(التفهم) و(التفاهم) هو مايبنغي أن نبحث عنه في التعاطي مع الشباب (فتياناً وفتيات), هل يوجد في بيوتنا هذا الاسلوب من التعامل المخلص والودود؟
عشنا – إذن – وعاش ابناؤنا سعداء.
هل السائد في مدارسنا ومنتدياتنا ومعاهدنا أسلوب الانفتاح على الشباب – الأمل, والشباب – الطموح, والشباب – الثقة, والشباب – الحيوية, والشباب – الايمان؟!
إذا كان ذلك, فإننا نكون قد أعطينا الأمانة الثمينة باليد النظيفة الامينة.
وبعد.. فنحن لسنا مع الشباب – التهور, والشباب – الانفلات, والشباب – الضياع, والشباب – التخنث, والشباب – المتهلك والمجتر لكل مايقدم له من بضاعات حتى وإن كان زمنها قد نفد منذ مدة..
إننا مع الشباب – الرسالة, والشباب – الانفتاح على العصر بوعي وبصيرة, والشباب – البناء والتطوير, والشباب – المل والطموح, والشباب – الواقع الحي المتحرك.
أن مرحلة الشباب بما تمثله من الموقع الوسط بين مراحل الحياة الاخرى, هي مرحلة الوعي والادراك والرشد, وإلا كيف يحمل الشارع المقدس الشاب (فتى أو فتاة) مسؤولية التكليف الشرعي بما ينطوي عليه من تعقل وامتثال وإثابة وعقوبة, إذا لم يكن الشاب مؤهلاً لتحمل المسؤولية, وأية مسؤولية ؟ مسؤولية الاستخلاف والاعباء الشرعية التي تضع الشاب في مصاف سائر المكلفين سواء بسواء, حيث سيقفون جميعاً في ساحة الجزاء يحاكمون لا على اساس أن هذا شيخاً وهذا شاب وإنما على إعتبار أنهم مكلفون على حد سواء.
فنحن ننسى أو نتناسى – أحياناً – أن المرحلة التي تسبق البلوغ أو التي تعد له هي مرحلة التمهيد والتوطئة للدخول في عالم الشباب دخولاً هيناً وبلاضجة أو عقد, فهناك فرق بين من يدخل هذا العالم معصوب العيون يجد كل ماحوله غريباً ثقيلاً, وبين من يلج ابوابه وقد سبق له ان طرقها خفيفة, وتجول في بعض انحائه متعرفاً على معالمها العامة.. إنه الفرق بين من تأقلم مع الاجواء وبين من راح يدشنها لأول وهلة..
source : البلاغ