ترجمة النبي الأكرم محمد الأمين ( صلى الله عليه وآله )
اسمه و نسبه ( صلى الله عليه وآله ) :
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، و ينتهي نسبه الشريف إلى النبي إبراهيم ( عليه السلام ) .
أُمُّهُ ( صلى الله عليه وآله ) :
آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب .
كُنيته ( صلى الله عليه وآله ) :
أبو القاسم ، و أبو إبراهيم .
ألقابه ( صلى الله عليه وآله ) :
إنّ من ألقابه هو : المصطفى ، و له ( صلى الله عليه وآله ) أسماء وردت في القرآن الكريم مثل : خاتم النبيين ، الأمِّي ، المُزَّمِّل ، المُدَّثِر ، النذير ، المُبين ، الكريم ، النور ، النعمة ، الرحمة ، العبد ، الرؤوف ، الرحيم ، الشاهد ، المبشر ، النذير ، الداعي ، وغيرها .
تاريخ ولادته ( صلى الله عليه وآله ) :
وُلد النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) في ( 17 ) ربيع الأول في عام الفيل ( 571 م ) على المشهور بين الشيعة .
و قيل في ( 12 ) ربيع الأول ، في العام المذكور – عام الفيل – .
محل ولادته ( صلى الله عليه وآله ) :
مكة المكرمة .
مبعثه ( صلى الله عليه وآله ) :
بعث ( صلى الله عليه وآله ) بمكة في ( 27 ) رجب ، بعد أن بلغ عمره الشريف ( 40 ) سنة .
تعاليمه ( صلى الله عليه وآله ) :
جاء ( صلى الله عليه وآله ) بالمساواة بين جميع الخلق ، و بالأخوَّة ، و العفو العام عمَّن دخل في الإسلام ، ثم سنَّ شريعةً باهرةً ، و قانوناً عادلاً ، تلقَّاه عن الله عزَّ و جل ثم تَلقَّاه المسلمون منه .
معجزاته ( صلى الله عليه وآله ) :
معجزته الخالدة هي ( القرآن الكريم ) ، أما المعجزات التي حصلت في صدر الإسلام فهي كثيرة لا يمكن حصرها .
دعوته ( صلى الله عليه وآله ) :
دعا الناس في مكة إلى التوحيد سراً مدة ثلاث سنين ، و دعاهم علناً مدة عشر سنين .
هجرته ( صلى الله عليه وآله ) :
هاجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مكة إلى المدينة المنورة في بداية شهر ربيع الأول بعد مرور ( 13 ) عاماً من مبعثه ، و ذلك لشدة أذى المشركين له و لأصحابه .
حروبه وغزواته ( صلى الله عليه وآله ) :
أذن الله عزَّ و جل للرسول ( صلى الله عليه وآله ) بقتال المشركين و الكفار و المنافقين ، فخاض معهم معارك كثيرة ، نذكر أبرزها :
1 - معركة بَدْر .
2 - معركة أُحُد .
3 - معركة الخَنْدَقِ أو ( الأَحْزَاب ) .
4 - معركة خَيْبَر .
5 - معركة حُنَيْن .
بعثة رسول الله ( صلى الله عليه و آله )
إنّ الله تعالى لم يخلُق الإنسان ، و يتركه مهملاً ضائعاً بلا رعاية ، بل جعل له الوحي وسيلة لتعريفه بنفسه ، و بربِّه ، و بخالقه ، و بعالمه ، و سبيلاً إلى هدايته ، لتنظيم حياته ، و تعامُله مع أبناء جنسه ، و كيفية توجهه إلى خالقه .
و هكذا شاء اللطف الإلهي و العناية الربَّانية للعباد ، أن يختار لهم أفراداً مخصوصين و مؤهلين للاتصال بالألطاف الإلهية ، لحمل الرسالة ، و تبليغ الأمانة إلى البشر ، فكان الأنبياء و الرسل .
فقال الله تعالى : ( اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ، ( الحج : 75 ) .
و قال الله تعالى : ( وَ إِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ ، لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) ، ( الأنعام : 124 ) .
كان النبي ( صلى الله عليه و آله ) في أواخر العقد الثالث من عمره الشريف ، يلقى إليه الوحي عن طريق الإلهام و الإلقاء في نفسه ، و الانكشاف له من خلال الرؤية الصادقة ، فكان يرى في المنام الرؤية الصادقة ، و هي درجة من درجات الوحي .
و جاء في تفسير الدر المنثور : أول ما بدئ به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الوحي الرؤية الصادقة ، فكان لا يرى رؤياً إلاّ جاءت مثل فلق الصبح .
ثمّ حبَّبَ الله إليه الخلاء ، فكان يخلو بِغار حراء ، و هو كهف صغير في أعلى جبل حراء ، في الشمال الشرقي من مَكَّة ، فكان ( صلى الله عليه وآله ) يتحنَّث فيه و يتعبَّد ، إذ ينقطع عن عالم الحِسِّ و المادَّة ، و يستغرق في التأمّل و التعالي نحو عالم الغيب و الملكوت ، و الاتجاه إلى الله تعالى .
وح ينما بلغ ( صلى الله عليه وآله ) الأربعين من عمره ، عام ( 13 ) قبل الهجرة ( 610 م ) ، أتاه جبرائيل في غار حراء ، فألقى إليه كلمة الوحي ، و أبلغه بأنَّه نبي هذه البشرية ، و المبعوث إليها .
و تفيد الروايات أنّ أوَّل آيات القرآن الكريم ، التي قرأها جبرائيل على محمد ( صلى الله عليه وآله ) هي : ( بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ، ( العلق : 1 - 5 ) .
و بعد تلقِّيه ( صلى الله عليه و آله ) ذلك البيان الإلهي ، عاد النبي إلى أهله ، و هو يحمل كلمة الوحي ، و مسؤولية حمل الأمانة ، التي كان ينتظر شرف التكليف بها ، فعاد و اضطجع في فراشه ، و تدثَّر ليمنح نفسه قِسطاً من الراحة و الاسترخاء ، و يفكِّر ويتأمل فيما كُلِّف به .
فجاءه الوحي ثانية ، و أمره بالقيامِ و تَركِ الفراش ، و البدء بالدعوة والإنذار ، إذ جاء هذا الخطاب في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) ، ( المدثر : 1 - 4 ) .
فانطلق مستجيباً لأمر الله تعالى ، مبشِّراً بدعوته ، و كان أول من دعاه إلى سبيل الله و فاتَحَه زوجته ، خديجة بنت خويلد ( رضوان الله عليها ) ، و ابن عمِّه الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، الذي كان صبيّاً في العاشرة من عمره ، فآمَنَا به ، و صدَّقاه ، ثمّ آمن به مَملوكه زيد بن حارثة ، فكانت النوات الأُولى لبدء الدعوة الإلهية الكبرى .
فقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يختار أصحابه فرداً فرداً ، و لم يوجِّه دعوته إلى الجميع في تلك المرحلة ، إلى أن جاء الأمر الإلهي : ( وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ، ( الشعراء : 214) .
نزول الوحي علي النبي (ص)
في جبل حراء الذي يقع شمال مكّة، ويستغرق الصعود إليه مدّة نصف ساعة، ويتكوّن من قطع صخرية لا أثر للحياة فيها. غار يقع في شمال الجبل، وهو يحكي ذكريات رجل طالما تردّد عليه وقضى الساعات والاَيّام والاَشهر في رحابه، يتعبد اللّه ويتأمّل في الكون وفي آثار قدرة اللّه وعظمته. إذ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يفكّر في أمرين، قبل أن يبلغ
مقام النبوة:
1. ملكوت السماوات والاَرض، فيرى في ملامح كلّ من الكائنات نور الخالق العظيم وقدرته وعظمته، فتفتح عليه نوافذ من الغيب تحمل إلى قلبه وعقله النور الاِلهي المقدّس.
2.المسؤَولية الثقيلة التي ستوضع على كاهله، فكان يفكر في فساد حياة المجتمع المكي، وكيفية رفع كل ّذلك وإصلاحه.
وأمّا الرسالة الاِلهية إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد أمر اللّه تعالى جبرائيل (عليه السلام) بأن ينزل على أمين قريش في الغار ويتلو على مسامعه بضع آيات كبداية لكتاب الهداية والسعادة، معلناً بذلك تتويجه بالنبوة ونصبه لمقام الرسالة، وطلب منه أن يقرأ، أو قال: يا محمّد اقرأ، قال: وما أقرأ؟ قال يا محمّد(اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الّذي خَلَق* خَلَقَ الاِِنْسانَ مِنْ عَلَق*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاََكْرَم* الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَم* عَلَّمَ الاِِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَم) ثمّ أوحى إليه ربّه عزّ وجلّ ما أمره به ثمّصعد إلى العلوّونزل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) من الجبل، وقد غشيه من تعظيم جلال اللّه وورد عليه من كبير شأنه ما ركبه الحمى والنافض.
وقد أوضحت هذه الآيات برنامج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيّنت بشكل واضح أنّ أساس الدين يقوم على القراءة والكتابة والعلم والمعرفة باستخدام القلم. ثمّ خاطبه الملك: يا محمّد، أنت رسول اللّه، وأنا جبرائيل.
و قد اضطرب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لهذين الحدثين، لعظمة المسؤولية التي أُلقيت على كاهله، فترك غار حراء متوجّهاً إلى بيت السيدة خديجة(عليها السلام)، التي لاحظت الاضطراب والتعب على ملامحه فسألت عنه، فأجابها وحدّثها بكلّ ما سمع وجرى، فعظمت خديجة(عليها السلام) أمره ودعت له وقالت: أبشر، فواللّه لا يخزيك اللّه أبداً. ثمّ دثرته فنام بعض الشيء. ثمّ انطلقت إلى بيت ورقة تخبره بما سمعته من زوجها الكريم، فأجابها: إنّ ابن عمّك لصادق وإنّ هذا لبدء النبوة، وإنّه ليأتيه الناموس الاَكبر(أي الرسالة والنبوة).
لقد خرج النبي من الغار وقد ملئ بالمعنويات الرحمانية، وأحس بقدرة الله سبحانه ترافقه وتعضده، فذهب إلى بيت زوجته خديجة ليأخذ قسطا من الراحة لما أصابه من ثقل تحمل الرسالة، فهبط عليه الأمين جبرئيل ليفجر الطاقات الروحية عنده فخاطبه: (يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر....).
وهكذا راح (صلى الله عليه وآله) يدعو كل من يتوسم فيه الاستجابة للدين، فكان أول من أسلم من الذكور أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومن النساء زوجته خديجة.
وكانت روح النبي الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) مهيّأة من جميع الجهات وبصورة كاملة لتلقّي السرّ الاِلهي ـ النبوة ـ وما لم تكن نفسيته كذلك، فإنّ اللّه تعالى لم يكن ليمن عليه بمنصب النبوة ويختاره لمقام الرسالة، لاَنّ الهدف الجوهري من انبعاث الرسل و الاَنبياء هو هداية الناس وإرشادهم.
فقد قال الاِمام الصادق (عليه السلام): (إنّ اللّه إذااتّخذ عبداً رسولاً، أنزل عليه السكينة والوقار، فكان يأتيه من قِبَل اللّه عزّوجلّ مثل الذي يراه بعينه).
وفسر العلاّمة الكبير الطبرسي ذلك، بأنّ اللّه لا يوحي إلى رسوله إلاّ بالبراهين النيّرة والآيات البيّنة الدالة على أنّ ما يوحى إليه إنّما هو من اللّه تعالى فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزع ولا يفرق.
أمّا بالنسبة إلى يوم مبعثه، فإنّ هناك اختلافاً فيه مثلما اختلف في يوم ولادته، فاتّفق علماء الشيعة على أنّه بُعث بالرسالة يوم 27 من شهر رجب، ونزول الوحي بدأ من هذا اليوم، بينما اشتهر عند السنّة أنّه حدث في شهر رمضان. فهناك فرق في نزول القرآن جميعه على الرسول ونزول الآيات الاَُولى عليه يوم المبعث. فالآيات التي تصرح بنزول القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر المباركة، لا تدل على أنّ يوم المبعث ـ الذي نزلت فيه بضع آيات ـ كان ذلك في الشهر نفسه، لاَنّ الآيات المذكورة الدالّة على أنّ القرآن نزل في شهر رمضان تدل على أنّ مجموع القرآن لا بعضه قد نزل في ذلك الشهر، في حين أنّه لم ينزل في يوم المبعث سوى آيات معدودة. كما أنّ تفسيراً آخر يوَكّد أنّ للقرآن الكريم وجوداً جمعياً علمياً واقعياً، وهو الذي نزل على الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) مرةً واحدةً في شهر رمضان، وآخر وجوداً تدريجياً كان بدء نزوله على النبي في يوم المبعث، واستمر نزوله إلى آخر حياته الشريفة على نحو التدريج. وهو ما قدّمه العلاّمة الطباطبائي من تفسير الميزان. كما أنّ ثمة قولاً آخر ذهب إلى أنّ ابتعاث الرسول بالرسالة في شهر رجب، لا يلازم نزول القرآن في ذلك الشهر حتماً.
وأبرز ما في هذا الموضوع، أنّ الرسالة المحمّدية المباركة، بشّر بها جميع الاَنبياء المتقدّمين زمنياً على خاتم الاَنبياء والمرسلين محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشار القرآن إلى ذلك في آيات كثيرة.
والاَمر الهامّ الآخر، إنّه كان خاتم الاَنبياء والمرسلين، فلا نبي بعده ولا رسالة، حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (أرسلت إلى الناس كافةً، وبي خُتِم النبيّون).
قبسات من أخلاق رسول الله (ص)
عدله بين الأصحاب:
كان(صلى الله عليه و آله) يقسم لحظاته بين أصحابه ، فينظر إلى ذا ، و ينظر إلى ذا بالسوية.
أدبه الرفيع مع جلسائه:
و لم يبسط رسول الله(صلى الله عليه وآله ) رجليه بين أصحابه قط.
أدبه في الاستقبال:
و إن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله(صلى الله عليه وآله) يده من يده ، حتى يكون هو التارك.
جوده و كرمه:
و في ذات يوم فاجأه أحد المشركين ، و شد عليه بالسيف ، ثم قال له: من ينجيك مني يا محمد؟ ،فقال النبي(صلى الله عليه وآله): (ربي و ربك).
فجاء جبرئيل و طرح المشرك على الأرض ، و قام النبي(صلى الله عليه و آله) ، و أخذ السيف ، وجلس على صدره ، و قال: (من ينجيك مني؟) . فقال المشرك : جودك و كرمك ، فتركه ، و ذهب.
رفقه بالحيوان:
لما سار رسول الله(صلى الله عليه وآله) من المدينة إلى مكة في عام الفتح ، نظر في منتصف الطريق كلبة تهر على أولادها ، و هم حولها يرضعون منها ، فأمر النبي(صلى الله عليه و آله) رجلا من أصحابه ، يقال له جعيل بن سراقة ، أن يقوم عندها ، حتى لا يتعرض لها و لجرائها أحد من الجيش.
إلى هذا الحد كانت رأفة ورحمة نبينا العظيم ، و إلى هذا المستوى الرفيع ، يدعو الإسلام البشرية جمعاء نحو الرفق بالحيوان ، فهذا غيظ من فيض و نزر ، يسير جدا من صور إنسانية شامخة جسدها رسولنا الكريم ، لنا فيها أسوة و لنا فيه قدوة ... ، فما أعظمه من بشر ، و ما أكرمه من نبي كريم.
سنن النبي ( صلى الله عليه وآله )
كثيرٌ من سنن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصبحت مهجورةً ، بل أكثر المسلمين استبدلها بما هو أدنى منها ، قال تعالى : ( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ) ، (البقرة : 61 ) .
و قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَ أَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ، (الأنفال : 27 ) .
فلابد لمن أراد الهجرة إلى ربّه تعالى ، أن يتخلّق بأخلاق الله و رسوله و سنن النبيين و الصالحين .
و قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : ( بعثت بمكارم الأخلاق و محاسنها ) ، فكلّما ازدادت أخلاق المرء كلّما اقترب من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أكثر ، و عليه فلابد من معرفة بعض أخلاقه و سننه ( صلى الله عليه وآله ) ، نذكر منها ما يلي :
سنن النبي ( صلى الله عليه و آله ) في المجتمع الإنساني :
1ـ خافض الطرف ينظر إلى الأرض ، و يغض بصره بسكينة و أدب ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء لتواضعه بين الناس .
2ـ يبادر إلى من لقيه بالسلام و التحيّة لأنّ السلام قبل الكلام ، و هو علامة التواضع ، و للبادئ بالسلام تسعةً و ستون حسنة ، و للرادّ واحدة .
3ـ لا يتكلّم في غير حاجة و مناسبة ، و يتحرّج من الكلام ، كما يتحرّج من الميتة .
4ـ تعظم عنده النعمة ، و لا يذم منها شيئاً ، فيشكر النعم ، و لا يحتقر شيئاً منها مهما كان قليلاً ، و لا يذمّها لأنّها من الله تعالى .
5ـ جلّ ضحكه التبسّم ، فلا يقهقه ، و لا يرفع صوته كما يفعل أهل الغفلة .
6ـ يقول : ( أبلغوني حاجةَ منْ لا يقدرُ على إبلاغ حاجته ) ، حتّى لا يكون محجوباً عن حاجات الناس ، و يقضيها إن استطاع .
7ـ يتفقّد أصحابه .
8ـ يسألُ الناس عمّا في الناس ليكون عارفاً بأحوالهم و شؤونهم .
9ـ لا يجلس ، و لا يقوم إلاّ على ذكر ـ كالاستغفار و التهليل و الدعاء ـ فإنّها كفّارة المجلس .
10ـ يجلس حيث ينتهي به المجلس ، و يأمر بذلك ، فهو أقرب إلى التواضع ، و أبعد عن هوى النفس .
11ـ يكرم كل جلسائه نصيبه ، فلا يكون الإكرام على حساب الآخر .
12ـ من سأله حاجةً ، لم يرجع إلاّ بها أو ميسور من القول ، فإن قدر عليها قضاها له ، و إلاّ أرجعه بكلمة طيّبة أو دعاء أو نصيحة أو إرشاد .
13ـ يترك المراء ، و المراء هو الطعن في كلام الآخرين بقصد التحقير و الإهانة و لإظهار التفوّق و الكياسة ، و سببه العدواة و الحسد ، و يسبّب النفاق ، و يمرض القلب .
14ـ يترك ما لا يعنيه ، فلا يتدخّل أو يقحم نفسه فيما ليس له .
15ـ لا يقطع على أحد كلامه ، حتّى يفرغ منه .
16ـ يساوي في النظر و الاستماع للناس .
17ـ أفصح الناس منطقاً و أحلاهم ، و كان يقول : ( أنا أفصح العرب ، و إنّ أهل الجنّة ، يتكلّمون بلغة محمّد ) .
18ـ يتكلّم بجوامع الكلم بما يلزم ، فلا فضول مضر ، و لا إيجاز مخل .
19ـ أشجع الناس ، و كان ينطلق إلى ما يفزع الناس منه قبلهم ، وي حتمي الناس به ، و ما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه .
20ـ كثير الحياء ، أشد من العذراء في سترها .
21ـ يبكي حتّى يبتلى مصلاّه ، خشيةً من الله عز و جل من غير جرم .
22ـ يتوب إلى الله تعالى في كلّ يوم سبعين مرّة ، فيقول : ( أتوب إلى الله ) .
23ـ يجالس الفقراء ، و يؤاكل المساكين ، و يصل ذوي رحمه من غير ، أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم .
24ـ يرقع ثوبه ، و يخصف نعله ، و يأكل مع العبد ، و يجلس على الأرض ، و يصافح الغني و الفقير ، و لا يحتقر مسكيناً لفقره ، و لا ينزع يده من يد أحد حتّى ينزعها هو ، و يسلّم على من استقبله من غني و فقير ، و كبير و صغير .
25ـ ينظر في المرآة ، و ربما نظر في الماء ليتجمّل لأصحابه فضلاً عن تجمّله لأهله ، و قال : ( إنّ الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه ، أن يتهيّأ لهم ، و يتجمّل ) .
26ـ ما خُيّر بين أمرين إلاّ أخذ بأشدّهما ، ترويضاً لنفسه على مخالفة الهوى ، و ركوب المصاعب .
27ـ ما أكل متّكئاً قط ، حتّى فارق الدنيا ، تواضعاً لربّه تعالى .
28ـ إذا أكل أكل ممّا يليه ، و إذا شرب شرب ثلاثة أنفاس ، فيشرب أوّلاً ثمّ يحمد الله تعالى ، و يتنفّس ، يفعل ذلك ثلاث مرّات .
29ـ كان يمينه لطعامه ، و شماله لبدنه ، و كان يحب التيمّن في جميع أموره .
30ـ إذا حدّث بحديث تبسّم في حديثه .
31ـ أكثر ما يجلس تجاه القبلة .
32ـ كان لتواضعه ، يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة ، فيضعه في حجره إكراماً لأهله ، و ربما بال الصبي ، فإذا انصرف القوم غسل ثوبه .
33ـ لا يدعُ أحداً يمشي معه إذا كان راكباً ، حتّى يحمله معه ، فإن أبى قال : ( تقدّم أمامي و أدركني في المكان الذي تريد ) .
34ـ إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيّام سأل عنه ، فإن كان غائباً دعا له ، و إن كان شاهداً زاره ، و إن كان مريضاً عاده .
35ـ خدم أنس النبي ( صلى الله عليه وآله ) تسع سنين ، فلم يقل ( صلى الله عليه وآله ) له أبداً : هلاّ فعلت كذا ؟ ، أو لمَ فعلتَ كذا ؟ ، و لا عاب عليه شئ قط .
source : http://www.abna.ir/data.asp?lang=2&Id=162637