إن السؤال، في ظننا، قد جاء متأخرا. فالثقافة الجنسية أصبحت راهنة لدى شلل المراهقين في المدرسة والسينما والشارع. ولا شك أن الطريقة التي يتكلمون بها عن الجنس، والأفلام التي تعرض، تعطي للمراهقين فكرة سيئة عن الجنس. فالشارع هو مصدر مستمر لإعلام خاطئ. والمجلات الخلاعية تخلط بين الإباحية الجنسية والمشاعر الإنسانية، والأصحاب والأصدقاء الذين تفتحوا على الجنس مبكرين، يتكلمون، في أغلب الأحيان، عن تجاربهم بصورة واقعية وخيالية.
ونقول إنه في هذا الميدان، غالبا ما يكون الأهل والأساتذة، لسوء الحظ، هم الأكثر حذرا، وربما تهيبا في الحديث عن الأمور الجنسية.
ففي مسألة الجنس يجب التمييز بين الإعلام والقيم. في البيت نتعلم، معنى القيم بشكل أفضل. هناك، بلا شك، أسئلة يطرحها المراهقون لأجل التحدي وليس لأجل المعرفة الحقيقية. فهنا ليس مطلوبا الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، ولكن ماذا لو كان السؤال مطروحا دون أي خلفية أو نية سيئة؟... وكلما كان باستطاعتنا إعطاء إجابة ملائمة، فلا ينبغي أن نتردد مطلقا، أما بالنسبة إلى الأسئلة الأخرى، فإننا نرجع بها إلى أهل الإختصاص.
إن تشجيع الأهل أبناءهم على المشاركة واجب تربوي، والنقاش المدرسة أو أندية الشباب هدف اجتماعي ضروري. فالإعلام الموضوعي والصريح يشكل عاملا مهما في التوافق بين الأجيال، حيث يجد الراشدون انبعاثا جديدا لثقة المراهقين بهم، وحيث يتحقق المراهقون، بالرغم من فارق السن، أن لا إختلاف بينهم وبين الراشدين.
source : البلاغ