عربي
Monday 22nd of July 2024
0
نفر 0

هل ألقى الحسين (ع) بنفسه الى التهلكة بثورته ضد الامويين ؟

هل ألقى الحسين (ع) بنفسه الى التهلكة بثورته ضد الامويين ؟


أول الشبهات التي ترد على ذهن السامع أو القارئ لمصرع الحسين (ع) هي شبهة أن الحسين بعمله هذا قد ألقى بنفسه إلى التهلكة التي نهى الله تعالى عنها بقوله «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة » ... والقيام بمثل ذلك العمل الانتحاري يعتبر غريبا من مثل الحسين (ع) العارف بشريعة الاسلام والممثل الشرعي لنبي الاسلام جده محمد (ص) . لذا فالجواب عن هذه الشبهة يتوقف على تقديم مقدمة للبحث في الآية الكريمة والتعرف على معنى التهلكة المحرمة ومتى تصدق وهل ينطبق ذلك على عمل الحسين (ع) وننظر هل يصدق عليه صلوات الله عليه أنه ألقى بنفسة إلى الهلكة والتهلكة أم لا ..؟ قوله سبحانه وتعالى :
«
وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» .
التهلكة ... يعني الهلاك وهو كل أمر شاق ومضر بالانسان ضررا كبيرا يشق تحمله عادة من فقر أو مرض أو موت .
والآيه الكريمة أمرت أولا بالانفاق في سبيل الله أي التضحية والبذل فيما يرضي الله تعالى ويقرب الانسان إلى الله ثم نهت عن الالقاء بالنفس إلى التهلكة وذلك بترك الانفاق في سبيل الله . ثم قالت وأحسنوا أي كونوا محسنين في الانفاق والبذل إذ أنه ليس كل تضحية حسنة وشريفة ولا كل بذل هو محبوب وحسن عند الله . وإلا لكانت تضحيات المجانين والسفهاء أيضا شريفة وفي سبيل الله .


فالتضحية الشريفة المقدسة والتي هي في سبيل الله تعالى تعرف بتوفر شروط فيها وتلك الشروط نلخصها فيما يلي :
الشرط الاول : أن تكون التضحية والبذل والانفاق في سبيل شيء معقول محبوب عقلا وعرفا أي في سبيل غرض وهدف عقلاني . وإلا خرجت عن كونها تضحية عقلائية ودخلت في عداد الأعمال الجنونية أو اللاإرادية .
الشرط الثاني : أن يكون المفدى والمضحى له أشرف وأفضل من الفداء والضحية لدى العقلاء والعرف العام كأن يضحى بالمال مثلا لكسب العلم أو الصحة أو يضحى بالحيوان لتغذية الانسان . وهكذا كلما كانت الغاية أفضل وأثمن كانت التضحية أشرف وأكمل .
هذان العنصران هما الشرطان الرئيسيان من الشروط التي لا بد منها في كل بذل وانفاق وتضحية حتى تكون حسنة وشريفة وفي سبيل الله . وعلى هذا يظهر جليا وبكل وضوح أن ثورة الحسين (ع) كانت في سبيل الله مئة بالمئة وأن كل ماقدم فيها وأنفق من مال وبنين ونفس ونفيس وغال وعزيز كان انفاقا حسنا وبذلا شريفا وتضحية مقدسة يستحق عليها كل إجلال وتقديس وشكر . بداهة توفر الشرطين الآنفين في ثورته (ع) على أتم صورهما حسبما نعرف ذلك مفصلا فيما يأتي ..
وكذلك يتضح زيف وبطلان الهراء والتهريج القائل أن الحسين (ع) بنهضته تلك ألقى بنفسه إلى التهلكة لأنه قام بدون عدة وعدد كافيين في وجه قوة تفوقه عدة وعدداً بأضعاف مضاعفة .
إنا نقول لهم لقد قام قبل الحسين (ع) كثير من الأنبياء والرسل في وجه أعداء لهم أقوى عدة وعددا وقام كثير من الصلحاء وهم عزل في وجه الطغاة الأقوياء ولاقوا صنوفا من العذاب والأذى والقتل فهل كان كل اولئك على خطأ وباطل في مواقفهم ؟


أما استدلالهم بفعل أمير المؤمنين (ع) مع معاوية حيث قبل الصلح أو التحكيم وكذلك فعل الحسن الزكي (ع) حيث صالح معاوية وقبل ذلك كله فعل النبي (ص) مع المشركين عام الحديبية ...
فإنه استدلال فاسد وقياس مع الفارق حيث صالح هؤلاء أعداءهم لأنهم ايقنوا بعدم جدوى الحرب والقتال وعدم الوصول إلى الغاية المطلوبة مع الاستمرار في الحرب وهي ظهور الحق وإزهاق الباطل . بل بالعكس ظهرالحق بصبرهم ومهادنتهم أكثر وأكثر . فصلح الحديبية مثلا أظهر عطف الرأي العام العربي نحو محمد (ص) وأظهر حسن نواياه للعرب وأنه رجل سلام وداعية حب ومودة لا رجل حرب . وبالتالي مهد ذلك الصلح لفتح مكة بدون قتال ثم لدخول الناس في دين الله أفواجا . وأما قبول علي (ع) للتحكيم في صفين وصلح الحسن مع معاوية فلم يكن عن شعور بالعجز عن المقاومة ولا بدافع قلة العدد وكثرة العدو بل لغرض فضح نوايا معاوية وكشف مؤامراته العدوانية أمام أعين البسطاء الذين كانوا فد خدعوا بنفاقه ودجله . وكذلك سكوت علي (ع) عن حقه بعد وفاة النبي (ص) كان لعلمه عليه السلام أن استعمال السيف لا يجدي نفعا لمصلحة الاسلام بل يعرض ذلك لخطر أعظم وضرر أشد وفساد أكبر .
والخلاصة : أن آية التهلكة لا تشمل مطلق الاقدام على الخطر ولا تحرم التضحية بالنفس والنفيس إذا كانت لغاية أعظم وأفضل وهدف أنبل وأشرف كالذي قام به الحسين (ع) بثورته الخالدة وحيث توفرت في تضحياته كل شروط التضحية الشريفة والفداء المقدس على أكمل وجه لأنه عليه السلام ضحى وفدى وبذل وأنفق في سبيل أثمن وأغلى شيء في الحياة مطلقا ألا وهو الاسلام دين الله وشريعة السماء ونظام الخالق للمخلوق ودستور الحياة الدائم ؛ الذي لولا تضحيات الحسين (ع) لدفن تحت ركام البدع والتشويهات والانحرافات التي خلفتها عهود الحكم السابقة كما دفنت الديانات السابقة على الاسلام تحت


ترسبات البدع والتحريف حتى لم يبق منها أثر حقيقي حيث لم يقيض لها حسين فيستخرجها ويزيل عنها المضاعفات كالذي فعله الحسين بن علي بالنسبة إلى الديانة الاسلامية الخالدة .
وهنا قد يرد سؤال وجيه يجدر بنا التعرض له والاجابة عليه .
والسؤال هو : كيف يكون الاسلام أغلى وأثمن وأشرف وأفضل من كل الموجودات والكائنات حتى الانسان نفسه فضلا عن المال والولد أليس الله تعالى خلق الكون لأجل الانسان فكيف يضحى بحياة الانسان في سبيل الدين الذي هو بدوره وجد لأجل سعادة الانسان وخدمة الانسان وخيره ؟
والجواب : نعم إذا تعرض الدين لخطر الزوال أو التحريف فمعنى ذلك أن سعادة الانسان تعرضت للخطر وكرامة الانسان تعرضت للزوال ولا شك أن الانسان إذا دار أمره بين أن نعيش بلا سعادة ولا كرامة أو يموت دفاعا عنهما وإبقاء لهما لغيره ؛ وجب الدفاع والصيانة حتى الموت . إذا دار الأمر بين أن يعيش الانسان بلا سعادة وكرامة أو يموت سعيدا كريما ؛ فلا شك أن الموت بسعادة وكرامة أفضل من الحياة بدونهما . إذا دار الأمر بين أن يعيش الإنسان في مجتمع لا يشعر بكرامته الانسانية ولا يخضع لنواميس الحياة الطبيعية أو يموت ؛ فلا خلاف في أن الموت خير له وأفضل . ففي الحديث الشريف عن النبي (ص) قال : إذا كان امراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحائكم وأمركم شورى بينكم فظهر الأرض خيرا من بطنها ، وإذا كان امراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلائكم وأمركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها .
وقال الحسين (ع) في خطبة : إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا جرماً .. إذ أن كل الأشياء إنما تخدم مصلحة الانسان وتكون خيراً للانسان إذا كانت مقرونة مع الدين الصحيح . فالمال مثلاًً إنما يكون خيراً وسعادة إذا كان بيد انسان متدين يؤمن بالمبدأ والمعاد ويتقيد بحدود الدين في


كسب المال وصرفه . أما المال إذا كان بيد الملحد الأباحي المتجرد من كل قيود الدين والعقل والنظام الاجتماعي الانساني فانه وسيلة هدم وتخريب وشقاء لصاحبه ولغيره «إن الانسان ليطغى أن رآه استغنا » . وقال (ع) هلك خزان الأموال وهم أحياء . وكذلك الأولاد إنما يكونون خيراً للوالدين وقرة عين لهما إذا كانوا مؤمنين بالله واليوم الآخر وبما فرض عليهم الدين من حقوق الوالدين واحترامهما . أما لو كانوا بخلاف ذلك فهم وبال على الوالدين يرهقونهما طغيانا وكفراً . وهكذا كل شيء في الحياة نافع وخير إذا ساده النظام والدين وما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ولا سعادة في دنيا بلا دين .. وقال تعالى «فمن تبع هداي فلا يذل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ...» ونعود فنقول :
ان الحسين (ع) ضحى في سبيل اقدس قضية وأشرف غاية في الوجود ألا وهو الاسلام الذي تعرض لأكبر الأخطار على يد ألد أعدائه وهم الأمويون فكان عليه السلام بذلك القيام أصدق مثال وأظهر مصداق للشهداء الذين قال الله تعالى فيهم «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون » .
ولله در من قال :

كذب الموت فالحسين مخلد

 

كلما مرت الدهور تجدد


وقال الاستاذ حسين الأعظمي :

شهيد العلا ما أنت ميت وإنما

 

يموت الذي يبلى وليس له ذكر

ومـا دمك المسفوك إلا قيامة

 

لها كل عام يوم عاشورة حشر

و ما دمك المسفوك إلا رسالة

 

مخلدة لم يخل من ذكرها عصر

و ما دمك المسفوك إلا تحرر

 

لدنيا طغت فيها الخديعة والمكر

وهدم لبنيان على الظلـم قائم

 

بناه الهوى والكيد والحقد والغدر

 


ومجمل القول هو : أن الحسين (ع) بثورته المقدسة لم يلق بنفسه إلى التهلكة كما يزعمون ..
بل ألقى بها إلى الخلود والسعادة الأبدية والعزة والشرف في الدنيا والآخرة فاحتل المرتبة الاولى في قائمة العظماء العالميين في الدنيا . وأخذ مكانه في الصف الأول من صفوف النبياء والمرسلين والشهداء والصالحين ... وحسن أولائك رفيقاً .. فيا ليتنا كنا معه فنفوز فوزاً عظيماً .

 

لماذا امتنع الحسين من البيعة ليزيد بن معاوية؟


قوله تعالى :
«
إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً» .
البيعة لغة من البيع ضد الشراء . وفي الاصطلاح العرفي اعطاء المحكومين ثقتهم للحاكم وانتخابهم له وقبولهم به حاكماً وأميراً .
وفي الشرع ومنطوق الآية الكريمة عبارة عن معاهدة وميثاق مع الله تعالى يوقعها المسلم بواسطة النبي (ص) أو نائبه الشرعي . معاهدة وعقد وميثاق على الطاعة والانقياد والعبودية الكاملة في كل مايأمر به وينهي عنه على لسان أنبيائه وحججه . ومرجع هذا المعنى إلى المعنى اللغوي السابق أي البيع ضد الشراء فالبيعة تعني بيع الانسان نفسه لله تعالى على حد قوله سبحانه «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة» ... فالمبايع للنبي (ص) أو نائبه يعني سلم نفسه وارادته بيد المبايع له مقابل قيام الأخير باداء واجبه تجاهه من تبليغ وإرشاد وتنظيم على أكمل وجه وكل اخلال أو تقصير بلوازم هذه البيعة وهذا الميثاق من الطرفين يعد خيانة لله تعالى كما أن تنفيذ مقرراتها والالتزام بشروطها يؤتى الأجر العظيم في الدنيا والآخرة ...
وعليه فيجب على المبايع أن لا يمد يد البيعة إلا بعد التحقق والتأكد حتى يعرف إلى من يمد يده ومن من يبيع نفسه ولمن يسلم مقدراته ومقدرات أمته


ومجتمعه . لله تعالى أم للشيطان ، للحق أم للباطل ، للعدل أم للجور ، للوفاء والصدق أم للخيانة والكذب ، إن البيعة في عصرنا الحاضر عبارة عن الانتخاب أو قريبة منه فكل صوت يعطى للمرشح للرئاسة أو النيابة هو بمثابة البيعة معه فإذا كان المرشح شيطانا من شياطين الانس يكون مثله مثل شيطان الجن ابليس . ان قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك .
والخلاصة : إن البيعة في الدنيا على قسمين بيعة حق وهداية ، أو بيعة باطل وضلال لأن هناك شروطاً وصفات يجب أن تتوفر في المبايع له حتى تكون البيعة بيعة حق وهداية وقد لخص تلك الشروط والصفات الإمام علي (ع) في خطبة له من نهج البلاغة فقال :
ولقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين : البخيل فيكون في أموالهم نهمه ولا الجاهل فيضلهم بجهله ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ولا الخائف للدول فيتخذ قوماً دون قوم ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ولا المعطل للسنة فيهلك الامة. وعلى ضوء كل ماذكر يظهر جليا الجواب الكافي عن السؤال القائل لماذا لم يبايع الحسين (ع) يزيد بن معاوية ..؟
وحاصل الجواب هو أن يزيد لم يكن أهلا لأن يبايع من قبل أي مسلم كان فضلا عن الحسين (ع) المسلم الأول في عصره وسيد شباب أهل الجنة . بل أن يزيد لم يكن مسلما بالمرة فكيف يبايع بامرة المؤمنين وخليفة على المسلمين فإن كفر يزيد وزندقته والحاده واستهتاره بكل القيم والمقدسات أشهر من الشمس في رابعة النهار ولقد أجمع المؤرخون وأهل السيرة على أن يزيد بن معاوية كان فاسقا فاجرا خمارا سكيرا يضرب بالطنبور ويلعب بالفهود والقرود فرضه أبوه معاوية خليفة على المسلمين بقوة السيف مع علمه بفساده حيث كان يقول لولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي . واليك تصريحات بعض الخبراء بيزيد من الأولين والآخرين .

 


من هو يزيد بن معاوية :


ولنبدأ بكلمة الحسين (ع) نفسه عن يزيد التي قالها بمحضر واليه على المدينة الوليد بن عتبة وبمحضر قريبة مروان بن الحكم فلم ينكر عليه أحد منهما . فقال (ع) ... ويزيد رجل فاسق فاجر شارب للخمر قاتل للنفس المحرمة معلن بالفسق والفجور ومثلي لا يبايع يزيد ... قال إنا لله وإنا اليه راجعون وعلى الإسلام السلام إن قد بليت الامة براع مثل يزيد بن معاوية .


آراء العلماء الأقدمين والمعاصرين في يزيد :


وهذا عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الصحابي الجليل ورئيس وفد أهل المدينة إلى الشام بعد قتل الحسين (ع) فلما عاد إلى المدينة جمع الناس في مسجد الرسول (ص) وقال أيها الناس قد جئناكم من عند رجل يترك الصلاة ويشرب المسكرات وينكح الامهات والأخوات ويلعب بالقرود والكلاب وإذا لم تخلع بيعته أخشى أن نقذف بالحجارة من السماء .
وهذا الحسن البصري العالم والنابغة المعروف بزهده وعلمه قال في معرض بيان جرائم معاوية العظيمة الموبقة التي لخصها في أربعة ، وهي : اغتصابه الخلافة . ثم استلحاقه زياد بن سميه بأبيه أبي سفيان ثم قتله لحجر بن عدي الكندي وأصحابه . وأخيراً فرضه لابنه يزيد الخمير السكير خليفة على المسلمين بعده ... ويشارك اللاحقون من العلماء من سبقهم في الرأي في يزيد . فهذا مثلا العالم والفيلسوف الشهير ابن خلدون يدعي الاجماع على فسق يزيد وفجوره من قبل كافة علماء المسلمين . ثم هذا الفيلسوف الآخر المعروف بالتفتازاني يحكم بجواز لعن يزيد ولعن أتباعه فيقول بالنص في كتابه شرح العقائد : الحق أن رضا يزيد بقتل الحسين (ع) واستبشاره به وإهانته أهل بيت النبي (ص) مما تواتر معناه ونحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .


وقال ابن حزم العالم المعروف قال في رسائله ما نصه : قيام يزيد بن معاوية كان لغرض الدنيا فقط فلا تأويل له فهو بغي مجرد .
وقال الجاحظ بالحرف : المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين وحمله بنات رسول الله سبايا وقرعه ثنايا الحسين بالعود وإخافته أهل المدينة وهدمه للكعبة المشرفة . تدل على القسوة والغلظة والنصب والحقد والبغضاء والنفاق والخروج عن الايمان فالفاسق ملعون ومن نهى عن شتم الملعون ملعون .
وهذا القدر من آراء الشخصيات العظام والعلماء الأعلام في سقوط يزيد عن مستويات الانسانية وانحطاطه إلى أسفل درك الشقاء والوحشية والرذيلة يكفي للدلالة على أن الحسين (ع) عمل بما يفرضه الواجب الاسلامي والانساني عندما امتنع من إعطاء البيعة ليزيد وأبى أن يعترف بشرعية خلافته .
قال الاستاذ المسيحي الكبير جورج جرداق في كتابه (علي وعصره) : نشأ يزيد في الاسرة الأموية التي كانت تنظر إلى الاسلام كحركة سياسية قامت طلباً للرئاسة والملك والزعامة بدليل قول زعيم تلك الاسرة أبو سفيان بن حرب عند دخول الرسول إلى مكة قال للعباس بن عبد المطلب لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما . فقال له العباس ويلك يا أبا سفيان إنها النبوة . فقال أجل . ولابد لهكذا حركة أن تنتقل من أسرة إلى أسرة . واجتمع إلى هذه النشأة جهل وتحلل وعدم الشعور بالمسؤولية لذا كانت نتيجته العبث والمجون . وهكذا عرف يزيد بالادمان على شرب الخمر واللعب بالكلاب والقرود وذكر أنه سابق قرداً فسقط عن فرسه سقطة كان فيها هلاكه لعنه الله وكان يلبس كلابه الكثيرة أساور من ذهب وخلاخل من فضة وأثمن أنواع الحرير والدمقس فيما كانت السياط من عماله تلهب ظهور الفقراء والكادحين لجمع الضرائب والخراج والجزية منهم ... انتهى ما قاله جرداق ...


الشعر يدين يزيد :


ولا بأس أن نستمع إلى بعض ما نظمه الشاعر الكبير الاستاذ بولس سلامة


في (ملحمة الغدير) عن هذا المخلوق الحقير يزيد بن معاوية لعنه الله .
قال يخاطب المؤذن :

رافع الصـوت داعيـا للفـلاح

أخفض الصوت في أذان الصباح

وترفق بصاحب العرش مشغولا

عـن الله بـالـقيـان المـلاح

ألـف ( الله أكبر ) لا تسـاوي

بيـن كفـي يزيـد نهلـة راح

تتلظى فـي الكأس شعلة خمـر

مثل أج اللهيب فـي المصبـاح

عنست فـي الدنان بكـراًَ فلـم

تدنس بلثـم و لا بمـاء قـراح


إلى أن يقول مخاطبا معاوية :

يابـن هند أبيـت إلا يزيـداً

راية للرشـاد و الاصـلاح

أنت رغم العيوب كالليل جنحا

قطرة في هتونه الضحضاح

رغم آثامك الجسـام بن هنـد

أنت منه كريشة في جنـاح


واليك الآن نزراً قليلا مما حفظه لنا التاريخ من شعر يزيد نفسه المعلن فيه بالكفر والإلحاد والمصرح فيه بفسقه وفجوره واستهتاره بالمقدسات . من باب . من فمك ادينك ... قالوا كان يقضي ليله ساهراً على موائد الخمر وفي مجلس الغناء . فقيل له يوما وقد صاح المؤذن بصلاة الصبح الله أكبر . قم ياأمير المؤمنين الى المسجد لاداء الصلاة . فأنشد يزيد قائلا :

دع المساجـد للعبـاد تسكنهـا

وقف على دكة الخمار واسقينا

ماقال ربك ويـل للذي شربـوا

بل قال ربك ويـل للمصلينـا

إن الذي شربوا في شربهم طربوا

ان المصلين لا دنيـا و لا دينا


وطلع الفجر من ليلة وهو سكران مع الندماء والمغنين ثم طرق سمعه نداء المؤذن حي على الصلاة . فقال اللعين :

معشر الندمان قوموا

واسمعوا صوت الأغاني

واشربوا كـأس مدام

واتركوا ذكـر المعانـي

 

 

أشغلتني نغمة العيدان

عـن صـوت الأذان

وتعوضت عن الحور

خـمـورا بـالدنـان


ومما ينسب اليه أيضا لعنة الله عليه قوله :

أقول لصحب ضمت الكأس شملهم

وداعي صبابات الهوى يترنم

خذوا بنصيـب مـن نعيم و لـذة

فكل وإن طال البقا يتصـرم


وقال في حفل الترحيب بعبيد الله بن زياد لعنه الله . قال وهو يخاطب ساقي الخمر ..

أسقني شربة تروي فـؤادي

ثم مل بعدها إلى بن زياد

صاحب السر والأمانة عندي

ولتسديد مغنمي وجهـادي

قاتل الخارجي أعني حسينـا

ومبيد الأعـداء والحسّـاد


وعلى هذا فهل يوجد في العالم دين وضمير وقانون يبيح لإنسان أن يعترف بيزيد بن معاوية إماما لأمة وقائدا لشعب وحاكما مطلقا على مجتمع انساني فضلاً عن كونه خليفةً لرسول الله ونائباً عن خاتم الأنبياء (ص) ؟ . الجواب طبعا . كلا وألف كلا ... ومع غض النظر عما تقدم نتساءل ... هل كان الحسين يسلم على حياته من يزيد لو بايعه وصالحه .. ؟ الجواب كلا . بدليل أن الحسن (ع) بايع لمعاوية ولم يسلم . ولله در القائل :

يأبى بن فاطمة والسيف في يده

إن ابن ميسون جهرا يعبد الوثنا


وقال الآخر ، مخاطبا الحسين (ع) :

وترفعت يـدك الكريمة عن يـد

لـم تتخذ غير الجريمة مأربـا

شلت يـد ترضـى ببيعة ظالـم

طاغ وتخشى أن تثور وتغضبا

فالموت في ظل الكـرامة منهـل

عذب وميت من يعيش معذبـا

ياصارم الحـق الصريح تـدارك

الدنيا فسيل البغي قـد بلغ الزبا

بك نستعين على الطغاة و نزدري

بالنائبـات و نستعيـد تصلبـا

ونقود ركـب الحـق لإستقلالـه

حتما وإن تكن المشانق مركبـا

 

لماذا لم يفعل الحسن (ع) مثل ما فعل الحسين (ع) ؟

 


إن ثورة الحسين (ع) تثير التساؤل غالبا حول ما فعله أخوه الحسن(ع) من قبل مع طاغية زمانه معاوية بن أبي سفيان من الصلح والمهادنة والبيعة له مع العلم أن كلا منهما عليهما السلام إمام معصوم من الخطأ والمعصية فإذا كانت الحكمة والمصلحة فيما فعله الحسين فلماذا لم يفعل الحسن (ع) مثله ؟ وإذا كانت الحكمة والمصلحة فيما فعله الحسن (ع) فلماذا لم يفعل الحسين (ع) مثل فعله ..؟
والجواب : هو أن كلا الفعلين والسيرتين حكمة ومصلحة وحق وصواب ولكن المصلحة والحق والحكمة تختلف صورها ومواردها باختلاف الأحوال والظروف والأشخاص . وأهم تلك الفوارق بين الحالين هو أن فساد الحكم الأموي وتذمر الرأي العام منه في عصر الحسن (ع) كان بعد لم يبلغ من الاشتهار والشدة إلى المستوى الذي بلغ اليه في عصر الحسين (ع) وعليه فتضحية الحسن (ع) بنفسه وأهل بيته حينئذ ما كانت تفسر لدى الرأي العام بأنها ثورة ضد الفساد والظلم أو انها تضحية في سبيل الدين والمصلحة العامة كما فسرت تضحية الحسين (ع) بل كانت تضحية الحسن (ع) في ذلك الوقت تفسر غالبا بأنها صراع على السلطة وتنافس وتزاحم وتنازع حول الملك والخلافة . وكانت النتيجة حينئذ فشل قدسية الثورة وعقم تلك التضحية واستفادة العدو منها أكبر فائدة دعائية لنفسه وضد أهل البيت (ع) والنتيجة الأسوأ من ذلك هو فراغ الجو وخلو الميدان لمعاوية ولآل أبي سفيان فيطلقون ايديهم هدما وتحطيما لكل ما تبقى من اصول الاسلام واركانه تحت ستار


كثيف من الدجل والتضليل والخداع ... فهل ترى بعد كل هذا حكمة ومصلحة للإسلام والمسلمين في تلك التضحية لو قام بها الحسن عليه السلام ..؟
أجل : إن السنوات العشرين التي استولى فيها معاوية على مقاليد الملك والسلطة المطلقة بعد أمير المؤمنين (ع) وبعد صلح الحسن . نعم تلك السنوات هي التي ملأ فيها معاوية وبطانته وأقاربه ملأوا العالم الإسلامي بالظلم والفساد والدمار والخراب وهتك المقدسات وانتهاك الحرمات تماما كما تنبأ به من قبل رسول الله حيث قال في الحديث المشهور المتواتر عنه (ص) : رأيت بني أمية في المنام ينزون على منبري نزو القردة ويضربون وجوه الناس فيردونهم القهقري فأنزل الله فيهم «وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيراً» .
وعنه (ص) قال لكل شيء آفة وآفة هذا الدين بنو أمية . وروى مسلم في صحيحه عن رسول الله (ص) حديثاً حول بني أمية جاء فيه : هلاك أمتي على يد هذا الحي من بني أمية . وقال أيضاً (ص) : لو لم يبق من بني أمية إلا عجوز درداء لبغت دين الله عوجا ... رواه صاحب كتاب صلح الحسن «ص 45» .
وروى البخاري في صحيحه عن النبي (ص) أيضا انه قال هلاك أمتي على يد أغيلمة سفهاء ، فسرها ببني أمية . وذكر ابن حجر عن الحاكم قال كان أبغض الأحياء إلى رسول الله (ص) بنو أمية .
ومن المفيد أن نشير هنا إلى ما صرح به الكتاب المعاصرين والسابقين ومنهم الاستاذ عباس محمود العقاد في كتابه أبو الشهداء من أن بني أمية ليسوا من قريش بل ولا من العرب أصلا وذلك لأن أمية لم يكن ابنا صلبيا لعبد شمس بل كان غلاما روميا تبناه عبد شمس على سنة التبني في الجاهلية فعرف به وسمي أمية بن عبد شمس ، ونعود إلى أحاديث الرسول (ص) في تلك


الأسرة المشئومة فنقرأ منها هذا الحديث المتواتر وهو قوله (ص) : إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا ودينه دغلا وعباده خولا .
ونكتفي بهذا القدر من الأحاديث النبوية وننتقل إلى أقوال الكتاب الناطق والإمام الصادق علي عليه السلام في نهج البلاغة حيث يقول في خطبة له في الملاحم :
ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية فانها فتنة عمياء مظلمة عمت خطتها وخصت بليتها وأصاب البلاء من أبصر فيها وأخطأ البلاء من عمي عنها وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي كالناب الضروس تعدم بفيها وتخبظ بيدها وتزين برجلها وتمنع درها ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية وقطعا جاهلية ليس فيها منار هدى ولا علم يرى والله لا يزالون حتى لا يدعون لله محرما إلا استحلوه ولا عقداً إلا حلوه وحتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا ودخله ظلمهم ونبا به سوء رعيهم وحتى يقوم الباكيان باك يبكي لدينه وباك يبكي لدنياه ... (ج4 شرح الحديدي) .
وذكر السيد المقرم رضي الله عنه في المقتل الكبير عن كتاب ضحى الإسلام لأحمد أمين المصري قوله في (ج1 ص 27) : الحق إن الحكم الأموي لم يكن حكماً إسلاميا يسوى فيه بين الناس في الحقوق والواجبات ويكافأ فيه المحسن أيا كان ويعاقب فيه المجرم ايا كان وإنما كان حكما شعاره التعصب الممقوت وتسوده النزعة الجاهلية ومظاهرها لا النزعة الإسلامية .
اقول : أن تلك الأعوام العشرين التي قبض فيها معاوية على مقاليد الحكم بدون رادع ولا مانع هي التي كشفت الحجاب عن مدى فساد السياسة الأموية الرعناء وأظهرت للناس عمق العداء والحقد الذي يحمله الأمويون ضد الإسلام ونبي الإسلام والمسلمين جميعا وفي خلال تلك السنوات تيقظ الرأي العام الإسلامي إلى عظيم أخطار البدع والانحرافات التي أحدثها الأمويون منذ أن تسللوا إلى مراكز السلطة والحكم أفراداً وجماعات ابتداء من عهد الخليفة الأول ابي بكر


فما بعد وفي أعقاب تلك الفترة المظلمة المشئومة فترة سلطان معاوية صار الفرد المسلم العادي يشعر في قرارة نفسه وأعماق شعوره نفورا شديداً وكرها مريرا تجاه الجهاز الأموي الحاكم خليفة وعمالا وولاة وبطانة . فكان الشعب المسلم ينظر اليهم كعصابة لصوص وقطاع طريق وجلادين لا هم لهم إلا نهب الأموال وسلب الحقوق واغتصاب الاعراض وسفك الدماء والتمادي في المتع الحقيرة وإشباع الشهوات . وغير ذلك مما لا يسع المقام وصفه حسب ما هو مسطور في كتب التاريخ والتراجم ، وليس أدل على نقمة المسلمين وتذمرهم من حكامهم الأمويين من هذه الابيات لشاعر عاش تلك الفترة القاسية وهو عبد الله بن همام السلولي حيث يقول :

فإن تأتـوا برملـة أو بهنـد

نبايعهـا أميـرة مؤمنينـا

إذا ما مات كسرى قام كسرى

نعـد ثلاثـة متنـاسقينـا

فيا لهفـا لـون لنـا الوفـا

و لكن لا نعود كما بدينـا

إذاً لضربتموا حتى تعـودوا

بمكة تلعقون بها السخينـا

حشينا الغيض حتى لو شربنا

دماء بني أمية مـا روينا

لقد ضاعت رعيتكم و أنتـم

تصيدون الارانب غافيلنـا


ففي البيت الأول منها يبين أنه قد ضاعت موازين الخلافة الإسلامية ومقاييسها بحيث لو جاءتنا رملة أو هند ابنتا معاوية المعروفتان بالمجون والفسوق لوجب علينا نحن المسلمين أن نبايعهن بالخلافة عن الرسول والإمرة على المؤمنين . لأننا إن رفضنا قتلنا .
وفي البيت الثاني يقول أن الخلافة الإسلامية تحولت إلى ملك وراثي تماما كالنظام الملكي عند الأكاسرة ملوك الفرس قبل الإسلام كلما مات كسرى الأب قام كسرى الابن مقامه . وهنا كذلك مات عثمان كسرى الأمويين الأول الذي جعل الدولة الإسلامية بما فيها من خيرات ملكاً خاصاً له ولأسرته


الأمويين ، قام كسرى الثاني مقامه وهو معاوية ثم مات فقام كسرى الثالث مقامه وهو يزيد . فالنظام نفس النظام مع الاختلاف في الأسماء والعناوين فقط ... وباقي الأبيات ظاهرة المعنى واضحة الدلالة على مدى النقمة التي كان يكنها المجتمع الإسلامي والكبت الذي كان يشعر به من رعونة الحكام واستهتارهم . فجاءت ثورة الحسين (ع) تعبيراً كاملا عن شعور ذلك الشعب المكبوت وتجسيداً حقيقياً لآمال ورغبات تلك الأمة المضطهدة . فكانت القلوب معها تؤيدها وتبارك خطاها ... وأعطيت صفة الثورة التحررية المثالية بين جميع الثورات في العالم ...
أما في عصر الحسين (ع) وبعد أبيه أمير المؤمنين حيث كان معاوية بعد لم يصل إلى الخلافة العامة والسلطة العامة ولم يظهر أمام الرأي العام على حقيقته الفاسدة وواقعه الخبيث فإن الأمر كان يختلف عنه في عصر الحسين (ع) ويزيد اختلافا كبيرا . ولذا يجزم الخبراء بأن صلح الحسن (ع) مهد الطريق لثورة الحسين (ع) وهيأ لها الجو والمناخ الملائم لتبرز إلى الوجود كأقدس ثورة إنسانية في العالم وأظهر مصداق لصراع الحق ضد الباطل وأعظم جولة في معركة الخير مع الشر في حياة البشرية من أولها إلى آخرها .
أجل : كل هذه الصور المثالية التي اكتسبتها ثورة الحسين (ع) تعود في جملة ما تعود اليه من عوامل وأسباب إلى صلح الحسن (ع) مع معاوية وبعد هذا كله يمكننا أن نقول بأن الحسن والحسين عليهما السلام كانا واجهتين لرسالة واحدة واجه التخطيط والتمهيد التي أبرزها الحسن (ع) بصلحه ومسالمته ثم واجه التطبيق والتنفيذ التي أبرزها الحسين (ع) بقيامه ونهضته . وتضحيات الحسن (ع) في سبيل اداء سهمه من الرسالة وحصته من المسؤولية لم تكن قليلة ولا بسيطة . بل كانت تضحيات شاقة وغالية كثيراً . إنها تضحيات أعصاب وعواطف ، تضحيات قلب وفكر وروح ، فصلوات الله وسلامه عليك


يا أبا محمد بما صبرت وأحتسبت وأثابك الله أجر الصابرين . ورحم الله شيخنا الأصفهاني حيث يقول :

زكـت ثمـار العلـم بالزكـي

أكرم بهـذا الثمـر الجنـي

أعطـاه جـده نبـي الرحمـة

سـؤدده وعـلمـه وحلـه

يهنيك يا أبـا الـولاة السـادة

وقادة الخلـق إلى السعـادة

بمن تسامـى شرفـاً و مجـدا

أخـا وأمـا وأبـا وجـدّاً

بشـراك يـا حقيقـة المثانـي

بواحد الدهر بغيـر ثانـي

بـالحسـن المنطـق والبيـان

و من حوى بدايع المعانـي

من رشحات بحر علمه الخضم

جرت ينابيع العلوم و الحكم

وحلمـه لـه المقـام السامـي

في حلمه ظلت أولو الأحلام

صبره العظيـم فـي الهزاهـز

يكـاد أن يلحـق بالمعاجـز

من حلمه أصابـه مـن البـلا

مالا تطيقه السماوات العـلا

رضاه فيـما كـان لله رضـا

قضى على حقوقه بما قضى

 

وسلمه فـي موقـع التسليـم

من رشحـات قلبـه السليـم

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل صحّ حديث (لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة) من طرق ...
انتشار التشيّع في الريّ(2)
إخبار النبي ( صلي الله عليه وآله وسلّم) بقتل ...
نقش الخواتيم لدى الأئمة (عليهم السلام)
حياة الإمام علي بن موسى الرضا غريب طوس (عليه ...
وصول سبايا الإمام الحسين(عليه السلام) إلى الكوفة
أنَّ الذي تصدى لدفن الحسين (ع) ومن كان معه من ...
أحوال مؤمن آل فرعون و امرأة فرعون
وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان عليه ...
أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) ورواة حديثه

 
user comment