عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

هل ينبغي على القادة كشف عثراتهم؟؟

هنالك الكثير من المواقف التي تدفع القادة إلى إبراز أنفسهم أمام أتباعهم بمظهر الرقم 1 في مجال عملهم، و تأكيد أن الفشل والخطأ لا يكاد يعرف طريقاً إليهم.
و كلنا يحب مؤازرة القادة الذين يبدون على الدوام حازمين وواثقين في صحة خطواتهم و نجاحها، و لكن عندما يفشل القادة أو يخطئون فهل عليهم الكشف عن أخطائهم أو البوح بنقائصهم؟
- الاعتراف بالخطأ تعليم و ليس إعلاماً:
في إحدى الدورات التدريبية سأل أحدهم المدرّب الشهير جون ماكسويل السؤال التالي: "إذا كنتُ قائداً فهل ينبغي عليّ كشف عثراتي و نقائصي؟ ألا يمكن لإظهارِ القائد بمظهرٍ سلبي أو منحدرٍ عن القمة أن يؤدي إلى زعزعة احترامه و سلطته في المنظّمة؟".
كان جواب المدرّب سؤالاً آخر مليئاً بالاستغراب: هل تعني يا سيدي أنّك تظنّ أن تابعيك يمكن ألاّ يعرفوا بما لديك من نقائص أو بما ترتكب من أخطاء؟ إنّهم يتعاملون معك كلّ يوم و مع ذلك لا يمكنهم رؤية أخطائك؟
يا إلهي! ما أشدّ بساطتي إذا تخيّلت أن أعضاء فريقي لا يعرفون عثراتي و نقائصي!
إعلان القائد عن أخطائه هو ليس لتعريف تابعيه بها فهم سيعرفونها عاجلاً أم آجلاً، بل هو لتسريع نقل التجربة، وضمان نقلها بأسلوب صحيح بنّاء، ولتعريفهم بمعدن القائد والبرهنة على أن مزاياه الكثيرة المكتومة تجعله لا يخشى الأخطاء والنواقص المنشورة، وللتأكيد على أنّ من يعلن أخطاء نفسه سوف يتفهّم أخطاء الآخرين ولكنه في الوقت ذاته لا يمكن أن يتقبّل تستيرها أو التهاون بتكرارها أو التقصير في إصلاحها.
- إعلان القائد عن أخطائه ليس احتراماً لتابعيه و حسب بل هو احترام لنفسه أوّلاً:
إن أحد أهم الدروس التي تعلّمتها كقائد هو المسارعة إلى الإقرار بأخطائي. أجل إنّ كبريائي كثيراً ما كان يصعّب الأمر عليّ و يعرض أمامي الكثير من الحجج القويّة للإحجام عن الإقرار بالخطأ و لكنني كنت أمضي إلى مشاركة التجربة مع أعضاء فريقي بالرغم من ذلك، و كان لتلك المشاركة تأثيرٌ هائل.
لقد رأى الجميع فيّ قدوةً حسنة وأصبح إعلان الأخطاء برهاناً على الشفافية و دليلاً على التواضع و حسن النوايا، و فرصةً للتحليل والتصحيح و ليس للانتقاد و التجريح.
إنّ منافع إعلان القائد عن أخطائه لا تكاد تحصى و لعلها يمكن أن تختصر في تحسين علاقات و أجواء العمل من خلال بناء الثقة وتعزيز روح المسؤولية لدى الجميع.
عندما ترتكب خطأك التالي لا تخف! بل أبشر فهذه فرصةٌ جديدة لتعلّم نفسك وتعلّم الآخرين.


source : البلاغ
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السيد محسن الأمين العاملي ( قدس سره ) ( 1284 هـ ـ 1371 ...
المرأة في القرآن
مدير قناة الجزيرة في باكستان عضو في القاعدة ...
ربط الطفل بالسلف الصالح
إصدار كتاب "المنهج الحق كتاب الله والعترة ...
الإمام الخميني رجل القرن العشرين، ورجل القرن ...
إصدار كتاب "النَّثر الفنِّي في ثورة ...
رجل ضعيف وامرأة قوية .. صراع بين قوتين
ثورة زيد بن علي بن الحسين
اقوال الامام الخميني (ره) أهمية و مكانة الشهادة

 
user comment