عربي
Thursday 2nd of May 2024
0
نفر 0

مقتطفات من أخلاق سيدنا علي بن موسى الرضا

مقتطفات من أخلاق سيدنا علي بن موسى الرضا×

عن إبراهيم بن العباس قال: ما رأيت أبا الحسن الرضا× جفا أحداً بكلامه قط وما رأيت قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدَّ رجليه بين يدي جليس له قطُّ، ولا اتكأ بين يدي جليس له قطُّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطُّ، ولا رأيته تفل قطُّ، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قطُّ، بل كان ضحكه التبسم.

وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه حتّى البوّاب والسائس، وكان× قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوَّلها إلى الصبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، ويقول: ذلك صوم الدَّهر، وكان× كثير المعروف والصدقة في السرِّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقوه.

وعن الهروي قال: جئت إلى باب الدار التي حبس فيها الرضا× بسرخس وقد قيّد فاستأذنت عليه السجّان فقال: لا سبيل لكم إليه، فقلت: ولم؟ قال: لأنّه ربّما صلّى في يومه وليلته ألف ركعة وإنّما ينفلت من صلاته ساعة في صدر النهار، وقبل الزوال، وعند اصفرار الشمس فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلاّه يناجي ربّه، قال: فقلت له: فاطلب لي في هذه الأوقات إذناً عليه، فاستأذن لي عليه فدخلت عليه وهو قاعد في مصلاّه متفكّر البر.

عن أحمد بن عليّ الأنصاري قال: سمعت رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص علي بن موسى الرضا× من المدينة وأمرني أن آخذ به على طريق البصرة والأهواز وفارس، ولا آخذ به على طريق قم وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه فكنت معه من المدينة إلى مرو فوالله ما رأيت رجلاً كان اتقى لله منه ولا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته ولا أشدّ خوفاً لله عز وجل.

وعن معمر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرضا× إذا أكل أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته، فيعمد إلى الطعام ممّا يؤتى به فيأخذ من كلّ شيئاً فيوضع في تلك الصحفة، ثمَّ يأمر بها للمساكين، ثمَّ يتلو هذه الآية {فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} ثمَّ يقول علم الله عزّ وجلّ أن ليس كلُّ إنسان يقدر على عتق رقبة، فجعل لهم السبيل إلى الجنّة [بإطعام الطعام]([1]).

وعن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن معمر مثل هذا الحديث([2]).

عن أحمد بن عبيدالله، عن الغفاريّ قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولى رسول الله’ يقال له فلان عليّ حقّ فتقاضاني وألحَّ عليَّ فلمّا رأيت ذلك صلّيت الصبح في مسجد رسول الله’ ثمَّ توجّهت نحو الرضا× وهو يومئذ بالعريض، فلمّا قربت من بابه فإذا هو قد طلع على حمار، وعليه قميص ورداء فلمّا نظرت إليه استحيت منه فلمّا لحقني وقف فنظر إليَّ فسلّمت عليه وكان شهر رمضان فقلت له جعلت فداك لمولاك فلان عليّ حق وقد والله شهرني ـ وأنا أظن في نفسي أنه يأمره بالكف عني ـ والله ما قلت له: كم له عليّ ولا سميت له شيئاً فأمرني بالجلوس إلى رجوعه.

فلم أزل (أنتظر) حتى صلّيت المغرب وأنا صائم فضاق صدري وأردت أن انصرف، فإذا قد طلع عليّ حوله الناس، وقد قعد لو


السؤّال (جمع السائل) وهو يتصدّق عليهم فمضى فدخل بيته ثم خرج فدعاني فقمت إليه فدخلت فجلس وجلست معه فجعلت أحدثه  عن ابن المسيب وكان أمير المدينة وكان كثيراً ما أحدثه عنه فلما فرغت قال: ما أظنّك أفطرت بعد؟ قلت؟ لا فدعا لي بطعام فوضع بين يدي وأمر الغلام أن يأكل معي فأصبت والغلام (والغلام معي) من الطعام فلما فرغنا قال: ارفع الوسادة وخذ ما تحتها فرفعتها فإذا دنانير فأخذتها ووضعتها في كمي وأمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتى يبلغوا بي منزلي، فقلت: جعلت فداك إن طائف ابن المسيب يدور (دوريات الشرطة المسائية) وأكره أن يلقاني ومعي عبيدك. قال: أصبت أصاب الله بك الرشاد، وأمرهم أن ينصرفوا إذا أرددتهم، فلما دنوت من منزلي وأنست، أمرتهم بالانصراف وصرت إلى منزلي ودعوت السراج ونظرت إلى الدنانير فإذا هي ثمانية وأربعون ديناراً وكان حق الرجل (الدائن) عليّ ثمانية وعشرون ديناراً وكان كتب مع النقود ما بقي فهو لك.

وعن عبدالله بن الصّلت عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا× في سفره إلى خراسان فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليا مواليه من السودان وغيرهم، فقلت: جُعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال: مه إنّ الرَّب تبارك وتعالى واحد والأمّ واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.

وعن اليسع بن حمزة قال: كنت أنا في مجلس أبي الحسن الرضا× أُحدّثه وقد  اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال له: السلام عليك يا ابن رسول الله رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك^ مصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة. فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله عليّ نعمة، فإذا بلغت بلدي تصدّقت بالذي تولّيني عنك، فلست موضع صدقة، فقال له: إجلس رحمك الله، وأقبل على الناس يحدّثهم حتى تفرّقوا، وبقي هو وسليمان الجعفريُّ وخيثمة وأنا، فقال: أتأذنون لي في الدُّخول؟ فقال له: يا سليمان قدَّم الله أمرك، فقام فدخل  الحجرة وبقي ساعة ثمَّ خرج وردَّ الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال: أين الخراسانيُّ؟ فقال: ها أنا ذا فقال: خذ هذه المأتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرَّك بها ولا تصدَّق بها عنّي، وأخرج فلا أراك ولا تراني.

ثمَّ خرج فقال سليمان، جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟ فقال: مخافة أن أرى ذلَّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته أما سمعت حديث رسول الله’: >المستتر بالحسنة، تعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيّئة مخذول والمستتر بها مغفور له< أما سمعت قول الأوّل:

متى آته يوماً لأطلب حاجة

 

رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه

وعن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن الوشّاء، قال: دخلت على الرضا× وبين يديه إبريق يريد أن يتهيّأ منها للصلاة فدنوت لأصبَّ عليه فأبى ذلك، وقال: مه يا حسن فقلت له: لم تنهاني أن أصبّ على يدك، تكره أن أوجرُ؟ قال: تؤجر أنت وأُوزر أنا، فقلت له: وكيف ذلك؟ فقال: أما سمعت الله عزّ وجل يقول {فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدا} وها أنا ذا أتوضّأ للصلاة وهي العبادة، فأكره أن يشركني فيها  أحد.

عن أبي حمزة، عن ابن أبي كثير قال: لمّا توفّي موسى× وقف الناس في أمره فحججت في تلك السنة فإذا أنا بالرضا× فأضمرت في قلبي أمراً فقلت: >ابشراً منّا واحداً نتبعه< الآية فمرَّ× كالبرق الخاطف عليّ فقال: أنا والله البشر الذي يجب عليك أن تتبعني، فقلت: معذرة إلى الله وإليك فقال: مغفور لك.

وعن محمد بن عبدالرحمن الهمداني قال: حدّّثني أبو محمد الغفاري قال: لزمني دين ثقيل، فقلت: ما للقضاء غير سيدي ومولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا× فلمّا أصبحت أتيت منزله فاستأذنت لي فلما دخلت قال لي: ابتداءً يا با محمد، قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك، فلما أمسينا أتى بطعام للإفطار فأكلنا، فقال: يا با محمد تبيت أو تنصرف؟ فقلت: يا سيدي إن قضيت حاجتي فالانصراف أحبُّ إليّ قال: فتناول× من تحت البساط قبضة فدفعها إليَّ فخرجت فدنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر، فأوَّل دينار وقع بيدي ورأيت نقشه كانَّ عليه >يا با محمد الدَّنانير خمسون: ستّةُ وعشرون منها لقضاء دينك، وأربعة وعشرون لنفقة عيالك، فلمّا أصبحت فتّشت الدنانير فلم أجد ذلك الدنانير، وإذا هي لا ينقص شيئاً.

وعن الصلت الهروي قال: كنت مع الرضا× لما دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله فلما صار إلى المربعة تعلقوا بلجام بغلته وقالوا: يا بن رسول الله حدّثنا بحق آبائك الطاهرين حديثاً عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين؛ فأخرج رأسه من الهودج وعليه مطرف خز فقال: حدّثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد  عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين سيد شباب أهل الجنة عن أمير المؤمنين× عن رسول الله’ قال: أخبرني جبرئيل الروح الأمين عن الله تقدست أسماؤه وجلّ وجهه: إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، عبادي فأعبدوني وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصاً بها أنه قد دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي، قالوا: يا بن رسول الله وما إخلاص الشهادة قال× طاعة الله وطاعة رسول الله وولاية أهل بيته.

وعن عبدالرحمن الهمداني قال: حدثني أبو محمد الغفاري قال: لزمني دين ثقيل فقلت ما للقضاء غير سيدي ومولاي أبي علي بن موسى الرضا فلما أصبحت أتيت منزله فاستأذنت فأذن لي فلما دخلت قال لي ابتداء: يا أبا محمد قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك، فلما أمسينا أتى بطعام للإفطار فأكلنا فقال: يا أبا محمد تبيت أو تنصرف؟ فقلت: يا سيدي إن قضيت حاجتي فالانصراف أحبُّ إليّ قال: فتناول× من تحت البساط قبضة فدفعها إليَّ فخرجت فدنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر فإذا هي خمسون ديناراً.

وعن الريّان بن الصلت قال: كنت بباب الرضا× بخراسان فقلت لمعمر: إن رأيت أن تسأل سيدي أن يكسوني ثوباً من ثيابه ويهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه، فأخبرني معمر أنه دخل على أبي الحسن الرضا× من فوره ذلك. قال: فابتدأني أبو الحسن فقال: يا معمر لا يريد الريّان أن نكسوه من ثيابنا أو نهب له من دراهمنا؟ قال: فقلت له: سبحان الله هذا كان قوله لي الساعة بالباب، قال: فضحك ثمّ قال: إنّ المؤمن موفّق قل له فليجئني، فأدخلني عليه فسلّمت فردّ عليّ السلام ودعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما إليَّ، فلما قمت وضع بين يدي ثلاثين درهماً.

وعن الصلت الهروي قال: كنت مع الرضا× لما دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء وقد خرج علماء نيسابور في استقباله فلما صار إلى المربعة تعلقوا بلجام بغلته وقالوا: يا بن رسول الله حدّثنا بحث آبائك الطاهرين حديثاً عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين فأخرج رأسه من الهودج وعليه مطرف خز فقال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسن، عن أبيه الحسين سيد شباب أهل الجنة عن  أمير المؤمنين× عن رسول الله’ قال: أخبرني جبرائيل الروح الأمين عن الله تقدست أسماؤه وجلّ وجهه: إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، عبادي فاعبدوني وليعلم من لقيني منكم بشهادة ان لا اله إلا الله مخلصا بها نه قد دخل حصني ومن دخل حصني امن من عذابي، قالوا يا بن رسول الله وما أخلاص الشهادة قال × طاعة الله وطاعة رسول الله وولاية أهل بيته.

وعن عبد الرحمن الهمداني قال حدثني ابو محمد الغفاري قال الزمني دين ثقيل فقلت ما للقضاء غير سيدي ومولاي أبي علي بن موسى فلما أصبحت أتيت منزله فاستأذنت فأذنى لي فلما دخلت قال لي ابتداءً: يا أبا محمد قد  عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك، فلما أمسينا أتى بطعام للإفطار فأكلنا فقال يا أبا محمد تبيت أو تنصرف؟ فقلت يا سيدي إن قضيت حاجتي فالانصراف أحب الي قال: فتناول × من تحت البساط قبضته قدمها الي فخرجت فدنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر فإذا هي خمسون ديناراً.

وعن الريان بن الصلت قال: كنت بباب الرضا × بخراسان فقلت لمعمر: إن رأيت أن تسأل سيدي أن يكسوني ثوباً من ثيابه ويهب لي من ا لدراهم التي ضربت باسمه، فأخبرني معمر أنه دخل على أبي الحسن الرضا × من فوره ذلك، قال: فابتدأني أبو الحسن فقال: يا معمر لا يريد الريان أن نكسه من ثيابنا أو نهب له من دراهمنا؟ قال فقلت له سبحان الله هذا كان قوله لي الساعة بالباب، قال فضحك ثم قال: إن المؤمن موفق قل له فليجئني، فأدخلني عليه فسلّمت فرد علي السلام ودعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما إلي، فلما قمت ضع في يدي ثلاثين درهماً.

وعن البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر × يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، وإنما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيراً فأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلاّ أعطيته ومن سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين ديناراً والكثير إليك، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين ديناراً والكثير إليك إني أريد أن يرفعك الله فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتاراً.

وعن الريان بن الصلت قال: كنت بباب الرضا × بخراسان فقلت لمعمر: إن رأيت أن تسأل سيدي أن يكسوني ثوباً من ثيابه ويهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه، فاخبرني معمر انه دخل على أبي الحسن الرضا × من قدره ذلك قال( معمر) فابتدأني أبو الحسن فقال: يا معمر لا يريد الريان أن نكسوه من ثيابنا أو نهب له من دراهمنا؟ فقلت له: سبحان الله هذا كان قوله لي الساعة بالباب قال(معمر): فضحك(أبتسم) ثم قال: أن المؤمن موفق: قل له فليجئني فأدخلني عليه فسلمت فرد علي السلام ودعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما أليّ فلما قمت وضع في يدي ثلاثين درهماً.



([1]) كتاب المحاسن: ص392.

([2]) انظر الكافي: ج4 ص52.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مدح الارتباط بالأئمة المعصومين (ع)
الرسالة بين الامام والنصير
العلاقة بين أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) وأئمّة ...
علم الامام جعفر الصادق (عليه السلام) باللغات
حياة الإمام علي الهادي (عليه السلام) العامرة ...
كرامات الإمام علي ( عليه السلام )
سخاء الإمام الرضا ( عليه السلام )
المنهج الاصلاحي عند الإمام الصادق(ع)
حديث الثقلين - طرق حديث الثقلين - صحة سند الحديث
كرم الإمام الهادي ( عليه السلام )

 
user comment