عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

الشباب لهم حقوقهم

الشباب لهم حقوقهم

كان الإمام× يومها حاكماً على دولة مترامية الأطراف تمثل اليوم مساحة الشرق الأوسط فذهب مع قنبر ذات يوم إلى السوق فاشترى قميصين بخمسة دراهم فأعطى أغلاهما إلى قنبر وأخذ الآخر؛ فقال قنبر: يا أمير المؤمنين أنت خليفة وترقى المنبر فخذ هذا القميص.

فقال الإمام×: >وأنت شاب ولك شرخ الشباب ولقد سمعت حبيبي رسول الله× يقول ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تطعمون، ولما ارتدى قميصه إذا فيه زيادة في كمّه فقال للشاب البائع. قطعه فقطعه وقال للإمام دعني أخيطه لك فقال الإمام× دعه فالأمر أسرع من ذلك<([1]).

وصاياه الإدارية

عن عبدالرحمن بن سليمان عن الإمام جعفر بن محمد الصادق× قال: >بعث علي× مصّدقاً (جابي الصدقات) من الكوفة إلى باديتها فقال (يوصيه): >عليك يا عبدالله بتقوى الله، ولا تؤثرن دنياك على آخرتك، وكن حافظاً لما ائتمنتك عليه راعياً لحق الله حتى تأتي نادي بني فلان، فإذا قدمت عليهم فانزل بفنائهم من غير أن تخالط أبنيتهم، ثم امض إليهم بسكينة ووقار حتى تقوم بينهم فتسلّم عليهم ولا تخدع بالتحية لهم (لا تنقص فيها) فتقول: يا عباد الله أرسلني إليكم ولي الله لآخذ منكم حق الله، فهل لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليّه؟ فإن قال قائل: لا؛ فلا تراجعه، وإن أنعم لك منعم (أي قال: نعم) فانطلق معه من غير أن تخيفه ولا تعد إلاّ خيرا حتى تأتي ماله فلا تدخله إلاّ بأذنه، فإن أكثره له، وقل له: يا عبدالله أتأذن لي في دخول ذلك: فإن أنعم (قال: نعم) فلا تدخله دخول المسلّط عليه ولا عنيف به واصدع المال صدعين فخيّره أي الصدعين شاء فأيهما اختار فلا تتعرض له، واصدع الباقي صدعين (نصفين) فلا تزال حتى يبقى حق الله في ماله فاقبضه، فإن استقالك فأقله ثم اخلطها ثم اصنع مثل الذي صنعت حتى تأخذ حق الله في ماله، فإذا قبضته فلا توكل به إلا ناصحاً، مسلماً مشفقاً أميناً حافظاً غير معنف بشيء منها ثم أحدر (أرسل وأسرع) ما اجتمع عندك من كل ناد إلينا نضعه حيث أمر الله به فإذا انحدر بها رسولك فأوعز (أخبره وأمره) إليه إلاّ يحولنّ بين ناقة وفصيلها ولا يفرّقنّ بينهما ولا يمصر (حلب جميع ما في الضرع) لبنها فيضرّ ذلك بفصيلها، ولا يجهدنها ركوباً وليعدل بينهن في ذلك وليوردها كل ماء يمرّ به ولا يعدل بهن عن نبت الأرض إلى جواد الطرق في الساعات التي تريح وتعنف (السير الشديد) وليرفق بهنّ حتى يأتينا بأذن الله سماناً  غير متعبات ولا مجهدات، فيقسمن على كتاب الله وسنّة نبيه فإن ذلك أعظم لأجرك وأقرب لرشدك فينظر الله إليها وإليك والى جهدك ونصيحتك لمن بعثك وبعثت في حاجته، وإن رسول الله’ قال: ما نظر الله إلى ولي يجهد نفسه لإمامه بالطاعة والنصيحة إلاّ كان منا في الرفيق الأعلى<([2]).

امرأة في قارعة الطريق

وجاء في الأخبار عن الإمام الباقر×: >إن علياً أمير المؤمنين× رجع إلى داره في وقت القيظ فإذا امرأة قائمة تقول: إن زوجي ظلمني وأخافني وتعدّى عليّ وحلف ليضربني. فقال×: >يا أمة الله أصبري حتى يبرد النهار ثم أذهب معك إن شاء الله.

فقالت: يشتدّ غضبه وحرده عليّ.

فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول: لا والله أو يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع. أين منزلك؟ فمضى إلى بابه فوقف فقال: السلام عليكم فخرج شاب، فقال علي×: يا عبدالله اتق الله فإنك قد أخفتها وأخرجتها. فقال الفتى: وما أنت وذاك؟ والله لأحرقنها لكلامك.

فقال أمير المؤمنين×: >آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر؛ تستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف؟ (وفي الأثناء) أقبل الناس من الطريق و(هم) يقولون: سلام عليكم يا أمير المؤمنين، فسقط الرجل في يديه؛ فقال: يا أمير المؤمنين أقلني في عثرتي فوالله لأكوننّ لها أرضاً تطأني، فأغمد علي سيفه فقال: يا أمة الله أدخلي منزلك ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه<([3]).



([1]) الغارات: 1/65؛ بحار الأنوار: 100/93 باب1 ح9.

([2]) الغارات: 1/75؛ مستدرك الوسائل: 7/68 باب 12 ح7670.

([3]) المناقب: 2/106؛ مستدرك الوسائل: 12/337، باب 40 ح14223؛ بحار الأنوار: 41/57 باب 105 ح7.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الامام السجاد عليه السلام
وصايا الإمام الصادق ( عليه السلام )
إضاءاتٌ هادية من كلمات الإمام الباقر عليه ...
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الثاني
أدب الحوار.. عند الإمام الرِّضا عليه السلام
متى يكون حبّ المعصومين (عليهم السلام) قيّما
عيد الغدير الأغر
السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
الوقفة الثانية سند هذا الحديث
على هدى كربلاء:

 
user comment