر غلاّت أراضيهم الديميّة والمَسْقيّة، وعيّن لهم حدود مراتعهم(24).
قبيلة بَجيلة
سُمّيت هذه القبيلة القحطانيّة باسم أمّهم بَجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، وهم ينحدرون من نسل أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن زيد بن كهلان بن سبأ.
وتسكن بجيلة في سَراة اليمن الوسطى، وقد تفرّق أكثر رجالها خلال الفتوح الإسلاميّة في مدن العراق، وذهبت طائفة قليلة منهم إلى بلاد الشام، ولم يبقَ في سَراة اليمن الوسطى إلاّ عدد قليل من بَجيلة.
إسلام بَجيلة
قدم وقد بَجيلة إلى المدينة في السنة العاشرة من الهجرة النبويّة وعلى رأسهم جرير بن عبدالله، فأسلموا وبايعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لجرير ( وكان قد ساءله عمّا وراءه ): فما فعل ذو الخَلَصة ؟ قال: هو على حاله قد بقي، والله مُريحٌ منه إن شاء الله. فبعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى هدم ذي الخَلَصة وعقد له لواءً ودعا له، فذهب جرير وهدمه(25).