ظاهر القرآن لا يساعد بالتزاوج من جنس آخر :
السؤال : المشكلة التي يطرحها العلاّمة الطباطبائي تجاه هذه الروايات هي : أنّه لا يمكن فلسفياً أن يقع التزاوج بين جنسين مختلفين ، كالبشر والحور ، أو كالبشر والجنّ ، فلذلك مال إلى تقوية القول بتزاوج الأخوة والأخوات .
الجواب : إنّ السيّد الطباطبائي لم يجعل السبب في قوله بتزاوج الأخوة والأخوات في شريعة آدم ، هو عدم إمكان زواج البشر بالحور أو الجنّ ، بل جعل ذلك لأنّه لا يتناسب مع ظاهر القرآن ، فإنّ ظاهر إطلاق قوله تعالى : { وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء } (3)، أنّ النسل موجود من الإنسان ، إنّما ينتهي إلى آدم وزوجته ، من غير أن يشاركهما في ذلك غيرهما من ذكر أو أُنثى ، ولم يذكر القرآن للبث إلاّ إيّاهما ، ولو كان لغيرهما شركه في ذلك ، لقال : وبثّ منهما ومن غيرهما أو ذكر ذلك بما يناسبه من لفظ ، ومن المعلوم
____________
1- بحار الأنوار 11 / 226 .
2- علل الشرائع 1 / 103 .
3- النساء : 1 .
|
الصفحة 449 |
|
أنّ انحصار مبدأ النسل في آدم وزوجته يقضي بازدواج بنيهما من بناتهما .
( علي جبر القره غولي . 26 سنة . العراق . طالب علم )
الزواج من جنس آخر ممكن إذا تحوّل :
السؤال : هل من الممكن أن يتّصل مخلوق الجنّ بمخلوق البشر جنسياً ؟ أو أيّ وسيلة اتصال أُخرى ؟
وما حقيقة أو تفسير الآية : { وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاد } (1) ؟ وكيف يمكن للجنّ أن يمسّ البشر بحيث يعبّر عنه أنـّه ممسوس أو مجنون والعياذ بالله .
الجواب : الجنّ مخلوقون من نار ، والإنس مخلوقون من تراب ، ولا يتصوّر على هذا أنّه يمكن أن يحصل تزاوج بينهما ، لاختلاف في مادّة الخلق ، فضلاً عن النوع الواحد، فهل يتصوّر زواج إنسان من كلب، وحصان ببقرة ، فكيف بالجنّ .
وإن مر عليك أنّ جنّياً تزوّج من إنسان ، فهذا لا يعني بقاءه على صورته ، بل حوّله الله تعالى إلى مخلوق أنسي حتّى يصحّ التزاوج ، هذا كلّه على فرض صحّة تلك الأخبار .
وأمّا ما يتعلّق بالآية القرآنيّة ، فيقول العلاّمة الطباطبائي : ( فمشاركة الشيطان للإنسان في ماله أو ولده ، مساهمته له في الاختصاص والانتفاع ، كأن يحصل المال الذي جعله الله رافعاً لحاجة الإنسان الطبيعية من غير حلّه ، فينتفع به الشيطان لغرضه ، والإنسان لغرضه الطبيعي ، أو يحصّله من طريق الحلّ ، لكن يستعمله في غير طاعة الله فينتفعان به معاً ، وهو صفر الكفّ من رحمه الله .
وكأن يولد الإنسان من غير طريق حلّه أو يولد من طريق حلّه ، ثمّ يربّيه تربية غير صالحة ، ويؤدّبه بغير أدب الله ، فيجعل للشيطان سهماً ولنفسه
____________
1- الإسراء : 64 .
|
الصفحة 450 |
|
سهماً ، وعلى هذا القياس ) (1) .
واستناد الجنون إلى الشيطان أو الجنّ ليس على نحو الاستقامة ، ومن غير واسطة ، بل لأسباب طبيعية ، كاختلال الأعصاب والآفة الدماغية أسباب قريبة وراءها الشيطان (2) .
( ... . السعودية . ... )
السؤال : هل أنّ أهل البيت (عليهم السلام) خلقوا لهداية الخلق ؟ والأخذ بيدهم ، وفّقكم الله .
الجواب : من الواضح أنّ الله تعالى لم يخلق هذا الخلق عبثاً { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا } (3) ، وإنّما خلق الله الأشياء من أجل الإنسان { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا } (4) ، وخلق الإنسان من أجل تكامله ، والتكامل يحتاج إلى هداة إليه ، والهداة هم أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ـ كما نقرأ في زيارة الجامعة الكبيرة المروية عن الإمام الهادي (عليه السلام) ـ : ( السلام على أئمّة الهدى ومصابيح الدجى ... وأنتم نور الأخيار وهداة الأبرار ... ) .
إذاً الأئمّة (عليهم السلام) خُلقوا لهداية الخلق ، والخلق وباقي المخلوقات خُلقت لأجل اتباع الخمسة من أهل الكساء (عليهم السلام) ، كما ورد هذا المعنى في حديث الكساء ـ المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ ـ : ( يا ملائكتي ويا سكّان سماواتي ، إنّي ما خلقت سماء مبنية ، ولا أرضاً مدحية ، ولا قمراً منيراً ، ولا شمساً مضيئة ، ولا فلكاً يدور ، ولا بحراً يجري ، ولا فلكاً يسري ، إلاّ في محبّة هؤلاء الخمسة ، الذين هم تحت الكساء ) .
____________
1- الميزان في تفسير القرآن 13 / 146 .
2- المصدر السابق 2 / 413 .
3- المؤمنون : 115 .
4- الجاثية : 13 .
|
الصفحة 451 |
|
جعلنا الله وإيّاكم من المتمسّكين بولاية أهل البيت (عليهم السلام) .
( عباس . عمان . 25 سنة )
الاستنساخ البشري ليس خلقاً جديداً :
السؤال : ما الذي يثبت الاستنساخ في القرآن ؟ لأنّنا نقرأ في الآيات القرآنيّة أنّ الخلق إمّا أن يكون من الطين مباشرة ـ كخلق آدم (عليه السلام) ـ أو ببث الروح والنفخ ـ كخلق عيسى (عليه السلام) ـ أو كالخلق العادي من مني يمنى ... من أين نستشف الاستنساخ من القرآن الكريم ؟
الجواب : إنّ الاستنساخ ـ على ما ذكره أهل الاختصاص ـ ليس خلقاً جديداً بمعنى الإيجاد من العدم ، بل هو نقل الصفات والمميّزات من مخلوق إلى آخر ، بغية تطوير وتحسين المواصفات في المخلوق الثاني ، وإن كان الأمر حاليّاً في عالم الفرضيات والنظريات بالنسبة للخلقة الإنسانية ، ويبدو أنّه قد يرى بعض المشاكل والموانع في طريقه نحو التطبيق والفعلية .
ثمّ على فرض الوجود فلا يكون متناقضاً مع الخلق الأوّل الذي ابتدعه الله تعالى في صورة آدم (عليه السلام) وحوّاء ، فإنّ النسل البشري ـ في كافّة أنحاء تقلّباته ـ ينتهي بالمآل إليهما ، وعليه فتبقى اطلاقات الآيات القرآنيّة والأحاديث كلّها بحالها في هذا المجال ، فإنّ النصوص الدينية تصرّح بأنّ الإيجاد الأوّل كان بيد الله تعالى ، ثمّ إنّ التطوّرات حصلت أو قد تحصل في دائرة شمولية هذا الخلق .
وأخيراً : فإنّ الحكم الشرعيّ في هذا المجال يجب أن ينظر فيه من زاوية النظرة الفقهيّة ، فيراجع فيه إلى المراجع والمجتهدين وذوي الاختصاص .
( حسين جبّاري . البحرين . 23 سنة . طالب )
أوّل مخلوق جسماني خلق هو الماء :
السؤال : ما هو أوّل خلق الله ؟ وخصوصاً أنّ السنّة يختلفون في هذا الأمر ، فهناك من يقول أنّه الماء ، ومن يقول أنّه نور محمّد ... ، فما هو قول
|
الصفحة 452 |
|
الشيعة في هذا الأمر ؟ وما هو الدليل على ذلك من القرآن .
الجواب : قد وردت عندنا روايات تبيّن من هو أوّل خلق لله تعالى ، منها ما ورد عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : ( أوّل ما خلق الله روحي ) (1) ، وعنه أيضاً : ( أوّل ما خلق الله العقل ) (2) ، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( قال الله تبارك وتعالى : يا محمّد إنّي خلقتك وعليّاً نوراً ـ يعني روحاً ـ بلا بدن ، قبل أن أخلق سماواتي وأرضي ، وعرشي وبحري ، فلم تزل تهلّلني وتمجّدني ... ) (3) ، وهناك روايات أُخرى تشير إلى أنّ الماء أوّل صنع في عالم الخلق ، وقد شرح المازندرانيّ في شرح أُصول الكافي هذا الاختلاف ، وقال : لا منافاة بين هذه الروايات ، لأنّ هذه الثلاثة متحدة بالذات مختلفة بالحيثيات .
إذ هذا المخلوق الأوّل من حيث أنّه ظاهر بذاته ومظهر لظهوره وجودات غيره ، وفيضان الكمالات من المبدأ عليها سمّي نوراً ، ومن حيث إنّه حيّ وبسببه حياة كلّ موجود سمّي روحاً ، ومن حيث أنّه عاقل لذاته وصفاته وذوات سائر الموجودات وصفاتها سمّي عقلاً (4) .
وجاء في الهامش : أنّ أوّل صادر من الواجب تعالى في السلسلة الطولية ـ أعني العلل والمعلولات ـ أشرف المخلوقات مطلقاً ، لكونه أقرب إلى الواجب تعالى ، وليس إلاّ روح خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) ، وهو نور لتحقّق معناه فيه ، وكونه ظاهراً بذاته ومظهراً لغيره ، وهو عقل لتقدّم العقل على الجسم ... .
وأمّا كون الماء أوّل المخلوقات فالمراد منه أوّل موجود جسماني ، لا أوّل الموجودات مطلقاً كما علم ممّا مر ، وأعلم أنّ الإمام (عليه السلام) جرى ها هنا على اصطلاح الناس في ذلك العصر ، فإنّ العناصر عندهم كانت منحصرة في
____________
1- شرح أُصول الكافي 12 / 11 .
2- المصدر السابق 1 / 204 .
3- الكافي 1 / 440 .
4- شرح أُصول الكافي 12 / 11 .
|
الصفحة 453 |
|
أربعة : الماء والهواء أي الريح ، والنار والأرض ، وبيّن (عليه السلام) أنّ الأصل هو الماء ، والثلاثة الأُخرى مولدة منه .
( عادل . البحرين . 21 سنة . طالب ثانوية )