أما سند حديث الكساء الشريف فهو في غاية المتانة والصحة بل يعتبر من الأحاديث المتواترة وليس المشهورة بل هو المتواتر القطعي ، ويكفي في ذلك إنّ روايات جمة تزيد على سبعين رواية من طرق أهل السنة تروي هذا الحديث المبارك ،
____________
(1) قص حكمة عصمتية في كلمة فاطمية 14 .
هذا فضلاً عن الطرق الخاصة لاهل المذهب الحق الشيعة الامامية ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فيكفي في رواية هذا الحديث من ناحية السند جابر بن عبدالله الأنصاري الذي روى الحديث بسند معتبر عن لسان فاطمة الزهراء عليها السلام ، حيث يعتبر هذا الصحابي الجليل ـ جابر الانصاري ـ من الذين حملوا سلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حفيده الإمام محمد الباقر عليه السلام ، حيث تروي لنا كتب الرجال أن هذا الصحابي يكفي في وثاقته أنه عاصر الرسول والإمام علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام حتى أدرك الإمام الباقر عليه السلام . فلقد روى لنا التأريخ كيف دخل جابر الانصاري على الإمام الباقر عليه السلام قائلاً له :إن جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرك السلام والتحية والاكرام وقال لي يا جابر ستدرك واحد من أبنائي : إسمه اسمي يبقر العلم بقرا فأبلغه عني السلام .
فتعتبر هذه من الكرامات والمعجزات التي تثبت مدى صدق دعوة النبي وإنه ما ينطق عن الهوي إن هو إلاّ وحي يوحى وأن له شأن مع الله تعالى . اذن حديث الكساء من الاحاديث المؤكده وسنده صحيح معتبر وانه من الأحاديث المستفيضة عند العامة والخاصة .
الوقفة الثالثة
مضامين هذا الحديث المختلفة
قبل كل شيء لابد من التأكيد على مسالة مهمة ألا وهي مسألة عرض أي موضوع يطرح في عالم الإمكان على القرآن والسنة النبوية الشريفة الصحيحة فما كان موافقاً للقرآن الكريم فإنّا نأخذ به وما كان مخالف للقرآن الكريم نضرب به عرض الحائط وهذا ما أكدته الكثير من الروايات في هذا المقام ، وعلى ضوء هذا الأساس سيكون استقراءنا لهذا الحديث المبارك واستجلاء حقائقه على ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة وهذا لا يعني أننّا لابد من ذكر كل الأمور القرآنية التي توافق هذا
الحديث فان هذا سوف يكون بحاجة الى كتاب مستقل في هذا الموضوع وأنما يكون الأمر على ضوء التمعن والتأمل على ضوء المرتكزات القرآنية لدى الإنسان المؤمن .
* فالحديث على كل حال قد رواه المسلمون كافة وبصورة مختلفة وهيئات متعددة ولكن جوهر الحديث واحد : هو أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جمع أهل بيته وألقى عليهم رداء وقال : « اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني مايؤلمهم ... » .
* إنّ حديث الكساء ذو مصداقية كبيرة من خلال توافقه الكبير مع القرآن الكريم وهذا مانجده أثناء تطبيق حقائقه التي يدعو إليها سواء العقائدية أو العلمية أو الروحانية أو المادية مع القرآن الكريم ومضمونه وحقائقه وعليه بعد إثبات ذلك ـ وكما هو مثبوت في محله ـ فإننّا لابدّ من الأخذ به والوقوف معه الوقفة الجلية لنستظهر حقائقه المعصومية .
* هناك مسألة قد أثيرت حول هذا الحديث الشريف وهي هل أنذ هذا الحديث وقضيته والتي كان من مضمونها ان الرسول تغطى بكساء ـ كانت في بيت أم سلمة كما روى ذلك مجموعة من العامة أم في بيت فاطمة عليها السلام ؟
والجواب على ذلك : إن قضية حديث الكساء وماله من الأهمية الكبرى كان في بيت فاطمة عليها السلام وبدلالة الحديث نفسه حيث اننا سلمنا بصحة سند الحديث واستفاضته أيضا فعليه نقول : إنّ هناك قرينة واضحة ومتصلة لا منفصلة في نفس الحديث تؤكد على كون الحديث كان في بيت فاطمة والقرينة هي إنّ الحديث يبدأ بقوله على لسان فاطمة عليها السلام « عن فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت دخل علّي أبي رسول الله في بعض الأيام ... » .
فقولها عليها السلام دخل علّي أبي رسول الله فيه دلالة واضحة على كون دخوله صلى الله عليه وآله وسلم في بيتها لا في بيت ام سلمة أضف الى ذلك دخول الحسن والحسين وأبيهما الأمام علي عليه السلام في بيت أم سلمة لا معنى له ، ثم ماهي الثمرة العملية على هذه المسألة فلربّما يقول قائل سواء كان الحديث في بيت أم سلمة أم في بيت فاطمة عليها السلام مالفائدة في ذلك ؟ فنقول إنّ الفائدة تظهر إنه لو كان في بيت أم سلمة لكان البعض ممن يقول بهذا
القول إنّ العصمة والطهارة والإرادة التكوينية تخص نساء النبي بدلالة بيت أم سلمة ، وان كان عندنا إنّه لا ملازمة فيه فتأمل .
* وفي معرض الكلام حول أم سلمة هناك إشارة لطيفة لمن تمعّن فيها وتأمل حيث تظهر من خلال حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعدم قبوله أم سلمة بالدخول تحت الكساء وعدم إعطائها الإذن في ذلك حيث الإشارة تدل على الرسول قال لها إنّك على خير ولم يطردها ولم يأذن لها بالدخول تحت الكساء ، وهذا فيه دلالة واضحة من خلال استظهار كلمة ـ إنّك على خير ـ إنّها سوف تكون عاقبة أمرها إلى خير وإنّك الآن فعلاً على خير وإنه سوف يكون مآل حياتك الى العاقبة الحسنة وهذا بخلاف ما نجده في بعض نساء النبي اللواتي خرجن على إمام زمانهّن .
* « دخل عليّ أبي في بعض الأيام فقال ... » في الحديث أنّ فاطمة هي الملجاً لأبيها فاذا شعر بضعف أو ألم أسرع إلى فاطمة حيث يجد عندها الراحة والطمأنينة والهدوء لأن النظر الى فاطمة يمسح الهموم والأحزان من قلب النبي كما كان الإمام علي عليه السلام يقول : إذا نظرت الى فاطمة إنجلت عني الهموم والأحزان ... وإلاّ لماذا لم يذهب النبي الى إحدى زوجاته علما بأن الرجل يشعر بالسكن لدى زوجته حيث يقول القرآن الكريم ( خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) ، ويقول الله تعالى : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهنّ ) ، فلماذا لم يذهب النبي الى واحدة من زوجاته وإنّما ذهب الى الزهراء ؟ والجواب أنّ فاطمة كانت أم أبيها ... وكان يشعر بالدفء والراحة عندما يزور الزهراء ، بل يتزود بالطاقة والحنين حيث يرى فاطمة عليها السلام ولذلك نجد أن التأريخ الإسلامي يروي لنا أنّ آخر من يودع النبي في غزواته وسفره هي فاطمة وأول من يمّر عليه بعد رجوعه من سفره خارج المدينة هو بيت فاطمة عليها السلام .
* « إني أجد في بدني ضعفاً فقلت له أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف » ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا القول ولم يقل أني أجد في روحي ضعفاً أو فكري وهذا خلاف ما إتهمه بعض المشركين بأنّه شاعر مجنون ... إنّما هو ضعف بدني أصابه نتيجة الاجهاد والمثابرة على العمل فهو يقول لها : أني لأجد في بدني ضعفاً وهي تقول له : أعيذك بالله
يا أبتاه من الضعف أي انها أعاذت أباها بالله العلي العظيم من الضعف وإن لا يصيبه الضعف لأن العالم كله بحاجة الى هذه الطاقة الجبارة الخلاقة التي تنضج رحمة وتتفجر خيراً وعطاءً .
* « يال فاطمة إيتيني بالكساء فغطيني به فأتيته بالكساء اليماني فغطيته به وصرت أنظر إليه وإذا وجهه يتلألأ كأنّه البدر في ليلة تمامه وكماله » .
والسؤال المطروح حول هذا المضمون من هذه الفقرة : هو لماذا طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كساء يتغطى به ... لماذا لم يطلب شيئاً آخر كالطعام أو الشراب ؟ لماذا طلب ذلك الكساء ؟ وماهي المناسبة التي جعلت وجهة يتلألأ نوراً كأنه البدر في ليلة تمامة وكماله ؟
إن المناسبة هي تلقي الوحي فهناك عدة شواهد تأريخية تنقل لنا كيفية تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم أثناء تلقيه الوحي ، أمّا لماذا طلب الكساء اليماني فذلك ليجمع أهل بيته ويركز عليهم دون غيرهم ، وأنّهم المحور الأساس الذي تدور عليه ولاية الله تعالى ، وأنهم المرتبطين بشأن نزول الوصي أثناء تغطيتهم بالكساء لتكون آية التطهير النازلة وإرادة السماء فيهم عليهم السلام ، اذن فالكساء إنّما جاء للعصر ... وليس لشيء آخر كما حديث يوم المباهلة حيث ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يخرج معه إلاّ هؤلاء الذين هم تحت الكساء بالإضافة إلى أنه أراد تأكيد الوصية وصية الغدير .
* « إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول ... » .
وحديث الكساء فيه تصوير رائع لجمال أهل البيت وطيبة رائحتهم فإنها رائحة طيبة تعبق الشذى .. وأكثر من ذلك فقد كانت صبات عرق الرسول تتفوح بالعطر كما كان عطر الزهراء ورائحتها عطر الجنّه .. والرسول كان يشم فاطمة ويقول كلما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة إبنتي فاطمة ، « ريحانة أشمها وتشمني » .
* ويظهر الحديث أدب الكلام والمحادثة مع النبي وأدب المعاملة مع أهل البيت بعضهم من بعض في وقوف كل واحد أمام الكساء وطلب الإذن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم جواب النبي له وهكذا تجري فصول هذا الحديث المقدس وفاطمة ترقبه وتسجله ثم تجيئ به في النهاية لإكمال المشوار .
* وتقول الزهراء لما إكتملنا جميعاً تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء ـ وهذا يعني أنهم خمسة أصحاب الكساء لاينقصون ولا يزيدون .. بل هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها .. خمسه لا غير أبي قبل دخول فاطمة لم يكتمل النصاب بعد ولم يكتمل العدد بعد والقول « إكتملنا جميعاً » يشير إلى أنهم خمسة أصحاب الكساء ودعاء الرسول لهم هو تسديد من السماء لأنّ الرسول لا ينطق عن الهوى إنه إلا وحيّ يوحى . * قولها عليها السلام : أوحى الله إلى ملائكته وسكان سماواته ... وهذا الحدث بحد ذاته يجعل فاطمة في أعلى قمة في الوجود الامكاني وبالاضافة إلى أنه يكشف لنا عن حقيقة أهل البيت وانه لولاهم لما خلق الله الأكوان والأفلاك .
* وحديث الكساء حينما نعرضه على الميزان الفكري للإسلام وأساسياته فإنه نجد ان الحديث يسير تماماً مع القرآن الكريم وليس فيه خرق ولا تجاوز عن أساسيات القرآن الكريم ، فهم عليهم السلام عدل القرآن وعلى أساس ذلك يكون عدل القرآن معصوم ومحفوظ كما أنّ القرآن معصوم ومحفوظ ، اذن يكون كل شيء في حديث الكساء هو معصوم من الخطأ والزلل وذلك لكون راوي الحديث ومثبته هو معصوم عن الخطأ والزلل ، وهي فاطمة عليها السلام .
* وهناك مسألة مهمة تعرض لها حديث الكساء وهي أنّ جبرئيل يسأل من الله تعالى ويقول يا رب ومن تحت الكساء ؟
وربما أراد بذلك ـ جبرئيل ـ وعبر أنتقال هذا الحديث المبارك عبر الأجيال إلينا أن يؤكد على شرافة أصحاب الكساء وأنهم من الله تعالى يستمدون عصمتهم وقداستهم وتربيتهم . والملفت للنظر عندما يجيب الله تعالى عن أسماء أصحاب الكساء يقول هم فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ، ولم يقل مثلاً هم رسول الله وعلي وفاطمة ... كل ذلك للتأكيد على محورية فاطمة الزهراء عليها السلام بالنسبة لأهل بيت النبوة وأنّها القطب المركزي لدائرة أهل البيت عليهم السلام .
* ويشير حديث الكساء الى نزول جبرئيل الى الأرض بعد معرفة اصحاب الكساء والتشرف في خدمتهم وطلب الأذن من الله تعالى في الدخول تحت الكساء
وكذلك يظهر من الحديث أن الله ورسوله قد أعطوا الأذن لجبرئيل وذلك لكونه معصوم من الخطأ والزلل بالعصمة الربانية الذاتية فلذلك لا ضير أن يكون معهم تحت الكساء لأنه لا يختلف عنهم من جهة العصمة وهذا بخلاف أم سلمة رضوان الله عليها .
* وهناك إشارة لطيفة في الحديث حيث قال الله تعالى هم فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ولم يقل وأبنيها ونحن نعلم ان الذي كان تحت الكساء الحسن والحسين وربما أراد بذلك الصلب والذرية الطاهرة للأئمة عليهم السلام وأنهم سوف يكونون أيضاً معصومون وامتداد لأصحاب الكساء * ويأتي سؤال الإمام علي عليه السلام عن الفضل والأجر لهذا الجلوس تحت الكساء ؟ وفضل ذكر هذا الحديث وماله من الأهمية ؟ حيث بين هذا الجواب الذي يظهر من الحديث أنه ـ أي الحديث ـ غذاءاً للروح والعقل والقلب والبدن معاً ، إذ أن حاجات الإنسان محدودة كالطعام والشراب واللباس فكمية منها معينة تصل بالإنسان إلى حد الاكتفاء والارتواء والشبع .
أما حاجات الروح والعقل فهي بلا حدود كالصلاة والعلم والتفقه ، فغن الروح تبقى في حالة فهم إلها كلما نهلت منها شعرت باتها بحاجة إلى المزيد منها .
لذلك سأل الإمام علي ولذلك كان جواب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ففي المرة الاولى كان جواب الرسول الأعظم تحديد لحاجات العقل والروح والنفس « نزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة وإستغفرت لهم » . أما في المرة الثانية فقد كان في جواب النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحديداً لحاجات الجسد « وفيهم مهموم إلاّ وفرج الله همه ولا مغموم إلاّ وكشف الله غمه ولا طالب حاجة إلاّ وقضى الله حاجته » . فتفريج الهموم وكشف الغموم وقضاء الحاجات إنما هي حاجات جسدية بينما الرحمة وإحاطة الملائكة والإستغفار إنما هي هموم عقلية وروحية ونفسية .
* ويكشف الحديث عن السعادة والفوز والنصر والظفر في الحياة .. لأنّ الذي يمشي في خط أهل البيت لابد أن ينتصر ويظفر لا محالة ولو بعد حين .
* ويقول الحديث أنه ما ذكر في حفل فيه جمع ولم يقل على فرد واحد . وهي إشارة رائعة إلى أهمية تنظيم المجتمع وتكثير المجالس التي يذكر فيها أهل البيت عليهم السلام .
لأن الإمام الصادق عليه السلم يقول تجلسون وتتحدثون ... أحيوا أمرنا فإني أحب تلك المجالس ... والمجلس الذي يذكر فيه هذا الحديث هو قطعاً مجلس في الخير والصلاح ورضوان الله .. لأنك تذكر قوماً ما عصوا الله طرفة عين أبداً ، وقد ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي : « ... أو لعلك رأيتني مجالس البطالين فخذلتني » يقول من ترك الاستعماع من ذوي العقول مات عقله لأن الإبتعاد عن مجالس العلم والعلماء يؤدي الى الخذلان ، « أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني » .
* وحديث الكساء يشير الى الأمور والمسائل العلمية التي وافقت القرآن الكريم كالأرض المدحية والسماء المبنية والقمر المنير والشمس المضيئة وهي من الحقائق المطابقة للواقع واللقرآن الكريم . هكذا يقرأ الحديث وهكذا يفهم جواب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الأسئلة التي وردت في الحديث عن لسان الإمام علي عليه فلعل الإمام علي عليه السلام أراد من خلال طرحه وكذلك ربط حديث الكساء بهموم الناس وحوائجهم حتى لا يبقى مجرد حديث فحسب نقرأه من أجل معلومة نعلمه أو من أجل حديث نتعرف إليه واذا كان الأمر كذلك فما أجدرنا ونحن نقف مع هذا الحديث ان نستغل هذه المضامين ونعيشها بعقولنا وأرواحنا ونفوسنا لكي نجعل من هذا الحديث المبارك حسنة لنا فنصلح به أحوالنا ونقوّم أخلاقنا ونثبت عقائدنا الصحيحة ونربي أبناءنا تربية صالحة لا سيما أن أهل البيت ليسوا بعيدين عنا وطقوسنا ليست جامدة أو فارغة بل هي طقوس هادفة الى تربيتنا تربية إسلامية حقة .