عربي
Tuesday 24th of December 2024
0
نفر 0

وبه(1) عن عبدالكريم بن عمرو، عن ثابت بن شريح، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن على الباقر(عليهما السلام)(2) يقول: " منا اثنا عشر محدثا ".

14 - وبه(1) عن عبدالكريم بن عمرو، عن ثابت بن شريح، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن على الباقر(عليهما السلام)(2) يقول: " منا اثنا عشر محدثا ".

15 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله، قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن عمر بن أبان الكلبى؟ عن ابن - سنان، عن أبي السائب(3) قال: قال أبوعبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام): " الليل اثنتا عشرة ساعة، والنهار اثنتا عشرة ساعة، والشهور اثنا عشر شهرا، والائمة اثنا عشر إماما، والنقباء اثنا عشر نقيبا، وإن عليا ساعة من اثنتى عشرة ساعة، وهو قول الله عزوجل: " بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ".

16 - أخبرنا علي بن الحسين(4) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار بقم، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي(5)، قال: حدثنا محمد بن على الكوفي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبدالرزاق، عن زيد الشحام، عن أبى عبدالله(عليه السلام) ; وقال محمد بن حسان الرازي: وحدثنا به محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام قال: قلت لابى عبدالله(عليه السلام): أيهما أفضل الحسن أو الحسين؟ قال: " إن فضل أولنا يلحق فضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق فضل أولنا(6) فكل له فضل.

قال: قلت له: جعلت فداك وسع علي

___________________________________

(1) يعنى بهذا الاسناد.

(2) في بعض النسخ والبحار " سمعت جعفر بن محمد(ع) ".وثابت بن شريح هو أبو اسماعيل الصائغ الانبارى الثقة.

(3) الظاهر أن المراد بابن سنان " محمد بن سنان الزاهرى " المعنون في الرجال والمراد بأبي السائب " عطاء بن السائب " المكنى بابى السائب ظاهرا، وهو رجل عامى راجع تهذيب التهذيب ج 7 ص 203.وفى بعض النسخ " عن ابن السائب " وفى بعضها " عن ابى صامت ".

(4) هو على بن الحسين الصدوق لا صاحب مروج الذهب.

(5) في النسخ " محمد بن الحسين أو محمد بن الحسن " والصواب ما في المتن وهو أبو عبدالله الزينبى المعروف في كتب الرجال.ويعنى بمحمد بن على أبا سمينة الصيرفى.

(6) في بعض النسخ " وفضل آخرنا كفضل أولنا ".

(*)

 

في الجواب، فإني والله ما أسألك إلا مرتادا(1) فقال: نحن من شجرة برأنا الله من طينة واحدة، فضلنا من الله، وعلمنا من عند الله، ونحن امناء الله على خلقه، والدعاة إلى دينه، والحجاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدك يازيد، قلت: نعم، فقال: خلقنا واحد، وعلمنا واحد، وفضلنا واحد، وكلنا واحد عند الله عزوجل، فقلت: أخبرني بعد تكم، فقال: نحن اثنا عشر - هكذا - حول عرش ربنا جل وعز في مبتدء خلقنا، أولنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد ".

17 - أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن على الكوفي، عن إبراهيم بن محمد بن يوسف، عن محمد بن عيسى، عن عبدالرزاق، عن محمد بن سنان، عن فضيل الرسان، عن أبى حمزة الثمالي قال: " كنت عند أبى جعفر محمد بن على الباقر(عليهما السلام) ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قال لي: يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شك فيما أقول لقى الله [سبحانه] وهو به كافر وله جاحد، ثم قال: بأبى وأمى المسمى باسمى والمكنى بكنيتى(2)، السابع من بعدي، بأبى من يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ثم قال: يا أبا حمزة من أدركه فلم يسلم له فما سلم لمحمد وعلى(عليهما السلام)، وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار، وبئس مثوى الظالمين ".

وأوضح من هذا بحمد الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه قول الله عزوجل في محكم كتابه: " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم(3) "، ومعرفة الشهور - المحرم وصفر وربيع وما بعده، والحرم

___________________________________

(1) " مرتادا " أى طالبا للحق.

(2) كذا، وانما كانت كنيته(ع) أبا جعفر فقط كما ذكره بعض الاعلام، وليس للصاحب عليه السلام كنية غير أبي القاسم وأبي عبدالله.

(3) التوبة: 36.

(*)

 

منها هى رجب وذوالقعدة وذوالحجة والمحرم - لا تكون دينا قيما لان اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائها، وإنما هم الائمة(عليهم السلام) والقوامون بدين الله والحرم منها أمير المؤمنين علي الذي اشتق الله تعالى له اسما من اسمه العلي، كما اشتق لرسوله(صلى الله عليه وآله) اسما من اسمه المحمود، وثلاثة من ولده أسماؤهم علي: علي بن الحسين، وعلي بن موسى، وعلي بن محمد، فصالهذا الاسم المشتق من اسم الله عزوجل حرمة به وصلوات الله عليه محمد وآله المكرمين المتحرمين به.

18 - أخبرنا سلامة بن محمد(1) قال: حدثنا أبوالحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي(2)، قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي الرازي(3)، قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا عبيد بن كثير(4)، قال: حدثنا أبوأحمد ابن موسى الاسدي، عن داود بن كثير الرقي، قال: " دخلت علي أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) بالمدينة، فقال لي: ما الذي أبطأبك يا داود عنا؟ فقلت: حاجة عرضت بالكوفة، فقال: من خلفت بها؟ فقلت: جعلت فداك خلفت بها عمك زيدا تركته راكبا على فرس متقلدا سيفا(5) ينادي بأعلى صوته: سلوني [سلوني] قبل أن تفقدوني، فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ من المنسوخ والمثاني والقرآن العظيم، وإنى العلم بين الله وبينكم.

فقال لي: يا داود لقد ذهبت بك المذاهب، ثم نادى يا سماعة بن مهران ايتني بسلة الرطب فأتاه بسلة فيها رطب، فتناول

___________________________________

(1) سلامة بن محمد الارزنى نزيل بغداد كان من المشايخ، سمع منه التلعكبرى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وله منه اجازة.وثقة غير واحد من الرجاليين.

(2) لم اعثر عليه بهذا العنوان في كتب الرجال.

(3) هو من أحفاد العباس بن على بن أبى طالب(ع) ثقة جليل القدر من اصحابنا كثير الحديث وله كتاب.

(4) في بعض النسخ " محمد بن كثير ".

(5) في بعض النسخ " مصحفا ".

(*)

 

منها رطبة فأكلها، واستخرج النواة من فيه فغرسها في الارض، ففلقت وأنبتت وأطلعت واغدقت، فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها واستخرج منها رقا أبيض ففضه ودفعه إلي، وقال: اقرأه، فقرأته وإذا فيه سطران، السطر الاول " لا إله إلا الله، محمد رسول الله والثاني " إن عدة الشهور عندالله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم - أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسى بن جعفر، علي بن موسى، محمد بن علي، علي ابن محمد، الحسن بن علي، الخلف الحجة " ثم قال: يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا؟ قلت: الله أعلم ورسوله وأنتم، فقال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ".

19 - أخبرنا سلامة بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن علي بن مهزيار، قال: حدثنا أحمد بن محمد السياري، عن أحمد بن هلال ; قال: وحدثنا علي بن محمد بن عبيدالله الخبائي(1)، عن أحمد بن هلال، عن امية بن ميمون الشعيري(2) عن زياد القندي قال: سمعت أبا إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد(عليهم السلام) يقول: " إن [ا] لله عزوجل [خلق] بيتا من نور جعل قوائمه أربعة أركان [كتب عليها أربعة أسماء](3) " تبارك، وسبحان، والحمد، والله "(4)، ثم خلق من الاربعة أربعة، ومن الاربعة

___________________________________

(1) هو على بن محمد بن أبى القاسم عبيدالله الخبائى، وامه كانت بنت أحمد بن أبى عبدالله البرقى.

وأبوه محمد بن عبيدالله يلقب بندار أو ماجيلويه سيد من أصحابنا القميين، وكان على يكنى أبا الحسن وهو فقيه فاضل ثقة عنونه النجاشى وغيره من أصحاب الرجال.

(2) كذا وفى بعض النسخ " عن امية بنت ميمون " وفى بعضها " عن امية عن ميمون الشعيرى ".ولعل الصواب امية بن عمرو بن ميمون.واما زياد القندى فهو زياد بن مروان القندى الواقفى المعنون في جامع الرواة وفهرستالنجاشى وخلاصة العلامة.

(3) ماجعل بين القوسين هو مكان في بعض النسخ دون بعض وكذا في جل ما تقدم أو يأتى غير أن في بعض الموارد هو ما أضفناء ليستقيم المعنى لكنه يكون في غير متن الحديث مع الاشارة اليه في الهامش.

(4) في بعض النسخ عكس هذا الترتيب.

(*)

 

أربعة(1)، ثم قال عزوجل: " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ".

___________________________________

(1) في بعض النسخ " ثم خلق اربعة من اربعة، ومن اربعة اربعة ".

وقال العلامة المجلسى - رحمه الله - بعد نقل الخبر في البحار في باب النصوص على الائمة: " هذا الخبر شبيه بما مر في باب الاسماء من كتاب التوحيد ومضارع له في الاشكال والاعضال وكان المناسب ذكره هناك وانما اوردناه ههنا لان الظاهر بقرينة الاخبار الاخر الواردة في تفسير الآية ان الغرض تطبيقه على عدد الائمة عليهم السلام، وهو من الرموز والمتشابهات التى لا يعلمها الا الله والراسخون في العلم، ويمكن ان يقال على سبيل الاحتمال: ان اسماء‌ه تعالى منها مايدل على الذات، ومنها مايدل على صفات الذات، ومنها ما يدل على التنزيه، ومنها ما يدل على صفات الفعل.

فالله: يدل على الذات، " والحمد " على مايستحق عليه الحمد من الصفات الكمالية الذاتية، و " سبحان " على الصفات التنزيهية، و " تبارك " لكونه من البركة والنماء على صفات الفعل ; أو " تبارك " على صفات الذات لكونه من البروك والثبات، و " الحمد " على صفات الفعل لكونه على النعم الاختيارية.

ويتشعب منها أربعة لانه يتشعب من اسم الذات مايدل على توحيده وعدم التكثر فيه، ولذا بدأ الله تعالى به بعد " الله " فقال: " قل هو الله أحد " ويتشعب من الاحد الصمد، لان كونه غنيا عما سواه، وكون ماسواه محتاجا اليه من لوازم أحديته وتفرده بذلك، ولذا ثنى به في سورة التوحيد بعد ذكر الاحد.

واما صفات الذات فيتشعب اولا منها القدير، ولما كانت القدرة الكاملة تستلزم العلم الكامل تشعب منه العليم، وسائر صفات الذات ترجع اليهما عند التحقيق، ويحتمل العكس أيضا بأن يقال: يتشعب القدرة من العلم كما لا يخفى على المتأمل.

واما مايدل على التنزيه فيتشعب منها اولا السبوح الدال على تنزيه الذات ثم القدوس الدال على تنزيه الصفات.

واما صفات الفعل فيتشعب منها اولا الخالق، ولما كان الخلق مستلزما للرزق او التربية تشعب منه ثانيا الرازق او الرب ولما كانت تلك الصفات الكمالية دعت إلى بعثة الانبياء ونصب الحجج عليهم السلام فبيت النور الذى هو بيت الامامة كما بين في آية النور مبنية على تلك القوائم، او انه تعالى لما حلاهم بصفاته وجعلهم مظهر آيات جلاله وعبر عنهم بأسمائه وكلماته فهم متخلقون باخلاق الرحمن، وبيت نورهم وكمالهم مبنى على تلك الاركان، وبسط القول فيه يفضى إلى مالا تقبله العقول والاذهان، ولا يجرى في تحريره الاقلام بالبنان، فهذا جملة مما خطر بالبال في حل هذه الرواية، والله ولى التوفيق والهداية.

(*)

 

20 - أخبرنا علي بن الحسين، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي قال ": قلت لابي عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام): جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل " السابقون السابقون أولئك المقربون(1) " قال: نطق الله بها يوم ذرأ الخلق في الميثاق قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، فقلت: فسر لى ذلك، قال: إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين، ورفع لهم نارا فقال: ادخلوها، فكان أول من دخلها محمد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الائمة إمام بعد إمام، ثم أتبعهم بشيعتهم، فهم والله السابقون ".

21 - حدثنا أبوعلي أحمد بن محمد بن يعقوب بن عمار الكوفى(2) قال: حدثني أبي، قال: حدثنا القاسم بن هشام اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي(3) قال: " دخلت على أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) فإني عنده جالس إذ دخل أبوالحسن موسى وهو غلام فقمت إليه فقبلته وجلست فقال لي أبوعبدالله(عليه السلام): يا إبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد آخرون، فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب، أما ليخرجن الله عز وجل من صلبه خير أهل الارض في زمانه، سمى جده ووارث علمه وأحكامه و قضاياه، ومعدن الامامة ورأس الحكمة يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة

___________________________________

(1) الواقعة: 11.

(2) الظاهر هو احمد بن محمد بن عمار الكوفى المعنون في فهرست الشيخ وكان ثقة جليل القدر يروى عن أبيه محمد وهو أيضا معنون في جامع الرواة، وقال النجاشى بترجمة القاسم بن هشام الؤلؤى: اخبرنا ابن نوح عن ابى الحسن بن داود، عن احمد بن محمد بن عمار قال: حدثنا أبى قال حدثنا القاسم بن هشام اللؤلؤى بكتابه النوادر، والنسبة إلى الجد شايعة.

(3) هو ابراهيم بن ابى زياد الكرخى الذى روى عنه الحسن بن محبوب السراد، وروايته هذه تدل على كونه اماميا خالصا حسن العقيدة كما يظهر من كلامه في ذيل الخبر، وان لم يتعرض احد من الرجاليين له بمدح ولا قدح.

(*)

 

حسدا له، ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون، يخرج الله من صلبه تكملة اثنى عشر إماما مهديا اختصهم الله بكرامته، وأحلهم دار قدسه، المنتظر للثاني عشر [الشاهر سيفه بين يديه] كان كالشاهر سيفه بين يدى رسول الله(صلى الله عليه وآله) يذب عنه.

ودخل رجل من موالي بني امية فانقطع الكلام، فعدت إلى أبى عبدالله(عليه السلام) احدى عشرة مرة أريد أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك، فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس، فقال: يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل، وجور وخوف، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان حسبك يا إبراهيم، قال: فما رجعت بشئ أسر إلى من هذا لقلبى ولا أقر لعيني "(1).

22 - أخبرنا أحمد بن محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبوعبدالله الحسين بن محمد قراء‌ة عليه، قال: حدثنا محمد بن أبى قيس، عن جعفر الرماني، عن محمد بن [أبي] القاسم - ابن أخت خالد بن مخلد القطواني(2) - قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد [عن أبيه محمد بن علي](عليهما السلام) أنه نظر إلى حمران فبكى، ثم قال: يا حمران عجبا للناس كيف غفلوا أم نسوا أم تناسوا، فنسوا قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين مرض، فأتاه الناس يعودونه ويسلمون عليه حتى إذا غص بأهله البيت(3) جاء علي(عليه السلام) فسلم ولم يستطع أن يتخطاهم إليه(4) ولم يوسعوا له، فلما رأى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذلك رفع مخدته(5) وقال: إلى يا علي، فلما رأى الناس ذلك زحم

___________________________________

(1) روى الصدوق هذا الخبر في كمال الدين مرتين مرة في باب ما أخبر به الصادق عليه السلام من وقوع الغيبة، واخرى في باب ثواب المنتظر للفرج.

(2) في بعض النسخ " خالد بن محمد القطوانى " وهو تصحيف والصواب ما اثبتناه، وخالد بن مخلد مشهور في كتب العامة، وعبد الوهاب الثقفى هو عبدالوهاب بن عبدالمجيد الثقفى المعنون في التقريب والتهذيب للعسقلانى، ورجال صدر السند غير مذكورين، ومهملون.

(3) غص المكان باهله: امتلاوضاق عليهم.

(4) تخطاهم اى تجاوزهم وسبقهم.

(5) في بعض النسخ " رفع فخذيه ".

(*)

 

بعضهم بعضا وأفرجوا حتى تخطاهم وأجلسه رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى جانبه، ثم قال: يا أيها الناس هذاأنتم تفعلون بأهل بيتى في حياتي ما أرى، فكيف بعد وفاتي؟ ! والله لا تقربو من أهل بيتى قربة إلا قربتم من الله منزلة، ولا تباعدون [عنهم] خطوة وتعرضون عنهم إلا أعرض الله عنكم، ثم قال: أيها الناس اسمعوا [ما أقول لكم] ألا إن الرضا والرضوان والجنة(1) لمن أحب عليا وتولاه، وائتم به وبفضله، و [ب‍] أوصيائى بعده، وحق على ربى أن يستجيب لى فيهم، إنهم اثنا عشر وصيا، ومن تبعه(2) فانه مني، إنى من إبراهيم، وإبراهيم مني، ودينى دينه ودينه ديني، ونسبته نسبتي، ونسبتي نسبته(3) وفضلي فضله، وأنا أفضل منه، ولا فخر، يصدق قولى قول ربي: " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم "(4).

23 - أخبرنا محمد بن همام، قال: حدثنا أبوعلى الحسن بن على بن عيسى القوهستاني قال: حدثنا بدر بن إسحاق بن بدر الانماطي في سوق الليل بمكة - وكان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين، وكان من أهل قزوين - في سنة خمس وستين ومائتين قال: حدثني أبي: إسحاق بن بدر، قال: حدثنى جدي بدر بن عيسى(5)، قال: " سألت أبي: عيسى بن موسى - وكان رجلا مهيبا - فقلت له): من أدركت من التابعين؟ فقال: ما أدري ماتقول [لي] ولكني كنت بالكوفة، فسمعت شيخا في جامعها يتحدث عن عبد خير، قال: سمعت أميرالمؤمنين على بن أبى طالب صلوات الله عليه يقول: قال لى رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا علي الائمة الراشدون المهتدون

___________________________________

(1) في بعض النسخ " والرضوان والحب ".

(2) في البحار وبعض نسخ الكتاب " ومن تبعنى ".

(3) في بعض النسخ " وسنتى سنته ونسبى نسبه " وفى بعضها " ونسبى نسبه ونسبه نسبى ".

(4) آل عمران: 34.

(5) لم أعثر على هؤلاء في ما عندى من كتب الرجال، ولا عنوانهم في فهرست رجال التدوين.

(*)

 

المعصومون(1) من ولدك أحد عشر إماما وأنت أولهم، وآخرهم اسمه اسمي، يخرج فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا وظلما، يأتيه الرجل والمال كدس، فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ ".

24 - حدثنا أبوالحارث عبدالله بن عبد المك بن سهل الطبراني، قال: حدثنا محمد بن المثنى البغدادي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الرقي، قال: حدثنا موسى ابن عيسى بن عبدالرحمن، قال: حدثنا هشام بن عبدالله الدستوائي(2)، قال: حدثنا على بن محمد(3)، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن محمد بن علي الباقر(عليهما السلام)، عن سالم بن عبدالله بن عمر، عن أبيه عبدالله بن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " إن الله عزوجل أوحى إلى ليلة اسري بي: يا محمد: من خلفت في الارض في امتك؟ - وهو أعلم بذلك - قلت: يا رب أخي، قال: يا محمد علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إني اطلعت إلىالارض اطلاعة فاخترتك منها فلا اذكر حتى تذكر معى، فأنا المحمود، وأنت محمد، ثم إني اطلعت إلى الارض اطلاعة اخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيك فأنت سيد الانبياء، وعلى سيد الاوصياء ثم شققت له اسما من أسمائي، فأنا الاعلى وهو علي؟ يا محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان من المقربين، ومن جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع، ثم لقينى جاحدا

___________________________________

(1) في بعض النسخ " الراشدون المهديون المغصوبون حقوقهم ".

(2) الظاهر هو هشام بن أبى عبدالله الدستوائى، واسم أبيه سنبز - وزان جعفر - وهو ثقة ثبت كما في التقريب لابن حجر.

(3) مشترك ولم أتحقق من هو، وفى بعض النسخ " على بن على " وهو اما على بن على ابن نجاد المعنون في التقريب وكان ثقة، أو على بن على بن رزين اخو دعبل الخزاعى المعنون في رجال النجاشى وخلاصة الرجال للعلامة الحلى.والمظنون عندى هو على بن حماد المنقري الكوفى، وصحف في السنخ بعلى بن محمد أو على بن على.

(*)

 

لولايتهم أدخلته ناري، ثم قال: يا محمد أتحب أن تراهم، فقلت: نعم، فقال: تقدم أمامك، فتقدمت أمامى فإذا علي بن أبى طالب، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن على، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلى بن موسى، و محمد بن على، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة القائم كأنه الكوكب الدري في وسطهم، فقلت: يا رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الائمة، وهذا القائم، محلل حلالي ومحرم حرامي، وينتقم من أعدائي، يا محمد أحببه فإني احبه، واحب من يحبه ".

25 - وأخبرنا محمد بن يعقوب الكلينى، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبى بصير، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: " يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن على، تاسعهم قائمهم ".

26 - أخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد ابن الحسين بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن كرام(1) قال: حلفت فيما بينى وبين نفسي(2) ألا آكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد، فدخلت علي أبى عبدالله(عليه السلام)، فقلت له: رجل من شيعتك جعل لله عليه ألا يأكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد.

فقال: صم يا كرام ولا تصم العيدين ولا ثلاثة أيام التشريق(3)، ولا إذا كنت مسافرا(4)، فإن الحسين(عليه السلام) لما قتل عجت

___________________________________

(1) كرام اما بكسر الكاف وتخفيف المهملة او بفتح الكاف وتشديد الراء، وهو كرام ابن عمرو بن عبدالكريم وهو واقفى.

(2) اى من غير ان يعلم به احد، وان حمل على الكلام النفسى فالامر بالصوم على الاستحباب كما هو المشهور وقيل بالوجوب فيه أيضا.

وقوله " ان لا آكل " كأنه كان غرضه الصوم وكنى به عنه، او كان يمينه بلفظ الصوم وعبر عنه بهذه العبارة، والا فالظاهر انه لا ينعقد الحلف على حقيقة هذا الكلام لانه مرجوح(المرآة).

(3) استثناء ايام التشريق محمول على ما اذا كان بمنى، ويدل على ان النذر المطلق لا يصام له في السفر.

(4) زاد في الكافى " ولا مريضا ".

(*)

 

السماوات والارض ومن عليهما والملائكة(1)، فقالوا: يا ربنا أتأذن لنا(2) في هلاك الخلق حتى نجذهم من جديد الارض بما استحلوا حرمتك(3)، وقتلوا صفوتك، فأوحى الله إليهم يا ملائكتي ويا سمائي ويا أرضي اسكنوا، ثم كشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) واثنا عشر وصيا له فأخذ بيد فلان من بينهم(4) فقال: يا ملائكتي ويا سماواتي ويا أرضي بهذا أنتصر منهم [لهذا] - قالها ثلاث مرات -(5) ".

وجاء في غير رواية محمد بن يعقوب الكلينى: " بهذا أنتصر منهم ولو بعد حين ".

27 - أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبى عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عبدالله بن جعفر الطيار يقول: كنا عند معاوية أنا والحسن والحسين وعبدالله بن عباس وعمر بن أم سلمة(6) واسامة بن زيد فجرى بيني

___________________________________

(1) قوله " فان الحسين عليه السلام " كأنه تعليل لاستعداد صوم الدهروانه لا يصل إلى ذلك فان الثانى عشر هو القائم، او انه ليس تعليقا على امر فيه شك، بل على امر حتمى، فان الله قد وعد الملائكة ظهوره ولا يخلف وعده.

وعجيج السماوات والارض كناية عن ظهور آثار هذه المصيبة فيها.

(2) في الكافى " يا ربنا ائذن لنا ".

(3) " حتى نجذهم " بضم الجيم وفتح الذال أى نقطعهم ونستأصلهم.وجديد الارض: وجهها، والحرمة - بالضم - ما لا يحل انتها كه.

(4) الاخذ بيده كناية عن تقديمه وابرازه من بينهم، أو أمر جبرئيل أو بعض الملائكة أو رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، فالاسناد مجازى.(المرآة).

(5) أى قال الله سبحانه هذه الكملة ثلاث مرات، أو قال الامام عليه السلام.

وقال العلامة المجلسى في؟ يل شرح الحديث كما قدمناه: " كان ذكر هذا الحديث لكرام لاتمام الحجة عليه لعلمه بأنه سيصير واقفيا ".

(6) ذكربعض الاعلام أن عمر بن أبى سلمة قتل بصفين وقوله " كنا عند معاوية " حكاية ما وقع في زمان أحد الثلاثة.واشتبه عليه عمر بن أبى سلمة بن عبدالله بن الاسد بن هلال بن عبدالله بن مخزوم القرشى المدنى ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله الذى ولد في السنة الثانية من الهجرة وتوفى بالمدينة سنة(83) بعمر بن أبى سلمة بن عبدالرحمن بن عوف الزهرى الذى قتل بصفين.

 

وبين معاوية كلام، فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي على بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد علي فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا علي(1) ثم ابنه محمد بن على أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وستدركه يا حسين(2)، ثم تكمله اثني عشر إماما [تسعة] من ولد الحسين(3).

قال عبدالله بن جعفر فاستشهدت الحسن والحسين وعبدالله بن عباس وعمر ابن ام سلمة(4) واسامة بن زيد فشهدوا.

قال سليم: وقد سمعت ذلك من سلمان الفارسي والمقداد وأبي ذر وذكروا أنهم سمعوا ذلك من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ".

28 - محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، قال: حدثنا محمد بن عيسى ابن عبيد بن يقطين، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن علي بن أبي حمزة قال: كنت مع أبي بصير، ومعنا مولى لابي جعفر الباقر(عليه السلام)، فقال: سمعت أباجعفر(عليه السلام) يقول: " منا اثنا عشر محدثا السابع من [بعدي] ولدي القائم، فقام

___________________________________

(1) كان لعلى بن الحسين عليهما السلام عند شهادة امير المؤمنين عليه السلام سنتان فان ميلاده في سنة 38 وشهادة جده عليهما السلام سنة 40.

(2) ذكر الكلينى في باب مولد أبي جعفر محمد بن على عليهما السلام: " ولد أبوجعفر عليه السلام سنة سبع وخمسين.

وذكر شهادة الحسين بن على عليهما السلام سنة احدى وستين من الهجرة في باب مولد أبى عبدالله الحسين عليه السلام.

(3) من كلام عبدالله بن جعفر اى ثم ذكرت تتمتهم عند معاوية تفصيلا، ولا يبعد كونه من كلام النبى صلى الله عليه وآله.

(4) متحد مع عمر بن أبى سلمة.

(*)

 

إليه أبوبصير فقال: أشهد أني سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقوله منذ أربعين سنة ".

" وقال أبوالحسن الشجاعى - رحمه الله -: هذان الحديثان مما استدركهما أبوعبدالله - رحمه الله - بعد فراغه، ونسخى الكتاب ".

29 - أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الاشعرى(1) من كتابه، قال: حدثنا إبراهيم بن مهزم، قال: حدثنا خاقان بن سليمان الخزاز، عن إبراهيم ابن أبي يحيى المدني(2)، عن أبي هارون العبدي، عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله(صلى الله عليه وآله) ; وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: قالا: " شهدنا الصلاة على أبي بكر حين مات فبينما نحن قعود حول عمر، وقد بويع إذ جاء‌ه فتى يهودي من يهود المدينة كان أبوه عالم اليهود بالمدينة، يزعمون أنه من ولد هارون، فسلم على عمر، وقال: يا أمير المؤمنين أيكم أعلم بكتابكم [وسنة نبيكم]؟ فقال عمر: هذا وأشار إلى علي بن أبي طالب(عليه السلام) وقال: هذا أعلمنا بكتابنا و [سنة] نبينا، فقال الفتى أخبرني أأنت كذا؟ قال: نعم سلني عن حاجتك فقال: إني أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة، قال علي(عليه السلام): أفلا تقول: أسألك عن سبع؟ فقال الفتى: لا ولكن أسألك عن الثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن الثلاث الاخر، فإن أصبت فيهن سألتك عن الواحدة، فإن لم تصب في الثلاث الاول سكت ولم أسألك عن شئ،

___________________________________

(1) هذا الرجل معنون في فهرست النجاشى وقال: ثقة من أصحابنا الكوفيين له كتاب عنه أحمد بن محمد بن سعيد وله كتاب مجالس الائمة عليهم السلام.

(2) خاقان بن سليمان لم أعثر على عنوانه في كتب الرجال من العامة والخاصة، وكذا ابراهيم بن أبى يحيى.

والخبر رواه الصدوق والكلينى بسندين آخرين في الكمال و الكافى وفى الاول " ابراهيم بن يحيى الاسلمى المدينى ".

وفى الثانى " عن ابراهيم، عن أبي يحيى " والمظنون عندى ان خاقان تصحيف جعفر وهو الضبعى ظاهرا.

(*)

 

قال له علي(عليه السلام): يا يهودي فإن أخبرتك بالصواب وبالحق تعلم أني أخطأت أو أصبت؟ قال: نعم، قال علي: فبالله لئن أصبت فيما تسألني عنه لتسلمن ولتدعن اليهودية، قال: نعم، لك الله علي لئن أصبت لاسلمن ولادعن اليهودية، قال: فأسأل عن حاجتك، قال: أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الارض، وأول شجرة نبتت في الارض، وأول عين أنبعت في الارض؟ قال علي: يا يهودي أما أول حجر وضع على وجه الارض فإن اليهود يقولون الصخرة التي في بيت المقدس، وكذبوا ولكنه الحجر الاسود، نزل به آدم من الجنة فوضعه في الركن والمؤمنون يستلمونه ليجددوا العهد والميثاق لله عزوجل بالوفاء.

وأما قولك أول شجرة نبتت في الارض فإن اليهود يقولون: الزيتونة، و كذبوا ولكنها النخلة العجوة، نزل بها آدم من الجنة وبالفحل، فأصل الثمرة كلها العجوة(1).

وأما العين فإن اليهود يقولون بأنها العين تحت الصخرة، وكذبوا ولكنها عين الحياة التي لا يغمس فيها ميت إلا حي وهي عين موسى التي نسي عندها السمكة المملوحة فلما مسها الماء عاشت وانسربت في البحر فأتبعها موسى وفتاه حين لقيا الخضر ; فقال الفتى: أشهد أنك قد صدقت وقلت الحق، وهذا كتاب ورثته عن آبائي إملاء موسى وخط هارون بيده وفيه هذا الخصال السبع والله لئن أصبت في بقية السبع لادعن ديني وأتبعن دينك فقال علي(عليه السلام): سل، فقال: أخبرني كم لهذه الامة بعد نبيها من إمام هدى لا يضر هم خذلان من خذلهم؟ وأخبرني عن موضع محمد في الجنة أي موضع هو؟ وكم مع محمد في منزلته(2)؟ فقال علي(عليه السلام) يا يهودي لهذه الامة اثنا عشر إماما مهديا كلهم هاد مهدي لا يضرهم خذلان من خذلهم، وموضع محمد(صلى الله عليه وآله) في أفضل منازل جنة عدن، وأقربها من الله وأشرفها،

___________________________________

(1) في كمال الدين " وبالفحل فأصل النخلة كله من العجوة " والفحل ذكر النخل.

(2) كذا، والصواب " وأخبرنى من يسكن معه في منزله ".

(*)

 

وأما الذي مع محمد(صلى الله عليه وآله) في منزلته فالاثنا عشر الائمة المهديون، قال اليهودي وأشهد أنك قد صدقت وقلت الحق، لئن أصبت في الواحدة كما أصبت في الستة و الله لاسلمن الساعة على يدك ولادعن اليهودية، قال له: اسأل، قال: أخبرني عن خليفة محمد كم يعيش بعده ويموت موتا أو يقتل قتلا؟ قال: يعيش بعده ثلاثين سنة ويخضب هذه من هذه - وأخذ بلحيته وأومأ إلى رأسه - فقال الفتى: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك خليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله) على الامة ومن تقدم كان مفتريا ثم خرج ".

30 - وأخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا حميد بن زياد من كتابه وقرأته عليه، قال: حدثني جعفر بن إسماعيل المنقري،(1) عن عبدالرحمن ابن أبي نجران، عن إسماعيل بن علي البصري(2) عن أبي أيوب المؤدب، عن أبيه - وكان مؤدبا لبعض ولد جعفر بن محمد(عليهما السلام) - [قال:] قال: " لما توفي(3) رسول - الله(صلى الله عليه وآله) دخل المدينة رجل من ولد داود على دين اليهودية، فرأى السكك خالية فقال لبعض أهل المدينة: ما حالكم؟ فقيل: توفي رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال الداودي: أما إنه توفي [في] اليوم الذي هو في كتابنا ثم قال: فأين الناس؟ فقيل له: في المسجد فأتى المسجد فاذا أبوبكر وعمر وعثمان وعبدالرحمن بن عوف وأبوعبيدة بن الجراح والناس، قد غص المسجد بهم، فقال: أوسعوا حتى أدخل وأرشدونى إلى الذي خلفه نبيكم، فأرشدوه إلى أبي بكر، فقال له: إنني من ولد داود على دين اليهودية، وقد

___________________________________

(1) عنونه العلامة في القسم الثانى من الخلاصة بعنوان جعفر بن اسماعيل المقرئ، وقال: كوفى، روى عنه حميد بن زياد، وابن رباح.وقال ابن الغضائرى: انه كان غاليا كذابا.وعنونه النجاشى وقال: له كتاب النوادر، وذكر طريقه اليه.

وفيه " المنقرى ".

(2) لعله أبوعلى أو ابوعبدالله البصرى المعنون في جامع الرواة، وفى بعض النسخ " على بن اسماعيل " فالظاهر هو ابوالحسن الميثمى الذى له كتب في الامامة، وهو أول من تكلم في الامامة على مذهب الامامية.

(3) هذا الخبر مقطوع لم يسنده إلى المعصوم(ع).

(*)

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المهدي المنتظر في كلمات محي الدين بن عربي/ ق2
تنزيه يوسف عن محبة المعصية:
اثبات وجود الله
ما هو معني عبادة الله تعالي؟
دراسة متون الروايات
حكم الوقف عند السنة
البدعة باختصار
عدم التناسخ بين النفس والبدن
إثبات قدمه تعالى و امتناع الزوال عليه
المخالفون والولاية التكوينية الإعتقادبها ولكن ...

 
user comment