لقد تم فتح مكة المكرمة عام ثمان من الهجرة وأعلن رسول الله(صلى الله عليه وآله) الآمان للناس إلا عشرة منهم الحويرث ومقيس بن خبابة وقرينة المغنية وهؤلاء قتلهم أمير المؤمنين(عليه السلام).
ثم برز أحد أبطال العرب يريد القتال وهو أسد بن غويلم فقال النبي(صلى الله عليه وآله): من يخرج إلى هذا المشرك فيقتله وله الجنة والإمامة بعدي فسكت الجميع، ثم برز علي فقال: أنا يا رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وانتصل سيفه العظيم ولم يمهل خصمه، بل لم يعلم ذلك البطل كيف جاءته ضربة علي على رأسه وطرحته على الارض... عندها
ارتجز علي قائلا:
ضربته بالسيف وسط الهامة
بضربة صارمة هدامة
فبلكت من جسمه حطامه
وبينت من رأسه عظامه
ثم قام النبي والمسلمون بتحطيم الأصنام المنصوبة وكانت(360) صنما فألقيت كلها لوجوهها... ولكن كان على البيت الحرام صنما طويلا يقال له هبل فنظر النبي إلى علي وقال: يا علي تركب علي أو أركب عليك لألقي هبل عن ظهر الكعبة؟
قال علي: قلت يا رسول الله تركبني فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة، فقلت يا رسول الله: بل أركبك فضحك النبي(صلى الله عليه وآله) ونزل وطأطأ لي ظهره واستويت عليه فو الذي فلق الحبة وبرء النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها، فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل الله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل). الإسراء:81
وكانت قريش تنظر إلى علي بكل حقد وبغض فهذا الفتى الذي قتل صناديدها وأعزتها ومزق جمعهم وأدخل الحزن في كل بيت في مكة.. وها هو الآن يحطم أحجارهم ويلقي بها يمينا وشمالا..، وهو الذي هدم صنم مناة ويحطم أصنامهم القذرة بكل بسالة وعنف وهو ساخر منها وممن كان يعبدها... كل هذه الأسباب وغيرها دعت قريش فيما بعد لتحقد على علي(عليه السلام).
ثم بعث النبي عليا إلى(طي) ومن يليها فهدم صنمهم(فلس) فوجد تحتها سيفين فوهبهما النبي له.
فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) على لسان ابن عباس
ال ابن عباس ( رضوان الله عليه ) : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( أعطَاني اللهُ تعالى خَمساً وأعطى عَليّاً خمساً ، أعطاني جَوامِعَ الكَلِم وأعطى عَليّاً جوامع العِلم ، وجعلني نبيّاً وجعلَه وصيّاً ، وأعطاني الكَوثَر وأعطاه السَلْسَبيل ، وأعطاني الوَحي وأعطاه الإلهام ، وأسرَى بي إليه وفَتَح له أبوابَ السماوات والحُجُب حتى نَظرَ إليَّ ونظرتُ إليه ) .
ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقلت له : ما يبكيك يا رسول الله ، فداك أبي وأمي ؟
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بنَ عبَّاس ، إنَّ أول ما كلَّمَني به ربي قال : يَا مُحمَّد ، انظر تحتَك ) .
فنظرتُ إلى الحُجُب قد انحَرقت ، وإلى أبواب السماء قد انفتحت ، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي ، فَكلَّمَني وكلَّمتُه وكلَّمني ربِّي عزَّ وجلَّ ) .
فقلت : يا رسول الله ، بما كَلَّمَكَ ربّك .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قال لي : يا مُحمَّد ، إني جعلتُ عليّاً وَصيَّك ، ووزيرك ، وخليفَتَك من بعدك ، فأعلِمْهُ فَهَا هو يسمعُ كَلامَك ، فأعلمتُهُ وأنا بين يَدَي رَبِّي عزَّ وجلَّ .
فقال لي : قَد قَبلتُ وأطعتُ .
فأمر اللهُ تعالى الملائكةَ يتباشَرون به ، وما مَرَرتُ بملأٍ من ملائكة السماوات إلا هَنَّئوني وقالوا : يا مُحمَّد ، والذي بَعثك بالحقِّ نبيّاً ، لقد دخل السّرورُ على جميعِ الملائكة باستخلاف الله عزَّ وجلَّ ابنَ عمِّك .
ورأيتُ حَمَلة العرش قد نَكَّسوا رؤوسَهم إلى الأرض ، فقلت : يا جبرائيل ، لم نَكَّس حَمَلةُ العرشِ رؤوسَهم .
قال : يا مُحمَّد ، مَا من مَلَكٍ من الملائكة إلاَّ وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشاراً به ، ما خَلا حَمَلة العرش ، فإنهم استأذنوا الله عزَّ وجلَّ في هذه الساعة ، فأذِنَ لهم ، فنظروا إلى على بن أبي طالب .
فلما هبطْتُ جعلتُ أخبره بذلك وهو يُخبرُني به ، فَعلمتُ أني لم أطَأ موطِئاً إلا وقد كُشِف لعلي عنه حتى نَظَر إليه ) .
فقلت : يا رسول الله ، أوصني .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( عليكَ بِمَودَّة علي بن أبي طالب ، والذي بَعثَني بالحقِّ نبيّاً ، لا يَقبلُ اللهُ تعالى من عبدٍ حسنةً حَتَّى يسأله عن حُبِّ علي بن أبي طالب ) .
ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( اِعلمْ ، فمن ماتَ على ولايته قُبِلَ عَملُه مَا كان مِنه ، وإِنْ لم يأتِ بولايتِهِ لا يُقبَلُ من عملِه شيء ، ثم يُؤمَر به إلى النار .
يا بن عباس ، والذي بَعثني بالحقِّ نَبيّاً ، إن النار لأشدّ غَضباً على مُبغِضِ علي مِنها على مَن زَعِم أنَّ للهِ وَلَداً .
يا بن عباس ، لو أن الملائكة المُقرَّبين ، والأنبياء والمرسلين ، اجتمعوا على بغض علي بن أبي طالب مع ما يقع من عبادتهم في السماوات لَعذَّبَهُم اللهُ تعالى في النار ) .
قلت : يا رسول الله ، وهل يبغضه أحد ؟
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بن عباس ، نعم ، يبغضه قوم يُذكَر أنَّهم من أمَّتي ، لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيباً .
يا ابن عباس ، إنَّ من علامة بُغضِهم له تَفضِيلهُم لِمَن هو دُونَه عَليه ، والذي بعثني بالحقِّ نبيّاً ما بعثَ اللهُ نبيّاً أكرمُ عليه مِنِّي ، ولا وصيّاً أكرمُ عليه من وَصيي عَلَيَّ ) .
ثم قال ابن عباس : فلم أزَلْ له – لعلي ( عليه السلام ) – كما أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأوصاني بمودته ، وإنه لأكبر عَملي عندي .
source : http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=56578